الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو الشرق والمصير المجهول

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2010 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط أصبحت من القضايا الخطيرة في المنطقة، وتبعث على القلق لمن يعتقد بأن هذا الشرق عليه أن يكون متنوعا ومتسامحا دينياً ، فالمسيحيون هم من اهل الشرق وكانوا جزءا من الحركة الوطنية العربية ، فقد سيطروا في لبنان وفلسطين وساهموا في حركة التحرر الوطني الفلسطيني، وكانوا قوة رئيسية في العراق.
ولكن ماذا يحدث اليوم؟ فقد انخفضت نسبة وجود المسيحيين في الشرق من 20% إلى 5% نتيجة الهجرة المكثفة إلى خارج المنطقة ، ففي مصر التي كانت مجالسها النيابية لا تقل فيها نسبة تمثيل الأقباط عن 5% في زمن محمد علي باشا واليوم يكادون ينقرضون، وتركيا التي كان يعيش فيها ملايين المسيحيين قبل قرن واحد فقط، فقد وصل تعدادهم إلى 150ألف مسيحي فقط، وتعداد المسيحيين الذي كان يمثل خمس سكان القدس عام 1948 أصبح اليوم لا يتجاوز 2%، وفي بيت لحم حيث مسقط رأس السيد المسيح “عليه السلام” كانوا يمثلون 80% من تعداد السكان واليوم يمثلون نحو ثلث تعداد المدينة ، وفي العراق الذي كان يوجد به 4,1 ملايين مسيحي أبان العدوان الأمريكي - البريطاني عام 2003، بينما اليوم تشير التقارير إلى هروب نصفهم. الاسباب التي تؤدي إلى هجرة المسيحيين عديدة فأولها هو سيطرة الاسلام السياسي على الحياة العربية وممارسته للتمييز السياسي والاجتماعي في بعض البلدان ضد المسيحيين، ولذلك فحالة التأسلم قد اوجدت الضيق الاقتصادي للمسيحيين بما يدفعهم إلى الهجرة ، ولكن هذا لا يبرىء ساحة بعض الأنظمة العربية الرسمية التي ترفع شعار الديمقراطية، بينما جزء كبير منها يتغلغل فيهم ذوو التوجهات الدينية المتعصبة ويمارسون التمييز ضد المسيحيين فيمنعون بناء الكنائس، ويقتلون المسيحيين باستخدام مفرط للقوة ضدهم ، ويمنعون التحول العقائدي ويقفون ضد الحريات الدينية .
والمشكلة الكبري هي الحالة الحزبية العربية والتي تتسم بالطائفية، فالمسيحيون لا يستطيعون تشكيل حزب على اساس ديني ولكن في المقابل يمنح الحركات الاسلامية فرصة تشكيل حزب على اساس ديني وان تم تمويه الاهداف بداخله، وحتى الاحزاب اليسارية والليبرالية تخترق طائفياً فتصبح لديهم مشكلة مع المسيحيين وهي حالة لا تنفصل عن الاجواء الملوثة في الوطن العربي، فغياب الديمقراطية الحقيقية وسيطرة التطرف و الطائفية قد اوجد الارضية لهجرة المسيحيين .
كما وتقع المسؤولية على عاتق المسيحيين أنفسهم فهم من هذه الأرض ولا يجب الهروب من الواقع بالهجرة للغرب بما يعزز الانقسام الديني بين غرب مسيحي وشرق مسلم، فعليهم النضال ضد كل من ينتهك حقوقهم والتمسك بالأرض التي يعيشون عليها، فهي أرضهم وارض كل مواطن بغض النظر عن دينه، وهي مسؤولية المثقفين المسلمين في رفض هذه الهجرة، وتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف ورفض للهجرة، فالتنوع الديني في الشرق الأوسط وفصل الدولة عن الدين هو ركيزة أساسية لدولة المستقبل الديمقراطي، والدفاع عنها مسؤولية المسيحيين والمسلمين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو الحل
سمير البحراني ( 2010 / 1 / 16 - 16:33 )
الحل هو ابعاد الدين عن السياسة واتخاد العلمانية نظام للحكم. ان تسيس الدين اصبح ظاهرة خطيرة على المجتمعات المتعددة الاتجاهات ومنهم المسلمين انفسهم اذ ان الحزب السني يري الامور من منظور مذهبي وكذالك الحزب الشيعي. لذا على المخلصين لاوطانهم المطالبة بابعاد الدين عن السياسة والغاء الجمعيات او الاحزاب المبنية على على ايدلوجية دينية..


2 - صمام الأمان فى كل بلدان الشرق الأوسط
أمجد المصرى ( 2010 / 1 / 16 - 23:06 )
لا شك أن المسيحيين كانوا و مازالوا هم صمام الأمان فى كل بلدان الشرق الأوسط ، فالتاريخ شاهد أنهم العمالة الماهرة الأمينة التى بنت و عمرت تلك البلدان ، و أنهم الجنود البواسل فى الحروب الدفاعية لصد العدوان ، كما أنهم العقول المفكرة غير المغيبة و المواهب الفنية التى قادت محاولات التنمية فى تلك البلاد ، إضافة الى أن المخربين و المفجرين و الانتحاريين هم جميعا من المسلمين المتشددين ... إن إخلاء هذه البلاد من غير المسلمين و جعلها بلادا اسلامية بالكامل سيقضى على أى أمل فى تقدمها أو رقيها ، و أمامنا الأمثلة كثيرة ، الصومال و السعودية و ليبيا و أفغانستان و غزة و السودان ( بعد انفصال الجنوب ) و اليمن و غيرها


3 - مسيحيو الشرق والمصير المجهول
ELIAS THE ASSYRIAN ( 2010 / 1 / 17 - 15:47 )


لا أمل في الدول العربية والإسلامية، لأن العقل المسلم مغيب. وإذا اختفى
المسيحيون من هذه الدول سيجلب الدمار لهذه الدول. أنا أستغرب من علماء دين يكِّفرون غير المسلمين، وهم يؤمنون بأن الله أنزل هذه الآية,-- وإن إمرأة وهبت نفسها للنبي وأراد أن يستنكحها فهي خالصة من كل المؤمنين- وهم يكفرون قول الإنجيل- من نظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه -. المصيبة اصبح الباطل حقا ، والحق باطلا. امضِ أيها الأخ العزيز في الدفاع عن حقوق الإنسان.
الياس من السويد.


4 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 1 / 17 - 19:40 )
نحن بلا وطن بلا عنوان

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24