الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع من يجب أن تكون الصداقة؟

سهيل قبلان

2010 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


*وقد تصرخ الجماهير تحت ضغطها وشراستها لكنها لا يمكن ان تستسلم وستحطمها وخاصة بتعميقها لوحدتها الصوانية*


من العلاقات الانسانية العديدة والمتنوّعة ابتداء من البيت وافراد الاسرة الواحدة، امتدادا الى المجتمع والطبيعة، هناك كلمة الصداقة، اي الارتباط بشيء ما بغض النظر عن ماهيته ونتائج ذلك الارتباط، ويبقى السؤال: مع من يجب ان تكون الصداقة؟ وفي اعتقادي عندما تكون الصداقة حميمة ووطيدة ونقيّة وبمثابة تجسيد لقيمة انسانية جميلة ورائعة، تكون النتائج جيدة، فعندما تتوطد وتترسخ الصداقة مع الاخلاق الجميلة في الانسان والتي تميزه في اعتقادي عن باقي الكائنات على هذه الارض تكون النتائج طيبة وجميلة ومفيدة تعمّق النزعة الانسانية الجميلة للقيام باعمال جميلة ومفيدة وابداعية في شتى المجالات، واعمال الصيانة تكون عادة للآلات لاطالة عملها وجودته واي استهتار او تلكّؤ او تراجع باعمال الصيانة وفي اجرائها، ستكون له عواقبه السيئة والوخيمة والمضرة، ولكن هناك مجال لصيانة وحفظ السعادة والفرح والمرح والهدوء النفسي، وهذا بالطبع متعلق بالانسان ومدى حبه لغيره واحترامه واحترام حقه الاولي في العيش باحترام وكرامة والحصول على احتياجاته في الحياة في شتى المجالات لاستمرارية بقائه وعطائه في الحياة وتعميق قيمه وطموحاته الانسانية الجميلة، خاصة ان العاطلين عن شيء ما كثيرون في كل مكان، فهناك العاطل عن العمل لان اصحاب العمل وفي كل مكان لا يفكرون الا في زيادة أرباحهم وتكديس الاموال وصرف اقل ما يمكن من أموال في عملية الانتاج والحصول على اكثر ما يمكن من ارباح غير آبهين وبناء على الواقع باوضاع العمال السيئة، وهناك العاطل عن الحب الجميل للبشر وعن الصداقة الجميلة بينهم وسعيه لتشويههما وتلويثهما واكثار ادرانهما، ودماملهما التي تنزّ القيح والقاذورات، وبالتالي السيئات، وهناك العاطل عن الاخلاق الجميلة وقيمها الاجمل وبالتالي عن السلام وعن التعايش الجميل وعدم اكتراثه للنتائج السيئة لذلك والواقع خير برهان، وهناك كلمات ومصطلحات منها على سبيل المثال لا الحصر، الحب ورفاهية الانسان وسعادته الروحية والمادية وحقه في السلام والطمأنينة والعمل وطموحاته العديدة خاصة ليجسد قدراته ومؤهلاته وابداعاته الجميلة، والسؤال لماذا لا تتحقق وهل هي من المستحيلات والكماليات؟ وفي اعتقادي يستطيع القادر من ذوي القدرات والمؤهلات والابداعات، تأليف الكتب اعطاء للاجوبة، وفي اعتقادي يكمن الخلل الاولي في الاستهتار بالشيء مهما كان قليل القيمة فالذي يتعود ومنذ الصغر على الاستهتار بحياة الانسان الى درجة عدم التورع عن القتل، وانعدام الاخلاق الجميلة خاصة في سياسة المسؤولين في شتى المجالات، يؤدي الى نتائج وخيمة تؤكد الاستهتار بالقيم الاخلاقية الجميلة، وبالتالي بارواح ودماء ومشاعر وطموحات واحلام وكرامة البشر، ومن ذلك الاستهتار التلاشي، فللتلاشي وجهان، ايجابي وسلبي، فعندما يكون في الصداقة الجميلة مع القيم الجميلة وفي المحبة الجميلة بين البشر وبينهم وبين القيم الجميلة والمشاعر الجميلة والسلوك الجميل والابداعات الجميلة والتفكير الجميل، تكون النتائج سيئة ووخيمة وضارة، وبالعكس عندما يكون التلاشي في الاحقاد والعنصرية والشوفينية والاستغلال والاضطهاد والخلافات والقبائح والاهمال لمتطلبات الحياة الاولية على الاقل تكون النتائج جيدة وجميلة وعلى سبيل المثال لا الحصر، فان بقاء الجماهير الفلسطينية في وطنها الذي لا وطن لها سواه هو الذي منع تلاشي ملامحه الفلسطينية ومنع تلاشي قوة البقاء والحياة والتمسك به بغض النظر عن الظروف مهما كانت صعبة وقاسية وعن السياسة مهما كانت بشعة وعنصرية وتفقد الانسان نزعته الانسانية، وخلافا للتلاشي فلا بد للنفس البشرية ان تمتلئ بشيء ما فهي لا تعرف الفراغ وهكذا القلب والعقل والروح، فما هو الافضل الامتلاء بالحب الجميل والخير وحسن النوايا وتوطيد وتعميق الصداقة مع الاممية والممارسات والسلوكيات والبرامج الجميلة والرائعة ذات النتائج الطيبة والمردود الرائع والجميل، ام الامتلاء بالشر والفساد والسوء والنتن والتعفن والحقد والاوحال؟ وما هو الافضل تغلّب وترسّخ النوازع الانسانية الجميلة والمباركة والبناءة والطيبة في الانسان ام النوازع الوحشية والشريرة والظلامية السوداء؟ وهل هناك مبرر لمعاناة الناس وعذاباتهم والموت جوعا وعدم ولوج المدارس والجامعات والنوم في الشوارع؟ وما هو الافضل ان تنبت الورود والسنابل في الصدور والعقول والدماء والنوايا والقلوب ام الاشواك والقتاد والذباب والوحل والافاعي وسمومها والذئاب وانيابها؟ وبناء على الواقع الملموس يصر قادة الدولة ومن كافة الاحزاب السلطوية والدائرة في فلكها على توطيد الصداقة مع ممارسات ينفذونها للتأكيد ان لنظامهم الرأسمالي الاحتلالي العنصري الذي تلاشت وتتلاشى فيه النزعات والسمات والقيم الانسانية الجميلة خاصة في التعامل مع الفلسطينيين في كل مكان وهنا في وطنهم الذي لا وطن لهم سواه، اسنانه الحادة والسامة للنهش في اللحم الحي، وقد تصرخ الجماهير تحت ضغطها وشراستها لكنها لا يمكن ان تستسلم وستحطمها وخاصة بتعميقها لوحدتها الصوانية خاصة النضالية المشتركة اليهودية العربية القائلة للحكام بصوت جهوري علني: كفى خدمة للموت يا ايها الطغاة وآن الاوان لاماتة غايات الاحتلال النتنة واهدافه السامة وممارساته البشعة وادرانه القاتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا