الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشخيص الداء نصف العلاج

عماد الاخرس

2011 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


والداء الذي اعنيه في مقالي هو الفساد المالي بعد أن أصبح الحديث عنه في العهد الديمقراطي الجديد ظاهره عامه يمارسها اغلب العراقيين في كل مكان .. الشارع .. البيت .. حافلات نقل الركاب العامة .. المنابر الدينية .. الخ .
واهم ما في هذا الحديث هو توجيه الانتقادات اللاذعة للقادة السياسيين والمسئولين الحكوميين بمختلف مواقعهم ودرجاتهم الوظيفية مستغلين فسحة الديمقراطية المتوفرة لهم وكأنها وجدت لهذا الغرض فقط.
أما القنوات الفضائية فان اغلبها تُسارع في الإعلان عن أي حالة فساد صغيره كانت أم كبيره في أخبارها العاجلة يليها إطلاق زوبعتها الإعلامية التي قد تستمر لأيام وممكن لشهور .
ثم يبدأ أصحاب القلم في نشر مقالاتهم لتملأ الصحف والمواقع الالكترونية وبعناوين مختلفة يتناول بعضها تشخيص هذا الداء ومدى خطورته وازدياد أعداد المرضى الفاسدين المصابين به .. الخ .
كل هذا وتبقى المصيبة نفسها في استمرار هذا الداء القاتل واستفحاله وتغيير واقع حاله من سيء إلى أكثر سوءاً وسبب ذلك يعود إلى غياب النية الصادقة في علاجه واستخدامه من قبل البعض كسلاح للتسقيط السياسي والاجتماعي.
و ليس هناك اعتراض على فضح الفساد والتشهير بالفاسدين ولكن الاعتماد على هذا الأسلوب فقط لا يقضى على هذا الداء.
وهناك حقيقة يعرفها الجميع إن تشخيص أي داء هو نصف العلاج ولابد أن تكون هناك إجراءات تكميلية سليمة للقضاء عليه.
إن غياب التشريعات والعقوبات الصارمة احد الأسباب الرئيسية لتفشى الفساد في مؤسسات الدولة العراقية لأنها وضعت الفاسدين في بر الأمان وخصوصا بعد أن اعتادوا النقد و الزوبعات الإعلامية والفضائح وأصبحوا لا يعيرون اهتماما بمنابرها ولا يعطونها سوى الأذن الصماء ولا تعنى لهم سوى المزيد من الثرثرة والتهريج وهم واثقون بأنها أقصى رد موجود على جرائمهم وليس هناك ردود أخرى .
لذا لابد من التفكير في إتباع الوسائل الفعالة القادرة على ردع الفاسدين وأهمها إجبار البرلمان العراقي على تشريع القوانين التي تحارب الفساد وتقلعه من جذوره بلا عوده .. ليس هذا فقط بل تشديد الرقابة على الحكومة ومتابعة مدى تنفيذها العقوبات الصارمة لكل من يخالفها .. وعكس ذلك يبقى اللجوء إلى التظاهر والاعتصام والعصيان خير وسيله .
أخيرا أقولها .. إن الثرثرة والتهريج لن تغير من حال الشعوب إلى الأحسن بل تسير بها إلى الأسوأ وهى لا تكفى لحل مشاكل العباد ولا تضع حداً للفساد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكل داء دواء يستطب به
سامي الحجاج ( 2011 / 8 / 13 - 19:29 )
تحياتي لك استاذ عماد وتحية الأنوار لأهل الحوار...
في مقالاتك الرائعة التي تتحدث بها بمنطق الغيور الشهم الذي أحب وطنه وشعبه بكل جوارحه لا يسعني الأ ان أقدم لك خالص شكري وامتناني وفي هذا المقال بالذات سعيت بنية مخلصة أن تبحث عن الدواء لهذا الداء الذي هو أصل البلاء..فالفساد هو الذي وطن الأرهاب والفقر في العراق أصله فساد وفقدان الخدمات وعلى رأسها الكهرباء أصله فساد والتدهور والأنحطاط حتى في العلاقات الأجتماعية أصله فساد..فالفساد في العراق أفسد الحياة كلها السياسية والأجتماعية والأقتصادية...الخ .
وليس له دواء الى بالرجوع الى الدين والسنة النبوية،فقد قال تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم
وحتى لا نكون منغلقين على أنفسنا علينا الأستفادة من تجارب الشعوب والحكومات حتى التي تضمر لنا الشر...فتطبيقات ما ورد في السعودية أتت أوكلها ففي الواقع السعودية أقل البلدان العربية والأسلامية في حدوث السرقات..وقطع اليد حتى أفضل من الأعدام لأن من تقطع يده يظل يحمل في يده المقطوعة الخزي والعار والذل ما بقي حيا.

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا