الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذلك الإرث الثقيل-لروح درويش في مرور عام على غيابه

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2009 / 8 / 11
الادب والفن


قل للحياةِ وأنت هناك في البعيد : يا حياة ، كم مرّةً أجهضنا أحلامنا

لنسافر نحو الحقيقة حتى صارت السماءُ بمتناول الأيدي ؟

وحين قيل لك : ستموت هنا هذا المساء ، تزيّنت للزائر القادم ، وهيّأتَ المائدة لاثنين ،
وتزيّنتَ بثوبك السماويّ الأزرق ، بل وجهزت مراسيم الجنازةِ والكمنجات
وقصيدةً ملوّنةً لكنها محاطة بالبياضِ وكأنك تدرك نقاء النهاية.

وأتى ، شربتَ معه نخبك ، وأمسكت بيده ومضيتَ تدلّه على الطريق
كأنك كسارة ثلجٍ تخوض حربها
ضد البرودة ، أو بقعة ضوءٍ تسافر في الكونِ لتحقق أحلام الكواكب .

أتى الموت في موعده ، لم يتأخر الزائر الأقرب، وكان سخياً منحك الوقت لترثي الختام
فلم يوجعك شيءٌ على باب القيامة .

كنتَ الشخص الوحيد الذي لم يبكِ في الجنازة ، كنتَ الغريب الذي حمل صندوقه السحري
ومضى يبحث قبل الرحيل عمّن يحمل الإرث الثقيل بعده .

تركتَ أشياءك لنا ، كتبٌ كثيرة ، وزجاجة عطرٍ ، وحقيبة صغيرة بها أشياء تخضع لبند السرية المطلقة ، وتذكرة سفرٍ مفتوحة إلى الحياة .

ووصلت النهاية ، أكاليل وردٍ تحيط بك ، والحاضرون كلهم يبكون ،
وخلفَ المنصةِ كلامٌ يملأ النقصان ،لكن عبثاً ، فالتشييع لن يتم إلا باللحن الذي تريد .

فالمثول أمام المنصة لرثائكَ يشبه المثول أمام محاكم التفتيش المقدسة .
والقصيدة في غيابك كامرأةٍ محظيةٍ تَمْثُل لتعترف ، فإن صدقتْ حوكمت بالموت ،
فأصبحت كاذبةً تقول الحقيقة ، كل الحقيقة .

أسمعك الآن تتلو نشيد الخلود ، وفي صوتك يرنُّ الوجع المقدس ،
تتكئ على جدارٍ ساقطٍ في الروح وتعلن أنكَ لست لك ، أخذناك منك ،
وكان لنا إرثك الثقيل يوجعنا في غيابك .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد