الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد في مرحلة جديدة

حواس محمود

2009 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لقد مر الكرد بمراحل متعددة طابعها العام هو القهر والتعسف والاضطهاد بينما لم يشهد الكرد منذ أكثر من خمسين عاما أي مرحلة استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ولو نسبي ، ذلك أن التفكير في المنطقة العربية كان تفكيرا عروبيا شوفينيا قائما على صهر الكرد بالبوتقة العربية على غرار التفكير النازي الالماني وكانت التفكير العربي متأثرا بهذا التفكير الى درجة كبيرة ، وما يؤسف له حقا عدم تناول الحقبة المظلمة في تاريخ النزعة القومية العربية المنبثقة من التيارين الناصري والبعثي منذ تلك المرحلة وحتى أمد قريب – يشار الى كتاب للدكتور محمد جابر الانصاري في نقد التجربة الناصرية - ، الا أن التجربة والممارسات الميدانية وتحولات العالم التكنولوجية والجيو سياسية قد دفعت بهاتين النزعتين الى التقهقر والتراجع دون أن يمس ذلك التراجع من انسحاب القوى الحاكمة المسيطرة باسم هذين التيارين وبخاصة البعثي منهما لا بل قد تمسكت القوى القومجية بالسلطة ومارست القمع والقتل والابادة والتنكيل الى حد جريمة الابادة الجماعية والجينوسايد – حلبجة – الانفال- تجفيف الاهوار وقمع الانتفاضة عام 1991-
الآن بعد سقوط أصنام الدكتاتورية وبخاصة الحصن الحصين والقلعة الكابحة والممانعة للتحول الديمقراطي في العراق وحصول الكرد على جزء كبير من حقوقهم التي كانت أضغاث أحلام في مرحلة من مراحل الظلام الدكتاتوري أقول في هذه المرحلة وبالتزامن مع الحدث التركي بوعود حزب العدالة والتنمية على يد رجب طيب اردوغان بحل القضية الكردية في تركيا تحت ضغوط خارجية بضرورة التقيد بمبادئ حقوق الانسان وذلك بناء على الطلب الأوروبي للدخول في الإتحاد الأوربي ، وكذلك بوجود تحول في خارطة السياسة الايرانية ولو على مستوى الضغط الشعبي من قبل الاصلاحيين والذي يبشر بنيل كرد ايران حقوقهم القومية التي أجهضت مرارا سواء في تجربة جمهورية مهاباد أو معركة قاسملو المضنية مع نظام الخميني
وكذلك باحتمال تأثر الوضع الكردي في سوريا على أثر التحولات في أجزاء كردستان المذكورة ، فبذلك يدخل الكرد مرحلة جديدة وستتحول قضيتهم الى قضية عالمية بامتياز وقد تدخل بقوة في اروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية ولكن يتطلب ذلك الا يبقى الكرد في حالة من الغفوة او النوم او الارتياح المفرط فيه فالقوى الاقليمية تتربص بهم بشكل مستمر وأحيانا كثيرة تخطط في الخفاء وتنفذ في العلن فيشعر الكرد بالمفاجأة علما أنها امور بديهية ويمكن القول بأن الوعود التركية لا يمكن تصديقها رغم تأكيد حزب العدالة والتنمية على الحل رغم ان الظروف مؤاتية لذلك ، لأن مرارة الكرد وخيبتهم قد أصبحت أمورا معتادة من أنظمة لا تلتزم باخلاقيات السياسة ومعايير حقوق الانسان انما هي تعرف الاستبداد والغاء الآخر وكل ما يساهم في استدامة سيطرتها على العباد والبلاد
مطلوب من الكرد نسج خيوط التعاون في كافة الأجزاء وتحريك طاقات اعلامية للتعاون القومي الكردي ومحاولة خلق لوبي كردي يستطيع القيام بالمهام الاستراتيجية والدولية والهامة في مراحل حساسة وانعطافية
مطلوب من الكرد أخذ عبر ودروس الماضي ونسج تكتيك واستراتيجية قائمة على الجدل الموضوعي بربط الاحداث بمسبباتها وعواملها وحيثياتها ومساراتها وكشف المخفي لعدم التفاجؤ بالظاهر
المرحلة الكردية الحالية تتوجب انطلاقة فكرية باستحداث مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية واستقدام عناصر كفوءة للعمل الفكري البناء لخدمة القضية القومية الكردية ومحاولة الخروج من تلافيف وآلاعيب ومنعرجات السياسة الاقليمية القائمة على الغدر والحيلة والقمع والاستشراس











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات