الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في( الجابرية1) وحوزة (قم2) تحية الثورة وأزمة الدولة.....!!!!!!

عبد الفتاح بيضاب

2009 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بلغة الفرس كما في العربية ( خانة ) تعني مكان في إيران ( حضارة ـ خانة ) على نحو ما يربو على (2000) عام مضت ، تحتفل بذلك كرمزية في التليد ( بالنوروز) هو رأس السنة في التقويم الفرسي ، وفي الطارف الثورة الإيرانية إحتفالية وطنية لا تقل عن الأضحى والفطر ، ويمتد المهرجان في مؤسسات وحكومات في أقليم ( عرب ـ إسلام ) وليس غريباً ذلك فالعوامل المشتركة بينهما لا تحصى كيف لا !!؟ وهي تمثل نموذج واقع لحالة (تحرر وطني) وعلى وجه الخصوص تعني السودان حيث تشابهت نضالات الشعبين في سبعينات القرن الماضي بإرتباط (محمد رضا بهلوى) شاه إيران (وجعفر نميري) بالإدارة الأمريكية حيث رهن كلاهما ثروات البلاد واقتصادها المصرفي للمؤسسات المالية الأمريكية (وأوغاد) الإستعمار الحديث المتمثلة في البنك وصندوق النقد الدوليين حيث ( النفط في إيران ) والوهمة الكبرى في السودان ( سلة غذاء العالم ) دأب الكساد المالي العالمي في منتصف السبعينات كذا جهة الموضوع ، وناحية أخرى هدف ذات بهلوي (ونميري ) في حماية أنظمة تهالكت وباتت على شفا حفرة من الزوال وأصطفت ضدها معارضة واسعة ولامة لكل الطيف السياسي في إيران والسودان ، كما المنشأ إنقلاب نميري هنا وبهلوي هناك على أنظمة منتخبة ديمقراطية رغم الفروقات النوعية والنسبية بينهما لكن القاسم المشترك هو غاية المستعمر في تشتيت الجبهة الوطنية الديمقراطية حال نضوج الثورة وشروطها ، ولا يهم الشعار المرفوع ونوعية المطروح في شارع الخرطوم أو طهران لكن المهم عند سادة (وول ستريت) ألا يحدث التحول الديمقراطي هنا أو هناك .
نجحت الإدارة الأمريكية أولاً في السودان حيث إستلت الحركة الإسلامية من صفوف الجبهة الوطنية حين أوهمت ( أمريكا ) نظام مايو ( نميري ) بأنه مجدد القرن والمهدي المنتظر حيث كانت إطروحته ( النهج الإسلامي لماذا : !!؟) وثيقة زواج بين الجبهة ونظام مايو 1977م والنضال على أواره الشيء الذي نخر عظم المعارضة السودانية ونضالاتها ، الشيء نفسه تم عشية نجاح الثورة في إيران حيث في ضحى يومها الثاني عمت فوضى ما سمي ( حرب الشوارع ) إستمرت لشهور راح فيها مئات الضحايا من ثوار الجبهة الوطنية والقومية واليسار الإيراني كما فقدت حاشية الخميني ما يقارب 70% من رجالها .
نظرية المؤامرة نجت في الحالتين بالتأشير على حكومة إنتقالية ( سوار الذهب ) و ( شاهبور بختيار ) مما جعل إخماد النيران الثورية وبطء عملية التغيير عاملاً فكك واحدية اللون والطعم الرائحة في ألوان الطيف السياسي وفي حرق المديدة وصب النيران على الزيت إستعلى الخلاف المخبأ في شكل وطبيعة الدولة والدستور وكان سبباً للعداء بين ملايين الجماهير والتي كانت تخرج من خندق واحد تحمل في يمينها صورة ( آية الله الخميني ) وباليسرى رمز القوة الوطنية واللبرالية واليسار ( المصدق ) وهو الذي في 1951 – 1953 جاء لحكم إيران بطريق إنتخابي ديمقراطي كما كان له شرف سبق في إنتهاج طريق اقتصادي لا رأسمالي حيث أمم آنذاك جميع الأنشطة الإقتصادية في جهتي التجارة والإنتاج في مجال النفط ، تماماً على الذي وأكثر حكومة الجزولي سوار الذهب كانت عاملاً لإخماد الثورة والفرقة في قضايا مثل : قوانين سبتمبر 1983م كمعضلة أساس للوحدة الوطنية ، كنس آثار مايو , المحاكمات العادلة لمرتكبي جرائم ترحيل اليهود الفلاشا ، دفن نفايات أمريكية في صحراء العتمور ، محاكمة السفاح نميري على مجازر أبا ود نوباوي ومجزرة يوليو 1971م ومهزلة محاكمة الشهيد محمود محمد طه ، الصراعات حول هذه القضايا أفادت المستعمر في خلافات بين مجمل القوى الوطنية ، هكذا يظل النجاح حليف القوى الإستعمارية ( الرأسمالية ) في قطع طريق الثوار ووحدتهم في مسارات دوماً سالكة معبدة في مرحلة ما بين النضال لإسقاط السلطة الإستبدادية والتوافق حول شكل وطبيعة الدولة لا سيما في السودان وأيران لأن أمر الدولة والدستور محلاً لجدل طويل في إسلاميته أو علمانيته ككمين يجعل من مسيرة التقدم في كليهما نفاجاً للتراجع عن دولة المواطنة المدنية ووحدة القوى الداعية لها ، لأن سوء حظ حركات التحرر الوطني جعل من المرض والمؤامرة عاملاً غيب واضع اساسها النظري كإضافة في نظرية الثورة الماركسية ( لينين ) مما أتاح إنتقال نظرية الثورة في نسختها ( الستلينية ) للعالم العربي بما ضيع مقولة إمكانية الواقع لتحالف وطني عريض يمين ويسار لإنجاز برنامج المرحلة الوطنية الديمقراطية الشيء الذي يلزم تأجيل القضايا الإستراتيجية كأيدولوجيا عند كل قوة سياسية بما يسمح به المكتشف موضوعياً كنتاج لصيرورة التطور في المحاور الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في تحقيق غاية الإستقلال الإقتصادي وبهدف هكذا يتحتم على القوى المعارضة للنظم الإستعمارية المحلية التواضع على برنامج وطني ديمقراطي في محتوى وشكل الدولة لما بعد الظفر بالسلطة . رغم تمايز الآراء حول الثورة الإيرانية بين قادح ومادح في تحليلات تظل مفتوحة وممكنة للاستفادة إلا إن التجربة الإيرانية حققت الكثير من المكاسب لشعبها والإقليم إذ أنها وفرت لشعبها الكثير من الخدمات الأساسية والسلع الشيء الذي جعله يحيا حياة كريمة ، ومكنت من بنى تحتية على أثر إهتمامها بالعلم والبحوث بما في ذلك الصناعة وليس أنصع دلالة على ذلك إلا نشاطها في تخصيب اليورانيوم بما أزعج العدو الأمريكي وهكذا تجاوزت الثورة الإيرانية بعضاً من المتاريس التي وضعت أمامها في مثل حرب العراق والحرب الثقافية في الطعن في صحة ا لدين الشيعي . أيضاً الثورة الإيرانية أبرزت مكاسب للقوى الثورية والوطنية السودانية إذ أنها أبانت نبوءة واستباق اقتراح العصيان المدني والاضطراب السياسي العام كوسيلة ثورية ناجعة في إسقاط النظم الإستبداية وفي هذا يحق للحزب الشيوعي السوداني براعة الاختراع منذ النضال ضد الدكتاتورية الأولى ( عبود) ، يزيد على ذلك إن التجمع الوطني الديمقراطي في تجربة نضاله الأخيرة ضد الإنقاذ وتراكم خبرته النضالية وتحالفاته أنتبه لأزمة ما بعد الظفر بالسلطة ( الصراع حول شكل وطبيعة الدولة ) فالمتفحص للمنفستو غير المسبوق في مقررات وتوصيات مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرا 1995م يبيت على يقين إننا شفينا من تلك العلة فتواضع الجميع على دولة المواطنة المدنية يظل مرتكزاً وإطاراً للنضال ومسيرة الثورة وطبيعة الدولة ، لكنه يصحو على ذات دوران الساقية حيث استغلت الإمبريالية نزوة الجنوح نحو السلطة وصنعت إتفاقية في إحدى الجامعات الأمريكية سميت باتفاقية سلام السودان خرجت منها نيفاشا ، القاهرة ، أبوجا ، اسمرة ، مبادرة الميرغيني ، تراضي الصادق ، مبادرة أهل السودان .. وكأننا يا زيد لا رحنا ولا جئنا .
(1) الجابريه قريه في الشماليه يقول الشاعر حميد (الجابريه تحي الثورة).
(2) حوزة قم مسقط راس اية الله الخميني.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو