الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالون الإختبار الكبير !

محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد

2009 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


فجـّر الرئيس محمود عباس مفاجأة كبيرة عندما أعلن بأنه لن يرشح لمنصب رئاسة السلطة الفلسطينية خلال الإنتخابات القادمة ، وأوعز قراره هذا الى محاباة الولايات المتحدة الأمريكية لـ ( إسرائيل) وتراجعها عن موقفها الداعي الى تجميد بناء المستوطنات في الضفة والأراضي المحتلة ..
ومن خلال متابعة ردود الأفعال في الشارع الفلسطيني المنقسم على نفسه ، وتصريحات الساسة ومنهم قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي ، فقد أشارت التوقعات الى أن الرئيس الفلسطيني وصل في النهاية الى قناعة مفادها بأن خيارات المفاوضات والتحلي بالنفس الطويل لم يجد نفعاً أمام الإصرار ( الإسرائيلي) على التخلي عن خيار الدولتين وعن التسليم بالحق الفلسطيني في القدس وعودة اللاجئين ، وأن الولايات المتحدة أسفرت تماماً عن وجهها عبر موقفها الثابت والدائم في الإنحياز التام الى (إسرائيل) ، وعدم التعامل مع الحق العربي بشكل عادل ونزيه .
ومهما تكن الدوافع الفعلية التي حثت رئيس السلطة الفلسطينية الى إعلان هذا الموقف ، فإن هناك حقيقة لا ريب فيها وهي أن السيد محمود عباس قد فقد الكثير من قاعدته الشعبية نتيجة الشعور الفلسطيني والعربي بأنه وبتشجيع من بعض الدول المعتدلة قد فرط بالحقوق القومية للفلسطينين خلال إصراره وتمسكه بمسار المفاوضات رغم عبثيتها ، وربما بتواطئه مع القوى التي رغبت بتحطيم شوكة حماس أثناء الحرب على غزة ، لا بل واصبح في موقع الإتهام الصريح بعد أن اوعزالى ممثل فلسطين بسحب تقرير غولدستون وعدم طرحه على مجلس الأمن بزعم أن الأجواء في المجلس غيرمناسبة للحصول على تأييد دولي لمضمونه ، وتلك كانت القشة التي قصمت ظهر السمعة التي كان يتمتع بها وإنهارت صورته كقائد يناضل من اجل الحقوق المشروعة لشعبه .
إلاّ أن التساؤل الملح الذي يمسك بتلابيب المواطن : لماذا هذا الإعلان في هذا الوقت بالذات ؟ أي بمعنى آخر هل أن هذا القرار الذي إتخذه الرئيس محمود عباس موقف جدي وإستراتيجي أم أنه مجرد موقف تكتيكي يراد منه تغيير المعادلات على الأرض والتي مالت الى جانب حماس وتحسين صورته أمام الشعب الفلسطيني وإستعادة ثقته به ، وإشعارالجماهير بأنه لا يهادن على الحقوق المشروعة للفلسطينين ، وأنه مستعد للتضحية بالمنصب والإمتيازات من أجل مبادئه ؟
قد يرى المراقب أن هذا الإعلان ليس سوى بالون إختبار كبير يستقصي مستشارو الرئيس ومن معه ردود الفعل التي من الممكن تحقيقه على كافة الأصعدة ، منها ـ لكي لانظلم الرئيس ـ ممارسة الضغط على الولايات المتحدة و(إسرائيل) لتعديل مواقفهما وإشعارهما بالخطر المحدق بمجمل عملية السلام في الشرق الأوسط ، إحراج دول المجموعة الأوربية ووضعها أمام مسؤولياتها في الوقوف أمام الغرور ( الإسرائيلي) وتصلبه وخلق فجوة ما بين موقفها والموقف الأمريكي اللامسؤول من القضية برمتها ، ومنها تشجيع وإستمالة الفرقاء والغرماء على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، ومنها وقد يكون الخيار الأهم والأكثر واقعية إكتساب العطف الشعبي وتعديل ميزان الدعم الشعبي لصالح منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في الإنتخابات القادمة عقب تنظيم مسرحية إجبار الرئيس عن العودة عن قراره بعد إن إستنفذ أغراضه واهدافه .
نعم قد يكون الأمر كله بالون إختبار كبير ، وقد يكون عكس ذلك تماما ً ، أي أن الرئيس قد يكون جديا ً في قراره عن التنحي وعدم الترشيح في الإنتخابات القادمة وعند ذاك فإن العديد من المعادلات ستتغير بفعل الخسارة الكبيرة التي تلحق بالقوى (المعتدلة) والمؤمنة بالحل السلمي للقضية الفلسطينية وستجبر الولايات المتحدة وحلفائها بالبحث عن حصان طراودة جديد يرتب البيت الفلسطيني من الداخل وفق أهواء أعداء فلسطين !











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل