الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكان لدى سعدي يوسف ... ضرورة قاصرة وعينات بديلة

قيس مجيد المولى

2010 / 11 / 8
الادب والفن



يتطلب تحريك المكان إعادة الضوء لموجوداته ثم الإنتقال بهذه الموجودات عبر غاية الفعل اليومي وهي غايات ربما تبدو ظاهرة للعيان لكنها غير مرئية تقتنص إقتناصا فيفلح الشاعر ليتم الكشف عن حاجات اخرى يمكن تطويرها لاتتصل بشكلية مكانية وأنما بفعل الموجودات المكانية من رسم ملامح قضية ما بدقة متناهية وهذا بدوره يفتح ممرا للولوج بالحدث الباطني إلى الحدث المرئي بفعل تقابل (الحاجة – المتعة – الضرف- الوسيلة ) وعند ذلك توعز المخيلة بتقديراتها لأن نشاطها المكاني عبر ببعد لموجود أخر
يختفي من خلاله المفهوم السائد للمكان ليحل بديلا عنه شكل من أشكال المناجاة أو شكل من أشكال الحوارية الأحادية المقتضبة فلا تعد هناك محورية للبناء الشعري بقصد ترسيخ أسبقية لدلالة ما ولا الإستحواذ الكلي على ماضي الأشياء إذ أن المتطلب الأساس أن لايقدر الفعل على غاية محددة بل الأسبقية في الأنغماس في اللحظة المكانية التي قد تترأى من خلال العوامل الوجدانية التي تكتشفها تلك اللحظة وتحدث الإضطراب المطلوب لإدامة القدرات التحسسية القابلة التناسب بين الحواس المختلفة والأشكال وبذلك يصبح مكون الجمال المكاني مايتم تلقية وما يثير من الإحساسات تجاه الأشياء المبتكرة والتي تنسجم في كلية النص :

لم يعد في الشوارع ماتعزفين له
الساحة إنطفأت والحرائق قد غادرت في مياه المجاري
المقاهي مهذبة في الصباح
ومغلقةٌ بعد منتصف الليل
مثلكِ
لم تبق إلا الملابسُ
قطنٌ
وجلدٌ
وأغنيةٌ لثقوب السراويل زرقاء عند الركب
........
........
سوف يأتي المغني ويذهبُ
يأتي الخريفُ
ويذهبُ
لكن ، ستبقين برميل بيرة
تظلين في هدأة الزاوية
أنتِ
والأمسِ
والرمسِ
والقدم الحافية

أن الخروج من معطف المكان

ضمن ذلك يعمل الزمن كغاية مشتركة ويحاول الشاعر إضعاف سطوته رغم وجود ملامح الزمن العلنية هنا وهناك
كما أن مستوى الإنسجام الزمكاني يؤسس لعلاقات قطعية لكن فعل اللغة وفعل العاطفة تسوق لتصورات غير مشتركة
لأن كلا منهما يرتبط بقصد ما ضمن ضرورات ما قد تجعل الشاعر يختار ما بين أمرين أمر اللغة المتسلطة التي أثراها المكان وكان مرجعية لها أو قدرات الإنفعال على تشكيل لغة لاتعني بالمباشرة والإنتقاء التاريخي ،
عبر ذلك يختار الشاعر خياره في إضاءة خافتة للمكان عبر تسمية لفظية لموجود معرف ما ثم يعمل على أن تتحرر وتلتئم بالبعد النفسي الذي يكون مصاحبا للإنتقالات التي ترسمها الحواس (تارة حاسة العين وتارة حاسة اللمس وتارة الحاسة المفقودة )كل ذلك تكون مساحة الإشتغال الشعري تفوق المساحة المكانية الحقيقية والمقدرة أمام يقينية في كل ماتأتي به قوانين الطبيعة وملابسات الحياة :

سوف تسأم زاويةَ الشام أيضا
ونبتتها وهي تذبلُ خلف الزجاج
ولسوفَ ترددُ في السر:
إني أتيتُ لكي أحتمي بالزجاج ..
الظهيرةُ
و
ا
ق
ف
ةٌ
والشجيرات من طرف العين تلمحها
وهي تهدأ في الظل
والشمسُ تهدأ في الظل
والطفلُ يهدأ في الظل
والهاشميةُ ضائعةٌ في الطريقِ إلى الشام
.......
.......
......
هل بدأ الإنتظار

يتمثل المكان في هلامية غير حسية مع ذلك الشعور المسبق بالصورة الشعرية له وما يظم من علائق متشابكة من أشال الحقائق إلى أشكال العبث وقد يظم إليه أشكال من السخافات فالأمكنة غير مستقرة حتى ببعدها الرمزي وهي لاتعني فيما تعنيه لدى الشاعر غير تلك الضرورة القاصرة التي لاتتناغم إلأ بتراجيديا مرعبة لخلق المزيد من العينات التي تكون بديلا للعينة الأصلية مواسأة للفراق والخوف والموت والأنين ،

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع