الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة التحررية في كوردستان

شهاب رستم

2011 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


التجربة الفتية في كوردستان الجنوب ثمرة نضال سنوات طوال واالتضحيات الجسام التي قدمته الكرد على طريق الحرية وحركته التحررية الوطنية بمشاركة الاحزاب السياسية المعروفة على الساحة السياسية . وقد عانت الحركة الوطنية الكردستانية الكثير من الصعاب لم يكن لها مثل لها في العالم ، عند القاء نظرة سريعة على الحركات التحررية في العالم نجد أن هذه الحركات كانت تدعم بشكل مباشر وغير مباشر من العديد من الدول ، فثورة فيتنام ولاوس وكمبوديا كانت الدول الاشتراكية ظهير لها والثورة الفلسطينية كانت وما تزال تدعم من الدول العربية ومن منظمات والعديد من الدول في العالم . إلا أن الحركة التحررية الكردستانية كانت تعتمد بشكل عام على الدعم الشعبي الداخلي وجبال طوردستان كان الظهير للمقاتلين أما الدعم الخارجي كانت تنزل عليهم بالقطارة . اما العداء { ويا لكثرته }لهذه الحركة فقد كانت تسير على قدم وساق في كل المجالات السياسية والعسكرية ، فدول التي تتقاسم ارض كوردستان لها خلافات عميقة اقتصاديا وسياسيا ً وعسكريا وثقافيا إلا انها تتحد على ضرب الكرد بكل الوسائل ولا تسمح للكردي ان يتنفس الصعداء ،أما الانسان الكردي فقد كان وما يزال يؤمن بالسلام والحلول السلمية لقضيته رغم أن محتليه استعملوا ابشع الوسائل لطمس تاريخه ومسح وجوده القومي من الوجود ثقافيا ًوعسكريا ً . وما كان يجوز لهذه الشعوب لم يكن جائزا ً للكردي بل أن الكثيرين ما زالوا يمارسون هذه السياسة علنا ً وخلف الكواليس ، وهناك من يدعي أنه صديق للكورد إلا انهم يضربونه بالخناجر المسمومة من الخلف وهم أخطر الأعداء . كانت الحكومة تقصف القرى والجبال والسهول بقنابل النابالم ولكن الكوردي كان يحول هذه القنابل الى مزهريات يزرع فيها الورد ، ولا ننسى الأسلحة التي استعملت في محالولات الانظمة المتعاقبة في العراق ضد الكرد من القنابل العنقودية والفسفوية والأسلحة الكمياوية الممنوعة الاستعمال دوليا ً ، كما مارس الأنظمة العراقية المتعاقبة سياسة ضرب الكرد بالكرد وقد قال عيدالسلام عارف وبصراحة سأضرب الكاكات بالكاكات ، فسلحوا المرتزقة وضعيفي النفوس تحت ادعائات وطنية لضرب الكرد ومسح وجوده القومي من الخارطة ، لكن البيشمه ركه كان دوما ً واقف بالمرصاد لهم ويسجل في كل معركة من المعارك مع قوات الأنظمة العنصرية ملاحم من البطولة ويعلمهم دروسا ً في القتال وفي الأخلاق . كانت الساحة الكردستانية معقلا ً ومأوى لكل المناضلين العراقيين الذين كانوا يهربون من بطش النظام ومن مشانقه وسجونه المظلمة فكان البيشمه ركة يتعاون مع الاحزاب السياسية العراقية من اليسار واليمين . وأن ما حدث بين هذه الاحزاب خلال الفترات الماضية لم تكن إلا مرحلة بائسة يتحمل الجميع جزء من المسؤولية ، ولكن المهم اليوم هو عدم العودة الى المربع الاول والبدء من جديد في الصراعات الداخلية حيث أن المرحلة بحاجة الى المزيد من التفهم والعقلانية في العلاقات لكي لا يفسح المجال للمتصدين بالماء العكر استغلال الفرصة من جديد والصعود على أكتاف المناضلين والخيرين ، فما علينا إلا إيجاد القواسم المشتركة والاسس الثابته لبناء العلاقات المستقبلية لما فيه خير البلاد والعباد . لقد كانت الهجرة المليونية إشارة شعبية واضحة لحاكم العراق أن الكرد شعب لا يقبل الهوان ، فكان الرد الدولي أيضا ً الى جانب الكرد بوضع حدود آمنه وعودة الملايين المحتجة لبيوتهم ومن ثم تشكل حكومة في الأقليم ، ورغم كل الشوائب إلا انها كانت اساسا لبناء المؤسسات ونظام حكم ذاتي . حيث تمرس على فن الادارة والسلطة في الأقليم . وقد كان للكورد دور واضح وكبير فيما بعد سقوط النظام الدموي في بغداد سياسياً وعسكرياً . وتلت الانتخابات انتخابات رئاسسية وبرلمانية والنتيجة كانت ولادة برلمان جديد وحكومة جديدة . ولكن الجراحات كانت عميقة والخراب كبير في البنى الفوقية والتحتية والفوضى أنتشر في كيان المجتمع ، الوصوليين والمنتفعين في كل مكان ، البناء تسير ببطء والفساد تنتشر والاصلاح بات ضروريا في المجالات الادارية والسياسية بل في جميع المجالات . ظهور المعارضة في البرلمان كان ضروريا لمراقبة الحكومة واصدار القوانين في البرلمان ولاننا لا نملك ثقافة المعارضة الهادئة حاول المعارضون البرلمانيون تقليد الاخرين بل حاولوا تقليد الاسلوب الأسوء الذي لا يؤدي إلا لهدم البنية التي كانت ثمرة نضال السنوات والتضحيات الجسام التي قدمته شعب كوردستان ، ومما لا شك فيه ان هناك الكثيرين من المتربصين لخلق الفوضى في كوردستان وإن كان بقدرتهم سينفلون الكرد ثانية وثالثة . إن الوضع في كوردستان لا يمكن مقارنته مع مصر او تونس لاننا مازلنا في طريق التحرير والقيود ما زال ملفوف في أيدينا والمحاولات العنصرية للعروبين في القضاء على الدستور العراقي وبشكل خاص المواد التي تخص الحقوق المشروعة لشعب كوردستان دلائل ومؤشرات في غاية الخطورة ، لا ننسى ما يرمي اليه هؤلاء في رفضهم للمادة الدستورية 140 لتطبيع الاوضاع في المناطق المستقطعة من كوردستان والابقاء على سياسة التعريب وعدم السماح للمرحلين الكرد العودة الى ديارهم ، كما أن هناك سياسة الابقاء على عدم اعادة سجلات النفوس للاكرد الذين نقل سجلات نفوسهم الى جنوب ووسط العراق دون علمهم تحت عذر الاحصاء او ما شابه ذلك ولكن في الحقيقة السبب هو تقليل نسبة النسبة السكانية للكرد في هذه المناطق وإلا كانت الحكومة تصدر امرا بالغاء جميع النقولات الغير القانونية وغير الطوعية . أن التجربة الافضل والاقرب الى الوضع الكردستاني كثيرة فما حدث في جنوب السودان أقرب الى الواقع ، فلماذا لا نتخذ من هذه التجربة اسلوب عمل لنا ، ونستفاد من الوضع الاقليمي والدولي لايجاد انفسنا في كيان مستقل بدلا من القضاء على تجربتنا التي ما زالت تسير في طريق محفوف بالمخاطر والهجمات الوحشية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ