الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمثيل السياسي في التجربة الديمقراطية

سلام خماط

2009 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تضاربت استطلاعات الرأي بين عزوف الناخبين واستعدادهم لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة مع معرفتهم المسبقة باحتساب الأصوات داخل قنوات التوافقات السياسية والمحاصصة بالرغم من ما ترفعه تلك القوى من شعارات الديمقراطية التي ليس لمفاهيمها أي حضور على ارض الواقع , فالمواطن العراقي ليس في غفلة عما تهدف إليه تلك القوى من رفع تمثيلها ألاثني والطائفي كي يكون تمثيلا سياسيا يمكن استخدامه للإجهاز على التمثيل المجتمعي ,فالتجربة السابقة قد برهنت للجميع ما حصلت عليه تلك القوى من مكاسب في الوقت الذي لم يحصل فيه المجتمع إلا على التضحيات والإقصاء والتهميش ,فمنذ الانتخابات السابقة إلى الآن لم تنتج لنا الديمقراطية روح مستقلة بقدر ما عبرة عن خيبة الرأي العام العراقي بأغلب القوى السياسية الفاعلة في الساحة ,فالكل يؤكد على قيم الحرية والعدالة والمساواة واحترام التنوع العرقي والديني والكل يركز على قضايا تحسين الدخل والاهتمام بالتنمية والخدمات والتأكيد على الحريات التي تعتبر صلب الديمقراطية وغايتها في احترام الأخر المختلف , إلا أن الحقيقة التي افرزها الواقع هي انسجام النظام الانتخابي مع القوى السياسية الأساسية اللاعبة في الساحة منذ تغيير النظام السابق في 9/4/2009 إلى ألان مما أدى إلى تغييب إرادة الناخبين ,ولم يكن الناخب العراقي غافلا عن هذا التغييب إلا انه سارع إلى الذهاب لصناديق الاقتراع رغم ما يحيق به من مخاطر ,ليس لأنه مقتنع بهذه القوى لكنه أراد أن يعلن عن خلاصه من النظام الدكتاتوري السابق أكثر من هدفية الانتخاب نفسها ,فكانت أفواج الناخبين عبارة عن تظاهرة بصيغة تصويت وأصبحت فيما بعد عبارة عن ظاهرة لم تشهدها اعرق الأنظمة الديمقراطية في العالم ,هنا استغلت القوى السياسية الفرصة في الوصول الى السلطة متجاهلة جوهر العملية الديمقراطية وهذا ما يبرر الحديث عن نماذج مختلفة لتطبيقها ويعني كذلك ان وراء الهياكل الإجرائية واليات ممارسة السلطة التي تقوم على التعددية على أساس الشرعية الانتخابية من اجل عدالة أكثر وليس من اجل خلق دكتاتوريات كما يتصور البعض ,فالتحول الديمقراطي الجديد يعني إدخال الشعب في السياسة لصنع القرار وليس إدخال الحزب الواحد كما في تجربة النظام الدكتاتوري السابق , من هنا نستطيع القول ان التمثيل السياسي في التجربة الحالية ضائع في سياقه الطائفي أكثر من صورته المدنية المعاصرة ,ولم يتمكن العقل العراقي من تحرير المجتمع من الثقافة الشمولية السابقة ولم يبادر الى بناء ثقافة مدنية حديثة ,فأصبح المجتمع في خدمة القوى السياسية الحاكمة بدلا من ان تكون تلك القوى في خدمة المجتمع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع