الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز المرشح

سلام خماط

2009 / 11 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



لا اعتقد أن هنالك قيمة لأي فوزان لم يكن وراءه انجاز أو على الأقل قدرة على الانجاز ,فما أهمية وصول المرشح إلى البرلمان دون امتلاكه برنامج يسعى لتحقيقه بما يضمن المصلحة العامة,فالناخبون ينظرون لمن يمثلهم ماذا يقدم لعملية بناء الدولة أو خدمة لأبناء شعبه ,ويستهجنون عملية تقاسم السلطة بين الفائزين لان بناء الدولة يعني تحسين مستوى المعيشة والتعليم والصحة والثقافة والاستقرار السياسي والأمني ,ولم يتحقق هذا التحسن إلا من خلال قرارات يشرعها البرلمان العراقي , وهذا لم يتم إلى الآن ,والسبب في ذلك يرجع إلى عدم التعاون بين البرلمانيين لبناء الدولة ,وحصل بدلا منه الصراع والتنافس بينهم على المناصب والامتيازات .
فبناء الدولة يحتاج الى الشخص النزيه والكفء بغض النظر عن انتماءه لهذا الحزب او ذاك او هذا التيار او تلك الكتلة ,وعلى القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية ان يحتذوا حذو الراحل عبد الكريم قاسم في كيفية استقطاب الكفاءات والطاقات الوطنية بعيدا عن الميول والاتجاهات ,؟لقد حدثني احد الزملاء الصحفيين عن لقاء أجراه مع احد الوزراء في حكومة قاسم قبل فترة ,يقول الصحفي لقد سالت الوزير المذكور :كيف تم اختيارك لمنصب وزير ... فأجاب : لم اعلم بأمر اختياري للوزارة .. إلا من خلال الصحف حيث وجدت اسمي في التشكيلة الوزارية ,ولم أكن اعرف عبد الكريم قاسم ولم التقي به من قبل ,لكنه اختارني كوني من الاقتصاديين المعروفين في العراق ,فكان يضع الشخص المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن انتماءه الديني أو المذهبي او القومي او الفكري ,هكذا يتم تقييم العنصر البشري على أساس الكفاءة وليس على أساس العلاقات اوالمحاصصة ,هذه المحاصصة التي جعلت هذه الوزارة من حصة هذا الحزب أو من تلك الكتلة او ذاك التيار حتى ان بعض الوزارات قد تم إعطاء مسؤوليتها إلى أشخاص لا يصلحون أن يكونوا موظفين استعلامات ,حصل هذا بالوقت الذي لم تكن تجربة البعث قد طواها النسيان لقرب فترتها الزمنية ومن منا لا يتذكر كيف استلم سمير عبد الوهاب الشيخلي مسؤولية وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي رغم عدم امتلاكه أي مؤهلات لذلك ,مما أدى إلى تغييب الإدارة الجيدة وبالتالي عدم استطاعت من فرضت عليهم هذه المحاصصة حماية الثروة العامة من الضياع والهدر والسرقة ,والأدلة معروفة لدى المواطن العراقي ولا تحتاج إلى تذكير ,فهنالك فرق كبير بين وزارة تبحث عن وزير وبين وزير يبحث عن وزارة .
من هنا نستطيع القول ان مجلس النواب الحالي او القادم لا يمكن ان ينجح إذا لم تكن هنالك عزيمة لدى اعضائه تمكنهم من تجاوز خلافاتهم والصعوبات التي يواجهونها وهذا لن يتم إلا من خلال تعاونهم وعملهم كفريق واحد يسعى لخدمة المواطن قبل كل شيء.

سلام خماط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية