الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليات بين المؤامرة وثقافة الاقصاء في الساحة العربية

رويدة سالم

2011 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


باعتبارنا شعوب غير قادرة على صنع القرار في مسائل مصيرية في مطبخها الخاص وتعاني من التبعية رغم ثرواتها الطبيعية وطاقات مواطنيها المغيبين بالداخل والمنفيين بالخارج كما تعاني من العجز عن التأقلم مع مستجدات العصر الفكرية والقيم الإنسانية الجديدة بسبب زخم من التراث العدائي والقهر الاجتماعي تعودنا في ثقافتنا أن نعلّق قهرنا وتخلفنا عن مواكبة التطور على شمّاعة المؤامرة الأجنبية التي تُحاك ضدنا وتبغي تفتيتنا والمس من كياننا. نستند لدراسات أمريكية وإسرائيلية تناولت بالمراقبة والدراسة الوضع في الشرق الأوسط وتجلياته و تطوراته ومدى تأثيره على الوجود الإسرائيلي والمصالح الأمريكية بالمنطقة كـ"إستراتيجية إسرائيل في تعاملها مع الأقليات في منطقة الشرق الأوسط" الذي يقول فيه الباحث الاستراتيجي الإسرائيلي عوديد بينون: إن مستقبل إسرائيل إنما يكمن في تحويل المنطقة العربية إلى "موزاييك متنوع" من الكيانات الصغيرة والدويلات القزمية التي تقوم على أسس عرقية وطائفية ودينية ومذهبية وتغذية النزعات الانفصالية للأقليات في البلدان العربية ، باعتبار أن ذلك سيضفي على وجود إسرائيل كدولة دينية شرعية سياسية وإقليمية باعتبارها كدولة يهودية قامت على أساس ديني ستكون جزءا من منطقة مليئة بالكيانات الدينية والدويلات الطائفية والعرقية والمذهبية أو ما كتبه مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيجنيو بريجنسكي «سيكون هناك (شرق أوسط) مكون من جماعات عرقية ودينية تتحول إلى كانتونات عرقية يجمعها إطار كونفيدرالي بما يسمح «للكانتون الإسرائيلي« أن يعيش في المنطقة بعد أن تصفى فكرة القومية العربية"...
ونقدم هذه الدراسات والبحوث كدليل لنبرر عجزنا وتخاذلنا أمام الخطر الداهم الذي يتربص بنا ويهدد وجودنا ثم نبدأ في التباكي على مصير الأمة الإسلامية المنتهكة والوحدة العربية التي يسعى الكل لإجهاضها. التصدي لأي تدخل أجنبي في صناعة القرار المحلي في دولنا جميل جداً ولا نطلب سقفاً أكثر منه لكننا للأسف نعلم جميعا أن هذا التدخل لم يتوقف أبدا منذ العهد الاستعماري والى اليوم. وان الحكام العرب في كل الدول كانوا واجهات كرتونية همها مليء أرصدتها وتمرير المشاريع الغربية. التواطؤ الذي أظهره كل الحكام العرب هو ما سهل اغتصاب فلسطين باتفاق مع آل سعود قبل ال47 وهو ما عمق مأساة الشعب الفلسطيني بعد ذلك بموافقة المشاركين في اتفاقيات السلام والرقص النشاز للجامعة العربية المغردة خارج السرب. هذا التواطؤ العربي هو ما سهّل الإرهاب ألبعثي في العراق ومن بعده التواجد الأمريكي داخل العراق وهو من أعاد إلى الساحة الدينية التيارات السلفية بكل تطرفها لضرب الفكر اليساري بالمنطقة في إطار الحرب الباردة كما صفق للإبادات الجماعية في حق الأكراد وشيعة العراق على يد البعث وامتهان الأقليات في جل البلاد العربية.
أحلام القومية الواحدة والإمبراطورية الإسلامية الغابرة الممتدة الأطراف لا زالت تراودنا وتطغى على تفكيرنا فننادي بإنقاذ الأمة وندافع بشراسة على موروثها الثقافي من أي غزو خارجي ينتهكها ويهددها متناسين أن كل دولة من دولنا العربية لها خصوصيتها التاريخية والاجتماعية ولهجتها الخاصة وان اجتمعت حول موروث ثقافي واحد متجاهلين أن العصر تغير وان الإنسان أضحى القيمة الأهم في كل المنظومات والأفكار الإنسانية الهادفة لتمكين الفرد من كل حقوقه في المواطنة والقرار ليبقى الإشكال قائما في دولنا ذات الأغلبية العرقية العربية والدينية الإسلامية السنية التي لا تزال تنتهك مواطنيها وتمنح صكوك الغفران لفصيل دون آخر رغم وجود أقليات عرقية كبيرة العدد كالأكراد أو الأمازيغ في المغرب والجزائر (25 و35 بالمائة) إلى جانب أقليات عقائدية كبيرة كالمسيحية أو طائفية كالشيعة الذين يشكلون في العراق ثلثي العرب و في البحرين أكثر من 70% من الشعب البحريني.
في ظل الثورات الراهنة كبر الأمل في خلاص مُرتَقب يوفر لكل المواطنين أيا كانت انتماءاتهم الكرامة والحرية ولا يجعلهم مرتهنين لهتافات الولاء المطلق للرأي الواحد والقائد الهمام أو دفع الجزية وهم صاغرون عبر الاستكانة والرضوخ للحكومات بحثا عن الحماية من جور ابن البلد الذي يشهر سيف التكفير ويستبيح دماء كل مخالف له. لكن هذا الأمل يظل باهتا وصعب التحقيق لأنه مع الحريات السياسية الجديدة الممنوحة للكل ومع قاعدة شعبية وقع تجهيلها لعقود طويلة باسم الحزب الواحد والفكر العقائدي الواحد وصياغتها في قطيع مستكين يأتمر بأمر رجل الدين تبدو حقيقة الصورة قاتمة مع ظهور الأحزاب ذات التوجه القومي أو الديني السلفي والمُنادية بضرورة الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية. لكن هل يمكن الحديث الآن عن هوية قومية عربية أو إسلامية أحادية التوجه المذهبي والسعي لإقامة دولة على أساس هذه المبادئ ومواصلة تغييب حق الآخر في المواطنة في ظل نسائم الديمقراطية والقيم الإنسانية الشمولية الجديدة ؟ وهل يمكن في سبيل إرساء إصلاحات دائمة والسير قدما على سلم التطور الفكري والاجتماعي والسياسي الإنساني إعادة النظر في سياساتنا الداخلية والكف عن الكيل بمكيالين وتغييب الآخر أيا كان انتمائه العقائدي أو القومي أو ألاثني في بحث جذري عن أسباب الداء ومحاولة اجتثاثه فعليا وعملياً دون تعليق مآسينا على نظريات المؤامرة ؟
في عصر الإمبراطوريات العظمى كانت القوميات تتمتع بحق إدارة ذاتها كما كان عليه الحال بمصر في عصر الدولة العثمانية لكن بعد استقلال الدول العربية وظهور التيارات السلفية والحكومات الدكتاتورية فقد الشعب كل حق في القرار وصار وضع الأقليات أكثر حرجا ومثيرا للقلق إنسانياً فقد علَّمنا تراثنا انه بسبب الفكر أو العقيدة أو الهوية يحرم جزء من الشعب من أي منصب سيادي ومن أي حرية ثقافية خاصة في حين أنهم أولاً وقبل كل شيء مواطنون بانتمائهم التاريخي والجغرافي والثقافي لذات الوطن إذا ما خالف أجندات حكامهم وأبواق الدعاية من رجال الدين التي أنشئوها للحفاظ على كراسيهم ومباركتها.
في الوقت ذاته نرى فيه أن قطر تُساهم بطائراتها الحربية مع قوات الناتو ضد حكومة ألقذافي ونشهد مباركه بل و دعوى من الجامعة العربية لضرب حكومة الدكتاتور، في البحرين ذي الأكثرية الشيعية بدل الاهتمام بحق كل المواطنين في الشأن الوطني مما يحقق التعايش المشترك ويقف سدا منيعا أمام التأثير الخارجي الساعي لتفتيت الوحدة الوطنية تتكاتف قوى اللوبي البترولي متغاضية عن الدعم الأمريكي المبارك لتحركاتها ضد الشعب لتنزل قوات درع الجزيرة بكل ترسانتها العسكرية للشارع لكبت الأصوات المنادية بالحرية والكرامة وإجهاض حق الأغلبية في التمتع بسقف أدنى من الحرية الفكرية والثقافية و التمتع بالثروة والمساهمة في المؤسسات التشريعية و التنفيذية كما حدث سابقا مع حوثيي اليمن وشيعة السعودية الذين يعيشون الفقر والإقصاء والتهميش ويحرمون من أي منصب سيادي أو وظيفة في السلك الأمني في البلاد بدعوى المؤامرة وان المحرك الأساسي للشعب هو إيران التي تسعى لتوسيع حدودها على حساب بلد مستقل وذو سيادة لغاية فرض فكرها العقائدي المعادي للفكر الجماعة السنية الحاكمة. أبعد كل هذا الكبت والقهر من حق أي ناقد للشـأن السياسي والتحركات الاجتماعية التي أضحت عدوانية وذات خطاب مشبوه إدانة هؤلاء الشيعة لارتمائهم في أحضان من سيوفر لهم بعض الكرامة وان كان على حساب انتمائهم الوطني لوطنهم الأم؟ أليست حكوماتهم هي من يدفعهم ومنذ البدء وبقوة لخيانة الوطن الذي امتهنهم دوما والتنكر له؟ في المقابل صورة أخرى لا تقل بشاعة تتمثل في انتهاك الإنسان الذي يقوم به نظام بشّار الأسد العلوي التوجه ضد شعبه السني والذي يحضى بالمباركة والدعم و التغاضي والصمت المشبوه وهو اضعف الإيمان في سبيل حماية إسرائيل . لا تتحرك ترسانة اللوبي البترولي لحماية اخوانهم في المذهب في سوريا لا بسبب عدم وجود اتفاقيات للدفاع المشترك كالتي تجمعها بالبحرين وليس بسبب عدم ايمان بقضية السوريين وحقهم في المشاركة في القرار انما خوف من أن تطالهم لعنة الثورة وخوف أكبر على مصالحهم المرتبطة جدلياً بالمصالح الأمريكية والاسرائلية بالمنطقة.
صور أخرى لا تقل فضاضة تتمثل في مطالبة الاحزاب الاسلامية المتطرفة بضرورة الحاكمية الألهية وتطبيق الشريعة الاسلامية بمذهبها السني حصرا في بلاد كمصر يحوي اكثر من 10 مليون مسيحي قبطي أو في تجاهل حق الشيعة والصابئة والبهائيين والدروز في الحرية الفكرية والثقافية وفي المشاركة الفاعلية في تقرير المصير في الوطن المتنمين له تاريخيا كما يحدث في السعودية و اليمن و لبنان ومصر و الكويت واقصائهم وتكفيرهم والتمثيل بهم مع انهم مسلمون يؤمنون بمحمد نبيا وبالله ربا ويقرؤون ذات القرآن ويصلون لذات البيت المقدّس ويحجون اليه الى جانب اشقّائهم السنه ، و في منع الامازيغ في دول المغرب من التمتع بهوية خاصة رغم ان لا احد بقادر على التشكيك في دورهم في نشر الاسلام في العالم المحيط بهم منذ غزو الفكر الاموي العروبي للمنطقة والذي حاول جاهدا طمس كل هوية آخرى.
رغم كل التغييرات التي تحدث في عالمنا العربي الاسلامي هل سنكف عن الكيل بمكاييل مختلفة ونعطي للانسان القيمة الاهم ونمنحه حقوقه مهما كان اختلافه معنا؟
ببساطة هذه الاحلام بعيدة المنال لأن هذه الحكومات ذات الانظمة الفردية والشمولية والمبنية على اسس عرقية وطائفية تتمترس بفكر شمولي اقصائي تستمده من التراث الديني والذي ارتفعت حدته مع التيارات السلفية الضاربة بقوة في اغلب البلاد العربية والاسلامية والذي أدى الى صنع عداوات مرعبة بين اطياف الشعب الواحد. لم يعد ممكنا الآن تصاهر بين الشيعة والسنة الأشقاء اللدودين كما كان يحدث في بداية القرن العشرين قبل قيام الدولة الحديثة في العراق ولا سماع مقولات كـ"أنا مسيحي في ديني ، مسلم في وطني" التي قالها السياسي القبطي مكرم عبيد بسبب زخم كبير من النصوص والفتاوى التكفيرية والمسرفة في العدوانية.
يقول علماء الاجتماع ان حيوية المجتمع ترتكز اساساً على الوجود الانساني لعرقيات وديانات مختلفة ومتكاملة في ذات الجسد وهذا لا يتحقق الا بإقامة مجتمعات مدنية تستند في تسيير شؤون المواطنين الى القوانين الوضعية والتي من ابرزها فصل الدين عن الدولة مع احترام سيادة قيم العمل والسلوك الاجتماعي الواعي بحدود حريته الشخصية التي تقف عند حدود الحريات العامة لكن واقع الحال يؤكد أن الفُرَق الدينية المنضوية تحت راية الحكام كل منها تدعي انها الفرقة الوحيدة الناجية وأن ما سواه هو الضلال ، و الواقع في الشارع العربي يظهر مدى الرعب الذي تعيشه الاقليات المستباح دمها وشرفها في حضور رجال دين ينادون بالحاكمية الالهية مرددين أن "الله هـو الحاكم ، و له الدين الواجب ، أما الذين يشرعون لأنفسهم الأنظمة الباطلة ، ويبتدعونها بقوة خيالهم ، من أجل الوصول الى أهدافهم السيئة التي يخططون للوصول اليها تخطيطا واعياً ، فانهم لا يَأمَنون عذاب الله" ويكشفون عن عداوتهم وعدوانيتهم علانية دون محاسبة او حتى مجرد إدانة من الحكومة .
نعلم جميعا أن كل مواطن تقف مطالبه القصوى عند حد التمتع بحياة كريمة حرة مكتفية وآمنة لكن هذا لن يتوفر مع دول دينية او عرقية بل يتحقق فقط في ظل نظم علمانية تمنح ما لقيصر لقيصر وما لله لله. يكون الحاكم فيها موظفا يُحاسب ان أخطأ ويكافأ إن أصاب ويمارس الدين في حدود المسجد او الكنيسة لا يبرحه ولا يهدد الآخر ولا يفرض نفسه عليه ويكفي ما نسجله من اعتداءات وحشية تتمثل في الخطف والقتل والتفجيرات التي يذهب ضحيتها ابرياء لا ذنب لهم سوى انهم وجدوا أنفسم على هذا المذهب الطائفي او ذاك عند ولادتهم او انهم رأوا أن دينهم أصلح من الاسلام واقل عدوانية وعنفاً. لكن أمام تعصب الحكام ومواليهم من رجال الدين سيكون المستقبل أكثر دموية ما لم يعي الشعب هذا الخطر المتربص به فهذا السلوك المرضي تجاه الاقليات المختلفة في بلداننا والتي وقع قهرها لعقود طويلة يؤدي حتما للانفجار وسعي الاكراد السريع لاقامة اقليم ذاتيّ الحكم بعد 2003 اثر احتلال امريكا للعراق ابلغ دليل على ان المقهور يمكن ان يتحالف مع الشيطان لإنتزاع حقوقه المغتصبة لمّا يبلغ الهوان حدوده القصوى ولا يبقى سوى الانفجار ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغرب يأمل ونحن بثقافتنا ننفذ على اكمل وجه
سامى لبيب ( 2011 / 4 / 8 - 13:12 )
تحياتى كاتبتنا المتميزة رويدة
أتفق معك فى رؤيتك تلك وأشاركك الرأي وأود أن أؤكدها بفكرة أننا من ننجز المؤامرات بأيدينا وبكل همة ونشاط
إذا كان الغرب يأمل ويخطط للهيمنة على المنطقة العربية فهكذا تكون طموحاته ولكن من ينفذ مخططاته ليس جيش من الجواسيس والبصاصين والعملاء الذين يجولوا بين العباد لإثارة الفتنة والوقيعة ولكن من ينفذها نحن على أكمل وجه
الغرب يدرس ويقرأ طبيعة مجتماعاتنا الثقافية والفكرية ويدرك أن ثقافتنا هى ثقافة إقصائية عنصرية داعية للنبذ والتعالى والإقصاء ..فكل المطلوب أن يتم فتح المجال لأصحاب هذه الثقافة للتفعيل وسينجزون فى النهاية نتائج باهرة لم يتوقعها الغرب .
نعم الثقافة الإقصائية ستتولى المهمة وبدون أن تدرى ستنفذ كل الأحلام والمخططات والمؤامرات.
نرمى الغرب بتآمره علينا ولكن ماذا نحن فاعلين إلا أننا بثقافتنا وغبائنا ننفذ كل آماله بتلقائية وبتفان .. أنظرى لجنوب السودان والعراق ومصر والبحرين وكل منطقة ذات أقليات تجدى نحن من نمارس الإقصاء والتمييز والتهمييش ..فليس من المفروض أن نقول بعد ذلك الغرب يتآمر علينا بل هو يأمل ونحن بثقافتنا العفنة ننفذ وننجز على اكمل وجه
خالص مودت


2 - تحياتي عزيزتي رويدة سالم المحترمة
ليندا كبرييل ( 2011 / 4 / 9 - 05:56 )
مبتلون بأفكار القومية العربية والاسلام السياسي . كل عمرنا متعاونون مع الغرب وهو الذي أنشأ النظم العربية كلها , وكل عمرنا عندنا الخيرات ولا نعرف كيف نستفيد منها . إذاً ..هل تبقى في جوف الأرض تنتظر النيام ليصحوا ؟ الغرب هو المستفيد الأول والوحيد من خيراتنا ومن حقه أن يستفاد ، ما دام الفاجرون لا يحافظون على النعم كالرجال ، وما دام الغرب مع كل أطماعه التي نصمه بها يده بحلوقنا ، ونحن من هذه الأطماع بالذات نعيش ، خللي الغرب يرفع يده عنا تماماً ، أقول تماماً وسنرى كيف سنغرق بكشتبان ماء .. أتيحت لنا فرصة في بعض الظروف أن نشكل نظرية للحياة يتعايش فيها الجميع لكنهم قضوا على كل فرصة . لك تحياتي وشكراً


3 - استاذي الرائع
رويدة سالم ( 2011 / 4 / 10 - 11:31 )
بالفعل استاذي نحن من يصنع المؤامرة بتخاذلنا وعجزنا عن تجاوز تراثنا الاقصائي بكل تعصبه ورغبته في التفرد بالراي
استاذي لم اؤمن يوما بان المسلمين حكموا انفسهم من الداخل بعدل وثبات واحترام لحق الاخر في صلب دولتهم حتى في ما يسمى بالعصر الذهبي للاسلام
لكن مع جهود امثالك من الكتاب الرائعين الذين يصنعون معالم المستقبل ربما سنصل يوما ما الى ما نصبوا اليه من امان وحرية في اوطاننا التي من حقنا المشاركة في تقرير المصير فيها رغما عن المتعصبين ودعاة الوحدة القومية والدينية

مع ودي واحترامي


4 - سيدتي الرائعة ليندا
رويدة سالم ( 2011 / 4 / 10 - 11:44 )
بالفعل سيدتي الفاضلة قضوا بالتعصب ووهم القومية العرقية والدينية على كل أمل في احترام انسانية الانسان وبالتالي في التقدم مع ركب الحضارة
لن نبرح مكاننا ما لم نزح تلك الافكار الاقصائية وما لم نعترف بحق كل المواطنين في تقرير المصير
نحن من يصنع الامل ويجب ان نتشبث به لأنه السبيل الوحيد لبناء دولة متقدمة ومتحضرة بعيدا عن اوهام البداوة وقيمها الملوثة التي شوهت شعوبنا وشدتها الى الوراء لعقود طويلة والتي تستغل ابشع استغلال القاعدة الشعبية التي صنعها القهر والتجهيل. هذه القاعدة الشعبية الكبيرة العدد لا تزال تصفق لأحلام بائسة كما يحدث بمصر وتونس على سبيل المثال رغم الخطوة الجبارة التي خطوناها نحو الحرية.
لكن التغيير قادم رغم كل العراقيل وسننجح

مع خالص احترامي ومحبتي سيدتي العزيزة


5 - إلى المحترمة رويدة
أمناي أمازيغ ( 2011 / 9 / 1 - 23:35 )
تحياتي لك مرة أخرى سيدة رويدة سالم .
لقد استوقفني عنوان مقالتك هذه ، ودفعني الفضول إلى قراءتها خصوصا وأنك تتناولين موضوعا حساسا جدا اتخد منحى سلبيا في نظر منظري الفكر القومجي العروبي العنصري ،متمثلا في التوظيف المكثف لنظرية المؤامرة لتصفية الحركات التحررية التي ترفض مشروعهم القومجي شكلا ومضمونا و إجهاض تواجدها بشمال أفريقيا والشرق الأوسط ، وتصويرها على أنها بصدد تنفيد اجندات استعمارية وصهيونية (كذا )
ليصرفو النظر عن الأسباب الحقيقية الداخلية لظهور الحركة الأمازيغية مثلا في شمال إفريقيا ، ويكون اهمها سياسة الإقصاء والعنصرية التي فرضها النسق الإستبدادي البعثي الشرقي على أصحاب الأرض لتذويب الأمازيغ قسرا في هوية العروبة والإسلام ، و هذا ما كان دافعا لكسر الصمت من قبل الأمازيغ ، للمطالبة بحقوقهم اللغوية والثقافية والدفاع عن هويتهم .
عموما أنا اتفق معك في ما ذهبت إليه في المقالة رغم أنك لم تلزمي الحياد والموضوعية في تناولك للموضوع وتستعملين مصطلحات أحادية الهوية مثل -البلاد العربية- و -العالم العربي- وهذا في حد ذاته يبقى استفزازا للقوميات الأخرى . تابع


6 - 2 إلى المحترمة رويدة
أمناي أمازيغ ( 2011 / 9 / 1 - 23:41 )
بسبب إختزال هوية هذه البلدان في العروبة فقط وكان بإمكانك أن تتجنبي الأمر وتستعملين تسميات جغرافية محايدة إحتراما للتعدد الثقافي الذي يميز المنطقة .
ملاحظات :
أنت تقولين :
دولنا ذات الأغلبية العرقية العربية والدينية الإسلامية السنية التي لا تزال تنتهك مواطنيها وتمنح صكوك الغفران لفصيل دون آخر رغم وجود أقليات عرقية كبيرة العدد كالأكراد أو الأمازيغ في المغرب والجزائر (25 و35 بالمائة)
أنا أشكك في هذه المعلومة كثيرا،لانه ليس هناك أغلبية عرقية عربية في البلدان المسماة تجاوزا عربية ،و الحقيقة التاريخية هي أن هناك أعراقا متعددة خصوصا في شمال إفريقيا، ولكن تعرب اغلبهم بالغزو العربي .وإن لم تتفقي معي فعلى أي أساس تقولين هذا ؟ هل هناك إحصاء مثلا ؟ وإذا كان قد تم إحصاء ،فباية معايير أنجز ؟ هل تم فحص جينات الساكنة الإحصائية ؟
والملاحظة الثانية هي أنك تقولين أن نسبة الأمازيغ في المغرب هي 25 بالمئة هل لك أن تقولي لنا مصدر هذا الإحصاء وتاريخه ؟
يا سيدتي الأمازيغ ليسو أقلية ، فهم أغلب سكان المغرب ، من الجنوب إلى الريف ومن الشرق إلى الوسط ، بحكم انتمائهم التاريخي إلى إلى ثقافة هذه الارض الأمازيغية


7 - استاذي أمناي المحترم
رويدة سالم ( 2011 / 9 / 2 - 12:47 )
معك كل الحق في نقد استعمالي لبعض المصطلحات أحادية الهوية فأنا حتما لم انتبه لها او انها مترسخة في لاوعي قومجية سابقة بفعل أدلجة إستمرت لسنين الشباب كلها والتي مهما حاولنا التخلص منها تبقى اثارها رغما عنا في بعض المصطلحات لكنها حتما لا تفيد في فكري الخاص معنى الهوية القومية بل الثقافية المفروضة على الكل رغما عنا لأنه لا وجود لهوية عربية فعلية شاملة بل يوجد انسحاق في هوية فرضها الاستعمار الثقافي الذي استمر لقرون

عزيزي طبعا نحن نطور مصطلحاتنا يوميا ونحن من يصنع ثقافته بقدر نمو وعينا وادراكنا للأشياء من
حولنا وللمفاهيم التي كانت تغيب علينا
لما قلت الاغلبية العرقية العربية قصدت بها الاغلبية التي تؤمن بأنها عربية الاصل فمثلا فيه صحفية تونسية قالت انها بربرية في وسيلة اعلام فقامت عليها الدنيا ووصل الحد ببعضهم لأباحة دمها.. فهمت عني؟
لا توجد بحوث جينية في تحديد انتمائنا لهذه القومية او تلك لكن الموروث الثقافي المترسخ بداخلنا هو من يجعل هذا الانتماء ايمانا راسخا
من المؤكد أن انسب المائوية المقدمة في كوكل ليست دقيقة لأنها لم تقم على اسس صحيحة كما هي الاحصائيات بشكل عام في اي مجال لكنها تقريبية


8 - استاذي أمناي المحترم
رويدة سالم ( 2011 / 9 / 2 - 13:14 )
ما اعرفه هو ان اغلب سكان المغرب الكبير اصلهم امازيغي لكن كم هي نسبة من يعترفون بهذا الاصل؟
في المغرب الولاء لله اولا ثم للملك بما يعنياه من هوية دينية وعرقية تصل الى سلالة محمد النبي ثم للوطن في مرحلة أخيرة فهل يعترف اغلب المغاربة بانهم امازيغ ام انهم انظووا تحت راية الله والملك وسلموا بانتمائهم للاصل العربي والثقافة الاسلامية؟
وجدت في كوكل ان نسبة الامازيغ بالمغرب هي 45 بالمائة لا 25 بالمائة وهو الخطأ الذي كتبته لما كتبت المقال ونشرته دون مراجعة لكن هل هي نسبة حقيقة؟ انها مجرد ارقام تشير بشكل تقريبي للواقع لكنها غير قطعية حتما
اقرأ تحت عنوان دراسات واكتشافات نتيجة دراسة جينية على سكان المغرب الكبير في هذا الرابط http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA وخبرني هل يمكن الجزم بصحتها وهل هي قطعية؟
كلها محاولات وان لم تكن قطعية فهي تشير بشكل ما لبعض من الواقع
المهم بالنسبة لنا كأفراد هو اننا مهما كان انتماءنا الثقافي بامكاننا ان نصنع ثقافتنا الخاصة والتي تكون اقرب لقناعاتنا وافكارنا دون الالتزام بما توارثناه ودون السير معصوبي العينين في القطيع

مع خالص مودتي


9 - تعقيب
أمناي أمازيغ ( 2011 / 9 / 2 - 20:42 )
شكرا لك سيدتي المحترمة على الرد .
لدي بعض الملاحظات على تعقيبك منها :
؟انتي تقولين ما يلي :
ما اعرفه هو ان اغلب سكان المغرب الكبير اصلهم امازيغي لكن كم هي نسبة من) يعترفون بهذا الاصل؟
في المغرب الولاء لله اولا ثم للملك بما يعنياه من هوية دينية وعرقية تصل الى سلالة محمد النبي ثم للوطن في مرحلة أخيرة فهل يعترف اغلب المغاربة بانهم امازيغ ام انهم انظووا تحت راية الله والملك وسلموا بانتمائهم للاصل العربي والثقافة الاسلامية؟
يا سيدتي أنا أعيب عليك أن تقولي هذ الكلام ، -لربما أنا أعزوه لبعدك عن الواقع الذي
نعيشه -، وتختزلين الشعب المغربي على أنه قطيع يساق حيث أراد الملك المستبد.
إعتراف المغاربة بأمازيغيتم له علاقة جدلية بمدى وعيهم بالحقائق التاريخية للمغرب،التي تنسف بالخرافات التي أسست عليها الملكية العلوية ،ولا تنتظري من ذوي العقول الصغيرة أو المؤدلجين بالروايات الرسمية أن يقول أنا أمازيغي، لأنه مبرمج من قبل المخزن(النظام) لإنكار الذات وسلخها من هويتها التاريخية التي تبنى على الأرض التي تتحدث تمازيغت ، وليس عبر إعتناق ايديولجية عابرة للقارات لا توجد إلا في الأدهان.
تابع


10 - 2تعقيب
أمناي أمازيغ ( 2011 / 9 / 2 - 20:45 )
ثم انت تقدمين مصادر مشكوك في صحتها، فوكيبديا لا اعتبرها مصدرا ، ببساطة لأن بإمكان أي أحد أن يدخل إليها ويغير فيها .
لحد الآن ليس هناك إحصائيات لعدد سكان المغرب ، لحساسية الموضوع بالنسبة للنظام المغربي ، فنحن نريد فعلا أن يكون هناك إحصاء لكشف الحقيقة في هذا الموضوع , تشرف عليه لجنة دولية مستقلة لضمان شفافيته .
لكن تبقى الحقيقة التاريخية التي لا ينكرها إلى جاحد،هي أن سكان المغرب أمازيغ سواء أكانو ناطقين بالدارجة المغربية(و هي مزيج من الأمازيغية و العربية وحتى الفرنسية في تركيب أمازيغي صرف ) أو الامازيغية ، بحكم انتمائهم التاريخي إلى ثقافة أمازيغية بنت هذه الأرض .
مع مودتي


11 - تصويب
أمناي أمازيغ ( 2011 / 9 / 2 - 21:22 )

)هناك خطأ في الجملة :
( لحد الآن ليس هناك إحصائيات لعدد سكان المغرب
أنا أقصد : ليس هناك لحد الآن إحصاء لعدد الأمازيغ في المغرب .
دمتي بخير . شكرا

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24