الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محور الشر واستفتاء التعديلات الدستورية 19 مارس 2011

وحيد حسب الله

2011 / 3 / 22
حقوق الانسان


رئيس المنظمة القبطية السويسرية لحقوق الإنسان والتنمية البشرية
أن استفتاء 19 مارس على التعديلات الدستورية بغض النظر عن النتيجة يدق جرس الإنذار لما يمكن أن تكون عليه بلدنا مصر في الأيام القادمة.
كنا نعتقد أننا قد تخلصنا لغير رجعة من أسلوب الحزب الوطني وهيمنة الشرطة وأمن الدولة على الاستفتاءات والانتخابات ، ولكن استفتاء 19 مارس خرج علينا بأن هناك مربع الشر: الإخوان المسلمين ، الجماعات الإسلامية بمختلف أنواعها وألوانها ، السلفيين وورثة الحزب الوطني ، حلوا محل الحزب الوطني الساقط . لقد تبنى مربع الشر المشار إليه نفس أسلوب الحكم البائد وعصاباته من بلطجة وفرض الرأي والوصاية على المواطنين رافضين القبول بأن المواطن المصري راشد يعي ما يريد وله حرية التصويت والاختيار.
لقد تقمص مربع الشر شخصية نائب الله على الأرض واخترعوا للمواطنين شرائع ما أنزل الله بها من سلطان ومتوعدين من يقولوا لأ بنار جهنم وبأس المصير. لقد خلطوا الأمر بين الاستفتاء على تعديلات دستورية من اختراع البشر بإرادة إلهية كأنهم تلقوا الوحي من الله بأن من لا يقول نعم سوف يلقيه في أتون الجحيم.
هؤلاء الذين يتمسحون بالدين والشرع لتضليل المواطنين البسطاء ولكن أذكياء ، استخدموا العنف والترهيب والتزوير والرشوة بوجبات حتى يحققوا غرضهم وهو إظهار فقط عضلاتهم وأنهم الأقوى على الساحة السياسية . أن مربع الشر جند أنصاره خفافيش الظلام ، ضيقي الأفق لتوجيه أول ضربة لثورة 25 يناير والتي نادت بالمساواة ورفضت الوصاية الدينية وتقييد حرية الرأي باسم الدين ، لقد رفضت ثورة 25 يناير الفرقة بين أفراد الشعب المصري لأي سبباً كان سياسياً أو دينياً أو مذهبياً وكان هذا هو سر نجاح هذه الثورة واستطاعت أن تسقط دكتاتور مصر ونظامه الفاسد ، هذه الثورة التي حققت على أرض الواقع ما لم يستطيع أن يحققه مربع الشر المتمسح بالدين والذي يحاول الآن أن يستغل مناخ الحرية ليحقق أهدافه الهدامة بالتفريق بين المواطنين على أسس دينية أو سياسية أو مذهبية. أن مربع الشر لا يستطيع أن يعيش في مناخ حر ولذلك قام في استفتاء 19 مارس ليفرض وصايته وبهذه النتيجة كما أحدهم أنها غزوة الصناديق يكونوا قد وجهوا تحذيراً لكل من سوف يفتح فاه منتقداً إياهم أو رافضاً لاسلوبهم ولجوءهم للعنف مع من يخالفهم كما حدث في أماكن كثيرة من اعتداءات على الليبراليين الذين رفضوا التعديلات أو الأقباط ، بل وصل بهم الأمر لمنعهم من التصويت والتعبير عن رائهم .
فالمناخ الذي تم فيه الاستفتاء لم يكن جاهزاً لمثل هذه الخطوة وهو ما حذر منه الكثيرين من العقلاء والساسة ، ولكن لا أحد يعلم ما هو سر تمسك المجلس العسكري بهذا الاستفتاء وهو كان أمامه حلاً آخر إلا وهو صياغة بيان دستوري يرسم نفس الخطوات للانتخابات البرلمانية والرئاسية أو تشكيل لجنة رئاسية مدنية تتولي أمور البلاد في هذه المرحلة الانتقالية.
والسؤال الآن هل ستستطيع الحكومة أو المجلس العسكري السيطرة على أعضاء مربع الشر والذي بدأ يمارس نشاطه بلا تردد ولا رادع ، بل أمام رجال القوات المسلحة والشرطة التي تقوم بدور المتفرج على مسرحية هزلية.
هل ستقوم اللجنة العليا للانتخابات بالتحقيق فيما بدأ يظهر على موقع يوتوب من مهازل جرت في لجان الاستفتاء؟
بطبيعة الحال كل ذلك لا يجعلنا نقلل بأي حال من الأحوال من فرحتنا بخروج المواطنين المصريين بالملايين للإدلاء بأصواتهم والتعبير عن رأيهم ، ولكن هذه الفرحة غير مكتملة.
كان لابد من أن يلعب الإعلام المصري ، الذي لم يتحرر بعد قيد أنملة من براثن الماضي ، من تقديم خدمة إعلامية جدة وواضحة بخصوص التعديلات الدستورية للمواطن المصري العادي بدلاً من المساجلات التي يمكن أن تدار في صالات خاصة بين المثقفين والسياسيين وغيرهم . أما المواطن المصري صاحب وسائل الإعلام وخاصة المملوكة للدولة فمن حقه أن تكرس هذه الوسائل الوقت والجهد الكافي لشرح التعديلات الدستورية بطريقة مبسطة حتى يكون رأيه قبل أن يذهب إلي لجان الاستفتاء .
كان لابد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يقوم بواجبه أفضل من ذلك بمنع أي تنظيم أو فرد من ممارسة الضغط أو الترهيب باسم الدين للتضليل والتدليس لتغيير إرادة المستفتي أي المواطن المصري البسيط.
أننا نناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء اتخاذ الإجراءات الضرورية بمنع تكرار ما حدث في الانتخابات القادمة حتى لا تكون دماء من ضحوا بأنفسهم لا قيمة لها. يجب إلا نترك الذئاب تنهش من جديد في جسد أمنا مصر وكفانا 59 سنة ينهشون فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة