الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطاغية

جواد وادي

2011 / 10 / 26
الادب والفن




الطاغــــــــــــــــية
جواد وادي*
(درس مجاني لكل الطغاة)
فزع يحوم
على ضفاف الروح
دوي يعصف
باخضرار الصباح
حين تمتد الأذرع
باتجاه الضياء الهارب
لكن أصابع الوقت
تومئ لي بالانتظار
أي قلب هذا الذي
جفلته قسوة المساحيق
وابيضاض الجسد الفاتن؟
أي روح تلك التي
تخرج من مكمنها العذب
لتحط على جدث
أتربته صراخات الموتى؟
هو الرأس محرقة
وافتراس لهدئة الوقت
لكنما الارتياب يربك سطوة الرغبات.
من ذا الذي يمشي الهوينى
فوق عشب المسير؟
من يتشهى أرداف امرأة
عالجها القصف فبان الجسد
البض شهيا؟
من يقبلني جسدا للرأس المنحور؟
من يطهو وجع الآلام بدمي؟
من يفك طلاسم حيرتي؟
من يتدلى من بدني الراعف قهرا؟
عسفا أبديا لتلاوين التدليس اليومي لحياتي؟
من يوقظ في نقر الوقت فحولته؟
كم عنيفا هذا الجسد
إذ يقاوم اشتعالات "الحسوم"
واحتراق الفواصل القريبة
من فوهات الخسارات الهادرة
كم من العشق يكفي
لنزع الطلقة الواجفة؟
لمن هذه الارتال
وأنت تنوء بثقل أوجاعك
و هدأة روحك لا تعرف النكوص
*****************
تبصري لهذه المواجهة
أيتها العنقاء الفاتنة
ها هو النخل تمترس
خلف أحلامك الوارفة
والقلب تملأه الأسارير
لكنما الخوف،
كل الخوف
من هذه الأرجل الماردة،
الضاربة في لونها الكحلي
والأقدام تلعق
تراب الحروب الخسيسة
تدور حول محرقة النوايا
دافعة بنوازع الطمي
دربكة الجند الرعناء
انه الموت يقودنا
إلى مخالب الموت
لتفسد متاريس الحكايات
وصمت الأحاجي
***********
كيف لي أن افتح
كوة لهذا المساء بحزنه الفائق
ومجساتي تربك الافتراضات؟
لهذا الحريق... لسعة:
مرة تحط على شفاهي
وحينا تلون النوايا الخادعة ...
لذيذا يلامس جسدي
هذا اللعين الهواء
لافحا سمت رأسي
وحده الليل يراودني
بحلكته في سريري
يجرجرني لبعض فساتين العذارى
الحافلة بالملذات
هي الرغبات تجيّش دمي
تفجّر فيّ البكاء على النهر
والحانة والأصدقاء
إنا الرافل بالحزن والهم والكبرياء
في آخر الليل...
انقر الهواء
ليفتح لي منافذ طيّعة
للعائدين من الجدث السحيق
الخوف يأكلهم والهلاك يدركهم
وهم يتربصون برهبة الوقت
وطفح الذكرى
تشتعل أجسادهم بحمى ذكورتهم
رجل يصوغ حلله بيديه
وآخر يفكك نسيج الحياة إلى خرائب ...
كل يتشهى موسمه لحروب الفتنة
وأنا القابع في باكورة الوقت
أمد يدي منكسرا صوب بلادي
أتوسد متراسي وجماجم أترابي
اعد في وهن معابري من حشرجات الموتى
لكني افرش للقادمين من رحم الموت
ما تبقى من رفيف العيون
مثلما النوارس الجريحة
تحط فوق الفرات
لا ينأى النواح
عنها بعيدا
بوصلتي دربكة الجند
وهدير العربات
فاردا للتوجس
أجنحة أرعبتها المهالك
أتعبها ضجيج التودد
والغنج الطفولي
فتحضرني أمي حين كانت
تدس أصابعها
تحت إليتي
لتعرف إن كنت
قد بللتني مخاوف فحيح
العجول الشاردة
وهول الصدمات الوافدة
من بين هذا القصب اليافع
قريبا من أحزان الفرات
أطير بعيدا برفرفات أجنحتي
الكسيرة
اركب عسف الطوفان
صوب بغداد الجريحة
لكنما يرعبني
بمواجهة الجدار المثقوب
رجل...
هكذا يقال
يقف نافشا ريشه
وبرأس عصفور
يقود بحركات يديه
مسيرة وطن
وحشرجات أمة
ابصق على صورته المقيتة
أنفث دخاني المحتقن
صوب إعوجاج
فمه المعطوب
لكنه يتلقف حقدي
بهيئة غراب أسود
ينعق خلف
وشوشات العصافير
الهاربة صوب المنافي
البعيدة ...
مرة يطلق صراخا ناريا
ومرة ضحكات بلهاء
تهتز أوداجه مثلما
الإسفنج الأجرب
أزحزح حجر الصوان
حول قدميه
وكلما وطئت عتبة للخلاص
رفسني بحذائه العسكري
الأفطح ..
أيها الغراب الكسبح
أما آن لك ان تلعق
خساراتك الكبرى
وتدع من في شاكلتي
إلى أفق الغيب
وامتداد الضفاف البعيدة؟
أما آن لك أن تلوذ
بهزائمك الرابضة
تحت جلدك
وتكتب بتطاول
كما أنت دائما
وعلى ورق شفيف
في خيمتك الداعرة
جساراتك الفجة؟
أيها الكالح الوجه
ضع على كتفيك
بروازا من الهذر الكاذب
وعلق على بزتك العسكرية
شارات الهزيمة
وانتصارات المهالك الخادعة
فها هي الخفافيش تحط
على فلول هزائمك
الصادحة في دبيب
انكساراتك...
ولتصنع من أنين الموتى
انتصاراتك تلك الماكثة
في رأسك الملئ بالطنين
وحســـــــــــــــــــــب ...

*كاتب وشاعر عراقي مقيم في المغرب
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??