الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية الامريكية وقضايا الشعوب المصيرية في مشروع الشرق الاوسط الكبير

صلاح كرميان

2004 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كانت الاستراتيجية السياسية والعسكرية لامريكا تتركز على احتواء النفوذ السوفيتي اثناء الحرب الباردة التي برزت في اعقاب انهيار دول المحور في الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي الذي وصف بعصرالايديولوجيات. وبسقوط جداربرلين وزوال الاتحاد السوفيتي في العقد الاخير منه وما تلتهما من احداث في حرب الخليج الثانية اثرغزو صدام للكويت وازياد التواجد الامريكي الغربي في المنطقة الذي بدوره ادى الى استنفار التيارات الاصولية بضمنها القاعدة التي كانت مدعومة من امريكا نفسها اثناء التدخل السوفيتي في افغانستان، وما قامت بها تلك التيارات من توجيه الضربات المؤثرة الى المصالح الامريكية في العالم و خاصة الهجمات الانتحارية على مركز التجارة الدولي والبنتاغون في 11 سيبتمر عام 2001، قد حددت معالم القرن الجديد و تغيرت الاستراتيجية الامريكية على ضوء تلك المجريات.
فيما يتعلق بالشرق الاوسط و قضاياه الاساسية، حاولت الادارات الامريكية المتعاقبة الحفاظ على جملة امورتعتبر بمثابة الثوابت في السياسة الامريكية وهي تبني الدفاع عن اسرائيل ودفع عملية السلام بينه وبين الفلسطينين وتشجيع الانظمة المتعاونة مع الولايات المتحدة في مصر و الاردن بهذا الاتجاه وتطوير العلاقات مع الاسر المالكة في دول الخليج المنتجة للنفط وخاصة مع العائلة المالكة في السعودية لضمان تدفق البترول اليها، والسير على نهج التعاون مع تركيا باعتبارها عضوة في منظمة حلف شمال الاطلسي NATO والتي تحتفظ امريكا بقواعد عسكرية مهمة لها على اراضيها.

يمكن القول بان القرن الحالي هوعصرهيمنة القطب الواحد (امريكا) على العالم. وقد دأبت امريكا ولا تزال على التدخل في شؤون دول العالم وخاصة دول منطقة الشرق الاوسط و قد طرحت عدة مشاريع لتسوية الصراع العربي- الاسرائيلي الذي يعتبر من اولويات الاهتمام الامريكي لضمان امن اسرائيل. من بين تلك المشاريع كانت فكرة قيام منطقة تجارية شرق اوسطية- امريكية حرة خلال عشر سنوات و فكرة الشرق الاوسط الجديد التي كانت تركزعلى اظهار المنطقة على انها تتجه من حالة الحرب الى السلام. ولكن احداث 11 سبتمبر واتهام امريكا لمنظمة القاعدة و نظام طالبان في تورطهما في تنفيذ تلك الهجمات وقيامها بالعمليات الحربية للقضاء على نظام طالبان في افغانستان الذي كان يأوي القاعدة، وبعد نجاحها في ذلك حركت امريكا جيوشها مع حليفاتها باتجاه العراق بحجة امتلاك نظام صدام لاسلحة الدمار الشامل وكذلك بحجة القضاء على مصادر الارهاب التي تهدد امن امريكا والعالم حسب زعمها، وادت تلك الاحداث بامريكا الى اعادة النظر في مخططاتها في المنطقة وطرحت مبادرة الشرق الاوسط الكبير.

مشروع الشرق الاوسط الكبير وسياسة امريكا في المنطقة

ان التدخل الامريكي في المنطقة والاحتلال المباشر لافغانستان والعراق و تبني الادارة الامريكية سياسة الحرب على الارهاب واعتبارها الاسلام المصدر الاساسي للارهاب علاوة على تعامل امريكا مع نضال شعب فلسطين باعتباره اعمالا ارهابية مما اسفرت من ذلك التقليل من شان القضية الفلسطينية، يمكن اعتباره تأكيدا لنظرية صموئيل هانغنتون " صراع الحضارات" The clash of Civilizations القائلة بالمواجهة الحتمية بين الاسلام من جهة والمسيحية واليهودية من جهة اخرى. ان مواقف الادارة الامريكية تلك أثارت حفيظة التيارات الاسلامية السلفية في المجتمعات الاسلامية والعربية ونتجت عن ذلك تعبئة تلك التيارات لقواها والعمل فيما بينها بهدف التصدي للنوايا الامريكية واعتبرت الوجود الامريكي بمثابة حرب الصليبيين على الاسلام. لذا نرى تبنى تلك التيارات والمنظمات الاصولية مفهوم الجهاد ضد امريكا والانظمة المتعاونة معها وتقوم بضرب المصالح الامريكية في العالم وتقوم بتصعيد نشاطاتها وقيامها بالعمليات الانتحارية ضد الاهداف الامريكية وخاصة ضد التواجد العسكري الامريكي والعناصر التابعة للحكومة المؤقتة في العراق والانظمة التي تتعاون مع امريكا. وقد استقطبت الاوضاع في العراق تلك التيارات واصبح العراق ساحة العمليات الرئيسية للمتشددين الاسلاميين بالتعاون مع والاستفادة من الامكانيات التي خلفها النظام البعثي الساقط من الاموال والاسلحة وافراد من بقايا البعث و اجهزة الامن والمخابرات.

ارادت امريكا ان تقدم عراق ما بعد صدام كنموذج فريد للديموقراطية لتعبر عن الوجه الاخر لامريكا بخلاف الصورة المرسومة عنها لدى شعوب الدول العربية والاسلامية و بقية دول العالم الثالث باعتبارها العدو الاول لبلدانهم و معتقداتهم. ولكن رغم حالة عدم الاستقرار والفوضى في العراق فان صيغة الحكومة المؤقتة الحالية في العراق المتشكلة من الاطراف الرئيسية داخل المجتمع العراقي المتمثلة بالاحزاب السياسية وقانون ادارة الدولة رغم صدوره تحت تاثير سلطة الاحتلال الامريكي، تعتبر ظاهرة جديدة لم تشهدها دول المنطقة التي تحكمها الانظمة الدكتاتورية والشمولية ولا تعطي لشعوبها اي دور في اتخاذ القرار السياسي فيها. وقد فوجئت امريكا بتداعيات الوضع العراقي وتدهور الحالة الامنية فيه واظهرت عدم قدرتها على السيطرة على الاوضاع في العراق وادركت ايضا مدى تزايد الرفض الشعبي وتخوف دول المنطقة من الوجود الامريكي والسياسات المتبعة من قبل الادارة الامريكية في دعمها اللامحدود لاسرائيل. لذلك وبغية تمكن امريكا من السيطرة على الاوضاع بادرت الى اطلاق مبادرة الشرق الاوسط الكبير، الذي جاء اساسا بالاستناد على دراسة حول نشرالديموقراطية في الشرق الاوسط التي بوشرت بها قبل 20 سنة في عهد رونالد ريغن وخصصت لها الموارد اللازمة منذ ذلك الحين.

طرح الرئيس الامريكي جورج بوش مبادرة الشرق الاوسط الكبير لاول مرة اثناء مباحثاته مع المستشار الالماني جيرارد شرويدر ومن ثم عرضه على قمة الدول الصناعية الثمانية التي انعقدت في شهر حزيران فيSea Island بجورجيا.
تتضمن مبادرة الشرق الاوسط الكبيرالقيام بالاصلاحات الاساسية في برامج التعليم، وعقد ورشات عمل حول المرأة والقيادة، القضايا القانونية، دورات تدريبية في الصحافة، محاربة الفساد، تبادل الاراء والخبرات البرلمانية ودعم النقابات المهنية وتغطي مساحتها من المغرب الى باكستان، أي بالاضافة الى جميع الدول العربية فانها ستشمل كل من اسرائيل، ايران، افغانستان، تركيا و باكستان. ان النقطة المشتركة الاساسية التي تجمع بين كل هذه الدول هي وقوعها ضمن المنطقة التي تنتشر فيها التطرف الديني، مناهضة الغرب ومعاداة الولايات المتحدة باعتبارها العدو رقم واحد.

تشير مسودة المشروع الى نسبة الفقر، والامية والبطالة في الدول العربية وتحذر الدول الصناعية الثمانية من تهديد مصالحها من قبل التيارات الاصولية المتشددة والحركات الارهابية و كذلك الجرائم الدولية و تزايد ظاهرة اللجوء غيرالشرعي. ويدعو الى انشاء بنك تنمية شرق الاوسط الكبيرعلى غرارالبنك الاوربي للتنمية والاعمار وانشاء المناطق التجارية الحرة والضغط باتجاه انضمام دول المنطقة الى منظمة التجارة العالمية.

ويمكن القول ان امريكا هي داء قبل ان تكون دواءاً، لان امريكا نفسها دعمت الانظمة العربية والاسلامية التي تعمل ضد مصالح شعوبها التواقة الى حياة افضل والتي تدفع ثمن سياسات تلك الانظمة، وان تلك الشعوب لاتزال تشعر بالاحباط من فشل حل القضية الفلسطينية وتعاني من التخلف الاقتصادي والاجتماعي وقلة المشاريع التنموية وزيادة الامية والبطالة. بالاضافة الى كل ذلك فان المبادئ الاساسية لحقوق الانسان لا وجود لها تحت ظل تلك الانظمة وبالتالي لا وجود للحريات السياسية وحرية الصحافة والمشاركة العامة في اتخاذ القرارات. كانت امريكا تتفرج على ممارسات الانظمة الدكتاتورية في تلك الدول في استخدامها لكل وسائل القمع لكبت الحريات وبناء المعتقلات الرهيبة واللجوء الى استعمال ابشع انواع الاساليب واخطر انواع الاسلحة بما فيها الاسلحة الكيمياوية مثلما شهد العالم استخدامها من قبل النظام الدكتاتوري في العراق ضد ابناء كوردستان.

وجهة نظراوروبية حول التغيير والاصلاح في الشرق الاوسط

أن امريكا ترى مسألة تطبيق الاصلاحات في الشرق الاوسط الكبير كساحة معركة رئيسية في الحرب على الارهاب بينما اوروبا تريد حكومات مستقرة ومسؤولة توقف الهجرة غير الشرعية وتمنع الجرائم. وقد سبق وان قدمت الدول الاوربية مبادرة مماثلة وهي مبادرة الشراكة الاورو- متوسطية التي بداوا بها في برشلونة و تبدو الدول الاوروبية جادة في مبادرتها اكثر من اندفاعها وراء مشروع الشرق الاوسط الكبير، لكونها تنظر بعين الارتياب الى مسألة نشر وترسيخ الديموقراطية من دون حصول التغييرات الجوهرية في المجتمع والثقافة وتهمها الانفتاح والتحديث بدلا من التحول الديموقراطي المفاجئ وكذلك ترى ان الاوضاع المتأزمة والاستياء في العالم الاسلامي مردها عدم وجود الحريات اكثر من تعلقها بالازمة في العراق و النزاع بين اسرائيل والفلسطينين. وتعتقد الدول الاوربية كذلك بان امريكا ترمي من وراء خطتها السيطرة على المنطقة باسرها وانشاء قواعد عسكرية وسياسية فيها. و لكن الطرفين متفقان على العمل مع شركائهم في المنطقة لاحداث تغيرات سلمية من ايمانهما بان الاصلاح اليوم هو افضل طريقة لتلافي الثورة او التحركات العسكرية غدا.

ردود فعل الساحة العربية حول المشروع وموقف امريكا من القضية الفلسطينية
كان ضمان تدفق البترول و محاربة المنظمات المدرجة في قائمة الامريكية للارهاب من اولويات السياسة الامريكية في السابق ولا تزال رغم خطابها حول الديموقراطية والاصلاح السياسي والاجتماعي وان مشروع الشرق الاوسط الكبيرلا يستند الى اسباب جغرافية او ثقافية او اقتصادية تبرر وضع هذه الدول ضمن اطارمشروع كهذا، لذلك لايمكن قبوله منطقيا من قبل الحكومات او لربما شعوب تلك الدول ماعدا اسرائيل. ولا يعدو كونه الامخططاً امريكياً يهدف الى السيطرة على العالم بالاستفادة من نقاط الضعف المتمثلة في غياب الديموقراطية والحرية في الدول التي يشملها المشروع.
ان المشروع يهمل المشاكل الرئيسية في الشرق الاوسط ، ففيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فان التوسع الجغرافي لمنطقة الشرق الاوسط سيؤدي الى التقليل من اهمية القضية الفلسطينية وتزحزح موقعها المركزي في الشرق الاوسط وتهمشها كقضية ضمن القضايا التي تعم منطقة اوسع. وان المبادرة الامريكية تدعو الى ضم اسرائيل الى نسيج المنطقة دون الاشارة الى حقوق الفلسطينين وفيما يتعلق بالعراق فعوضا عن التطرق الى استقلالية العراق فانه يشير الى اعماره لان ما يهم امريكا وحلفائها هي المزيد من العقود التجارية الضخمة الى الشركات التابعة للدول التي ساهمت في الحرب على العراق. لذا فان الشعوب العربية التي ابتليت بالانظمة الدكتاتورية و رغم توقها الشديد الى الحربات المدنية والسياسية و مزيد من الاصلاحات الا انها ترى ان قضية فلسطين يجب ان تحل اولا وتعتبر الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع العربي ضرورة لا يمكن التفريط بها، وان الانظمة العربية رغم كونها كانت متعاونة دائما مع امريكا، تتخوف من الافراط بقضية فلسطين لمعرفتها بحسياسية القضية واهميتها المصيرية بالنسبة لشعوب بلدانها لذا فان تلك الانظمة ترفض المبادرة الامريكية بالاضافة الى تخوفها من الاصلاح حتى ولو جاء من الحليف الذي يساندهم بحجة عدم قبولهم لخطة اصلاح تأتي من الخارج. وتساق هذه الذرائع من قبل الانظمة وخاصة التي تدعي الثورية للتصدي للحركات الاصلاحية التي قد توفرالحرية ومشاركة الشعب في اتخاذ القرارات. ولان من يؤمن بالديموقراطية و الحرية يجب ان يوفرها لمعارضيه. ولكن لا احد يقبل ان يكون المعارض له حرا اذا ما اقتنع بان حريتها ستكون نهاية له. وهذا هو سبب تخوف الانظمة القمعية في الشرق الاوسط من المبادرة الامريكية بغض النظرعن نوايا امريكا. وبعدما شهدت الانظمةالعربية ظهور صدام على شاشات التلفاز وهو اسير ذليل لدى القوات الامريكية زادت مخاوفهم وشكوكهم حول النوايا الامريكية في الاصلاح وخطتها في مشروع الشرق الاوسط الكبير.لذلك عبأت تلك الانظمة الدكتاتورية وسائلها الاعلامية لمهاجمة المشروع. وقد صدرت ردود فعل قوية من قبل بعض الشخصيات العربية التي تشير الى ان عدم فسح المجال الكافي للدول الكبرى الاخرى والدول ذات العلاقة لدراسة المشروع قبل طرحه انما تؤكد العقلية الاستعلائية للادارة الامريكية وعدم احترامها لارادة بقية دول العالم. ويبدو تصرف امريكا وكأنها تريد التحكم بمصائر الشعوب والدول وقد ابدى الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي فهد بن عبدالعزيزرفضهما صراحة للمشروع ضمن هذا السياق.

ولكن بخلاف تلك المواقف يجدر الاشارة الى ان المشروع يلقى المساندة من قبل كثير من المثقفين والاوساط السياسية المعارضة بالرغم من ان البعض قد لا يصرح بذلك خوفا من الاتهام بالخيانة والعمالة، ليست لكونه مشروعا امريكيا وانما لان القمع والتوتاليتارية قاد القطاع السياسي المتعلم الى ان يقبل التحالف مع الشيطان من اجل الخلاص من الظلم والاستبداد والفساد الذي يفتك بشعوب بلدانهم يغض النظرعن نقاط الضعف في المشروع والنوايا الامريكية المشار اليها آنفاً. ان اهم النقاط المشتركة بين المشروع الامريكي ومتطلبات الواقع السياسي للشعوب العربية هو الديموقراطية والتعددية وتقاسم السلطة والقضاء على الفساد التي تحمي المجتمعات العربية من سيطرة الانظمة الشمولية والاسر المالكة والتطرف الديني والطائفي.

القضية الكوردية و موقع تركيا في الشرق الاوسط الكبير

اذا كانت الاهداف التي تتوخاها امريكا من مبادرة الشرق المتوسط الكبير هي الاصلاح ونشر الحرية والديموقراطية لشعوب الدول التي تشملها والتي ستكون اجزاءً من الكيان المقترح له، فان من صلب العملية الديموقرطية هو حل المشاكل الجوهرية العالقة والتي هي مصدر الصراع والنزاعات وزحزحة الاستقرارمثل القضية الفلسطينية التي وردت انفا والتي تحاول امريكا من خلال خارطة الطريق وضع حل لها على طريقتها بتشكيل دولة فلسطينية، قضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، قضية قبرص المتنازع عليها بين تركيا واليونان، قضية الصحراء الغربية في المغرب والقضية الكوردية التي تخص شعب يربو تعداده اربعون مليونا وتتقاسم وطنه كوردستان دول تركيا، ايران، العراق وسوريا التي تشكل اجزاء من الكيان المزمع للشرق الاوسط الكبير. اذا كان الهدف من مشروع الشرق الاوسط الكبيرهو تحقيق الحرية والديموقراطية في الكيان المزمع الذي يتضمن كل تلك الدول، فيجدر ان تكون هناك حلول مماثلة للقضايا المماثلة لكل الشعوب ضمن هذا الكيان.

اما فيما يتعلق بالقضية الكوردية التي تعتبر من اهم القضايا التي لاتزال خارج دائرة اهتمام المجتمع الدولي بسبب توافق مصالح الدول الكبرى مع مصالح الدول التي تتقاسم كوردستان، فلا يبدو في الافق ان المبادرة الامريكية ستضيف جديدا من شأنها حل المشكلة بما ترضي مطامح الشعب الكوردي في الحصول على حق تقرير المصير كبقية شعوب العالم. ولا تحضى القصية الكوردية باهتمام يذكر في اجندة السياسة الامريكية كما صرح بذلك "ريجاردوني" مسؤول الشرق الادنى في الخارجية الامريكية في محاضرة له في مركز السلام العالمي في الجامعة الامريكية بواشنطن عام 2000، بان هذه القضية غير ملائمة للمصالح الامريكية كون تركيا كعضوة في الناتو تربطها افضل العلاقات مع الولايات المتحدة وان السياسة الامريكية تعارض تقسيم الدول لصالح الكورد.

وفيما يخص موقع تركيا في مشروع الشرق الاوسط الكبير، فان الامريكان يؤكدون على ضرورة مساعدة تركيا لتطوير مؤسساتها لتوالم الديموقراطية الغربية لكي تأهلها للانضمام الى الاتحاد الاوربي ولتصبح نموذجا يمكن ان يقتدى به للتحول الديموقراطي في منطقة الشرق الاوسط الكبير. وفي هذا السياق اكد رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان امكانية اعتبار تركيا لتصبح هذا النموذج في حديث له في جامعة هارفارد الامريكية اثناء زيارته الرسمية لامريكا في بداية هذا العام وشاركه الرئيس الامريكي الرأي وما تتناوله الصحافة التركية بهذا الشأن كلها تشير ان المشروع يمكن ان يمرر عبر تركيا التي تتطلع للقيام بهذه المهمة.

اذا لم تكن في نية امريكا وضع حلول عادلة لقضايا الشعوب الجوهرية العالقة في الشرق الاوسط الذي تزمع امريكا اتساع رقعته وفرض الاصلاحات الديموقراطية على دولها حسب ماتتطلب مصالحها، فانه وبلا شك ان النبتة الامريكية سوف لن تكون صالحة للزراعة في اراضي دول الشرق الاوسط وان المبادرة الامريكية سوف لن تؤدي الى استقرار الاوضاع وانهاء الصراعات مهما حاولت امريكا ممارسة الضغوط وفرض الهيمنة بل انها سوف تؤدي حتما الى تصاعد دورالحركات السياسية المطالبة بالتحرر وظهور قوى اسلامية اكثر تشددا التي ستقابل سياسة امريكا واستخدامها للعنف في القضاء على الارهاب باعمال اكثر ارهابية من ذي قبل كما نلاحظها الان في العراق وسنراها في اماكن اخرى. ان على الولايات المتحدة ان تدرك هذه الامورجيدا وعلى زعماء دول المنطقة التحكم بالعقل والمنطق وادراك حاجة شعوب بلدانهم الى الديموقراطية والحرية والاصلاح وحقوق الانسان والتعددية السياسية وحق الشعوب في تقرير مصيرها لينعم الجميع بالسلام دون الانتباه الى قرع طبول الديموقراطية والاصلاح من قبل امريكا والدول الاوروبية التي تلهث وراء مصالحها من خلال ايجاد عقود جديدة لشركاتها العملاقة دون اي اكتراث بقضايا الشعوب والمآسي التي تلحق بها جراء سياساتها في المنطقة.

30/10/2004

* ارسل هذا المقال الى مجلة الرؤية التي تبصدر في السليمانية بكوردستان
المصادر:

* آمال امريكا في مشروع الشرق الاوسط الكبير، الدكتور عبدالله ماهنازن توركيش نيوزلاين
* حول الشرق الاوسط الكبير، محمد سيد احمد الاهرام الاسبوعية، العدد 679 - 26/2- 3/3/2004
* خطة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط الكبير ، كلبرت اجكار، لوموند ديبلوماتيك، نيسان 2004
* مبادرة الشرق الاوسط الكبير الامريكية وتركيا، http://www.byegm.gov.tr/YAYINLARIMIZ/newspot/2004/mar-apr/n6.htm
* مشروع الشرق الاوسط الكبير، امين هويدي، الحياة 15/3/2004
* مقال حول مشروع الشرق الاوسط الكبير، ساطع نورالين، جريدة السفير 6/3/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة