الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبيعة والموت في اشعار وورد سوورث ووبليك وكوليرج

ضياء ثابت السراي

2010 / 6 / 29
الادب والفن


شكل كل من الشعراء الانكليز (ويليام وورد سوورث ،وليام بليك وكوليرج) انتقالة في مسار الادب الانكليزي حيث اسس كل من هؤلاء لمدرسة ادبية جديدة ،هي المدرسة الرومانسية التي غيرت بمفاهيم الادب التي كانت سائدة في الشعر والقصة والرواية ، وقد تناول هؤلاء الشعراء في قصائدهم فكرتي الموت والطبيعة ،فالطالما ارق الموت الادباء والشعراء وحاولوا بشتى الطرق ايجاد الخلود وان كان بالقصائد والكتابات ،فنرى ان وليام بليك عندما كتب (The Tiger)و(The Lamp) قصيدة النمر وقصيدة الحمل ، لم يكن غرضه ان يقارن فقط بين الفارق بالخلق والغاية من خلق المفترس والمفترس (بفتح التاء) ،بل كانت قصائده تلك تتسال عن سبب خلق الله تعالى للكائنات وسبب موتها ، فوجد بالمحصلة ان الطبيعة هي الام التي يعود لها الانسان والتي من خلالها تتجسد مفاهيم الخلود او الموت ،بينما تحدى وورد سورث الموت بقصائده (Lucy) لانه بعد ان كتب خمس قصائد في مخلوقة جميلة اسمها لوسي راح يفتش عنها في الطبيعة وتوصل الى ان يقول للطبيعة في اخر تلك الخمس من المجموعة (اني ساجد لوسي ... في الصخور ,في البحر ,في الاشجار في كل شيء ) مما يعني انها لم تمت وانها عادت الى الطبيعة من جديد وانه سيراها في كل مكان ، وعلى المستوى الكيمائي والفيسيلوجي فان الامر وارد لانها كجسد ميت مدفون تحت الارض ستتحلل بعد وفاتها وتكون مواد عضوية تنتقل مع الامطار وفي التربة لتتغذى عليها مخلوقات مجهرية ونباتات وهي بذلك موجودة في الطبيعة .

واخيرا فان كوليرج هو الاخر عالج المسالة ذاتها في قصائده(قوبلا خان) و(Frost at Midnight) فهو استلهم قصص عظماء المغول من خلال الطبيعة ووقف كما وقف قوبلا خان اب المغول منذ زمن مضى وناجى الطبيعة التي كانت تناجيه ايضا وتكلمه واعطته رؤيا بنى من خلالها مدينته زنادو التاريخية وراى كيف ان اسمه سيبقى خالد بمر العصور على يد احفاده بصور متكاملة رسمتها الطبيعة بالنهر والكهف والجبل والاشجار التي كانت تحيط به ، القصيدة الثانية (الصقيع في منتصف الليل )عالج فيها كوليرج مسالة الموت والخلود وعلاقتهما بالطبيعة ايضا ليعود الى فكرته الاولى واكد ان الطبيعةهي التي تخلد الانسان وانه مع ابنه تايلر الصغير وحدهما يكلمان الطبيعة ويعرفها على ابنه النائم في مهده ليكون جزء منه وهي ملحمة شعرية كانت كرسالة سلام للطبيعة قرن من خلالها ابنه تايلر ليكون جزء من الطبيعة بعد ان مر على صور كثيرة لماضيه وحاضره وتامل صورة مستقبل ابنه من خلال الطبيعة التي ارسلت له رسائلها لتبشره بنيل مراده عسى ان يخلد ذكره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ربط غريب ورائع بين افكار هؤلاء الشعراء الثلاث
مهدي الجزائري ( 2010 / 6 / 29 - 19:57 )
تحية لك ضياء السراي تابعت كثيرا كتاباتك في مجلة الاسبوعية ،والان افتقدها هناك لكن فرح اني وجدتها هنا في هذا الموقع الرائع ،الربط بين هؤلاء الثلاثة الشعراء الرائعين فكرة جديدة خصوصا في انهم عالجوا لمسالة الموت الحياة في قصائدهم التي ذكرتها .
لقد قرات تلك القصائد باشكال كثيرة وفسرت على ضوء تلك القراءات لكنها لم تفسر التفسير الذي ذكرته واني اراه جديد رغم اني استاذ ادب في الجامعة التونسية وبالتحديد الادب الانكليزية فارجوا ان تتيح المجال لقلمك ان يسهب في التوصيف وذكر الادلة عسى ان تلهمني كتابتك لبحث علمي ادبي في هذا المجال .
دمتم

اخر الافلام

.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس