الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا حطامكِ فأحمله !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2009 / 4 / 17
الادب والفن



هذا حطامُكِ
فانثريهِ على الملأ
يا زهرةَ الأيام
يا فردوسَنا المفقود
ضاعتْ حقيقتُه ،
وتهشّمتْ قارورة الحبِّ التي نصبوا !
هذا حطامُكِ فاحمليه ،
فثمّةَ من سيعرفُ وجههُ
وثمّةَ من سيبكيه ..
بغداد يا مدينتي الفاتنة ،
المتيّمة بالحرب ،
.....................
مُذ جاءَ المغولُ
وأنتِ لم تبقي لهم صنماً
وتكاثرَ فوق أرضكِ الخصب
كلُّ الأباطرةِ
لكنّهم فرّوا خائبين
بدهاليز أزقّتكِ وبواباتكِ المحصنة :
بالشعر ،
والحبّ ،
والنبل ،
..............
..............
وأنتِ تغتسلينَ بماءِ الذهبِ الصافي
ألقيتِ مفاتيح الزمانِ في دجلة
يوم كان الحبرُ والدمُ
ممزوجاً مع الماءِ
ويوم كان الحبُّ والموتُ يستأنسانِ بالسيف
............
هذا زمانكِ
يا مدينتي الثكلى
................
...............
في صباحاتكِ البهيّةِ
كان الخمارون
يجوبونَ شوارعَكِ الحزينة دوماً
وينثرونَ قصائدَهم
على أرصفةِ تلك الشوارع
التي تبتسمُ لهم جذلا ً،
وكنتِ خلف أسواركِ تذبحين !
......................
يا مدينتي
يا منْ تحطّمتْ أمام نصبِ حريتكِ
كلُّ الوجوهِ الكئيبةِ الحاملةِ للحقد
وعلّقتْ أجسادٌ حتى تعفّنَ لحمُها
متدليّة
من فوق أعوادِ المشانق
تنفض من شفتيها غبار المذابح
فيما النظراتُ الرهيبةُ للمارّة
تطردُ عن تلك الأجسادِ
هذياناتِ الخوف
وترسلهم
إلى القبر!
لم يبقَ الرهانُ عليكِ
بين اليمينِ
وبين اليسارِ
وبين العمائمِ
وبين الدمار
ولم ينلْ من مجدِ تاريخكِ
غير الذين تلطّختْ أيديهم بدماءِ أبنائك
أولئك الذين نحتوا بالحجرِ والماءِ أمجادكِ .
بغداد يا أُمّنا التي ثكلت ،
وأصبحتْ كتلك التي لا ترى دجلة !
هذا حطامُكِ
أيّتها المدينةُ المدلّلة
ها أنتِ مقيّدةٌ وتكابرين ،
فيما معروف ابن عبد الغني البغدادي الرصافي ،
كان أميناً على شارعِ الرشيد ،
ولم يغمضْ له جفنٌ ،
وظلّتْ قصائدهُ الحاميةُ للشارع
من اللصوصِ والقتلةِ على مرِّ السنين ،
لقد استباحوا كلَّ الشوارعِ الآمنةِ في مهدها
وظلّوا يتنقلونَ خلسةً وعلانيةً ،
ليقتلوا فيكِ كلَّ العصافير
التي تغنّت بابتهاجاتكِ وتنهّداتكِ ..
فمن شارعِ الرشيد
إلى شارعِ المتنبي،
ومن شارعِ أبي نؤاس
إلى نصبِ الحريّةِ حيث جواد سليم يقف شامخاً
كانوا ومازالوا بثيابهم الرثّةِ ينثرونَ مفخخاتهم،
ليقتلوا الوردَ فيكِ
ليقتلوا الحبَّ فيكِ
ليقتلوا الفرحةَ في عينكِ
ليقتلوا براءتكِ وضحكاتكِ وتنهداتكِ
ومن نصبِ جواد سليم إلى ساحةِ الطيران
حيث تقعُ جداريةُ فائق حسن
كان العراقيونَ النُجباء يفترشونَ الأرضَ زهوراً،
وكلّ القصائدِ تتغنّى بكِ،
والحدائق تبتسمُ لكِ،
والسماء تضحكُ فوق جبينكِ الغر،
بينما القتلة
كانوا ومازالوا يتربّصونَ بالوقتِ لاغتيالاتكِ المتتالية.
وكنتِ دائماً
(تهلهلين)
يا بغداد
أمّا اليوم فصمتكِ
فاقَ صمت القبور
واستوحش الطريق الى الحرية ..

2009-04-03








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث