الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدوء نسبي ولكن ...

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2009 / 9 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


تعرض القنوات الفضائية العديد من المسلسلات الرمضانية ولكنني في هذا العام كما كل عام أكون حريصاً على مشاهدة المسلسلات التاريخية أو ذات الطابع السياسي، ولذلك كنت حريصاً على مشاهدة مسلسل "هدوء نسبي" الذي تنتجه شركة روتنا خليجية والذي يضم نخبة من الفنانين العرب من مصر وسوريا ولبنان والعراق ويتحدث المسلسل في دراما تلفزيونية جميلة عن العراق بعد الغزو الأمريكي – البريطاني له وكان المدخل لذلك الإعلاميين والصحفيين الذين كانوا موجودين قبل الحرب وغطوا مراحل الحرب وما بعد الحرب. وفي الحقيقة فان أبطال العمل قد أدوا الدور المطلوب منهم في جوانب عديدة ومنها معاناة الصحفيين مع النظام السابق وقوات الاحتلال وما يتعرض له الصحفيون في سبيل الحصول على المعلومات، كما أجاد العمل في تشخيص العديد من الأحداث التي وقعت في العراق قبل وبعد الحرب، إلا أن المسلسل لم يكن تاريخياً بالمفهوم العلمي لعدم وجود توثيق دقيق لكل الأحداث التي عرضها كما أنه تناول العديد من الاحداث بوجهة سياسية وحاول الترويج لوجهة نظر معينة هي في الأساس محل اختلاف في التفسير كما أنه عمل على التغاضي عن أحداث هامة في حياة العراقيين ومن الواضح أنه لدواعٍ سياسية، وبالتالي فلا يمكننا التعامل مع هذا العمل على أنه دراما تلفزيونية فقط بعد ترجيحه لاراء سياسية وعدم عرض آراء أخرى ومن هنا فانه يمكن لنا نطرح هذه الملاحظات: أولاً: بالغ المسلسل في عرض قصص الحب والغرام بين الصحفيين والصحفيات وفي أحداث عديدة تناولها المسلسل برر وجود الصحفيين في مواقع الحدث ليس لاسباب مهنية وإنسانية بل لقصص الحب والعشق، وهذا يمثل إجحافاً بحق الصحفيين الذين غطوا تلك الحرب. ثانياً: روج المسلسل لأسباب سقوط بغداد بنظرية المؤامرة وهي وجهة نظر يطرحها البعثيون ولكن لا يوجد دلائل على صدقيتها بل حتى صدام حسين لم يقل ذلك، بينما هناك روايات أخرى أكثر دقة وهي عدم رغبة الجنود العراقيين في الجيش السابق في الدفاع عن نظام صدام حسين من الأوضاع السيئة التي عاشوها مع النظام ولذا عادوا إلى بيوتهم مند سقوط أم قصر ومطار بغداد في يد القوات الامريكية وخصوصاً أنه جيش أنهكته الحروب الكثيرة وكان الاعتماد بالاساس على الحرس الجمهوري وليس الجيش الذي هزم في معركة المطار فكانت النهاية. ثالثاً: مجد المسلسل المقاومة العراقية ولكنه لم يفرق بينها وبين الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين في الشارع، حتى انه لم يتناول في أي حلقة حتى الان دور تنظيم القاعدة في تخريب العراق وقتل العراقيين في الشوارع، فكان لابد من عرض صور الارهاب والتدمير الذي قامت به القاعدة في العراق، والتاكيد على رفضه وليس عرض وجهة نظر واحدة فقط. رابعاً: اتهم المسلسل بشكل غير مباشر وفي أكثر من حلقة المليشيات التي تشكلت وتنتمي إلى طائفة محددة فقط!! وهي من تهجر العراقيين وذلك بعرض حلقات لصور مليشيات تطالب بتهجير ابناء طائفة معينة، وفي الحقيقة فان المليشيات المسلحة التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق تنتمي إلى مختلف الاحزاب العراقية والتهجير تم في المناطق الشيعية والسنية والكردية نتيجة الفوضى ولذلك كان يجب عرض ذلك وليس الترويج لوجهة نظر معينة قد تفقد العمل مصداقيته.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض