الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحة

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2009 / 5 / 13
الادب والفن


صوتٌ من المذياعِ يعلنُ انتهاء الحرب
انسحابُ الموتِ قليلاً للوراء ، شعاراتٌ هنا ، انتصارٌ هناك ..
وجثثٌ ترثي نفسها بنشيدٍ يحتله أزيزُ الطائرات ...
أبحثُ بين الأشلاء عمّا تبقى مني أو منها
وألومها بأنانية :كيف تبعثرها القنبلة وأنا أسكنها ؟ .
لا جواب .

***
نبضٌ من المرآة : يا أنت ، يا سيد الكرب لا تعبس ، غنِّ لنا ما شئتَ من أغاني الغرام،
إنّك الملاكُ بلا ذنبٍ رغم الخطيئة ،
واكتب على القبر أنّي أحببت الغناء
وخبّئ لي في زوبعة النشيدِ عوداً يصنع السكَناتِ والهمسات.

***
مشهدٌ صباحي :
أشربُ الحليبَ كما الصغارِ كما جاءَ في الوصية :
" كن طفلاً عابثاً ونَلْ حظّك ما شئتَ من الهوى".

***
مشهدٌ في المساء :
أشعرُ بالجوعِ وأوبّخُ نفسي أن سمحتْ للغريزةِ أن تُعلن حاجتها ،
وأفكر :تُرى أتناولتْ طعامها أم أنهم هناك قد انتصروا على رغبة الأمعاء ؟
ويمر الوقتُ في الفكرةِ فأنسى ما أريد وأمضي مرةً أخرى ، وحدي .
***
بعد منتصف الليل ، أتكئ على شيءٍ
وأحدهم يُمسك بذراعي ،
لا أعرف السبب..!
تدور برأسي ألف فكرة :
هل اعتقلت بجريمة الحب أثناء الحرب ؟
لربما أقاد إلى المشفى بتهمة الجنون،
إذ ضبطتُ أخاطب حجرا في مقبرة .
أنظر للغريبِ فيبتسم لي ،
أتنفس الصعداء .
فيقول : ما زلتَ فتياً يا بني على هذا
فاستيقظ .
وكأنّي به يقول : نَمْ
فتركته وأوغلتُ في الغياب .

***
صباحٌ جديد
تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحةٍ والأفقُ أسود ليس هنالك شيئا يغيّره
والأرضُ على حالها تصرخ :
لم أعد لكم، لم أعد لكم
كأمٍ غاضبةٍ خذلها أبناؤها ،
رحلوا فبكت أملا أن يعودوا بمآثرٍ تمحو سوادَ الجباهِ المَحْنية في ساحةِ الموت.
***
تنام مدينتنا لا تملك فرحاً لتلبس ثوب انتصارٍ أهدي إليها قسراً
وتخاف أن نُفضي بسرّها المحجوبِ
فينطفئ قنديلٌ آخر في لجّ الهمومِ
وتصمتُ الأشياءُ
كل الأشياء .
لم تَكُنْ تعرفني ،
ماتت في الحرب،
بلا أبٍ هي
بلا أمٍ
بلا أصدقاء !.
طوت صفحتها قانعةً بأنّها لن تُسبب حزناً لأحد.
أسامحها ، لم تكن تعرفني
لكني منذ رحيلها لا أسكن شيئاً في الكونِ سوى حزني
***

صباحٌ أخير :
لا أعرف طريقي جيداً
فأعود للمذياع
لأدرك وزر خطواتي
لم أعد هادئا حالما
أهرب للغناء ليشدَّ أزري :
"صامدون هنا ، صامدون هنا قرب هذا الدمار العظيم "
يُقاطعني صوت المذياع ليبتر مني ثقتي:
لقد انتصر الدم على السيف.
أبتسم بمرارة،
أتذكرُ دماً لم يجفَّ بَعدْ
ومُصطبة بكيتُ عليها طويلاً
وأقول : انتصر الموتُ على الحب
ويظلّ الأفقُ أسوداً ، ولا سماء .














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد