الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر حيادية لأحداث الربيع العربي .

أمير أمين

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


كالنار في الهشيم إنتقلت عاصفة ربيع التغيير العربي من دولة الى أخرى وكأنها تذكرنا بما كان يطرحه المفكر الروسي ليون تروتسكي من مفاهيم تخص الثورة العالمية الدائمة والتي حالما تمتد وتستعر في عدة بلدان إن هي إندلعت في بلد واحد فسوف لن تتوقف في روسيا أو غيرها وحسب ..وهذا ما شاهدنا تجلياته بوضوح حينما إشتعلت نيران الغضب في تونس وسرعان ما إمتدت الى مصر وليبيا وعبرت الى اليمن وسوريا والبحرين وغيرها وعلى الرغم من إشتعال لهيبها الحارق في عز الشتاء لكنها سميت من قبل المشاركين بها ومن وسائل الإعلام والمثقفين والسياسيين العرب وغيرهم بالربيع العربي لما لهذه التسمية من أهمية تتعلق بفصل الربيع الزاخر بالخير والمطر والعطاء والدفء والنماء والأزهار اليانعة الجميلة..ولنعد الى مفهوم الثورة فهل أن ما حدث هو ثورة وتغيير جذري لنظام الحكم أم أنها مجرد تحركات جماهيرية ترمي الى تحقيق مطالب آنية مستعصية ومتراكمة منذ عقود ولم تجد طريقها للحل على أيدي الحكومات المعنية..تؤكد الماركسية على أن التراكمات الكيفية تولد نوعية جديدة حينما تبلغ مرحلة الذروة أي الطفرة والغليان الشعبي يصل الى أقصى حدوده وهنا بدأت الأمور تأخذ طابع الحسم الجدي والثوري وإنطلقت الشرارة حينما حرق أحد الكسبة التونسيين جسده أمام عدسات المصورين ليشتعل بعدها اللهيب الجماهيري العارم مكتسحاً الرئيس وسلطته وحزبه القائد الأوحد ثم تبعتها كما هو معروف بقية التحركات في الدول الأخرى...فمن هي القوى المحركة للعملية الثورية وما هي إمكانياتها وحجمها الفعلي على الساحة السياسية الداخلية وإنعكاس ذلك على مستوى الخارج والقوى الساندة لها , ثم ما هي القوى المعرقلة و المناهضة للتغيير وما هي أسبابها في ذلك ومن يقف معها ويساندها في كبح جماح الهيجان الثوري وعلى العموم لماذا حدثت العاصفة الآن ولماذا لم تشمل بقية البلدان في دول أخرى وفي قارات أخرى ربما لها ظروف ومشاكل أكثر تعقيداً من البلدان التي نشبت فيها التحركات الشعبية كما نشهد كل يوم أي ليس في قلب منطقة الشرق الأوسط الملتهبة وخاصة دول المشرق العربي
وهنا لابد من التذكير بظروف وخصائص كل بلد وإختلافه في أمور عدة عن البلد الآخر والتي سنوضحها بإيجاز في سياق نقاط الموضوع المتكاملة كما يلي :
أولاً : القوى المحركة للتغيير : وهم في الغالب الأعم شباب طامحون للتغيير تتراوح أعمارهم ما بين 15 الى 45 سنة وهنالك بضع مئات من الأطفال وعدد لا يستهان به من كبار السن يجمعهم هدف واحد هو الإصلاح الذي سبق وأن إنتظروه بفارغ الصبر دون أية نافذة للأمل من قبل الأنظمة الحاكمة وهنا تداخل إشتراك المنظمين تحت لواء أحزاب شتى تمتد من اليمين الى اليسار وأيضاً من القوى الشبابية والطلابية الواعية في المجتمع ومن الكسبة والعاطلين عن العمل والمهمشين من جميع النواحي ومن المنسيين وهؤلاء أغلبهم من غير المنتمين لأحزاب أو منظمات لكنهم يشعرون بالحيف الدائم ويعتصر قلوبهم الغضب أكثر من غيرهم لذلك نرى أن عددهم فاق التوقعات وفي جميع المدن العربية الغاضبة وهنا يجب الإشارة الى إشتراك القوى الديمقراطية واليسارية دون تحديد وجهتها أي أنها لم ترفع شعارات تخصها بل كانت ضمن السياق الجماهيري العارم بشكل عام على الرغم من معرفة الناس برموزها لكن ثقلها لم يكن كبير بل أنه كان معدوماً مثل ليبيا التي لم تشهد ساحتها حياة سياسية أو برلمانية سلطوية أو معارضة لذلك صبغت تحركاتها بالعشوائية لكنها وطنية عامة وتبغي تغيير النظام من أجل سن دستور ديمقراطي وتحسين الخدمات والإقتصاد وعلى العكس كان لليسار اليمني حضور بارز وإنفردت بعض تظاهراتها العامة برفع صور الثائر جيفارا والماركسي الفذ الشهيد عبد الفتاح إسماعيل وهنا فقد رمى الحزب الإشتراكي اليمني بثقله في المعركة وخاصة في مدن الجنوب على الرغم من الطابع العشائري والقبلي اليمني والذي القى بظلاله بقوة على الأحداث بينما لم تشترك في سوريا الأحزاب الشيوعية وهما حزبان منخرطان ضمن تحالف جبهوي يقوده حزب البعث السوري حسب المادة الثامنة من الدستور.. ويعلل الشيوعيون السوريون سبب عدم مشاركتهم الى ما يسمى المخاطر الخارجية والمؤامرات التي يتعرض لها بلدهم وهم متمسكين بخط الجبهة التحالفي والسير تحت خيمة البعث وسياسته العامة على المستويين الداخلي والخارجي , لكننا لاحظنا إشتراك عدد من قوى اليسار الأخرى في سوريا وخاصة اليسار الكردي وأحزابه ومنظماته بفعالية وقدموا عدد من الشهداء والجرحى والمفقودين أما في مصر فقد تماها إشتراك الشيوعيين مع بقية بنات وأبناء شعبهم ولم يتميزوا عنهم ككتلة مستقلة في أماكن محددة وهم ليسوا بتلك القوة والمقدرة التي ظهرت بها الأحزاب الأخرى سواء كانت يسارية أو إسلامية وفي تونس إشترك الحزب الشيوعي العمالي بشكل جيد في الأحداث والتي سرعان ما حالفها النصر وفي البحرين كان إشتراك اليسار البحراني والقوى الديمقراطية فعالاً في الأحداث ومع بقية بنات وأبناء شعبهم من كل الكتل ومن طائفتي السنة والشيعة.وهنا لابد من الإشارة الى معانات قوى اليسار بجميع تسمياتها التي عانت من القمع والسجون والمنافي ومن سياسة التهميش والإقصاء والمحاربة في الأرزاق والتشويه المتعمد لهم كقوى وشخصيات في وسائل إعلام النظام ومطاردة عوائلهم وأقاربهم حتى في منافيهم البعيدة وسرية عملهم أو شبه العلنية والتي كثيراً ما تكون تحت أعين المراقبة المشددة من قبل أجهزة النظام القمعية مما أضعف هذه القوى عن أن تتصدر المشهد الحالي المتفاقم والذي إنعكس أيضاً على عدم وحدة صفوفها داخل كل بلد وعدم وجود جبهة موحدة لنضالها الذي يعتمد على التنسيق واللقاءات التشاورية فقط والتي كثيراً ما تشترك في الخطوط العامة على الرغم من التفاوت في وجهات النظر وخاصة ما يتعلق منها بشعارات المرحلة وبفترة ما بعد سقوط النظام وطريقة إدارة البلد وتوجهه المستقبلي وتردد بعضها ما بين الوقوف مع النظام والعمل على إصلاحه أو تبني شعار إسقاطه . نتيجة اليأس من حصول الإصلاح من قبل نظام الحكم المهيمن بالقوة .
ثانياً : القوى المعرقلة للتغيير .ويقف في طليعتها الرئيس وحزبه والأجهزة القمعية التي يتحكم بها هو وعدد من أفراد أسرته وبعض قطعات الجيش القريبة من الرئيس وحاشيته كألوية الحرس الجمهوري والحمايات الخاصة وما شابهها كذلك حلفاء النظام من المقربين اليه ومن المنتفعين مادياً منه على المستويين الداخلي والخارجي ,ومن نخبة من الطبقة البرجوازية الطفيلية ومن ضمنهم عدد من كبار قادة الجيش والشرطة والمخابرات والذين هم بتماس مباشر بالسياسة والإقتصاد ويستند جميع هؤلاء على منظومة واسعة من شبكات التلفزة الفضائية وبيدهم وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة أيضاً في الوقت الذي يحكمون سيطرتهم ورقابتهم المشددة على كل من يخالفهم في السياسة والنهج العام الذي يسيرون عليه البلد وفق مصالحهم الضيقة وهؤلاء لديهم القوة العسكرية والإمكانيات المادية لسحق أي تمرد أو عصيان مدني أو عسكري مهما ضاقت أو إتسعت دائرته , وأن هذه القوى والجماعات المسلحة المعرقلة لأية عملية تغيير تحكمها التوازنات فكلما إشتدت وإتسعت رقعة الحشود الجماهيرية كلما أمعن النظام في البطش وهذا مما ولد رد فعل إيجابي لتطوير وتوسيع رقعة التحركات وتعرية نوايا السلطة ومصداقيتها أمام الملأ والذي يدفعها بإستخدام سياسة العصى والجزرة ومحاولة شراء الذمم لبعض الناقمين وإجراء بعض الترقيعات والتي تسميها الحكومة المعنية بالإصلاحات التي ترافقها حملة ديماغوجية وبشكل واسع لإيهام الرأي العام الداخلي والعالمي بحرص الحكومة على الديمقراطية وإنتهاج سياسة إصلاحية والإهتمام بمطالب الجماهير لكنها تدعي بأن المعارضة لا تعطيها الوقت اللازم لذلك رامية الكرة في ملعبها وبأنها هي من تعمل على التخريب والتهريج مستغلة بذلك بعض ثغرات المعارضة وتناقض بعض التصريحات بين أقطابها الأساسية بينما نجد تلاحم قوى النظام وخصوصاً الرئيس وحاشيته المقربين جداً وتكثيف إجتماعاتهم اليومية لتدارس كيفية القضاء على ما يسمونه الفتنة أو التآمر الخارجي أو الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج وما الى ذلك وهذا مما يبطأ الى حد ما في عملية التغيير المنشودة ويزيد من عدد القتلى والجرحى والمفقودين ويساهم بتدمير البنية التحتية لإقتصاد البلد , لكنه في نهاية المطاف يعمل على سقوط أوراق النظام تباعاً كما تسقط أوراق الشجر في فصل الخريف و تنهار مؤسساته تدريجياً و يغادر الرئيس منصبه مضطراً ومن معه بعد العد التنازلي الإجباري لصالح القوى الثورية والتي ستشرع بتدشين مرحلة جديدة بعد مخاض عسير وتركة ثقيلة جداً ومأزومة لا تلبث أن تستقر بعد فترة زمنية حسب ظروف كل بلد والطريقة التي تخلص بها من الحكم السابق الجائر وترتبط بالمصالح العامة وخاصة على المستوى الأممي من ناحية الدعم والمساندة وتوفير أسس الأمن والسلام..
ثالثاً : دور الجيش في حسم الصراع..وله أهمية إستثنائية لأنه بني وترعرع في أحضان النظام الذي يحرص على بقاءه موالياً له ويغدق عليه بالعطايا والهبات والمناصب الراقية, لكن منتسبيه هم كبقية أبناء الشعب وغالبيتهم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة يتأثرون بالأحداث ويتعاطفون مع مجرياتها ولديهم وعي وحس وطني من خلال إستخدامهم لوسائل الإتصالات الحديثة كشبكة النت ودخولهم الى غرف المحادثة اليومية ونزولهم للشارع ومعرفتهم عن قرب بمعانات الجماهير وإطلاعهم على مطاليبها ولذلك ينحاز بعضهم الى صفوف المعارضة بشكل عام أو أن يتوجهوا الى العمل كفصيل معارض ومستقل وذو أهداف وطنية عامة تصب في نفس المجرى العام الذي تبغيه المعارضة والجيش مسلح ومدرب بشكل جيد ويمتلك وحدات قتالية فعالة لكنه سرعان ما ينهار حينما يبدأ النظام ورأسه وحزبه بالإنهيار وحينما يشعرون بأن مصلحتهم هي مع الشعب وثورته وليس مع بقاء النظام وأجهزته القمعية وهنا لابد من الإشارة الى شجاعة الجيش المصري ووقوفه بحيادية ولم تتلطخ أيادي منتسبيه بالدماء البريئة عكس الجيش السوري الذي أستنفر بأقصى طاقاته لسحق أي تحرك وفي جميع المحافظات بينما إنشق الجيش اليمني بين موالي ومعارض على أساس وطني , وقبلي وطائفي في بعض الوحدات وإستخدم القوة لقمع بعض المدن كما حدث في تعز لكنه لم يستخدم القوة المفرطة علماً أن لدى الرئيس اليمني الإمكانية بذلك وخاصة سلاح الطيران إلاّ أنه ترك الأمور للتجاذبات المحدودة بين رجاله المدنيين والعسكريين ونظرائهم من المعارضة وفي ليبيا لم تستطع كتائب القذافي من تأمين عدم سقوطه إلاّ لبضع شهور بسبب التدخل والدعم الخارجي والحظر الجوي وفي تونس تعامل الجيش بمرونة وتوازن مع سرعة حسم الحدث لديهم وبخسائر قليلة جداً وتجدرالإشارة الى موقف أجهزة الشرطة من الأحداث وهي رديفة لموقف الجيش في البلد المعني ما عدى مصر فقد إشتركت قوات الشرطة في حملات قمعية منظمة وفي عدد من المدن الرئيسية وإستخدمت للقمع بصورة عامة وهنا برزت أجهزة الشرطة المدنية وما أطلق عليه الشبيحة في سوريا بعمليات نوعية ومبرمجة ضد خصوم النظام زاجةً بعشرات الألوف من المواطنين في السجون بينما لا نرى أي أثر للشرطة اليمنية في الأحداث لا سلباً ولا إيجاباً..ونشير هنا الى حصول إنشقاقات مهمة في صفوف الجيش المصري والجيش الليبي وخاصة في سلاح الطيران وتقديم بضعة مئات من ضباط وجنود الجيش السوري إستقالاتهم وتكوينهم جيشاً خاصاً بهم لدعم ثورة شعبهم أسموه الجيش السوري الحر وهو لا زال محدود الإمكانيات والتأثير بشكل عام.
رابعاً : دور المرأة في الأحداث..وهو متفاوت بين بلد وآخر وحسب طبيعة البلد وقد برزت هنا وبكثافة المرأة اليمنية وفي جميع المحافظات وكانت لهن شعارات خاصة ومطاليب عامة وبرزت لهن قيادات معروفة ومتحدثات بشكل رسمي عبر القنوات الفضائية وقد نالت إحداهن جائزة نوبل للسلام بسبب نشاطها الشخصي ودعماً للمرأة اليمنية في بلد قبلي وعلى النقيض لم نجد أي صدى لتحرك المرأة الليبية سوى بضعة عشرات ساهمن في تعضيد قوى الشعب في جانب التمريض وتقديم الدعم لأزواجهن وأقاربهن في الخلاص من حكم القذافي لكن الحال إختلف مع المرأة التونسية والتي ساهمت بنفس التظاهرات مع أخيها الرجل متحملة نفس مصيره وأيضاً لاحظنا مشاركة المرأة المصرية بشكل جيد وخاصة في القاهرة والإسكندرية في ساحاتها العامة و من عدد من الفنانات والصحفيات والمثقفات عموماً بالوقت الذي إصطف بعضهن ولآخر يوم مع النظام وكانت المرأة السورية مترددة في الشهور الأولى في الإشتراك بالأحداث لكنها سرعان ما بدأت تتحرك في عدد من المدن ما عدى المرأة الكردية في القامشلي فقد كانت مشاركتها فعالة منذ الأيام الأولى مع الرجال وعلى العموم فقد إستشهد الكثير من النساء والأطفال في سورية واليمن ودخلت السجون الكثير من النساء والمراهقين في سوريا بينما لا زال عدد من المفقودات مصيرهن مجهول..والمرأة العربية بصورة عامة تعاني من المضايقة الأسرية ومن الإضطهاد الطبقي المزدوج ومن التهميش و عدم إحترام دورها ورسالتها الإنسانية في المجتمع وعليه لابد من تفعيل دورها بتشكيل أحزاب ومنظمات خاصة بها سياسية وجماهيرية وخوض أي إنتخابات في قوائم نسائية بحتة لها برامج تستقطب نساء ذلك البلد وحسب ظروفه لإنتشالها من واقعها المزري ولإثبات جدارتها وكونها لا تختلف عن الرجل بشيء ولكي تستطيع أن تتبوء أرقى المناصب المدنية والعسكرية في المجتمع وهذه مهمة جميع النساء في البلدان العربية وخصوصاً المثقفات من خريجات الجامعات وغيرهن .
خامساً : أحزاب الإسلام السياسي وهي أما قديمة وتشكلت منذ عقود خلت ومعروفة برموزها وبرامجها العامة ومنها الإخوان المسلمين في مصر وسوريا أو في تونس و أحزاب إسلامية تشكلت في خضم الأحداث ذات توجهات إسلامية عامة وهذه الأحزاب جميعاً ومهما تشدقت بالديمقراطية وآمنت بالإنتخابات فهي ضد الديمقراطية وضد المرأة وتحررها ومساواتها مع الرجل في المجتمع ومع تعدد الزوجات وحصر المرأة في دائرة البيت الضيقة وهي تغلف طبيعتها وعملها بالسياسة والتي هي قريبة للتجارة والتي تحتاج للبراعة والشطارة والحذلقة لذلك تقوم هذه الأحزاب بمراقبة الأحداث عن كثب وبترقب لمجرياتها ولم تزج كادرها وقواها الفعلية إلاّ حينما تختمر الطبخة فتظهر فجأة وتتسيد المشهد وتدخل المعمعة واهمة الجماهير بأنها هي من صنعها وتقوم بإستلام زمام الأمور بعد أن تحسم والتاريخ الحديث شاهد على ذلك في إيران عام 1979 وفي العراق بعد سقوط النظام على يد الأمريكان وحلفائهم عام 2003 وما نراه الآن من فوز الإسلاميين في تونس والمغرب وسرعة تحركاتهم في ليبيا والبحرين واليمن والأردن والمغرب وتبديل أسماء بعضهم كما حدث في مصر مستغلين ضعف القوى اليسارية والديمقراطية بشكل عام وهنا لابد من التأكيد على الخوف من سرقة ثمار الثورة والمتاجرة بدماء الضحايا الأبرياء من قبل الإسلام السياسي والذي يطرح بعض رموزه شعار.. الإسلام هو الحل أو ما يسمى العودة الى مباديء الدين الحنيف وهذه كلها تصب في مجرى التخلف والعودة الى الوراء وستكون ضحيته ليست فقط القوى اليسارية في المجتمع كما حدث في إيران وغيرها بل أيضاً ستشن حملة منظمة لقهر الأقليات القومية و الدينية أو الطائفية الأخرى من أجل تصفية وجودها داخل المجتمعات العربية والتي ما أن تخلصت من حكم ديكتاتوري ومن نظام شمولي حتى تجد نفسها وقعت في نظام الإسلام السياسي الذي يكون أشد بأساً عليها من سلفه لذلك على شعوب المنطقة التي قدمت تضحيات لا تقدر بثمن أن تنتبه لحيل وآلاعيب أحزاب الإسلام السياسي وتوجهاتهم العامة وما يطرحونه من فكر يقف ضد فئات الشعب المتنورة وضد المرأة بشكل أساسي مهما فعلوا من تغيير لفظي لأسماء أحزابهم فأن النتيجة ستكون هي ضمن سياق تفكيرهم الذي يعتمد على تبنيهم النهج الرجعي القاهر والذي لا يمكنهم من مواكبة التطور العصري الذي تطمح اليه شعوب العالم ومنها شعوب منطقتنا العربية والتي ترى وتسمع بالتطورات العالمية العاصفة وهي مغلولة اليدين ومسلوبة الإرادة .وهنا لابد من التذكير بعظمة أفكار ونهج عدد من رجال الدين الأفاضل المتنورين والذين لا يخلطون الدين بالسياسة ولهم نهجهم الديني الوطني المتميز على الرغم من محدودية تأثيرهم في خضم التشعبات الحزبية المطروحة على الساحة من دينية وغير دينية وهم مستقلون ولهم ثقل ووزن نوعي في التأثير على تحريك الأحداث بصورة إيجابية لمصلحة طبقات الشعب الكادحة ومنهم عدد من الكتاب والمفكرين الإسلاميين وخاصة في مصر وتونس..
سادساً : التدخل الخارجي..أهدافه ونواياه..وهو مرتبط بالمصالح العليا الآنية والمستقبلية لتلك الدول والتي تتصارع في المحافل الدولية وتتحكم فيها التجاذبات التي تفرزها الأحداث العاصفة بشكل يومي , وتدخلها تزداد حدته أو تخفت حسب الخصوصية التي تربطها بهذه الدولة أو تلك من عدة جوانب كالطائفة والموقع الجغرافي بالإضافة الى المصالح الإقتصادية والتجارية العامة , فمثلاً نرى تركيا ترمي بكل ثقلها لتغيير النظام السوري بدوافع طائفية تتحالف معها قطر والسعودية ودول الخليج وعدد من الدول العربية لنفس السبب بينما نجد روسيا ودفاعاً عن مصالحها في سوريا وكون تسليح الجيش السوري يعتمد على ترسانة الأسلحة الروسية.. تستبسل بالدفاع عن النظام السوري في الإعلام وفي المحافل الدولية وتحاول إحباط أي مشروع يدين سوريا سواء كان قد صدر عن حق أم بني على باطل ونجد دفاع الأحزاب الإسلامية الشيعية الحاكمة في العراق عن النظام السوري لدوافع طائفية على الرغم من شكاواها ونواحها اليومي ضد سوريا خلال الثمانية سنوات التي سبقت الأحداث متهمة إياها بإرسال الإرهابيين بعد تدريبهم لديها لتخريب ما يسمى بالعملية الديمقراطية العراقية وفي نفس الوقت تحتضن عدد من كوادر حزب البعث العراقي المطلوبين للقضاء العراقي والتي تصر سوريا على التمسك بهم وتمتنع عن تسليمهم للعراق لحد الآن ..! كذلك تسعى لبنان وخاصة حزب الله للحفاظ على النظام السوري بسبب تحالفهم الأزلي معه وهنا نشير الى تأييد إيران لجميع الثورات في البلدان العربية ما عدا سوريا فهي تقف ضد إرادة شعبها لدوافع طائفية ونتيجة تحالفاتها الستراتيجية معها وتسعى أمريكا بكل ثقلها لإسقاط النظام السوري وتفتيت الحلقة التي تمر منها المساعدات الإيرانية الى حزب الله وتقويض المنظمات الفلسطينية الرافضة للحلول الإستسلامية والعاملة على الأراضي السورية وخاصة الجبهات اليسارية الفلسطينية كالجبهة الشعبية - القيادة العامة وأيضاً قيادة حماس وغيرها وأيضاً من أجل إضعاف إيران بقص أجنحتها في سورية ولبنان والتهديد والوعيد بضربها من قبل أمريكا وإسرائيل بسبب برنامجها النووي وتشارك أمريكا في هذا المسعى وبقوة فرنسا وبريطانيا , وفي الوضع الليبي نرى أن مصالح فرنسا كانت السباقة لقيادة التحالف الأوربي ضدها والتعجيل بإسقاط النظام وهنا لعبت قطر دوراً بارزاً في تحريك الضغط العالمي ضد العقيد القذافي لوجود أكبر قاعدة أمريكية في قطر وعلاقتها بالإتحاد الأوربي وإسرائيل من جهة ثانية وتحملت التكاليف الباهضة لدعم ثوار ليبيا ونجاحهم والتي ستستعيدها لاحقاً من واردات النفط الليبي وهي تقف الآن كرأس حربة مع السعودية لتقويض نظام الحكم في سوريا وإسقاطه بينما تقوم السعودية وبعض دول الخليج بإحتضان النظام اليمني لفترة أطول وحتى المبادرة الخليجية تعفي الرئيس اليمني من المسائلة القانونية ضاربةً دماء الأبرياء عرض الحائط ولاحظنا التدخل السعودي وبقوة في أحداث البحرين ومساندة الحكومة في قمع التحركات الشعبية بإرسال جيش سعودي تحت ما يسمى بدرع الجزيرة ومن المؤسف أن أحداث البحرين إختلط فيها الحابل بالنابل على الرغم من توجهها الوطني العام وإشتراك بنات وأبناء البحرين فيها ومن الطائفتين إلاّ أن التجاذبات الطائفية بين إيران والسعودية ساهمت بإجهاض الثورة على الرغم من تقدمها السريع والضحايا البريئة من شبيبتها البواسل لكن جمرها لا زال تحت الرماد ويحتاج الى نفخة صغيرة لكي يعاود الإشتعال ! وعلى العموم يعتبر التدخل الخارجي ومن أية جهة جاء غير نزيه ويحقق مصالح أمريكا ومطامح تركيا والدول الغربية وبعض الدول العربية العميلة والرجعية وإسرائيل لاحقاُ ..على الرغم من إسهامه في تقويض النظام والعمل على إسقاطه ثم ترك البلاد ومجتمعاتها حبلى بالمشاكل القومية والطائفية والسياسية والعرقية وغيرها الكثير , خاصة وأن المنطقة ستشهد إضطرابات وعدم إستقرار قد يمتد لعقد من الزمن أو أكثر كما هو الحال بالنسبة الى العراق , وتدهور الأمن و الخدمات والإقتصاد مما يخلق المناخ الصحي لإسرائيل لبناء المزيد من المستوطنات وتهويد القدس وإخلاء الضفة الغربية من سكانها وتحقيق مشروعها بضم غزة الى مصر وهذا ما نرى تجلياته الواضحة ترافقاً مع الأحداث وإنشغال العالم بها وهي تعمل على ذلك بعلنية وبدراية ودعم من حليفتها القوية أمريكا وبعض الدول الأوربية على الرغم من إدعائها بالموافقة على تبني مشروع الدولتين !! وإن لم يكن المشروع الإسرائيلي منظوراً وقابلاً للتصديق في الوقت الراهن لكنه سيكون قد تحقق بعد مرور عشر سنوات من الآن ولتصديق ذلك يمكن العودة ستين سنة الى الخلف والإطلاع على خارطة تقسيم فلسطين ودراستها بشكل تفصيلي ومعرفة حدود الدولة الموعودة من قبل بلفور في بداية القرن الماضي وكم كانت مساحة الأرض الممنوحة لإسرائيل وكم كان عدد سكانها قياساً بالوقت الحاضر ..!!
أشير هنا الى أن سياسة نظام الحكم وعدم إستجابته لمطالب الجماهير وقمعه لتحركاتها بشتى الوسائل وعدم إستجابته للنداءات الداخلية والخارجية بتحقيق الإصلاحات الحقيقية والإنفراج الذي تنادي به القوى المعارضة , تجعل التدخل الخارجي هو الحاسم في إسقاط النظام وتغييره بالقوة كما حصل للعقيد القذافي أو ما يتضح من علامات على المشهد السوري خلال الفترة القريبة القادمة لا سيما وأن المعارضة السورية وخاصة الفصائل المسلحة تحت إسم جيش سوريا الحر بدأ بالقيام بالعمليات العسكرية لتقويض النظام .
سابعاً :العناصر المغرضة..وهم مجاميع من الشباب غير الواعين و غير المثقفين وغالبيتهم من غير المرتبطين بأحزاب أو منظمات ولعدد محدود منهم إرتباطات بأجندة خارجية معادية للشعب ومنهم من هم من أصحاب السوابق ومن خريجي السجون ومن العاطلين عن العمل والمعوزين والمهمشين والمنسيين والذين يستغلون الأحداث بسرعة فائقة وخاصة حينما ينفلت الأمن ويتزعزع النظام فيقومون بأعمال سرقة وتخريب للمنشآت العامة كالمتاحف والبنوك والسفارات الأجنبية والمحلات التجارية الكبرى وغيرها والتعدي على الأفراد و الممتلكات الخاصة وسرقتها وحرقها وهؤلاء يقومون بهذه الأعمال الطائشة لجر التظاهرات وإبعادها عن طابعها السلمي وتوتير الأوضاع العامة وإيجاد الذرائع لسلطات أنظمة الحكم في تكثيف جهودها للقمع وزيادة الإفراط بإستخدام القوة تختلط بهم عناصر من صلب النظام كما في مصر من الذين يطلق عليهم لقب البلطجية وفي اليمن البلاطجة وفي كلتا الحالتين تقوم المعارضة بإتهام السلطة بتبعيتهم لها بينما ترد السلطة الإتهام بإنتمائهم الى المعارضة ما عدا الشبيحة فهم كما هو معروف ينتمون الى الأمن السوري .
ثامناً : النتائج والعبر ..1-سقوط الرئيس ونظامه الحتمي , لذلك نرى تشبث الرئيس بالحكم لأطول فترة ممكنة مستخدماً شتى الوسائل ومكرهاً على تقديم تنازلات سريعة ومتعددة لاتلبث أن تطير في الهواء كالفقاعات لأن المعارضة ترفضها وهي تصر على إزاحة الرئيس وحزبه ونظامه بشكل كلي . 2- الخوف من ركوب الموجة ومن سرقة ثمار الثورة وهنا يبرز دور عدد من المثقفين الإنتهازيين والوصوليين من الذين كان قسم كبير منهم يعتبر من أعمدة النظام المنهار والذين لم يكونوا في الصورة بشكل مباشر ويعملوا أثناء وبعد السقوط بسرعة لتشكيل أحزاب وبتسميات متنوعة لجر الناس البسطاء اليهم من خلال برامج براقة ترافقها الحيل والوعود الكاذبة للدخول في الإنتخابات والفوز بعدد جيد من المقاعد وإشغال حقائب وزارية هامة بالوقت الذي لم يناظلوا فيه ضد النظام المزاح أو كان أشتراكهم هامشي ومحدود كما هو الحال بالنسبة للعراق وتشكيل أحزاب دخلت الى البرلمان والوزارة بثقل كبير كالتيار الصدري على سبيل المثال وهذا يحدث بالترافق مع تهميش وإقصاء المناضلين الحقيقيين وإستخدام الديماغوجية والدعاية المضادة لتحجيم دورهم الحقيقي الذي يستحقوه في ظرف سياسي وإنتخابي سليم 3- أثبتت الثورات وتثبت أنه لا توجد شعوب تفهم الديمقراطية وتستحقها وأخرى لا تستحقها لجهلها لها ..الخ وهنا لابد من العمل بعد نجاح الثورة مباشرة على إصلاح مناهج التربية والتعليم وعلى كافة المستويات لأنها لم تعد تواكب روح العصر وثورته العلمية والتكنولوجية والتي ساهمت بظهور جيل يحمل أفكاراً يمينية متطرفة وظلامية والتعليم هو حجر الزاوية لقيام نهضة عربية شاملة في المجتمع.. وعلى نظام الحكم الجديد تخليص المناهج فوراً من خطب الرئيس وإزاحة صوره وجدارياته وشعاراته و كل ما يتعلق بأفكار حزبه ونظامه والتي كثيراً ما كانت تستفز المواطن البسيط إينما ذهب يجدها منتصبةً أمامه كما في سوريا ومصر وليبيا وتونس واليمن والتي تزيد من معاناته على ظلمه وقهره وجوعه ومرضه وعذاباته وهنا لابد من رد الإعتبار الى الأكراد في سورية وليس فقط التفضل عليهم بمنحهم الجنسية وإنما الإعتراف بهويتهم القومية ومنحهم إستحقاقية النظام الفيدرالي على المناطق التي يشكلون فيها الأغلبية الساحقة من السكان وخاصة في منطقة الجزيرة ومدنها في الحسكة والقامشلي وعفرين والمالكية وغيرها والإهتمام بوضع الأقباط المصريين ومعالجته بجد وإحترام كافة الأقليات الدينية والقومية وإعادة حقوقها المغتصبة لها وألغاء قوانين التمييز التي كانت سائدة ضدها .4-قيام جبهة وطنية في كل بلد من عدة أحزاب يسارية وديمقراطية تناظل من أجل سن دستور وطني جديد يحدد فترة رئيس الجمهورية ويقوم بفصل الدين عن الدولة ورفع شعار الدين لله والوطن للجميع وتثقيف الجماهير به ومساوات المرأة بالرجل والنهوض بالبلد وجهة تنويرية عامة دون تدخل أو وصاية من أحد ومعالجة النعرات القومية الضيقة والطائفية بشعور عالي بالمسؤولية الوطنية ونبذ فكرة إستيلاء حزب بمفرده على السلطة وتشبثه بها لعدة عقود وإبعاد الجيش والشرطة عن الدخول في الأحزاب والإنحياز للشعب والدفاع عن الوطن ضد التدخلات الخارجية ومحاصرة التمردات الداخلية وتثقيف الجماهير بخطورة الصراع الطائفي أو القومي أو الصراع الحزبي المصلحي وإعادة نشر الأمن والسلام لربوع البلاد وتعويض أسر الشهداء والبحث عن المفقودين وترميم ما تضرر من البنية التحتية وغيرها الكثير من المهام ولكن قبل كل شيء هو إعلاء راية المواطنة على غيرها من التسميات وتوعية المجتمع بأهميتها لديمومته ومن أجل تطوره وإزدهاره .5- أعطى الربيع العربي دروس بليغة للشعوب العربية ومرنها على كيفية إنتزاع حقوقها بمظاهرات سلمية عارمة إن هي أزاحت من نفوسها الخوف وتقدمت بخطى ثابتة وبعزيمة لا تلين وبتكاتف مع بعضها البعض في وحدة متراصة فسوف يحالفها النصر المؤزر وأعطى الربيع العربي للحكام العرب درساً هاماً بقوة إرادة الشعوب على عدم الرضوخ وأنهم ليسوا بمنأى عن المحاسبة والعقاب ولذلك نرى قيام عدد من الحكام العرب بخطوة إستباقية بتحضير الضمادات قبل نشوء الجروح وتقيحها لتلافي الهيجان الجماهيري لو نشب في بلدانهم كما في الأردن بقيامها ببعض الإصلاحات والمغرب بإجراء الإنتخابات والسعودية بتقديم رشاوى هائلة لعدد من الموظفين والطلبة والعاطلين عن العمل وتوزيع شقق سكنية للمحرومين كذلك ما تقدمه السودان من تنازلات إستباقية كبيرة جداً وخاصة ما يتعلق بالجنوب وتكوين دولة خاصة به وأخيراً دعوة قطر لإجراء إنتخابات في منتصف العام المقبل وغيرها من الدول التي صارت التحركات الشعبية تقض مضاجعها وتجعلها غير آمنة على عروشها , وختاماً نقول أن الثورات حركت المياه الآسنة المتجمعة منذ عقود في كل بلد , نأمل أن يحل مكانها النبع الصافي ونرى أنها ستمتد الى بلدان أخرى عربية أو إسلامية كإيران مثلاً وهذا ما سيشهده العام القادم الذي نتمنى أن يأتي ببشائر النصر لكل الشعوب الفقيرة والمستضعفة وبالقليل من الخسائر المادية والبشرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إشارات ذات دلالات واضحة ومعمقة للأحداث
رشيد نديم ( 2011 / 12 / 6 - 11:42 )
حضرة الكاتب المحترم أمير أمين
أحييك على شمولية ما تفضلت به وبعبارات حصيفة ودون مبالغة أو لف ودوران
وبهذا فإنك قد أصبت كبد الحقيقة ولفت إنتباهي إشارتك الى العناصر المغرضة والتي
إنفردت بها وهذه حقيقة لمسناها وعشناها في جميع الثورات العربية وكان وصفك لها
دقيق جداً كذلك وصفك لمعانات المرأة في مجتمعاتنا المتخلفة وفي نفس الوقت طريقة
مشاركتها بالأحداث الجارية ثم تناولك للإسلام السياسي ودوره وأحزابه بشكل خالي من
التعقيد ; ومحاولتهم سرقة ثمار الثورة كان تشخيصك لها صائباً والأهم هو ما جرت الإشارة
اليه من قبلك وبموضوعية عن أسباب ودوافع ونوايا التدخل الخارجي..شكراً لجهودك





2 - الى السيد رشيد نديم
أمير أمين ( 2011 / 12 / 7 - 08:36 )
تحية طيبة أخي العزيز
أشكر ثناءك على المقالة وأشير الى أن المواضيع المنشورة لعدد من الأساتذة مع هذه تكمل بعضها الآخر والأحداث سريعة وعاصفة وعلينا متابعة مجرياتها من خلال جميع الوسائل المتاحة ومنها المواد المنشورة وهي لعشرات الكتاب ومن عدة دول عربية أغلبها مشارك في الأحداث والتي نأمل أن يكون لليسار في البلدان العربية دور طليعي ومميز فيها وأن تأخذ المرأة حصتها منها وليس العكس والذي يزيد من تفاقم معاناتها لاسيما وأن مجتمعاتنا لا تتحرر قبل أن تتحرر المرأة وتشق طريقها الإنساني في المجتمع كتفاً لكتف مع أخيها الرجل دون أي تمييز ومن أي نوع وهذا محكوم طبعاً بثمار الثورة والقوى المسيطرة على زمام الحكم وخاصة من ناحية نظرتها للمرأة وللديمقراطية المنشودة ...تحياتي لك وتحيات لكل الإخوة الكتاب والقراء ولمحرري الحوار المتمدن والمشرفين على هذا الموقع اليساري النوعي بمناسبة ختامه العقد الأول من عمره وبنجاح ودخوله بخطى واثقة السنة الأولى من عقده الثاني ترافقاً مع إزدياد كتابه وقراءه ومؤازريه ..

اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة