الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الدكتور كاظم حبيب ... وفوضى الموت في العراق

مارسيل فيليب

2009 / 10 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا أتفق مع أستنتاجك ، في ما طرحته بنهاية موضوعك الموسوم ، بـ ( الخونة المجرمون يسعون لإشاعة الفوضى والموت في العراق ) ، عندما تعلن في نهاية المقال حقيقة موضوعية ... ( إن من يدعي بعد اليوم بأن هذه الأفعال الشريرة مقاومة شريفة, فأنه يرتكب يشارك في ارتكاب هذه الجرائم البشعة ويغوص معهم في مستنقعها, وهي الخيانة بحق الشهداء الأبرار وبحق الشعب والوطن ) .

بل أضيف .. أن كل الأطراف المشاركة في السلطة الحالية ، خاصة من بيدهم سلطة القرار الفعلي أصبحوا أمس الأحد ( الأسود ) ، وسيصبحون شركاء في الجرائم اللاحقة ... لأن ماحدث يوم أمس ، جاء ليكمِل مابدأه سيناريو الأربعاء الدامي ، والجريمة التي ارتكبت بحق الأبرياء من ابناء وبنات وأطفال العراقيين ، تنبأ بها بعض من هم في أعلى قمة سلطة الدولة والقرار الأمني ، وعلى راسهم دولة رئيس وزراءنا ( حفظه الله ) .. لابل لا نبتعد عن الحقيقة إذ ما قلنا أنه جزء من محصلة صراع الكتل الحالي على السلطة ومواقع القوة والمال ، وهنا لا أقصد تبرئة بقايا البعث المقبور وسفاحي القاعدة وأجهزة مخابرات دول ( الجوار الشقيقة ) ، لكن وبنظرة واقعية الى مايجري سنكتشف أن كل الأطراف المشاركة في السلطة مستفيدة ولو بجزء بسيط من هذه الكوارث .. فمثلاً ماحدث ويحدث ، يخدم الأطراف التي تقف بالضد من رئيس الوزراء ، لأنه يظهر عجز حكومة المالكي ، وضعف قدرة اجهزتها للسيطرة على البلد أمنياً وحماية حياة الأنسان العراقي وممتلكاته ، يظهر فشل البولاني الذي يدعي التزامه بالمهنية ، رغم أن مايحدث يشير الى ضعف أجهزة الأمن ومن يقود أجهزة الأستخبارات فعلياً ، والتي يعني جوهرعملها .. منع وقوع الجريمة مسبقاً .

يعني عملية خلط الأوراق بالنسبة للضغوطات التي تواجهها الأطراف المؤيدة لقانون انتخابات 2005 السيئ الصيت ، خاصة بعد أن ظهرت المؤشرات الواضحة على ضعف التوجه لتجديد البيانات الأنتخابية وبأن الكثير من المواطنيين والشرائح الأجتماعية ، سترفض المشاركة في الأنتخابات إذا ما جرت حسب القائمة المغلقة .. يعني خلق تبريرات مقنعة لرفض تعديل هذا القانون الغير عادل او أصدار قانون الأحزاب ، أو القوانيين المهمة الأخرى ، وبالقلب منها ، تجاوز قضية كركوك حالياً ، بحجة انقاذ العملية السياسية من الأنهيار ، أضافة لخلق المبررات الموضوعية لتغيير مواعيد الأنسحاب الأمريكي ، خاصة والأطراف الحاكمة كشفت عن عجزها لمواجهة الأرهاب ، سواء المخططين والمنفذين رغم وضوح الصورة والجهات التي تقف خلف تصعيد الأوضاع الأمنية ، سواء من اطراف داخل العملية السياسية ، أو الأطراف الأقليمية والدولية .

فما لم تتشكل حكومة غير متخندقة في خندق شيعي ـ سني ـ كردي أو عربي .. وما لم تلتزم الحكومة فعلاً بمشروع برنامج وطني ديمقراطي ، كمشروع أساس لأعادة بناء الدولة ومؤسساتها الدستورية وهياكلها القانونية ، والعمل على تهيئة ونشر وعي ومبادئ وثقافة وقيم التسامح والمساواة بين شرائح المجتمع العراقي ، وبدون الألتزام ببرنامج يؤمن بالهوية الوطنية والمواطنة العراقية بعيداً عن الطائفة والعرق والدين والمذهب ... سيظل وطننا وشعبنا يدفع الثمن من دماء أبرياءه وضحايانا ، وسيبقى هذا الوضع الكارثي مستمراً طالما أستمر التمسك بأسس التوافقات القائمة حالياً ، والمبنية على تقسيم السلطة والثروة الوطنية ومواقع القوة على أساس المحاصصة الطائفية والقومية .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو