الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تتحرر أمة محمد من خرافاتها المقدسة؟.. «النقاب»

جمال البنا

2012 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى نكون على بينة من الأمر، فإننا نقول إننا نقصد بالنقاب الثوب الذى يحجب المرأة من رأسها حتى قدميها، باستثناء فتحة أو فتحتين للعينين، وعادة ما يكون أسود اللون بحيث تبدو المرأة كشبح أو كغراب أسود، فهذا هو النقاب الذى نعتبره وصمة عار، لأنه يطمس شخصية المرأة ويمحو حريتها، ويحول دون أن تقوم بدورها الفعال فى المجتمع.

والمفروض أن هذا النقاب يستخدم فى السعودية وأرباضها والدويلات الملحقة بها، ولكننا لا نعدم من قال به من الفقهاء المتمكنين، كالشيخ جاد الحق الذى قال فى إحدى فتاواه «الحجاب وسيلة من وسائل تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، وهذا التنظيم ضرورى لتعاون الجنسين على عمارة الأرض بالخير، وكل منهما مأمور به ومكلف بالحفاظ عليه، لما هو معلوم من الأثر القوى لغريزة الجنس فى السلوك، ولذلك كان مفروضاً قبل الإسلام فى الأديان السماوية، وموجوداً فى التشريعات الوضعية».

«وليس مقصوراً على ستر الزينة والمفاتن وغض البصر، بل يدخل فيه عدم الخلوة وعدم التلامس وعدم الخضوع بالقول، ومنع كل ما يثير الفتنة ويغرى بالسوء، والنقاب الذى يغطى وجه المرأة جزء من الحجاب المفروض عليها فى ملابسها وحليتها، وفى عطورها وسائر ما تتزين به، وتحرص عليه كرائم النساء من قديم الزمن، وهو فى الإسلام مختلف فيه بين الفقهاء فى وجوبه أو ندبه لغير الفاتنات بجمالهن الطبيعى، وذلك بناء على اختلافهم فى تفسير قوله تعالى «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»، وقوله «يَا أَيُّهَا النبى قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا»، هل ضرب الخمار على الجيوب وإدناء الجلابيب يستلزم تغطية الوجــه أم لا؟ وهل الوجه من الزينــة الظاهرة التى لا مانع من إبدائها؟» (انتهى).

لعل أهم ما جاء فى فتوى الشيخ جاد الحق «إن الحجاب كان مفروضاً قبل الإسلام فى الأديان السماوية وموجوداً فى التشريعات الوضعية»، فذهب إلى ما ذهبنا إليه من أن الإسلام لم يضع الحجاب، وإنما كان موضوعاً قبله ومنصوصاً عليه فى التشريعات الوضعية، وأن الحجاب فرض على الإسلام.

أما السعودية وفقهاؤها فإنهم لا يأخذون بما يروى عن ابن عباس ــ رضى الله عنهما ــ أنه فسر «مَا ظَهَرَ مِنْهَا» بالوجه والكفين، قائلين إنه محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع كما سبق فى الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها، ويدل على أن ابن عباس أراد بذلك ما رواه على بن أبى طلحة عنه أنه قال «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة»، وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق، وهو الحق الذى لا ريب فيه، وأما ما رواه أبو داوود فى سُـننه عن عائشة رضى الله عنها أن أسماء بنت أبى بكر ــ رضى الله عنهما ــ دخلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصح أن يرى منها إلا هذا وهذا»، وأشار إلى وجهه وكفيه، فهو حديث ضعيف الإسناد لا يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم، لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة، وهو لم يسمع منها، فهو منقطع، ولهذا قال أبو داوود بعد روايته لهذا الحديث هذا مرسل ــ خالد لم يدرك عائشة ــ ولأن فى إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته، وفيه علة أخرى ثالثة وهى (عنعنة) قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس.

والأصل الذى يعتمدون عليه هو فتوى طويلة للشيخ ابن باز.

وقد قدم لنا الشيخ عبدالمتعال الصعيدى قنبلة فى إحدى ملاحظاته على الآية فى كتابه «فى ميدان الاجتهاد» (ص ٤٥) «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً»، إذ قال وإنى أرى أن لا دلالة فى هذه الآية على وجوب ذلك النقاب، لأن الصيغة «يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ» لا تدل على الوجوب، لأن الأمر بشىء لا يدل على وجوب هذا الشىء، كما هو مذهب جمهور علماء الأصول، ولأن قوله ذلك «أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» مما يدل على أن ذلك لا يدفع الفساد حتماً، وإنما هو أدنى إلى دفعه، ومثل هذا يكون مندوباً لا واجباً.

إن الذين يظنون أن الحجاب الذى يستر الوجه والشعر كان مطبقاً أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم، فكيف تحدث بعض الرواة عن امرأة سعفاء الخدين، ولماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدير وجه الفضل بن عباس فى يوم الحج عن امرأة جميلة الوجه؟ بل كيف كان المؤمنون والمؤمنات يتوضأون فى وقت واحد من إناء واحد، حتى فرق بينهم عمر بن الخطاب؟ (البخارى).

على كل حال فإننا نعالج الأمر على مستوى الذين لا يلتزمون فى الزى، أو الأكل، أو السكنى، أو الركوب، والانتقال على ما كان عليه الحال أيام الرسول، لا يحدث لأنهم يرون أن هذه المسائل ليست من مسائل العقيدة التى هى الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، وإنما هى من العادات والمعالجات التى لابد وأن تأخذ بالتطور الصناعى والاجتماعى.

ومما لا يكون للدين دخل بالمرأة، فلا يمكن القول إن الركوب على كرسى فى أحد القطارات محرم، وإن الأحرى أن تنتقل وحيدة فى هودجها كما كان شأن السيدة عائشة، أو أن الأكل فى محال حلال أو فى مكان آخر حرام، فهذا ما لا يتصور أن يكون، فالمرأة شأنها فى هذا كله شأن الرجل.

ونحن نتحدث على مستوى المواطنة بالمعنى الحديث، فالمرأة إذا وجدت فى وطن ما به خمسون مليونًا فإن معنى هذا أن نصف هذا العدد وربما أكثر من النساء، وإنهن يمثلن كتلة انتخابية فعالة الأثر، كما يعتبرن جبهة اقتصادية، فهن يعملن كالرجال، ولعلهن يوفرن للرجال المهام التى تتطلب قوة وعضلات، فلا تهدر فى أعمال قد تكون المرأة أكثر مهارة، وهن يمثلن قوة فى الجيش وفى البوليس، فلم تعد تلك الوظائف عصية عليهن، وقد عينت امرأة وزيرة للدفاع فى إسبانيا، وأخذت العديد من الصور لكبار الضباط وهم يقدمون التحية العسكرية لها مع أنها حامل فى الشهر السابع.

أقول للذين يريدون أن تحيا المرأة وتموت وهى تنظر بعين واحدة ولا ترى رجلاً ولا يراها رجل، ماذا تفعلون إذا أصاب نساءكم أو بناتكم المرض ويعالجهن رجال لعدم وجود طبيبات نساء يقمن بعلاجهن؟ أفما كان ذلك أولى.

* * *

صدقونى أيها الإخوة إننا سئمنا من المضى فى المعركة الدونكيشوتية والصراع مع النصوص، وما إذا كان حديث أسماء أن المرأة إذا بلغت المحيض لا يجب أن يرى منها إلا هذا وهذا الذى هو عمدة وأساس دعاة الوجه والكفين، لأن خالد بن دريك الذى رواه لم يدرك عائشة، ولأن فى إسناده سعيد بن بشير، وهو ضعيف ولا يحتج بروايته، وفيه علة ثالثة وهى «عنعنة» قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس، وإلى أن ما ذهب إليه فقهاء السعودية، وهو تفسير على بن أبى طلحة عن ابن سعيد عن ابن عباس للآية و«يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ»، فيه كلام كمعظم أحاديث ابن عباس، وسئمنا الخلاف فى هل الوجه من الزينة، وما إلى هذا الصراع مع النصوص البائسة.

آن لكم أن تروا القضية من منظور آخر، منظور أدبى واقعى، وأن تحرروا أنفسكم من أن المرأة يجب أن تكون «أبلة نظيرة» فى المطبخ، وملكة جمال فى المخدع، ومربية للطفل ومزيلة عنه أقذاره، حتى يبدو تطبيقاً قوياً تتقبله النفوس. أقول للذين يعالجون قضية المرأة بالطريقة الغيبية ويبحثون عن النصوص التى وضعها أئمتهم من ألف عام إنكم أخطأتم الطريق وأسأتم السلوك، وفقدتم كل إحساس بالعدل وحرمتم أنفسكم من أعذب مشاعر الحب والحنان والرضا والسلام.

عندما بدأت أكتب كتابى «الحجاب» انهالت على المشاعر الرقيقة والمقدرة لكل ما قامت به المرأة من تضحيات، وتعرضت له من عذابات، وعبرت عنها فى إهداء الكتاب الذى أود أن أثبته هنا ليعرف أصحاب القلوب الغليظة والعقول المقلدة نوعًا آخر من الخطاب:

إلى الملايين المجهولة عبر الأجيال..

من الخديجات والفاطمات والزينبات والعائشات..

أرادهن الإسلام شقيقات للرجال..

أولياء، بعضهن من بعض.. يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر..

وجعلهن الفقهاء عورات، سجينات البيوت مكسورات الجناح..

محرومات من الحرية والمعرفة والعمل..

فعشن مقهورات ومُـتن وفى النفس غصة..

اعتذار عما جناه الأسلاف

* * *

واأسفاه.. ولكن..

أعلن الدكتور محمد البرادعى الانسحاب من سباق الترشح من رئاسة الجمهورية.

كان البرادعى هو البطل الذى وضع نهاية لمهزلة التوريث التى كانت قد مضت قدماً حتى شارفت الدور الأخير، وعندما ظهر البرادعى تهاوى كل شىء كأنما قيل له: مت.. فمات.

وكان على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يحمدوا الله أن وجد بينهم محمد البرادعى الذى كان يمكن أن يسبح بهم كـ«ربـان» قدير إلى شاطئ السلامة، بدلاً من أن يتخذوا من الثورة الشابة حقل تجارب يجربون فيه تجاربهم الفاشلة، بل إنهم لو اختصروا الطريق فسلموه الزمام لاستراحوا وأراحوا، ولكنا فى غنى عن الأخطاء والتخبطات التى امتصت الحماسة والأمل فى الثورة، وعادت مصر وكأنها لم تظهر فيها ثورة افتخر بها العالم.

بعد انسحاب البرادعى تهاوى الأمل فى أن يصلح المستقبل أخطاء الماضى، فجاء انسحاب الدكتور البرادعى كما لو كان تطوراً لازماً للثورة فى أن تنقذ نفسها بعد تورطها فى سلسلة أخطاء أفقدتها شخصيتها، وأصبحت اليوم أدعى مما كانت عندما جاء البرادعى، فأنهى محاولة التوريث.

إن الدكتور البرادعى بانسحابه أصبح الأمل الأخير للثورة لكى تجد فيه قائدها الجديد، الذى يبدأ اليوم ثورة إنقاذ الثورة قبل أن تضع الثورة بنفسها نهايتها، وأؤكد له أنه سيجد الجمهور الواعى الذى تعلم من الخطأ وأصبح على استعداد ليعود «إلى الثورة من جديد.. ولا يأس مع الحياة».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سنتحرر اذا
محسن المالكي ( 2012 / 1 / 18 - 19:24 )
سنتحرر اذا تحررنا من صنمية محمد


2 - لا يوجد أمل
AMMAR AL ASHIQ ( 2012 / 1 / 18 - 22:34 )
سيدي الفاضل سأختصر لك حال الأمة الأسلامية بسطر - دع الجهل يستثمر ذاته حتى يمل من ذريته -



















ط


3 - تحياتي استاذ جمال
سعيد مالخ ( 2012 / 1 / 19 - 02:34 )
استاذ جمال احي فيك الفكر التنويري فنحن بحاجة إلى شخصيات مثلك
ودمتم


4 - الاحترام واجب
task force ( 2012 / 1 / 19 - 20:43 )
مع الاسف لقد الف ابوحامد الغزالي كتابا شهيرا اسماه احياء علوم الدين ولنه كتاب اخر اخطر واهم من احباء علوم الدين لا يذكر الا نادرا ويتحاشى الممشايخ التنويه به او مجرد ذكره وعلى كل قاريء ان بيذل قصارى جهده للاطلاع عليه لما له من اهمية بالغة وسيعرف بالضبط المغزى من تاليفه وبفسر الهجوم الشرس على المستنيرين من امثال الاستاذ المحترم جمال البنا فهناك مؤلف الذائع الصيت الامير لميكافيلي في فنون الخداع السياسي وابو حامد الغزالى له الجام العوام عن علم الكلام وبالفعل فالامام ابوحامد يرى راي غير الفقهاء عواما امثال البنا ويوجب الجامهم عن الخوض في امور الدين واختياره لعنوان الكتاب دليل على نظرته لعوام المسلمين والمنع بصفة اللجم وهي صفة لصيقة بالحيوان فهذه نظرة صاحب احياء علوم الدين .........


5 - عظيم
ماهر السيد ، إيرلندا ( 2012 / 1 / 19 - 23:27 )
مقالة اتمنى أن يقرأها جميع مسلمي العالم ، مأريد أن أقوله ان المسلمون في العالم هم شهداء الشيوخ ومساجين الفقهاء
تحرروا يامسلمي العالم وطالبوا بالحقيقة
تحية للكاتب


6 - احمدلله
خلده- الكويت ( 2012 / 4 / 2 - 13:43 )
ياليت قومي يعلمون ويقرؤون القران . . .ومن ثم يقرؤون ماكتبت يداك . . . شكرا لله على ماكتبت . . . لك مني فتاة الكويت تحيه وسلام


7 - بوركت أستاذنا الفاضل
حسين علوان حسين ( 2012 / 5 / 31 - 21:17 )
عندما أقرأ لك يذكرني الحق الذي تنطق به كيف أن النهضة العربية في نهاية القرن التاسع عشر لم تقم إلا على أيدي رجال الدين المتنورين من أمثال الطهطاوي و الإفغاني و محمد عبده و غيرهم رحمهم الله جميعاً، ثم ينتصب أمامي إنحطاط الأمة العربية على أيدي ديناصورات السعودية الباز و عثيمين و القرضاوي ووو أتألم . لماذا لا يوجد عندنا الآن في كل مسجد إنسان مفكر عاقل مثلك ينور شبابنا و يقيل عثرتنا و يوسع آفاق عقولنا بعيداً عن السفاسف و القشور مثل -العصبة- و -النقاب- ، و قد أصبحنا آخر الشعوب و أقلها نفعاً للبشرية ؟ هل عقرت أرحام نسائنا فلم تعد تنتج غير المتخلفين عقلياً و دينياً ممن تصورهم الفضائيات بالعلماء و العباقرة زوراً و بهتاناً ؟ إلى متى نبقى يحكمنا الطغاة و يسوسنا دينيا المهووسون جنسيا و المرضى عقلياً و نفسيا؟
هل تعلم أن ما يسمى زوراً بالحجاب كان لباس مومسات المعبد في كل الهلال الخصيب حتى مجيء الإسلام و أن السفور كان و ما زال علامة المرأة الحرة؟
لماذا تنقلب عند رجال الدين المقاييس ؟ هل الحجاب سلوك أم لباس؟
هل واجب الرجل نحو المرأة أن يكفنها في الحياة أم يساعدها على العمل لتخدم شعبها و أهلها؟
تحياتي

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24