الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر حسن نصر الله الصحفي: الفيلم الهندي أكثر إقناعا

أحمد أبو مطر

2010 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


انتظر اللبنانيون والعرب عدة أيام المؤتمر الصحفي للسيد حسن نصر الله الذي عقده يوم الإثنين التاسع من أغسطس 2010 الذي استمر أكثر من ساعتين، كي تكون النتيجة أنه مجرد سرد حكايات وقصص لا علاقة لها بما هدّد به من أنّ لديه حقائق واثباتات تدين الموساد الإسرائيلي باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير 2005 . ومن المهم ملاحظة أساسية وهي أن السيد حسن نصرالله ناقض نفسه بدليل أنه بعد كل هذه الحكايات التي ساقها، استدرك في نهاية مؤتمره الصحفي قائلا : "وأنا لا أدّعي أننا نقدم دليلا قطعيا، نقدم قرائن ومعطيات وإذا كان هناك من يريد أن يصل إلى الحقيقة يجب أن يحمل هذه المعطيات ويفتح الباب لأول مرة جديا للتحقيق مع الإسرائيلي". إذن فالسيد بعد كل الأفلام التي عرضها لا يعتبر كل ما عرضه دليلا قطعيا، بل هي تخمينات وتحليلات لا تختلف عما تتعاطى معه المحكمة الدولية حتى هذه اللحظة.
أفلام ووثائق لا علاقة لها بالموضوع
كانت كل التحضيرات والاستفزازات تتركز قبل مؤتمره الصحفي، على أنّ السيد سيقدم الإثباتات القاطعة غير القابلة للنقاش حول إدانة إسرائيل بقتل رفيق الحريري، فإذا كل ما قدمه لا علاقة له بالموضوع الأساسي، وهنا نتساءل فقط :
- ما علاقة محاولة اغتيال نبيه بري إن صحت بالموضوع الأساسي وهو اغتيال رفيق الحريري؟
- ما علاقة اعتراف العميل محمود رافع بأنه ساهم مع الإسرائيليين بزراعة عبوة الزهراني التي كانت موجهة لاغتيال بري بالموضوع الأساسي؟
- ما علاقة التقاط المقاومة لبث الصور الجوية لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية؟
- ما علاقة رصد إسرائيل للمحاور والطرق الرئيسية اللبنانية بما فيها طرق تحركات رفيق الحريري، وهل هناك طريق واحد في لبنان لا يتنقل فيه إلا رفيق الحريري؟
- وما علاقة قصة اعتقال المخابرات السورية في صيدا للحاج علي ديب؟
- ما علاقة فيديو عملية الأنصارية؟
ونفس التساؤل ينطبق على كل الأفلام والفيديوات والقصص التي عرضها السيد حسن نصر الله، فهي مجرد أفلام هندية لا علاقة لها بالموضوع الذي انتظرته الجماهير، وهو الأدلة القاطعة على إدانة إسرائيل، وبالتالي من حق أي مراقب موضوعي أن يطرح الأسئلة المنطقية التالية التي تؤشر على القتلة الحقيقيين لرفيق الحريري.
هذه الأسئلة تحتاج لجواب
- لماذا ومن قتل اللواء غازي كنعان وزير الداخلية السوري في الثاني عشر من أكتوبر 2005 أي بعد حوالي سبعة شهور من اغتيال رفيق الحريري، حيث المعروف أن كنعان كان هو الحاكم الفعلي السوري في لبنان لغاية عام 2001 قبل أن يسلم المسؤولية المخابراتية لخلفه رستم غزالة، الذي كان يتلقى الأوامر منه في كل صغيرة وكبيرة. ولماذا تمّ قتله الذي قالوا عنه انتحارا بعد استجوابه من قبل محققين من الأمم المتحدة في قضية اغتيال رفيق الحريري؟ ومن الملاحظ حتى للغبي أنّ المحامي العام الأول في دمشق محمد مروان اللوجي قد أعلن بعد قصة الاغتيال بدقائق أنّ التحقيق الرسمي في ظروف وفاة كنعان انتهى باعتباره حادث انتحار. أي تحقيق رسمي يصدر بعد دقائق من الوفاة؟ إنّ هذه اللعبة تدلّ على أن المحامي الأول كان مجرد مذيع لبلاغ أرسل له بدون أي تحقيق في الحادث، وهذا يذكرنا بقصة انتحار رئيس الوزراء السوري الأسبق محمود الزعبي في مايو 2000 حيث كان يخضع للإقامة الجبرية.

- لماذا ومن قتل العميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس بشار الأسد وضابط الارتباط السوري مع حزب الله في أغسطس 2008 ، من خلال تمثيلية لا تنطلي على أي غبي، إذ قالت الرواية الرسمية أنه تمّ اغتياله برصاصات أطلقت عليه من البحر وهو يستحم على شاطىء مدينة طرطوس السورية. ومن المهم ملاحظة أنّ اغتياله جاء بعد ستة أشهر من اغتيال عماد مغنية المسؤول الأمني لحزب الله في منطقة كفر سوسة الدمشقية حيث مكاتب أهم فروع المخابرات السورية.

- وبالتالي من قتل عماد مغنية في منطقة لا تستطيع كل دوائر مخابرات العالم من دخولها؟ ولماذا يسكت السيد حسن نصر الله على قصة قتله؟ ولم نشاهد له أي فيلم هندي حولها؟.

- من المسؤول عن اغتيالات الصحفيين والسياسيين اللبنانيين عقب اغتيال الحريري؟ لماذا لم يتطرق السيد حسن نصر الله لهذه الاغتيالات؟ أم ان اصحابها لا يستحقون فيلما من أفلامه؟

- والسؤال الأخطر هو: لماذا سكت السيد عن اتهام إسرائيل من عام 2005 حتى اليوم، أي حوالي خمسة سنوات؟

الجواب ذو شقين لبنانيين

الأول: هو بداية تسريب معلومات حول إمكانية صدور اتهام لحزب الله من قبل المحكمة الدولية، يتعلق بمشاركة الحزب في عملية اغتيال رفيق الحريري بشكل من الأشكال.

الثاني: استمرار استعمال فزّاعة الموساد للسيطرة على الشارع اللبناني مترافقا مع التهديد المستمر المبطن والعلني بإعادة اجتياح بيروت في مايو 2008 . وليس سرا أن السيد وحزب الله أصبحا دولة مرعبة يخافها كل اللبنانيين شعبا وحكومة، وهذا يفسر سكوت الدولة والحكومة اللبنانية على كل ممارسات الحزب وقياداته التي لا يمكن أن تقبل بها أية ديمقراطية في العالم.

البريء فعلا لا يخاف
إنّ الضجيج الذي يثيره السيد وحزبه ومعهما النظام السوري ضد المحكمة الدولية، يثيرسؤالا خطيرا:

لماذا الخوف من هذه المحكمة من أي شخص أو حزب أو نظام إذا كان أي واحد منهم فعلا بريئا من دم الحريري؟. إنّ البريء فعلا لا يمكن أن تدينه أية محكمة مهما كانت مسيسة، فأي تسييس لا يمكن أن يجد أدلة وقرائن تدين بريئا، لذلك فإن هذا الضجيج من أشخاص وأحزاب وأنظمة محددة، يستدعي للذهن العربي القول الشائع: ( يكاد المريب أن يقول أمسكوني ).
[email protected]
www.dr-abumatar.net
www.dr-abumatar.info








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القناعة والولاء
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 8 / 14 - 09:35 )
السيد أبو مطر طالما أنك ممن يقتنعون بالأفلام الهندي فلن تجدي معك الحقائق وكما أن المريب يكاد أن يقول خذوني أيضا الأبواق المتصهينة تتفاني في إثبات ولائها ،
ألا تفترض حتى ولو فرضا أن يكون الصهاينة هم من إرتكبوا جريمة قتل الحريري عجبا لكم مثقفي بلادنا الأوفياء !!


2 - الى احمد ابو مطر
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 8 / 14 - 19:14 )
تحيه
العلماني والحر هو من يفكر حراً ويربط ويحلل مستخدماً العلم
يكفي أن المدعي العام للمحكمه الخاصه بلبنان طلب ما عرضه نصر الله ويكفي أن حزب الله أستطاع أن يفك شفرة الأتصالات والطيران التجسسي ويكفي أن ما طرحه نصر الله أثار أهتمام كل المعنيين بقضية لبنان والشرق والتجسس والثوره ويكفي أن كل المحللين /ن المقربين والبعيدين من لبنان وحزب الله أتفقوا على أن ما طرحه نصر الله ليس فلم هندي لتجد نفسك الوحيد الجاهل بالأمور وتعيد وتكرر نفس سياق كتاباتك ذات الصب المسبق وكأنك تتخلى عن العلمانيه واليبراليه التى تدعي وتجعل من كتاباتك كما كتابات المبتدئين الذين يتسقطون الكلمات ولا يربطون ويحللون وينصفون ويتجردون
اتمنى أن نقراء تحليل من جنابكم عن مشكله من التحيط با العلم والعلمانيه الحريه والأنعتاق من ربقة الجهل والتخلف الذي يريد أن يغرقنا
يؤسفني ان أقول لك يا دكتور أن ما تطرحه فيه الكثير من السطحيه غير المؤثره لافي سياق ماتطرح ولا في سياق السياق العام الذي ننشد ونتمنى من المتنورين ان يتحفونا به ويساهمون في أزالة الغشاوه عن العقول أما ما تطرح وتكتب فهو الجهل والتحيز غير المنطقي
رأرجو المعذره


3 - الطفل الصغير
صابر المغربي ( 2010 / 8 / 14 - 19:57 )
.موضوع مليء بالمغالطات والتضليلات
على صاحب الموضوع ان يعود ثانية الى كلمة السيد حسن التي القاها بمناسبةيوم الانتصار وسيكتشف ان موضوعه لا يستحق النشر


4 - ان كنت لاتدري فتلك مصيبة
احمد ابو العلا ( 2010 / 8 / 14 - 23:52 )
هل يعتقد السيد احمد ابو مطر بمقالته هذه بأنه اكتشف سرا او فك لغزا انطلاقا من علمانيته المزعومة؟؟ انه بطرحه السطحي هذا يخدم اسرائيل وموسادها ويخدم التضليل والتسييس الدولي لاستثمار دم الشهيد الحريري لضرب كل العصافير بحجر واحد والكاسب الاول هو اسرائيل والخاسر الاكبر سيكون لبنان والشعوب العربية. لقد طرح السيد نصر الله حقائق وقرائن ذكية يمكن للمتتبع لاحداثها ان يرسم استنتاجا ان اسرائيل هي الرابح الاكبر من اغتيال الحريري ومن تشضي العقلية العربية وعدم قدرتها على الاستنتاج في قضايا مصيرية كهذه . يجب على كاتبنا السيد احمد مطر ان لايوظف قلمه لخدمة اسرائيل بدون وعي منه او هو بكامل وعيه لغاية في نفسه... وما دم المبحوح الذي سفكه الموساد في الامارات ببعيد


5 - كـــن موضوعياً يا مطــر
داود ابراهيم ( 2010 / 8 / 15 - 08:00 )
مقالك سيدي غير موضوعي
كونك تحب إسرائيل كما احب احبها لا يعني أن نغالط
ما قدمه حسن نصر الله ليس فيلما هنديا
بل هو جزء من حربه الإعلامية التي يشنها على إسرائيل
هو يعلم جيدا قيمة ما قدمه بدليل تسميته بـــ-القرائن- لذا فمن المعيب ان تكتب في موقعك باحث اكاديمي وتطرح مغالطات
مع حبي وغرامي الكبير بمدونة الحوار المتمدن

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو