الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين نارين- الحقيقة والخيال

اسامة نعيسة

2004 / 9 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم تتشكل الظاهرة الاخيرة من الملاحقات والقمع والتفنن الاضطهادي غير المبرر دفعة واحدة وانما تشكلت من خلال المرور بتجارب طويلة من المعرفة الشمولية – معرفة غير متجانسة النسق وغير مترابطة الافكار ولم يسعى النظام ابداالى تطويرحلول لمشاكله العملية منهااو النظرية او تطوير لمبادئه ومناهجه التي لم تلبي متطلبات العصر والواقع وهي في اساسهاغير واضحة المعالم .
كلالاضطهاد المترافق مع الشعارات والطروحات الضبابية العامة من حيث الشكل والمضمون – لم توفر الحرية الحقيقية او تحقق جزء من متطلبات المجتمع بل على العكس تماما رسخت قناعة القسوةوالظلم والاضطهاد والتفرقة وجعلتها واقعا مقبولا وغير قابل للنقاش ؟
المارسات السياسية التي قامت بها لم تكن تتضمن انعكاسات للقضاياالايدلوجية المطروحة ولم تتقبل النقد من الاخر وحتى من ذاتها ؟ كانت تجربة سطحية من تجارب الشرق – تعتمد في جذورها على نفسية شرقية واهنة عبر القرون والقلاقل وهي في مضمونها تحما بذور الرضوخ للواقع مهماكان الواقع ظالما وقاهرا وقمعيا ...... فقد ثبط الوعي الانساني وتغلبت اللاعقلانية على مجمل حياة البشر واذا كان الانسان الافادي- غير العادي – والمتميز بظلمه وقمعة ودمويته ولاانسانيته ههي احدى تخريجات الاستسلام النفسي والمادي وفرضت على العقل قبل ان تفرض على ارض الواقع .
ان من جملة الظروف التي ساعدت وخاصة في حاضرنا هي حالة العقل المتعلم – او المثقف – كما يحب ان يطلقوا عليه – وبرزت اشكال غريبة من الشخصيات (المتعلمة ) او المثقفة التي تقوم بدو ر توزيع الاستذة والمعلمية على باقي البشر لتعميق الشعور بالدينونة وترسيخ الاستسلام النفسي ؟
من الغريب ان هذه الحالة قد وفع فيها بعض المجموعات العلمانية والعقلانية؟
ان القوى المنشطة لحركة المجتمع والدافعة للتطور الحضاري والديموقراطي مصدرها من كل الطبقات والنسج الاجتماعية وبغض النظر عن انتما ئها مع ان التجربة خلال العقود الماضية كانت قاسية ومخيبة للامال بعد ان استطاع النظام ان يفكك قوامهاوتركيباتها وبغض النظر عن ضعفها فانهامازالت تحت المجهر الامني .
وقد شارك في محاولا ت التهميش والتهشيم بعض الرموز مدعية اهتمامها بالشآن العام مثل بعض الكتاب دعاة المعرفةالمطلقة والصحيحة في مقاهي واروفة النظام وتتبارىفي تشويه الحقائق اوتعطي تفسيرات تتوافق مع موسيقى احادية يعزفها النظام .......هي في الاساس منبطحة والغاية من طروحاتها عن علم منها او بدون علم تصب في نهايتها الىتفريق القوى والتيارات المعارضة الهشة في الاصل على الساحة السورية .
بالرغم من هناك اضواء خجولة ومبكرة مسلطة عليها لكنها عوضا عن انها تشكل ارتكاسة في العمل الوطني فهي ايضا بالمعنى الاخلاقي لاتبتعد كثيرا عن العقلية الشمولية وهي تندفع في اغلب مماراساتها بالغريزة مع فقدان للعنصر الذاتي المستقل وخاصة في تعاملها مع بعض اطراف المعارضة وفي اغلبه تعامل غير اخلاقي .
يبقى هؤلاء همزة وصل مابين الاجهزة والمعارضة وجل اهتمامها مايضعف المعارضة و ما يعرقل تطوير الوعي والحراك السياسي الصحي للمجتمع ...... فشلت هذه الفئة عندماتبين انهم اكثر هشاشة من زجاج سيئ الصنع والنوعية ؟ان الحركة الطبيعية للمجتمع تأخذ دورها بغض النظر عن كل العوائق وتبرز هنا وهناك جذور لنهضة مترقبة على الصعيد النفسي والاجتماعي والسياسي ولكن لابد وبرفدها باستمرار بطاقات جديدة فكرية واجتماعية وان بوادر نبذ كل احباطات الماضي بات تتوضح وقد بدأت تلفظ المفاهيم التراكمية لعمليات للالتفاف والنفاق السياسي واي محاولة للوي عنق المعارضة النظيفةوالشفافة وفرض هيمنة واحتوائها فاشلة من اساسها حتى ولوصدرت منابطال المعارضة التلفزيونية حيث عندهم يتم خلط الخيال مع الواقع في نضالاتهم مع ان و اقعهم الزمني مرهون بالاركيلة في مقاهي الروضة والهافانا ؟
مايهمنا الان هو تنشيط الفكر وحريته للقوى الطامحة تحو الافضل والى واقع واعي تاريخيا يعطينا الفرصة للحاق بالحضارة التي انفصلت عن حالتنا الاجتماعية والسياسية المفروضة بالقوة علينا وهذا مادعى الى توضيح بعض الحالات المعرقلة لذلك ومنا هو استمرارية الحراك الديموقراطي المترافق مع تعميق ثقافة حقوق الانسان فيمجتمع راكد قسريا منذ اكثر من اربعة عقود .
ان تداعيات الواقع الاجتماعي يتطلب : 1. تطور وحراك مستمر وافكار ابداعية مستمرة ومتسارعة وسعي دؤوب لتعميق وانضاج الواقع الاجتماعي واحيائه من ركوده؟
2. تقبل حقيقي للرأي الاخر مهما كان هذا الرأي واحترامه وعدم المشاركة في سحقه واضعافه؟
3. خلق علاقات جديدة بين الجميع وعدم التمييز بين فئات الناس لا من منظور حزبي او ديني او عشلئري ؟
4.اعلاء شآن القوانين الوضعية والمواطنة والغاء كل مايحد من التفكير والحياة الكريمة وابعاد هاجس الخوف الدائم وحالة الاتهام والقمع الرابضة فوق الرؤوس ؟
ان اعتماد مفاهيم الحد الادنى من التعايش السلمي واحترام الاخر مع هيمنة للقوانين المدنية على المجتمع هي البداية لوضع المجتمع في نقاهة وبداية للتعافي من الماضي؟
الوطن بناسه وارضه في النهاية هو المقدس وهوالخط الاحمر لكل اصحاب الوصاية الداخلية منها والخارجية التاريخية او الحديثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في