الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشراكة الوطنية بشروط عراقية ...

حسن حاتم المذكور

2011 / 10 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



الشراكة شيء جميل ’ ليس على اصعدة المكاسب والمنافع فحسب ’ بل والجهد في اعادة البناء وتحقيق الأنجازات والنجاحات ’ انها عملية تحول مصيري تستحق المرونة والوضوح والممكن من الصبر’ هذا اذا عبرت عن رغبات صادقة وارادات خيرة معززة برسوخ القناعات ’ ولكونها منظومة اهداف وطنية نبيلة ’ فتستحق التضحية بما هو ذاتي او فئوي .
الحالة العراقية ’ اضافة لأرباكاتها وتشويهاتها ’ فقد دفعت بالعراق شعباً ووطناً الى متاهات الفوضى واللامعقول ’ اصبحت فيها قيم ومفاهيم الشراكة الوطنية مكبلة بالنوايا غير الحسنة والأرادات غير الخيرة ’ مزروعة بالمصائد والمكائد والعثرات ’ صراعات بين الجديد والقديم واشراقة المستقبل وظلام الردة وهامش الحريات الديموقراطية ورغبة الأنغلاق داخل شمولية القائد الضرورة والحزب القائد ’ بين هذا وذاك تلفظ الشراكة الوطنية انفاسها .
بعد الأشهر الأولى للتغيير في 2003 ’ تفجرت التسائلات غاضبة’ هل يستحق القائم من لعبة المصالحات والمشاركات كل هذا الأنتظار المكلف والتضحيات المجانية ’ وهل هناك ثمة افقاً يمكن التعويل عليه او نقطة ضوء في الطريق اليه ’ ونحن نرى القدم التي مع المقاومة غير الشريفة هي ذاتها التي تعمل داخل العملية السياسية ’ والرؤوس المحشوة بأجندات عواصم الجوار’ هي ذاتها التي تخطط لأغتيال الوطن في بغداد ’ والذي يعمل هناك في الليل ’ هو نفسه الذي يعمل هنا في النهار ودلالي ( ذاك الصوب) سوف لن يلتقوا مع دلالي (هذا الصوب ) والتحالفات والأئتلافات غير المتصالحة من داخلها لا تشارك الآخرى من خارجها’ التوافقات وحدها تزدحم حول طاولة تحاصص العراق جغرافية وسلطة وثروات في شهوة غير مسبوقة للفرهود الشامل ... ؟؟؟؟
التصعيد والأبتزازات وتعميم الأحقاد والكراهية والمتاجرة بالخوف من الآخر ’ اصبحت ثقافة رسمية لمعظم اطراف الشراكة ’ اغلبهم يصرح بما لا يعني ويتحدث بما لا يضمر ويبتسم للأخر كيداً ويعانقه وقيعة وكل من جانبه يسكب الزيت على حريق المصالح العليا للشعب والوطن’ وفي الدم العراقي يتراشق البعض مع البعض وينتصر البعض على البعض ’ ويخسر البعض مع البعض ’ اشياء متنازع عليها ’ واخرى مختلفاً حولها واوهام يتقاتل من اجلها ’ ثم يلتقي البعض مع البعض عصيدة في قدر المنافع والمكاسب الفئوية والعشائرية والحزبية الضيقة .
صحيح ان الجميع منتخبون في مرحلة لا دور فيها للوعي ’ مرحلة الخوف المفتعل من الآخر في اجواء الأستنفارات والدسائس وتعميم الأحقاد والكراهية بين بنات وابناء الوطن الواحد ’ المكون الشيعي صوت الى سيده وشيخه خوفاً من عودته الى ازمنة عبوديته وذله وموته المنظم على يد الأقلية المتسلطة من اشقاءه في الدين والقومية ’ ففضل السخونة داخل بيته على موته خارجه’ المكون السني الذي فوجيء بفقدان سلطته وافلات العراق من قبضته الى جانب خوفه من ان تقلب طاولة الثأر المزعوم على راسه ’ تخندق خلف سلفييه وبعثييه ونقشبندييه ومقاوميه وفتح على نفسه ابواب طاعون القاعدة خوفاً من وهم الموت ’ الكيان الكوردي حرص على ان يستذكر ويذكر شعبه بما سوف لن يتكرر ’ يتخيل ويرسم له نزاعات واخطار تترصده من شقيقه التاريخي في الوطن ’ ليحاصر خياراته خلف راية المنقذ الضرورة والأحتماء في خيمة الحزب القائد ’ اغلب الكتل تعمل على قطع شرايين التسامح والمودة ورغبة التعايش في فضاء المشتركات الوطنية ’ قيادات وائتلافات وتحالفات ’ تفتعل بينها الخصومة والنزاع والعداوات ’ ثم تشترك في تبادل ادوار ابتزاز الوطن والمواطن دون ان تتجاوز الخطوط الحمراء لمصالحها ومكتسباتها حتى ولو كانت شرائحها ومكوناتها وطوائفها وقومياتها ضحايا فسادها والأرهاب والخراب الذي يخرج اغلبه من جيوب شراكتها مع بعضها .
لا نختلف كون الأعتذار والتسامح والتصالح من داخل المجتمع العراقي ضرورة ملحة ’ كذلك الشراكة بين مكونات المجتمع العراقي في اعادة بناء دولتهم المدنية المؤسساتية والأنتفاع من ثرواتهم الوطنية امـر في غاية الأهمية ’ لكن وبذات الوقت ينبغي الموازنة بين الحقوق وواجب الدفاع عن سلامة العراق والحرص على سيادته والحفاظ على جغرافيته وثرواته وصيانة امن واسقرار مواطنيه ’ ذلك هو الوجه الأجمل والأكثر اشراقاً للشراكة الوطنية ’ وهنا نتسائل :
ـــ هل ان الكيانات والتحالفات والأئتلافات التي تتصدر العملية السياسية عبر امتلاك السلطة والثروات ’ تمثل حقاً شرائحها وطوائفها وقومياتها وتتأثر بصراخ واستغاثة ناخبيها عبر الأعلام ووسائل التعبير الأخرى من داخل الشارع العراقي طولاً وعرضاً ... ؟؟؟؟
اشك بذلك ..
غداً ستنسحب القوات القتالية الأمريكية ’ وهذا شيء جيد ومن حقنا ان نبتهج ونحتفل ’ لكننا عراقيون ’ يجب ان نحترم تقاليدنا واعرافنا وارثنا الجميل ’ علينا ان نغفر لهم اخطائهم ونودعهم بما يليق بنا ’ ونقدم لهم الشكر الصريح ’ فلولا 09 / نيسان / 2003 ’ لكنا كما كنا ’ وتلك حقيقة ليس من المروءة انكارها ’ علينا ان نتجنب بهلوانيات المزايدات المضحكة ’ فالجحود ونكران الجميل والرقص على طبول الجوار ليس من شيم العراقيين ’ رغم مآخذهم المشروعة ’ انها ثقافة وتربية وسلوك وممارسات مشينة موروثة عن نظام الخيانات والغدر سوف يرفضها العراقيون النجباء مثلما يرفضون خلط الأوراق ’ لتحتفل اجساد الضحايا مع المفخخات التي تفجرت فيها .
بعد ان تغادر القوات الأمريكية ويمسك العراقيون والأمريكيون طرفي خيط الأتفافيات الأستراتيجية اقتصادياً وثقافياً وعلمياً وتنموياً’ تلك التي تنسجم مع مباديء المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة ’ على فرقاء العملية السياسية ’ ان يمزقوا اوراقهم السوداء ’ ويفتحوا البيضاء على طاولة شراكة وطنية تتصدرها الشروط العراقية ’ العراقيون ينتظرون ’ ذاك الذي سيصرخ بصوت العراق ـــ من يريد شراكة وطنية حقيقية مثمرة نافعة وبشروطها العراقيـة ’ فليمد يده للأخرين ’ اما من يريدها بشروط حزبه او طائفته وقوميتـه ’ فالعراق معه على مفترق الطرق وليغادر على الطريق المعاكس ’ فاللعبـة قد وصلت نهايتها ـــ .
04 / 10 / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا