الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبلل مايخاف من المطر

عبد الله السكوتي

2010 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


(المبلل مايخاف من المطر )
وهذه كناية عمن اصيب بالاذى مرارا ، فاصبح لايبالي به ولايحسب حسابه ، لانه اعتاد عليه وماعاد هذا الاذى يشكل شيئا بالنسبة له ، وقد قال المتنبي :
رماني الدهر بالارزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال
فصرت اذا اصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
وهان فما ابالي بالرزايا لاني ماانتفعت بان ابالي
وقالت العرب قديما : اذا خفت امرا فقع عليه ، يعني ان وقوعك فيه اخف عليك من تخوفك المستمر من الوقوع فيه ، وقد ذكر ان شيخا مرّ بجانب ميزاب يقطر منه الماء ، فوسوس ان ثيابه ربما تنجست من قطرات الماء المتساقطة ، ووقف متحيرا هل تنجس ثوبه ام لا ، حتى اذا اشتدت حيرته ، تقدم ووقف تحت الميزاب ، فاستراح وهو يقول : اصبح الشك يقينا ، ( والمبلل مايخاف من المطر ) .
في الايام الدامية السابقة ، كنا نتفاعل مع الحدث بقوة ربما وصلت حد الدموع وفي احوال اخرى الهستريا والصراخ والانفعال ، اما هذه المرة فلم يعد شيء يثير اي شيء ، شبعنا واتخمنا وحتى كلماتنا اصبحت جوفاء لاتعني شيئا ، ولاتساوي شيئا ، لندخل الى (لب المعمعة ) ونفعل مثلما فعل الشيخ حتى يكون لدينا يقين، ونعرف من يفعل هذا بنا.
اختلطت علينا كثير من الاوراق، واصبحنا لا نميز العدو من الصديق فقد توسطت الانفجارات سفارات دول الجوار ... عربية وغير عربية، من نتهم هذه المرة وماذا نقول وبم نبررغفلتنا وتقاعسنا عن اداء الواجب بشكل صحيح، ضحايا ودماء وفتيات اقتلعت رؤوسهن واعينهن، واطفال كالطيور المذبوحة من لايعجب من هذا الوضع، لماذا تقتلوننا، ما الذي فعله الشعب لينال هذه العقوبة القاسية، الانه صدق انه تغيير واراد ان يزيح عن كاهله سواد الايام الماضية ووسخها، ام انه انقلب باتجاه تحليل الاحداث ومعرفة ما تخبئه المقادير، ام وام وام، كثير من الاسئلة فمن يمتلك الشجاعة للاجابة عنها ليكون وفيا لشعبه، وتراب ارضه.
ان الذي يحدث يحمل اكثر من تفسير، لان هناك ميزان للقصاص اذا كان الشعب قد ضحى بطغاته، ليغسل ثيابه من درن الخنوع والموت، فهو يعاقب من هؤلاء ومن سواهم ! ولو فرضنا مجازاً ان هناك من يقاوم الاحتلال ؛ اين هو من الاحتلال؛ ام اننا في نهاية الامر ندعو الله ان ينتقم من الديمقراطية، لانها سبب مأساتنا، كل هذه التكهنات لا تحل من الامر شيئاً، وسنبقى ندفع ثمن حياتنا المليئة بالمفاجآت وسط وطن هو بمثابة حقل للالغام لا تعلم متى ستغادر وتودع من، وتوعد من بالعودة ؛ مشاريع المستقبل توقفت لاننا نحيا القيامة بكل تفاصيلها، كتل من النار والدخان وجثث محترقة، وهواء مليء بالموت والحسرة والبكاء.
من منا لم يودع طمأنينته حتى الان، ومن منا من لا يترصد الدروب لئلا يصادف يوم القيامة المليء بالناس والحجارة، من اين دخلت هذه الكميات من المتفجرات ونحن نقرأ يومياً، ان عمليات بغدادالقت القبض على ارهابيين وضبطت اكداسا للعتاد، ماذا يريدون من بغداد، فهي لم تنظم لاقليم بعد. ايريدون تسقيطها من خارطة العراق، ام انها ميدان الصراع الذي استوعيت جميع السياسيين، ام انها انف العراق وحين تضرب الانف تدمع العين، ام انها خط المعرفة الذي يربط العراق بماضيه التليد الذي لا يعجب الكثيرين.
عبد الله السكوتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هموم الثراء.....والبلاء
شمران الحيران ( 2010 / 4 / 18 - 12:27 )
الاخ الحبيب السكوتي...تحيه في البدء.....الحمد لله تبللت الثياب ..ومضى الارتياب ...وكشرت الانياب..واصبح الشك يقينا..واظهرت الحقائق خسة وضحالة السياسيين
بعد ان سقطت الاقنعه السوداء وانكشف الرداء واضحى السياسيون في دائرة الخيارات المرًه مثلهم كمثل الذي وهبه الله سبائك الذهب في صحراء وجعله لايقوى على حملها
كلها ولم تطاوعه نفسه ان يترك قسما منها واصبح متحيرا بهموم الثراءغير مباليا للوقت ليصبح ضحية لذئاب ليل الصحراء ليخط بدمه حكمة(الراده كلًه....عافه كلًه)تحياتي مع فائق الود والاحترام

اخر الافلام

.. عاجل | مؤتمر صحفي مشترك لزعيم هيئة تحرير الشام ووزير الخارجي


.. من واشنطن | أمريكا في الساحة السورية




.. اللحظات الأولى بعد استهداف الاحتلال مركبة في مدينة غزة


.. وقائع المؤتمر الصحفي للقائد العام للإدارة الجديدة في سوريا و




.. بلاقيود؛ إلهام أحمد: من الضروري أن تسحب تركيا يدها من الملف