الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهم ذئاب فلا تكونوا خراف

ساطع هاشم

2010 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من حسن حظ الثقافة بالعراق ان رجال الدين لم يحشروا انفسهم فيها وهذه حسنة تسجل لهم لا عليهم . فقد اعلنوها صراحة : لا ثقافة بعد اليوم , لانها ليست زادهم .
رجل الدين يرفض الثقافة والعلم والفنون الجميلة لانه لايستعملها ولا يجيد لغتها فهي ليست منه وليست له وبذلك فرجال الدين انفع للثقافة من البعثيين وهم صنوهم في كراهية الثقافة والعقل الحر.
لقد عطل البعث الثقافة بأمتطائه لها وتحويلها الى سيرك عجيب بينما رجال الدين انكروها واستنكروها وتركوا الامر لافعالهم واقوالهم عديمة الجمال والحس تعلن عن نفسها امام الجمهور.
تأمل طقوسهم الخالية من اي جاذبية او تعبير والمليئة بالقسوة , شاهد صورهم وحركاتهم ولهجتهم بالحديث لتعرف القرف الذي ينتابك من اين يأتي ...ولترى صورة الامية بأوضح مايكون ولتدرك كيف نهبوا اموال العراق وعطلوا التنمية وساعدوا على عودة البعث .
الطقوس الدينية ومسرحها الواسع من خطب وزيارات واثارة الغوغاء وغيرها الكثير لاتشبع ولا تستطيع ان تشبع الرغبة الجمالية والمعرفية الكامنة في الانسان هذه الرغبة التي تميز البشر عن باقي الحيوانات والمتأصلة في النفوس والابدان والتي لا يمكن تعطيلها او محوها وبذلك فأن مسرح وعروض تلك الطقوس ناقصة وستبقى ناقصة في التعبيرعن حالة البشر واغنائهم ونفعهم او حتى ايهامهم بالسعادة والخلود التي هي تجارة رجال الدين ووسيلتهم لتشويه السلوك السوي للناس والسيطرة عليهم .
العلم والتعليم والفنون الجميلة هي امتدادات للعقل في المجتمعات الحضرية وعالم المدنية ولا تخلو امة بالعالم منها فهي موجودة مثل وجود اللغة عند القوميات والشعوب من خلالها تتميز الامم عن بعضها لانها حاجة وليست ترف اخترعها عقل الانسان في كل مكان بالعالم لتؤي وظيفة عملية وبايولوجية تساعده على البقاء في مواجهة التعقيد المتزايد ابدا في الحياة وهي لاتختلف من حيث الجوهر عن اية اًلة اخرى اخترعها العقل البشري لتسهيل حياته العملية والرقي بمستواه الاجتماعي , المادي والروحي , فنفس الاسباب التي ادت بالانسان الى اختراع الزراعة والصناعة ووسائل العمل والادوات هي التي افضت به الى ابتكار الموسيقى والرسم والنحت والمعمار والادب ونظريات المسرح والعلم الحديث وغيرها الكثير والتي ينكر رجال الدين عندنا ضرورتها و فضلها علينا وعلى بلادنا .
اذا ما اراد الانسان بالعراق البقاء وليس الفناء واذا اراد ان يرتقي الى مصاف الامم المتقدمة فلا بد له من ان يحفز غريزته بالبقاء بكل وسيلة ممكنة فهي التي ستقوده الى اختراع علمه وتعليمه وفنونه الجميلة ان عاجلا ام اَجلا .
رجال الدين بكل اطيافهم ومعتقداتهم انما يقودون البشر الى الفناء وليس البقاء , انهم ذئاب فلا تكونوا خراف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلوووووووووووو
انكيدو ( 2010 / 1 / 11 - 19:32 )
حلو كلامك مثل العسل وبارد كالثلج نزل على قلبي-.......نعم نوروا الناس واجعلوا عقولهم تتفتح بانتظار المزيد


2 - جمالية المدن
ساره ( 2010 / 1 / 12 - 20:05 )
نعم صحيح واحد الامثله على ذلك هو منذ أن بدأت التيارات الدينيه بالتنامي في المجتمع العراقي تراجعت الصوره الجماليه للمدن والشوارع والساحات في جميع مدن العراق فمثلاً لو نظرت نظرة بسيطه لما كانت عليه تلك المدن في الخمسينات والستينات وماهي عليه الآن تشعر بالفرق وستظل تنحدر بالمستوى الى أن تصل الى بيوت الشعر والذي هو بيت القصيد لديهم والسؤال هنا متى يتحرر الأنسان من سطوتهم على عقله
شكراً على المقال

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا