الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فانوس البرادعى السحرى

دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)

2010 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ البدء والشعب المصري سلبت إرادته وحريته من قبل ملوكهم وحتى يرضخ الشعب ولا يستطيع الحراك اوهموه ان الملك هو اله واى اعتراض فإنك تعترض على الذات الإلاهية التى في إمكانها ان تسخطك سلحفاة وطبعا كان ضرورى الانسان البدائى هيصدق الكلام ده ويرضخ ويقول امين ومنذ تلك الازمان واعتاد المصري ان يتبع اله واحد وهو منقذه وهو مزله ايضاً ويجب الطاعة العمياء وإلا سيجد ما لا يحمد عقباه ومع تتطور الجنس البشري ونضوج العقل البشري اكتشف الانسان انه كان مخدوع وهناك ألهة كثيرة يمكن عبادتها فلماذا حتى من باب التغيير وحتى لا يمل الشعب من إله واحد فلماذا لا نستبدله بإله أخر نوع من التجديد !! دائماً وابداً نبحث عن شخص حتى نألهه ونعطيه عصا الراعى حتى يرعانا ويقودنا لان القطيع لا يستطيعوا رعاية مصالحهم او تحديد مصائرهم ولا يعرفون سياسة العمل الجماعى كل خروف سارح مع نفسه واللى بيعطيه ليه الراعي بيخدوا ويرضى بقليله والخروف اللى يتجنن ويخرج عن مسار القطيع يتهم فورا بالهرطقة والزندقة و العمالة وتكون النتيجة ذبحه على مرأى ومسمع من الخراف الاخرى حتى يكون عبرة .... يجب دائما أن يكون هنالك المخلص والزعيم والقائد... لكن ما هو دورنا ؟ لا شئ غير الدعاء الى الله بسرعة إرسال المخلص ...


مع احترامى الشديد لدكتور البرادعى لكنه لا يملك مصباح علاء الدين او العصا السحرية التى سوف تقلب الدنيا رأسا على عقب وتجعل الحياة أفضل مما هى عليه.. التغيير في مصر يجب ان يبدأ من القاع للقمة وليس العكس الناس لازم تتغير لازم يرفضوا الظلم ويعشقوا الحرية حتى ينالوها كيف تريد لشعب ان يمارس الحرية والديموقراطية وهو يكرهها ولا يؤمن بها اصلا .. المشكلة لن تنتهى اذا استبدلنا حاكم بأخر يجب استبدال المنظومة ككل .. ما يصرح به البرادعى في الاعلام ما هو الا كلام مستهلك ونظرى لكن التطبيق سوف يكون اصعب ما يكون والكلام سهل ..

وللأسف نحن شعب نهوى الشعارات والعناوين البراقة التى لا تحتوى على مضمون مجرد كلام بدون تخطيط بدون معرفة البداية او الموضوع او النهاية هى شعارات رنانة فقط لا غير ..من يريد مساعدة الناس بجد لا يتطلع لكرسي الحكم هناك مليون طريقة وطريقة للنهوض وتنمية مجتعنا .. ولكن للاسف كل الجمعيات والمؤسسات الغير حكومية في مصر لا تلتزم بأهدافها الحقيقية التى أنشأت من أجلها وتتحول الجمعية او المؤسسة كوسيلة للتربح بدل خدمة المجتمع...

الحرية لا تعطى ولكن تؤخذ بالقوة ويجب دفع ثمنها وهو ثمن باهظ جدا قد تكون حياتنا هى الثمن .. ولكننا نريد الحرية بدون خسارة اى شئ وبأبخس الاثمان ولذلك نظل خانعيين خاضعين حتى تأتى المعجزة ويبعث الله لنا سبارتاكوس من قبره او صلاح الدين حتى يخلصنا واذا شنقوه او صلبوه نحن في الامان وسوف نكون من ابرع المتفرجين ..

الفانوس سحرى بداخلنا وليس بيد شخص واحد اذا اردنا التغيير سوف نغير واذا اردنا الحرية سوف ننولها ليس بالشعارات والاوهام ولكن بالعمل الحقيقي لمصلحة هذا الوطن وليس لاكتساب امجاد شخصية .. نحن للاسف لا نؤمن بالحرية مفهومنا مغلوط عن الحرية هى بالنسبة لنا ان نفعل ونقول كل ما نريد متجاهلين حرية الاخريين وواجب احترامهم حتى لو اختلفت معهم لان حريتك تكمن في حرية الاخر ونحن لا نعرف ثقافة الاختلاف وهذا ليس لتيار بعينه او فئة بعينها ولكن هى ثقافة عامة ترفض الاخر وتستعديه وتهمشه وتقصيه الحرية لا تصلح ان تكون من طرف واحد وإلا ستكون قمع وليست حرية ...

حرروا أنفسكم أولا من معتقدات وعادات وثوابت ومسلمات أكل عليها الدهر وشرب ... حرروا عقولكم التى عشش فيها العنكبوت ...كونوا احرار...مبدعين غير مقلدين .. منتجين غير مستهلكين ..

الويل لأمة كثرت فيها طوائفها و قل فيها الدين ... الويل لها

الويل لأمة تلبس مما لا تنسج و تشرب مما لا تعصر ... الويل لها

و الويل لأمة مقسمة و كل ينادي انا أمة ... الويل لها

جبران خليل جبران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24