الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمود امرأة

انتصار الميالي

2010 / 5 / 4
الادب والفن


التقيتها ذات مساء ...كانت مهمومة كثيراً... ومجهدة...سألتها: ما بك؟ تحدثي...عليك أن تقولي شيئاً وألا انفجرت.
تنهدت وأخذت نفساً عميقاً وهي تحاول أن تخرج ما في أعماقها: أنني في ورطة..!
أنها مصيبتي ومصيبتك ومصيبة كل امرأة عراقية واعية ومدركة لأهمية وجودها.....استغربت لقولها وسألتها: لماذا؟.. ما الذي حصل؟
قالت: أنني وكأية امرأة واعية تؤدي واجبها اتجاه بلدها وأبنائها أسعى مع باقي زميلاتي إلى النضال من اجل ضمان حقوق المرأة، فأخذنا على عاتقنا نشر الوعي بين صفوف النساء رغم كل التحديات التي تواجهنا من سوء الوضع الأمني والإرهاب والأعراف والتقاليد والجهل.......الخ.
أجبتها: حسنا فعلت..إذا أين المصيبة في ذلك؟
قالت: على الرغم من ما نفعله ونسعى إليه، سواء من خلال المنظمات النسوية والديمقراطية أو من خلال التنظيمات السياسية من الأحزاب والحركات من اجل مواصلة نضالنا في سبيل المحافظة على المكاسب التي حققتها الحركة النسائية بعد ثورة 14 تموز الخالدة والنضال من اجل انتزاع حقوقنا وتأكيدها تشريعاً من خلال إلغاء المادة 41 من الدستور العراقي الجديد لسنة 2005، إلا أننا لازلنا نحتاج إلى المزيد من العمل إلى المزيد من الضمانات.
سألتها: ولماذا.؟ ألم تحققن شيئاً بعد؟؟؟.
أجابت: كلا، لازلنا نناضل ونعمل كواعيات بحقوقنا وواجباتنا على نشر الوعي في البيت والعمل والمجتمع والدولة، أننا نواصل عملنا ونواصل نضالنا لإقناع النساء اللواتي في المحيط الذي نعمل فيه أو نعيش فيه وفي المجتمع بشكل عام ،إذ بدونه لن نحقق النتائج المرجوة.
سألتها: وماذا بعد ؟
قالت: علينا أن نعمل على أقناع النساء، كل النساء وتوعيتهن بحقوقهن المشروعة والعادلة أيضا...
أجبتها: حسنا فعلتنّ، إذا أين المصيبة التي تتحدثين عنها..؟
قالت: بصوت فيه شيء من الألم والحدة، المصيبة تكمن عندما نواجه امرأة لا تريد النهوض بواقعها الذي بات مرا وأليما،رغم أنها مدركة لما لها من حقوق منحتها السماء والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والتي اقرها العراق ولا يزال...إلا أنها لا تأخذ خطوة باتجاه ضمان مستقبلها ومستقبل كل من ابنتها وأختها وصديقاتها وجميع بنات جنسها ممن هن بحاجة إلى ضمان حقوقهن كأي إنسان دون تمييز في بلد وضع فيه أحدث دستور في العالم، ويسعى إلى بناء دولة ديمقراطية، تعددية، فدرالية، وحدة ومستقلة تصان فيها الحقوق وتحفظ فيها الواجبات.
قلت: لقد فهمت ما الذي يجعلك مهمومة، لكن ما الذي ستفعلونه.؟
أجابت: لكي نستطيع تطبيق كل خطوات البناء في بلدنا، العراق الجديد، علينا إن نتوجه إلى الرجل الذي يقف وراء ضعف كل امرأة لا تريد النهوض بواقعها، والى كل امرأة تقف موقفا سلبيا اتجاه ما تناضل من اجله بنات جنسها في سبيل ضمان حقوقها دستوريا. لن نيأس...! سوف نواصل عملنا وندعو كل النساء اللواتي يقفن موقف المتفرج من حقوقهن ومن مستقبلهن ، من اجل عودتهن إلى صفوف زميلاتهن من اجل مواصلة النضال في سبيل ضمان حقوقنا دستوريا. وأيضا للمساهمة في بناء مستقبل مشرق لعراقنا الجديد.
وفجأة..!
أخرجت لي ورقة وقدمت لي قلماً.
سألتها: (وأنا اخذ الورقة والقلم ) ما هذا.؟
أجابت: أنها لجمع التواقيع من اجل إيقاف العمل بالمادة (41) في الدستور، المادة التي تمزق وحدتنا وتزيد من أزمتنا وتضيع كل مكتسباتنا كنسوة.
ابتسمت وأنا أقرأ مضمون الورقة، وأمسكت الورقة وسحبت القلم ومنحتها توقيعي، وأعدتها إليها..رأيت الفرح يلمع في عينيها.
سألتها: هل لديك ورقة أخرى.؟
أجابتني: نعم. لم تسألين؟
قلت لها: سوف أساعدك في جمع التواقيع.
فرحت كثيراً وهي تعطيني الورقة وتقول : انك تزيدين من عزيمتي وتمنحيني القوة والثقة بالنفس.....
أجبتها: هذا هو من صميم واجبي اتجاهك واتجاه الاخريات واتجاه ماتتطلبه المرحلة.
ثم ودعتها على أن التقيها في الأسبوع القادم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - encouragement
aziz ( 2010 / 5 / 4 - 09:37 )
أنا كرجل أقدر نضالكما وشجاعتكما


2 - الاخ عزيز
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 4 - 10:29 )
شكرا لمرورك الهادئ ولتقديرك....تقبل كل امتناني


3 - جميل جدا
hujaz icp ( 2010 / 5 / 4 - 12:17 )
عـــــــاشت ايدج انتصار الميالي


4 - يحتاج سنين
مرثا ( 2010 / 5 / 4 - 12:50 )
سلام ونعمة الأخت الفاضلة : مازُرع في سنين سيحتاج سنين ايضا لًيقلع والكثيرات من النساء صدقن انهم ناقصات وانهن غير قادرات وليس من حقهن المطالبة وايضا ليس لديهن ايمان بالتغيير ودافع له
وهذا دور العظيمات كصديقتك ومثلك
فما تجتازون به في حملة التوعية واصراركن على الاستمرار سيكون وازعا للكثيرات ليشتركن معكن

لكٍ منى كل تقدير وكل احترامي للمرأة العراقية


5 - العزيز hujaz
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 4 - 13:53 )
وعاشت الايادي التي تؤازرنا وتدعمنا...شكري وامتنناني لمرورك


6 - ألباب ومفتاحه بأيديكن
عماد ( 2010 / 5 / 4 - 14:09 )
يا أخت انتصار أحي فيك ابتداءا روحك واحاك بما تعاني أختك العراقية (أي عراقية) غرر بها أولوا الأمر وخدعوها فصوتت بنعم لسلب حقوقها وحرياتها..المادة 41 فتحت المجال على أوسع ابوابه لغمط حقوق المرأة العراقية بنصها الصريح على ((جميع العراقيين احرار في الالتزام باحوالهم الشخصية حسب دياناتهم او مذاهبهم او معتقداتهم او اختياراتهم وينظم ذلك بقانون))
وهذا يعني بطبيعة الحال من جملة مايعنيه (تشريع قوانين احوال شخصية متعددة بتعدد المذاهب والديانات والمعتقدات ويتبع ذلك بطبيعة الحال تعدد المحاكم وهذا ما سيجعلنا امام عدة احكام متباينة ومختلفة في قضية واحدة!! وهو ما سيقودنا بالتاكيد الى منزلق ينذر بخطر التمييز الاجتماعي بسبب عدم اتفاق المذاهب الفقهية الاسلامية في احكامها الا ما ورد فيه نص قرآني يحدده. فالاجتهادات والتباينات في الاراء والاحكام كثيرة ومختلفة.. هذا هو قدركن فلا تنتظرن منا كرجال نصرة أكثر طالما إنكن ساكتات. تقبلي مروري)،


7 - مرثا...مع التحية
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 4 - 14:15 )
نعم..اتفق معك بشدة ان المرحلة صعبة والمهمة اصعب لكن مهمتنا تتطلب ان نعمل من اجل ان نزرع بذرة امل حقيقية ليس لنا بل لأجيالنا النسوية القادمة
لك مودتي واحترامي وممتنة لمرورك


8 - شكرا استاذ عماد
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 4 - 16:07 )
انا شخصيا لم ولن انتظر ان ينصرني الرجل الذي عشت عمري ارى بنات جنسي ينصرنه ويضحين من اجله في السراء والضراء بالامس واليوم وغدا... لكنه يكرمهن بالهجر والطغيان وسلب الحقوق، مع علمي بأهمية المناصرة لكنها باتت ضرورة مستحيلة ان يعترف الشرقي بحقوق حواء المتساوية
يبقى هناك خيط مشع من الامل يشرق من بين صفحات دهرنا المظلمة ينبأ بأن هناك غدا افضل لنا نحن النسوة وان طال الانتظار.. شكرا لمرورك


9 - المادة 41
آريين آمد ( 2010 / 5 / 4 - 21:36 )
عندما نظمت ناشطات نسوية اعتصاما في ساحة الفردوس في عهد بريمر لالغاء قرار مجلس الحكم (37) خرجت في نفس الوقت تظاهرة نسائية ربما اكبر من سابقتها ترفع لافتات بشعارات (لا لحرية المرأة) و ( لا للمساواة )... الخ . عندها كرجل اصبت بخيبة امل وشعرت باحباط كبير وتعجبت كم لقوى الاسلام السياسي من قدرة على التعبئة وقدرة على التضليل وادركت كم المساحة ضيقة لامثالنا المؤمنين بقيم الحرية ومبادئ حقوق الانسان وكل ماجاءت بها الليبرالية والعلمانية . نريدها دولة مؤسسات ودولة قانون محورها واساسها الانسان رجل كان ام امرأة ، طفل او شيخ... لم اجد بين سطور قصتك الجميلة اشارة الى تلك المظاهرة التي اعتبرها مفارقة لم تحصل مثلها في التاريخ ابدا.. تقبلي تحياتي


10 - اجمعوا التواقيع
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 5 / 4 - 21:58 )
القديره انتصار
ان الماده 41 هي انتاج متميز للفكر الطائفي المستهجن من كل القوى وهو الحلقه الاولى التي كانت لجس النبض حول سناريوهات مرعبه عشناها
توكلوا على الله واجمعوا التواقيع ليس لاسقاط الماده هذه بل لاسقاط كل البراقع التي تدعي المساواه ولاتقدم شي
ولك مني كل التحايا


11 - العزيز اريين
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 4 - 23:07 )
كانت هذه من اسوأ اللقطات التي ذكرتها في التاريخ النضالي النسوي والتي عبأت لاحباط الحركة النسوية ،لكن الغد كفيل بأن يلقن الجميع درسا بأن لا ادامة للدكتاتوريات مهما طالت وعبثت ومزقت وتجبرت ولا تاريخ لمن يحاول تشويه التاريخ ويمحي الكثير من الصور النضالية لنساء ضحين من اجل حريتهن وحرية الوطن ولازلن يؤمن بالغد الافضل ويواصلن النضال...وربما ستجد هذه المفارقة في مقالتي لقطات بالابيض والاسود..شكرا لمرورك صديقي


12 - سيأتي غدٍ تسقط فيه كل الاقنعة
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 4 - 23:20 )
نعم... هذا هو الفكر الطائفي وهذا هو نتاجه لكن المصيبة هو من يغذيه ويدعمه لينتج مايمزق به العراق ويبقيه جريحا وصريعا ومهانا...الزمن كفيل بما هو اتٍ سيأتي غدٍ تسقط فيه الاقنعة ويزال النقاب عن كل مايدور في لعبة العراق الجديد وتكشف الكثير من الاوراق فدائرة الايام قصيرة ولايبقى خارج اطارها الا من كان نزيها ناصع البياض طول تاريخه النضالي....كل تقديري واحترامي استاذ قاسم


13 - شيلة وعباءة وتناضل من اجل الوطن
Nawar Ahmed ( 2010 / 5 / 5 - 16:49 )
الاخت انتصار .. يوم امس .. نعم يوم امس تذاكرنا مع مجموعة من الرجال نضالات المرأة العراقية في احلك الظروف .. وحكيت لهم قصة المرأة التي تجاوز عمرها الخمسين عاماً ووصلت الى مقر الحزب الحزب الشيوعي العراقي في شقلاوة بشق الانفس لصعودها من مركز المدينة الى المقر .. وعندوصولها الى مبنى المقر سألت ان كان هذا المقر للحزب الشيوعي وكانت معها شابة في مقتبل العمر قرأت لها اسم الحزب على واجهة المقر .. اجابها بيشمركة الحزب .. نعم ايتها الخالة .. وصلت .. فما كان منها الا ان قبلت حائط المبنى .. نعم قبلت حائط المبنى مع دموع زكية لن انساها ما حييت .. كرمها البشمركة بكل ود ومحبة ومع اشارة منها ان لا تسألوني من انا ..
هذه المرأة المناضلة العزيزة الكريمة كانت زيارتها الى شقلاوة عام 2000 زمن النظام الدكتاتوري السابق .. ما اعظمها .. ومنها يجب ان تتعلم نساءنا ورجالنا ايضاً قيمة النضال المشترك والمساواة في التضحية والقضية .. لا قوانين جائرة ولا سلطات خاشمة ولا فتاوي بائسة .. المهم هو الاصرار والتحدي رغم الظروف الصعبة والمعقدة .. اقدر فيك شجاعتك يا ابنت النجف وانت اهلاً لخوض معترك الحياة واشد على يدك سيدتي


14 - Nawar Ahmed
انتصار الميالي ( 2010 / 5 / 5 - 21:09 )
وانت اخذتني بذاكرتي للمكبعة ورحت امشي يمة بالدرابين البعيدة
الاهزوجة التي رددتها الكثير من المناضلات وهن يحملن هم الوطن غير مباليات بالصعوبات وحجم المخاطر التي تواجههن كل ساعة وكل لحظة يسرن في الدرابين ومن زقاق لزقاق ومحلة لمحلة بشجاعة وصلابة دون خوف وقدمن رموز رائعة في التضحية خالدة في ضمير الشرفاء والوطنيين من ابناء بلدي وسجلت تاريخا نفخر به نحن النسوة ونفخر بأننا نسير على دروبهن ونحمل راية نضالهن عاليا بوجه كل التحديات لمقومة الظلم والانتهاك الذي يحاول ان يحدد من خطانا في طريق تحقيق المساواة والعدالة....شكرا للصورة الرائعة التي ذكرتها وذكرتني بـ ( نسرين وعايدة ياسين وفريال السامرائي ونزيهة وروز ) وغيرهن...باقة ورد لكل شهيدة ومناضلة
لك كل تقديري واحترامي

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع