الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتراضية الحكم الذاتي فرضت انتقاداً غير افتراضياً...

فاضل الخطيب

2011 / 8 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


افتراضية الحكم الذاتي فرضت انتقاداً غير افتراضياً...
كتب الصديق صلاح بدر الدين في موضوع له بعنوان "الكرد السورييون في موقعهم الصحيح" ونشر في الحوار المتمدن بتاريخ: 9/8/2011ن وجاء فيه:
(كما خرج علينا د فاضل الخطيب – وهو صديق يحظى بالاحترام الشخصي – بخبرية جاءت في سياق مقالة منشورة بموقع – الحوار المتمدن - لم تكن موثوقة ومناسبة في ظرفها الزماني " هل يُعطي الأسد حكماً ذاتياً للأكراد، قبل محاولة هروبه لحكمه الذاتي في القرداحة؟! هل جاء الوقت لإرسال وفد لإسرائيل بهدف الاعتراف الرسمي بها، كما حاول القذافي؟ وهل تتجاوب إسرائيل معه؟ " بكل أسف زج الكاتب الموضوع الكردي كقضية مشروعة وكحقوق تجيزها وتنظمها مواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان ولاتنجز الا بقيام نظام ديموقراطي الى جانب مواقف ومسائل مسيئة وضارة وكأن اقدام الأسد على اقامة كيان طائفي أو ابرام صفقة مع اسرائيل لايختلفان عن اقراره الحكم الذاتي للكرد هذا الخلط ينافي الواقع ويناقض المبادىء السياسية الوطنية ويخالف العلم والمعرفة فنحن الكرد لم ولن نتوسل طاغية حتى يمنحنا حقا بل نرفع صوتنا مع غالبية السوريين : الشعب يريد اسقاط النظام ونحن سنحصل عليه عبر الانتفاضة الظافرة وبالتوافق مع الشركاء العرب السوريين وهل يعتقد الكاتب أن الكرد وبانخراطهم الكامل بالانتفاضة الوطنية ينتظرون رئيسا مهزوما فقد الشرعية ليمنح حقوقا لهم والكرد كانوا دائما مع الصف الوطني ولم ينجروا الى المؤامرات الخارجية ضد وحدة وسيادة بلادهم ويعرف الصديق العزيز تاريخ سوريا جيدا حينما قرر الزعماء الكرد النأي بالكرد عن مشروع الانتداب الفرنسي في اقامة كانتونات طائفية محلية علوية ودرزية وسنية)، انتهى الاقتباس.
كان بإمكاني الرد مختصراً، أنه هناك بين زعامات كردية من يراهن حتى الآن على الأسد، رغم أنهم لا يمكن أن يمثلوا طموحات الشعب الكردي، لكني لا أعتب أو أنتقد تلك "الزعامات" المدجنة.
يعرف الأستاذ صلاح بدر الدين رأيي وموقفي من المسالة الكردية في سوريا وحقهم المشروع في تقرير مصيرهم ضمن إطار الجمهورية السورية، وأنني مع الكرد السوريين الذين في موقعهم الصحيح. ويعرف الصديق صلاح أنني كتبت في هذا الشأن أكثر من مرة وفي وقت نادراً ما تجرأ عربي وحتى بعض الأكراد على الحديث أكثر من حقوق المواطنة فقط. ولم يتغيّر موقفي نحو الشعب الكردي وليس نحو قيادات كردية صار عددها أكثر من أن يستطيع الكرد أنفسهم حفظ أسمائها وليس فقط فهم ما تريده. وقد أشرت إلى الفكرة موضع الانتقاد أعلاه، بسئوال عشية زيارة وزير خارجية تركيا لسوريا، والهدف من هذه الفكرة (الافتراضية) هو ما يُمكن أن يلّوح به الأسد كورقة ضغط وتهديد ضد تركيا، وله تاريخ في المساومات مع تركيا وغيرها، كما أنه إسفينٌ آخر للتفريق بين المعارضة العربية والكردية، ولا يستند ذلك -طبعاً إلى حقوق وأخلاق في السياسة، وكان السئوال كاملاً ضمن الموضوع والذي لامس الأكراد هو: "هل يقوم الأسد بإعطاء حكم ذاتي للأكراد في سوريا؟ طبعاً ليس محبة بهم، بل خطوة ورسالة متعددة الجهات والوظائف. كمقدمة مثلاً لإمارة يحلم بالانكفاء إليها في القرداحة قبل وصوله القفص!".. وقد عبّرت بوضوح وبحرفية الكلمة على أن الأفكار المطروحة تدخل ضمن "الفانتازيا" والخيال، وليست خبرية من أحد أو من "تحت باطي". ورغم أنني لم أنتقد ولا حتى زعماء الأكراد الأقرب للبعث والأسد منهم إلى شعبهم الكردي، وكنت قد انتقدت وأحياناً بحدة كبيرة موقف بعض أو ربما غالبية أبناء بلدي محافظة السويداء من الانتفاضة، لأن ما يجب قوله اليوم قد لا يصلح غداً، ويعرف الأستاذ صلاح موقفي وعن قرب ومن خلال تجربة مشتركة، من مجمل القضايا المطروحة منذ الأمس والممتدة حتى اليوم. ما أردت وأريد التعبير عنه، هو أن الأسد قد يُحاول حتى استحضار الخيال خدمة لبقائه في السلطة ولو حتى على رقعة قريته القرداحة، ويؤسفني إن فهمها أحداً من أصدقائي الكرد بغير ذلك وأعتذر منهم. وهذا لا يلغي رؤيتي أن الكرد السوريين هم الآن أكراداً مثلهم مثل كل "الأقليات" القومية والدينية جماعات مقسّمة ومخترقة من قبل أجهزة الأمن.
بعد قرابة نصف عام من المجزرة المستمرة ضد شعبنا، وتواطؤ البعض على بعضنا أيضاً، تقوم الإدارة الأمريكية بالاطلاع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان! وتنتظر جامعة الدول العربية وحكوماتها الأمنية إصلاحات الوريث بفارغ الصبر وأحياناً بقلق، وأردوغان يبتهل لله أن يستطيع الأسد إعادة إنتاج وتجميل نفسه. فقط إسرائيل والظواهري تعرف حقوق الإنسان!! والأخوان ينتظرون إبداعاً أكثر من الأسد! إنها سخرية القدر في العهر، لذا كانت فكرة صحوة الأسد الخيالية الافتراضية تجاه الأكراد تدخل ضمن مفهوم الأخلاق التي تمشي على رأسها.
وأخيراً وبعيداً عن الخيال والافتراض، يبدو حتى الآن أن بعض المعارضة –وهذا لا يتعلق بالصديق صلاح بدر الدين، غير قادرة على التمييز بين المشروع السياسي الشامل كمنهج موحد لإنقاذ ما تبقى من الوطن وإعادة بنائه، وبين الرؤيا السياسية كمصلحة شخصية أو حزبية فئوية ضيقة، ولزعماء من الأكراد حصة في محاولة اللعب في حصص الخيال الافتراضية الأسدية، ولبعض الإسلاميين مازال الأمل بتغيير إبداعي يقوده الأسد، وهي مشكلة أساسية عند بعض المعارضة التي تنطوط على حواف الانتفاضة/ الثورة.
آمل أن تكون افتراضية الحكم الذاتي للكرد، والتي فرضت انتقاداً غير افتراضي، قد وضحت نية عرضها..

فاضل الخطيب، 10 / 8 / 2011.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا