الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيصبح التيار الصدري بيضة القبان في المعادلة العراقية ؟؟

محمود غازي سعدالدين

2010 / 10 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


القبان ( بالعامية الكبان ) كلمة طرقت أسماعنا عند زيارتنا للعلوات والعرصات وهي الاداة المستعملة في الميزان في وزن الأحمال والبضائع , وهي عبارة عن عتلة صغيرة تتارجح بين كفتي القبان تظهر تارجح أحدى كفتي الميزان على الاخرى اوتساويهما في حال وقوفها في المنتصف .
شاعت مفردة بيضة القبان في هذه الآونة الاخيرة المعادلة السياسية العراقية وبدأ الساسة المنشقون على أمور شعبهم والحريصون على مصالحهم يتفوهون كثيرا بمفردة بيضة القبان هذا الذي يشير بها الى أنها كتلة العراقية وذاك الذي يشير بها الى ان بيضة القبان هو التحالف الكردي ومنهم من يقول أنها قائمة دولة القانون وهذه وتلك .
تحالف ائتلاف دولة القانون مع التيار الصدري وترشيح المالكي لولاية ثانية من قبل التحالف الوطني ربما كان أمرا غريبا الى حد ما ومقلقا في الوقت نفسه لاطراف عدة داخلية وخارجية (الولايات المتحدة على سبيل المثال ) حيث اشير بالبنان الى هذا التحالف من قبل الكتلة العراقية بانه تحالف طائفي يحظى بدعم ومباركة ولاية فقيه ايران , ودعمت هذه الشكوك زيارة المالكي الى ايران مؤخرا والتقائه بالمرشد الاعلى والسيد مقتدى الصدر , في وقت قللت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ( فيليب كراولي ) من أهمية زيارة المالكي لايران ودعا ايران بان تكون جارا أفضل للعراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية , في الوقت نفسه الذي تمنى الولي الفقيه زوال شر الولايات عن العراق حسب زعمه , كما اعتبر نائب وزير الخارجية الايراني رؤوف شيباني أن ترشيح المالكي لولاية ثانية هو البديل والحل ألأمثل للعراق في المرحلة المقبلة.
من سيكون بيضة القبان في المعادلة السياسية العراقية ؟ هل هم فعلا التحالف الكردي الذي بدأ شيئا فشيئا بالتفكك حيث ظهرت بوادر هذا التفكك تظهر بتهديد كتلة التغيير (كوران) وكتل اسلامية أخرى بمقاطعة والانسحاب من التحالف القومي الكردي عقب أعتراضات على تشريع قانون الانتخابات تتوافق ورؤى ومزاج ومصالح الحزبين المستأثرين بالقرار , وتسربت معلومات حول نية كتلة التغيير الانضمام الى ائتلاف دولة القانون بغية كسر الجمود الحاصل في الخطاب التقليدي الكردي الذي لاتنازل قيد أنملة من قبلهم عن الشروط المقدمة في الورقة الكردية للكتل السياسية الاخرى وباتت هذه الورقة تستقطب وتكسب ود انداد ألامس القريب للحزبين الكرديين الرئيسسين , كالسيد النجيفي وعزالدين الدولة !! وقد ينضم الاثنان الى مطاليب الحزبين في الرفض الجديد للتعداد السكاني فيما لو استمرت وزراة التخطيط في توجها بالغاء خانة ادراج( القومجية) داخل استمارة التعداد ويبدو من خلال نظرة سريعة أن رؤى القومجيين قد تتطابق في كل شيء , ونستطيع القول أن جميع الاطراف المعترضة على شخص المالكي باتوا يشيرون بالبنان الى مقبولية الورقة الكردية .
التيار الصدري الذي حاز على أكثر من اربعين مقعدا من المقاعد البرلمانية في الانتخابات الاخيرة كما قلنا فاجأ الجميع بتحالفه مع دولة القانون وتيار الاصلاح الوطني وكتلة مستقلون والاحرار وتم تمرير ترشيح مرشح كتلة التحالف رغم انسحاب المجلس الاسلامي الاعلى واعضاء من حزب الفضيلة من عملية الترشيح , لست هنا لاشيد بخطاب الصدريين عموما ولطالما انتقدت ولا زلت انتقد السياسات التي ينتهجها قادة التيار بدأ بانتهاج ثقافة العنف المسلح ضد قوات التحالف والتي أضرت وعرقلت المسيرة الديمقراطية العراقية , واستغلت هذه السياسات الخاطئة من قبل المنظمات الارهابية كانصار الاسلام والسنة اجنحة القاعدة الرئيسية للترويج وشحذ الخطاب الطائفي وبدأ مسلل التهجير والتناحر الطائفي الذي ولى الى غير رجعة .
أقولها صراحة لا زال هناك العديد من يروج داخل التيار الصدري لنظرية المؤامرة وخطاب الاستعداء للولايات المتحدة واسرائيل (وان خف قليلا ) كما أنه لا زالت هناك خلايا تروج للعنف المسلح ضد قوات التحالف في بعض الاحيان في بعض قصبات مدن الجنوب العراقي , ولكن على العموم باتت الاوضاع الامنية عموما في مدن الجنوب أفضل بكثير ولعل آخر الاستطلاعات أشارت بتقدم بعض محافظات الجنوب العراقي على محافظات شمال العراق الكردية من ناحية ألأمان الحقيقي .
التذبب والتأرجح بين الولاء للعراق او السير وراء الخطاب الحماسي الاسلامي المتداعي الذي يصدر من قبل مرشد الثورة وبعض المراجع في قم وطهران والذي يدين لهم بعض الصدريون ويبصمون له بالعشرة , سيجر المنطقة الى كارثة حقيقة فيما لو تتراجع وتخف حدته, وهذا ما لا يلوح بالافق القريب وخاصة بعد زيارة ألرئيس نجاد ل لبنان وتهديداته وعنتكة وشقاوة فتى ايران وبطلها الكارتوني في لبنان السيد حسن نصرالله .
التيار الصدري أمام خيارين لاثالث لهما أما الانصهار في جسد الدولة العراقية والمشاركة الفاعلة في بناء الحكومة المقبلة وخدمة المواطن العراقي بدون استتثناء وعدم الانجرار وراء الترويج لنظرية المؤامرة والترويج للعداء للولايات المتحدة والغرب عموما , ولاسيما أن العراق مقبل على استقبال كبريات الشركات العالمية التي ستقوم بتأهيل القطاع الخدمي الذي تعاني منه مدن الجنوب وقصباته أكثر من غيرها بعد توقيع الحكومة العراقية للعديد من عقود الاستثمار مع شركات امريكية ويابانية واوربية والتركيز على دعم وتأهيل الأرضية لعمل هذه الشركات والمنظمات , ومن البوادر المشجعة آخيرا وليس بآخرها فتح قنصلية فرنسية في مدينة الناصرية .
يستطيع التيار الصدري وكما قلنا ان يصبح بيضة القبان في المعادلة السياسية العراقية لو ابتعد عن الخطاب التحريضي وتفرغ لدعم الحكومة العراقية ودعم مؤسساتها بعيدا عن اية ولاءات خارجية وهذا ماهو مطلوب في المرحلة المقبلة , وبوجهة نظري الشخصية لكي تكتمل ولا تتأرجح بيضة الكبان العراقي بين هذه الكفة وتلك وتقف في المنتصف , على ساسة كتلة التوافق وكتلة الفضيلة وكتلة التغيير كوران من حسم امورهم في الوقوف الى جانب مرشح التحالف الوطني على الاقل في المرحلة المقبلة وان يصبحوا فعلا قادة سياسيين يديرون دفة وعجلة التقدم والمسيرة الديمقراطية بعيدا عن التحزبات والولائات والخطاب الديني والقومي المتطرف .
هناك من المنظمات الارهابية لازالت تتحرك باجندة وكونترول داخلي وهاهي تفجيرات حافلات الزوار الايرانين للعتبات المقدسة في بغداد , ومسلسل الاغتيالات والعبوات اللاصقة والسطو على المصارف عاد بقوة الى الساحة , رغم توارد واشارة بعض التقارير الأخيرة الى ضعف وتفكك شبكات القاعدة والمنظمات الارهابية وباتت تقتصر على عمليات ابتزاز وسطو مسلح وبعض عمليات التهريب عبر الحدود العراقية , في ظل كل هذا وفي غفلة من الزمن ظهر عدد من المسئولين الاكراد ليصرحوا على حين غرة بأن هناك نوايا أيرانية وجماعات مسلحة تدعمها ايران تنوي القيام بتفجيرات وتعكير صفو ألأمن في المدن الكردية وخاصة المحافظة اربيل فما السر في هذا التوقيت وهذه التصريحات في ظل وجود أمتن العلاقات بين الحكومة الاقليمية ودولة ايران , في وقت لم تحسم الكتلة الكردية أمرها في دعم المالكي دون الحصول على ضمانات خطية لتنفيذ بنود الورقة الكردية المقدمة !! تزامن كل هذا مع الزيارات المكوكية للساسة العراقيين للسعودية التي تبذل قصارى جهدها لتحييد الأنظار والصاق تهمة الارهاب (لبستها لبس) عنها بالصاقها لايران (الشيعية) يخدمها في ذلك الخطاب المتطرف لبعض المراجع الشيعية وهو ما يظهر جليا في اليمن وفي العراق , محاولات كتاب طائفيين قومجيين من أمثال تقي جاسم صادق تصب في هذا الخانة , فهم يخدمون هذه الاجندة الخبيثة تارة بتحريض مكون على الآخر , وتارة في الدعوة الى الانفصال وقيام كيان شيعي وتقسيم مكونات الفسيفساء العراقية على أساس طائفي وقومي .
بيضة القبان الحقيقية في العراق ستكون الولاء للانسان العراقي وحده والولاء لبناء العراق والتاكيد على وحدته وأواصر وتلاحم ابنائه دون فرق وتمييز وبناء مؤسسات المجتمع المدني ومكافحة الفساد وكبار المفسدين والقضاء على البطالة ومكافحة الارهاب ومعاقبة المجرمين دون استثناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من


.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية




.. المركزي التركي يُبقي الفائدة دون تغيير عند مستوى 50 بالمئة


.. بايدن يغضب بوتين ويمد أوكرانيا سراً بصواريخ قد تغير قواعد ال




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. ومخاوف من انزلاق الأو