الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهر السرقة بالقنيطرة العلامة نموذجا

سليمان العتماني

2009 / 12 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ظاهرة السرقة
تعتبر السرقة ظاهرة شائعة في المجتمع المغربي، ومتفشية بالخصوص في الأحياء الفقيرة، فخد على سبيل المثال حي العلامة بمدينة القنيطرة، الذي تمارس فيه السرقة بشكل طبيعي بحيث أن شباب الحي يقومون بسرقة كل من يأتي في طريقهم فتنتشر الظاهر في وسط المجتمع عبر تداولها طيلة اليوم، فيسود الخوف بين الأفراد، ويصبح الكل خائف من الكل.
ولكن السؤال الذي يمكن أن يطرح كيف تتم عملية السرقة؟ في البداية يقوم السارق بطلب شيء معين من الضحية متلا "يسأله عن الساعة الآن"، فإذا بالسارق يهم بوضع السكين على راس الضحية فيأمره بإعطاءه كل ما يملك من مال او ممتلكات. وعند انتهاء العملية يفر السارق ويطلق ساقيه للريح . والغريب في الأمر هو أنه ينادي لك بأن تاتي إليه بعد فراره إلى دروب ضيقة للعلامة. فإن غامرت ودهبت إليه فإنك لن تحصل إلا على المتاعب وما لا يحمد عقباه .
لكن لنتوقف لحظة ونطرح سؤال يهم هذه الظاهرة ، لما يسرق الإنسان وما الذي يدفعه إلى السرقة ؟
لكي نتكلم على الاسباب التي تجعل السارق يقوم بالسرقة فلن تكفي هذه الورقة لكي نحصي الاسباب والعوامل التي تجعل الإنسان يسلك هذا الطريق، لكننا هنا سنحاول ان نسلط الضوء على أهم العوامل والأسباب، والتي يمكن أن نلخصها في ثلات أسباب رئيسية هامة أولها :
- الفقر:فهو معضلة تنخر المجتمع المغربي ككل حيت لو قمنا بتتبع مسار وحياة السارق فإننا نجد ان اغلب ممتهني السرقة إن لم نقل كلهم ينحدرون من أسر تعيش تحت عتبة الفقر، وهذا الأمر يؤدي بالإنسان الى امتهان السرقة لأنه وببساطة لايتقن اي مهنة سوى النشل والسرقة حيث يعتقد ان السرقة شيء سهل تمكنه من كسب المال بسهولة كبيرة.
- الامية : فالامية كذلك لها دور كبير في انتشار هذه الظاهر، حيت أن عدم اكمال الانسان لدراسته يجعله يحس بالنقص في تكوينه الذاتي حيث يجد نفسه لا يتقن أي مهنة عكس اقرانه الذين قاموا باتمام دراستهم مما يخلق عند الانسان عدوانية اتجاه الأخر فيلجا للسرقة كوسيلة ينتقم بها لنفسه من المجتمع الذي لم يمنحه الحق في اختيار الطريق السوي.
- غياب الوازع الديني : يمكن أن نعتبر بعد الإنسان عن الدين سببا من المسببات إلى ولوج عالم السرقة ، فلو كان الإنسان قريبا من دينه لأحس ان قيامه بالسرقة يتنافى مع ما يدعو إليه دينه الحنيف. وهنا انا لا أحمل المسؤولية للإنسان وحده، بل المسؤولية يشتركها المجتمع ككل، لأن من مهام رجال الدين او العلماء هي توجيه عامة الناس إلى الطريق الصحيح والى الدين الكريم، واظهار سلبيات هذه الظاهرة سواء في حياتهم الدنيوية او الاخروية.
بعد ذكرنا لأهم الاسباب، نسوق نموذجا ثانيا من أنواع السرقات والذي يعرف ايضا انتشار ملحوظا كذلك آلا وهو السرقة بالأسواق وما يحدت فيه وأخص بالذكر سوق يعرف بسوق "ابن عباد" الموجود بالقنيطرة، والذي يمتاز بسرقات ذات قيمة مالية مهمة أي مبيعات التجار عكس النوع الأول السالف الذكر الذي فيه تتم السرقة بين الفقير وأخيه الفقير. وامام الازدحام المعروف في السوق تكون السرقة سهلة ولا تكلف اي مجهود فيأخد السارق المبيعات التي قام بسرقتها يعيد بيعها بثمن بخس. أقل من تمنها والغريب أن السارق لا يهتم برجال الأمن رغم وجودهم داخل السوق وهذا راحع إلى انتشار الرشوة التي تعطى لهم من السارق أو للخوف منهم في أحيان أخرى فيفسح المجال لهم للسرقة التجار.
وخلاصة يمكن القول أن السرقة هي ظاهر اجتماعية خطيرة اخدت تنتشر بقوة داخل المجتمع المغربي بشكل ملفت للنظر وخصوصا داخل الفئات الشعبية وهذا الأمر يحتم على كل المكونات من دولة ومجتمع مدني أن يتصدى لهذه الظاهرة كل بوسائله. لأن انتشارها يضر مصلحة البلاد والعباد ويجعل بلدنا في تخلف مستمر .♣










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام