الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من جحيم

يونس بن الزحاف

2011 / 12 / 16
الادب والفن


رسالة من جحيم
أنا اليوم سعيد.
ومن أجل سعادتي أتألم.
لعلي مع عالم التناقضات أتأقلم.
مع حبي أحلم.
وجود بدون عدم.
أردت أم كرهت سأنزل من ذاك السلم.
وأقول لم يكن إلا حلم.
عشت مع من ظننتهم إنسان.
فلم أجدهم إلا غنم.
يرعون على كل ما يجدونه بنهم.
أردت أن أحب أحدا لعله يشفيني من هذا الألم.
لكن من يهتم.
وأنت، وأنت، أيها الصنم.
لم تشتمني كل ماكنت عن السلم أتكلم.
عن الإنسانية لعلها تفهم.
عن آلام محب أبكم.
كل ما يعلمه أن الحياة بيت مظلم.
لا أعلم.
لا أعلم.
عن أية حياة تتكلم.
يخاطبوننا بلغة الخشب والصم.
يمتصوننا لعلهم يرتجفون ما بقي من دم
أهذا ما تسمونه تقدم.
ولهذا أنا لا أعلم.
مجنون في وحدتي ولن أندم.
أيا من يهدم.
تفضل واقرأ رسالتي.
وليست أية رسالة أهديها إليك.
هذه رسالة من جحيم لعلها تكفيك.
تغضبك.
وإذا أردت ان تشتريني بيديك.
ونقودك.
بكلابك التي تركلها برجليك.
فتذكر ان اليوم ليس سوق صعاليك.
اليوم يوم نهاية.
مل الكل فمات قبل أن يرى الحياة التي لديك.
فارجع إلى من كان يشتريك.
وقل له أن لا عبدا في مجزرتك شريك.
وأن الحياة التي عانيناها لم تكن إلا لعب مواليك.
كانت خناجرا اخترقت أحشائي.
أحشاء لم تذق طعاما حلوا.
لم تذق طعم الحياة.
إلا من خلال رشفات سم باردة.
تمتعت معها بكل لحظة أموت فيها.
وتمتعت كثيرا...
في الثانية مت أكثر من مرة...
وفي الدقيقة لبست أكثر من نعش لقبر الحياة...
وفي الساعة أغفو فينام الجميع...
لم الكل مات؟؟؟
الكل مل وانتحر...
فرفعت شعارا...
وأعلنت عودة للقبر...؟
فقمت بجولة بين قبور أحبائي...
وإلتقيت بشخص لم أعرفه لكني سررت برؤياه.
فعرفني بنفسه قائلا أدعى الألم...
وإمكانك أن تسميني المأساة...
ولي آلاف من الأسماء...
وأنا مالك هذه المقبرة...
فهلا عرفتني باسمك...
فقلت أنا لعين...
إبن اللعنة...
ولا أدين بدين اللعنة...
وأنا من بين مريديك الأوفياء.
أحبك والآن هل لنا من هدنة؟
أنا أيضا أحبك، فهل يفترق الحبيبان؟
سأوافيك بقية عمرك.
وأتمنى أن يطول لأحبك أكثر.
فتساءلت؟
ألا تملك غير هذه القبور.
فلتستولي على قبة الوالي.
فأجابني يرتجف خوفا.
أنا حارس الوالي.
أحرس، لكي لا تطرق باب أصحاب المعالي.
فلتكن لطيفا وغنوعا يا إبني.
فلست بأول اللطفاء ولا آخر الخانعين.
فقلت ذاك تكلم، ومات، فسميته من الخائنين.
وذاك ثرثر، فأصبح للحاكم من المقربين.
ألأول خائن والخائن من الوطنيين؟؟؟
يا إبني، بعض من أراد أن يعيش فكان من المقتولين.
والآخر مارس هوايته في فن اللصوصية فكان من المستثنين.
فلتمت يا إبني في قبرك، فالسياسة ليست للإنسانيين.
كن كلبا وديعا لتملأ فمك بالطحين.
فتكون كبشا سمين...
وحينها نقول هذه أضحية أتت من رب العالمين.
كفى؟
فأنا لم أكن أعلم أن الألم يحب المظطهدين.
ولم أكن أعلم أن الألم يخشى السلاطين.
أنا لا أعلم.
فلتعلم أنني لا أعلم.
وهذا إن كنت أعلم.


يونس بن الزحاف
15/12/2011
ببنسليمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو