الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استثمار حرب - محرقة إسرائيل- على غزة

سمير دويكات

2009 / 1 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


وضعت الحرب أوزارها بإعلان الأطراف سواء المعتدي أو المعتدى عليه وقف إطلاق النار، مع تحفظنا على المصطلحات ومراميها الصحيحة، وهنا مؤشر قوي جدا على أن الحرب بمفهومها الذي بدأ قبل أكثر من عشرين يوما قد توقفت، وفي جميع الحروب هناك نتائج وتداعيات، ايجابيات وسلبيات، أخطاء وهفوات نجاحات وانتصارات، وعلى الرغم من أن الحرب كانت بشكل مباشر بين إسرائيل الطرف المعتدي وغزة الطرف المعتدى عليه، إلا أن آثارها امتدت إلى ابعد من ذلك حتى يمكن القول أنها كانت عالمية من الناحية السياسية والإعلامية والأخلاقية، وبالرجوع إلى كلمة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الشهيرة " من ليس معنا ضدنا" وحيث أن هناك انسجام واشتراك فعلي لامريكيا في الحرب من خلال المساندة السياسية والإعلامية والعسكرية بإرسال آلاف الأطنان من المعدات العسكرية لإسرائيل، فان هناك أطراف كانت مشتركة بشكل أو بآخر في الحرب، وكما هو المواطن الصالح في هذا العالم الذي انتفض لمبادئ الإنسانية والعيش الحر الكريم، كان هناك المواطن السيئ الذي بنا مستقبله على الدم والقتل والعدوان، لذا ربما القول بأنها حرب اشمل وأوسع بمفهومها المعاصر، وهنا نتوقف عند استثمارات لا بد لنا كفلسطينيين أولا وكعرب وعالم ثانيا من استغلالها وتوظيفها لصالحنا.

أولى، هذه الاستثمارات، ضرورة معرفة أن لا مستحيل تحت الشمس، بمعنى أن إسرائيل ليست بهذه القوة التي يعتقدها البعض، ففي هذه الحرب وجدت معادلة جديدة تكرست لصالح الفلسطينيين وهو أن إسرائيل أصبحت في موقع الدفاع وليس الهجوم وأصبحت راضية بوجود من يكسر إرادتها، فطريقة دخول الحرب والخروج منها ليست لصالح إسرائيل بتاتا فان لم تكن قد خسرت بالمفهوم التقليدي فإنها لم تربح وقتل الأبرياء وهدم البيوت والمساجد والمدارس ليست بشجاعة بل أن معظم عدوان إسرائيل كان ضد المحظورات وفقا لأحكام القانون الدولي ولم تتجاوز نسبة الممكن لها سوى نسبة لا تتجاوز أصابع اليد.

ثانيها، أن إسرائيل أفلست إعلاميا وأخلاقيا، فالإعلام الذي غطى الحرب كان على مستوى متقدم وقد رصد كافة الانتهاكات وسقطت من خلاله كافة المبادئ التي خدعت إسرائيل فيها العالم اجمع لأكثر من ستون عاما، وهناك تعاطف شعبي عربي وعالمي غير محدود مع القضية الفلسطينية.

ثالثهما، انه وللأسف لدى البعض سقطت كافة الادعاءات بان إسرائيل يمكن أن تكون دولة سلام ويمكن إبرام اتفاق سلام معها، بل عادت النظريات القديم وأهمها "أن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" وهذا بتاتا ليس في صالح إسرائيل نفسها.

رابعهما، وهو لنا كفلسطينيين ضرورة التوحد وبناء جبهة وطنية على أساس القوانين الفلسطينية وأهمها القانون الأساسي وقوانين الانتخابات، ويمكن الاتفاق على الأسس والعمل عليها بأسرع ما يمكن، بعيدا عن الإرهاصات السياسية، فاستثمار الحرب يمكن أن يرد لنا مجد القضية من جديد.

خامسهما، سقوط كافة النظريات الصهيونية وخاصة قولهم بان " العربي الصالح ميت" ونقول لهم كيف لكم أن تقنعوا الأطفال الذين دمرت أحلامهم وقتل أقربائهم بثقافتكم وأنكم لا ترقوا إلى مستوى أكثر من كونكم قتلة وشريرون.

سادسهما، أن هناك حاجة للنظام العربي بضرورة التغيير وخاصة إسقاط خيارات السلام بدون مقابل والبحث في استنهاض طاقات الأمة في الخيارات الأخرى وخاصة استثمار إمكانيات الشباب وسواعدهم والبحث عن الحرية بمفهومها الصحيح.

سابعهما، صمود المقامة وقتالها الشرس، فرض لها أجندة عالمية، يجب استغلالها لأبعد الحدود وهي ليست مقتصرة علينا كفلسطينيين محتلين وإنما للعالم اجمع، فقد سقطت كافة المصطلحات المناهضة لها، وعادت الكلمات إلى مواقعها وأهمها أن المقاومة سبيل للتحرير والعزة وان إسرائيل دولة إرهابية محتلة معتدية لا أكثر.

ثامنهما، وكما نادينا من قبل، يلزم وبشدة إعادة صياغة المنظمة الدولية، واعداتها لرشدها وخاصة صياغة عمل مجلس الأمن وتعيين أمين عام حر ونزيه وشفاف وتفعيل المبادئ التي قام عليها العمل الدولي وخاصة مواثيق حقوق الإنسان.

تاسعهما، ضرورة إيجاد حل لدولة إسرائيل كونها تجردت تماما من الأخلاق وأكدت بلا شك أنها عبارة عن عصابات مارقة وقاتلة، ولا يدين أهلها بأي شيء للإنسانية، وإحالة كل مسؤول فيها للمحاكم الدولية المختصة، وتفكيك نظامها السياسي والعسكري وطردها من الأمم المتحدة، لأنها لم تكن في يوم من الأيام دولة ولن تكون، بل ما هي إلا دولة عنصرية إرهابية.

عاشرهما، أن حجم القتل والدمار الذي حل بغزة وقبلها بالضفة والقدس، وما يزال، يرتب على قادة العالم وشعوبه فرض ووجود حياة كريمة للفلسطينيين ورد حقوقهم لهم وخاصة حقهم في العودة لوطنهم فلسطين، فبدون رد هذه الحقوق ولجم إسرائيل سنشهد حروب أخرى أكثر دمارا واتساعا، وستبقى قلوبها وعقولها على المحك.

أخيراً، هذه بعض الاستثمارات للمحرقة التي يكمن لنا استغلالها، ولكن هناك ضرورة لتفويت الفرصة على إسرائيل من استغلال الحرب لصالحها على نحو آخر، وهناك كذلك استثمارات لم تذكر، لكن يجب أخذها كلها بالاعتبار وتجاوز الخلاف والانقسام والبحث عن قواسم مشتركة للوحدة الوطنية الفلسطينية والقومية العربية، كسبيل أكيد للخروج من ظلمة الأنفاق، لان إضاءة شمعة في ليل غزة خير من نعت الظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شتان ما بين مقالتين
الدكتور صادق الصراف ( 2009 / 1 / 19 - 23:33 )
ألسيد سمير دويكات: أبارك لك هذا التحليل المنطقي و شتان بين مقالتك ومقالة أخرى نشرت في هذا الموقع كان جلها تعبيراً وترديداً لمزاعم الصهيونية والنظم العربية العميلة ومحمود عباس الرئيس الغير شرعي والمنتهية رئاسته قبل بضعة أيام

اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو