الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يحضا العراق بنصيبه من التطور؟

عباس النوري

2009 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


التطور في جميع النواحي، تطور الإنسان ونظرته للحياة والإنسان، وتطور أسلوب وضع المناهج الدراسية منذ الرياض ولمراحل متقدمة، وتطور الصناعة والزراعة لكي يتحول المجتمع العراقي من مجتمع مستهلك لمجتمع منتج يكتفي ذاتياً ويصدر من الخيرات للعالم.

هذا التطور لا يمكن أن يحضا به العراق دون وجود نظرية لدولة حديثة وأنظمة متطورة مبنية على أسس علمية عادلة، والنظرية أو الفلسفة التي تتبناها الدولة هي الأساس الذي ينشأ النظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي مما يلاءم واقع حال المواطن ويحثه للعمل من أجل المستقبل.

العراق بحاجة لفترة طويلة لكي يحسب ضمن الدول الحديثة، لأن الاختلاف في الرأي بين القوى المشاركة في السلطة لم تستثمر لهدف واضح، بل استغلت الخلافات للتفرقة وتمزيق الصف الوطني...فعوض أن نرفع من شأن بعضننا نتعامل على أساس العداء الفكري والعقائدي، ويحسب كل طرف أن أي خسارة في مشاورات أو مباحثات انتقاص من تلك الفكرة أو العقيدة (هكذا يبينوه للجموع، لكنهم يخدمون مصالحهم)...وحين انتقال أمثال هذه الخلافات من خلال وسائل الإعلام للمواطنين تفسر على أساس الاستعداد لجدال ويتطور لحرب كلامية بين مثقفي كل طرف للنيل من الآخر لبيان حقائق أو اختلاق أكاذيب...
المهم هو وضع الطرف الآخر في مكانة مهينة...ومحاولة التظاهر بأنه هو الأنصح والأكثر حباً للوطن والشعب...نحن نتسابق بطريقة تدمير المتسابق قبل الشروع بالسباق...ندعو له بالمرض والموت لكي لا يشارك في السباق...نتسابق من أجل الظهور وليس من أجل المصلحة العامة.

ومن أهم أسباب هذا التأخر والتدني في اللاوعي هو الافتقاد للعلم والمعرفة، ولكون كثير من مثقفينا لا يفقهون من أسباب التقدم بل إطلاعهم بأسباب الفشل والتأخر أكثر. وجل قدراتهم اللامتناهية تصب في الانتقاص وتحطيم المشاعر والنيل من الطرف الذي لا ينتمون إليه، وبعبارة أو ضح نفتقد لمثقفين أحرار...لا ينتمون لطرف من أجل المصلحة الخاصة...نفتقد لمثقفين يرون العلم والمعرفة أساس العدل...أو العكس هو الصحيح!

والقيادات السياسية تتحمل القسط الأكبر من الركود المعرفي لدى عموم المثقفين وبالخصوص المرتبطين بهم بسبب لقمة العيش. وهؤلاء القادة (بالحقيقة لبسوا بقادة) طالما يضعون أهدافهم الذاتية قبل أهداف الأمة...وهم سبب دمار العقلية الجماعية للجماهير...وهم سبب الركود الحضاري والعمراني والصناعي والزراعي...بل يمكن تمثيلهم بفيروسات تأكل بوادر التطور.
ولا يمكن الخلاص من الفيروس ولا دواء مثلما للجراثيم وللأوبئة والأمراض من مضادات حيوية. الحل بيد الشعب حين يتعرف على قيادات أو ينتج قيادات جديدة تعني بالعلم والمعرفة ولا تحتمي بمثقفين سهل شرائهم. يوظفون كل طاقاتهم من أجل التوصل لانجازات تخدم المواطن أنياً ومستقبلا.

النخبة المثقفة التي تعي خطورة المرحلة وتمتلك النوعية من الوعي قادرة على التجديد والتحضير لثورة حضارية عراقية طالما نمتلك الأدوات الديمقراطية في التغيير، ونمتلك الكم الهائل من وسائل الإعلام وتقنية الانترنت. والعملية ليست شاقة بل هناك عثرات وحواجز متمثلة بالمستنفذين المتمسكين بزمام الأمور عنوةً وسيطرةً على المشاعر الجماعية ومن ورائهم قوى دولية قادرة على تسهيل مهامهم طالما يخدمون مصالح تلك الدول.

العراق بحاجة لنخبة مثقفة صابرة تتحمل المأساة وتجابه المخاطر، لكن التشتت بين هذه النخبة يجعلهم ضعفاء لا يعرف بعضهم الآخر، وليس لديهم إستراتيجية واضحة المعالم، وقد يكون في تشتتهم أمراً إيجابياً من حيث أنهم غير مكشوفين وصعب استغلالهم من قبل القوى الحاقدة على كل ما هو مفيد. نحن نفتقد للشجاعة، والخوف لازال مسيطر على عموم الشعب العراقي، ولا يزول إلا بهزة قوية ينفذها نخب قادرة على التضحية من أجل الغد الأفضل...عراق التجديد.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندما
عبد الرحمن البحراني ( 2009 / 11 / 30 - 17:52 )
عندما يدرك الانسان العراقي المغلوب على امره انه مواطن ويعرف ماذا ولماذا ينتخب

اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص