الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيشتري بها ساعة يدوية: 50 ألف جنيه إسترليني لجوليان بارنز عن رواية كوميدية ب 150 صفحة فقط!

حكمت الحاج

2012 / 2 / 27
الادب والفن


هذا موسم للجوائز الأدبية ولكنه أيضا موسم للتشكيك بهذه الجوائز. فبعد اللغط الذي حصل على مستوى جائزة "نوبل" للآداب لهذا العام وعن أحقية فوز الشاعر السويدي "توماس ترانسترومرْ" بها، طال التشكيك هذه المرة جائزة "مان بوكر" البريطانية رفيعة المستوى، التي خطفها الروائي "جوليان بارنز" يوم الأربعاء 19 أكتوبر الماضي. فقد فاز الروائي البريطاني جوليان بارنز بجائزة الـ "مان بوكر" لهذا العام عن روايته "الإحساس بالنهاية" (The Sense of an Ending) التي استعصت عليه في ثلاث مناسبات سابقة دون أن يفوز فيها. وتمثل الجائزة واحدة من الجوائز المرموقة التي تمنح للأدب المكتوب باللغة الإنكليزية.
وقد جاء فوزه بعد أن وَجَّهَ الكثيرُ من النقاد الكثيرَ من القدح والتشهير المرير للجائزة وقيمتها المعنوية، بعد طغيان اختيار ومن ثم فوز الأعمال الأدبية الشعبوية على نتائجها في السنوات الأخيرة. ومنذ ترشيحه للقائمة النهائية، كان ثمة عدد من النقاد يرون إن جوليان بارنز ليس على المستوى المطلوب من الجودة والموهبة لكي يفوز بجائزة مان بوكر. واعتبرت رئيسة لجنة التحكيم للدورة الحالية لجائزة مان بوكر والرئيسة السابقة لجهاز الأمن الداخلي البريطاني المعروف بالاختصار MI5 "أم آي 5" قد قالت إن رواية "الإحساس بالنهاية" علامة من علامات الكلاسيكية في الأدب الإنجليزي المعاصر وهي مكتوبة بشكل رائع ومرسومة بمهارة وتكشف عن أعماق جديدة مع كل قراءة وتحمل سمات الأدب الإنكليزي الكلاسيكي". وأضافت قائلة "انه كتاب مقروء جدا ويمكن إعادة قراءته مرتين وحتى ثلاث مرات، فالمعلومات التي في الرواية لا تخرج من قراءة أولى" حسب ما أفادت به رئيسة لجنة التحكيم. وقد اتهم البعض في الأوساط الأدبية البريطانية هذه الجائزة بأنها أصبحت تميل للروايات الأكثر شعبية، بعد أن كانت الروايات المختارة في القائمة القصيرة (النهائية) للجائزة هذا العام من الأعمال الأكثر مبيعا في تاريخ جائزة البوكر. وكان أدباء بريطانيون قد أعلنوا مؤخرا اعتزامهم إطلاق جائزة جديدة منافسة لجائزة "مان بوكر" معتبرين إن أولويات هذه الجائزة الأدبية الشهيرة تغيرت وباتت تهمل الجوانب الفنية في اختيارها للأعمال الفائزة فيما وصف ايون تروين احد مديري جائزة بوكر الفكرة الجديدة بأنها محض هراء. وذهب مؤيدو فكرة إطلاق الجائزة الجديدة إلى أن لجنة المان بوكر تختار الأعمال الفائزة حسب شعبية كتابها واتساع دائرة القراء بعيدا عن الانجازات الفنية للكتاب الفائزين وعامل الجودة فيما تضم المجموعة المؤيدة للفكرة الروائي الايرلندي الشهير جون بانفيل إلى جانب ديفيد ميتشل ومات باركر ومارك هادون وجاكى كاى. ومع ذلك تقول سارا كراون في صحيفة الغارديان البريطانية انه لم يمر عام إلا وانطلقت الشكاوى وتعالى النحيب بسبب استبعاد هذا العمل أو ذاك وعدم منحه جائزة المان بوكر. ومن نافلة القول إن صاحب العمل وأنصاره يرون انه الأفضل والأحق بالجائزة التي ضلت طريقها لعمل آخر. وقد أيد الفكرة أيضا مجموعة من الناشرين بيد أن التفاصيل الكاملة للجائزة الأدبية المقترحة بديلا لجائزة بوكر لم تعلن حتى الآن إلا البعض قالوا أنهم يشعرون "بأن فسحة أمل قد فتحت لجائزة جديدة ستكون بعيدة بشكل لا لبس فيه عن التمييز". هذا وكانت لجنة التحكيم قد وصفت رواية جوليان بارنز التي تتحدث عن رجل يحاول التصالح مع ماضيه عند إحساسه باقتراب النهاية منه بأنها كتاب "كتاب يتحدث عن الجنس البشري في القرن الحادي والعشرين". وكانت رواية "الإحساس بالنهاية" هي الأقصر من بين الروايات الست المرشحة في القائمة الأخيرة لنيل جائزة مان بوكر، وتدور عن صداقة في الطفولة ومراوغة الذاكرة وعيوبها. وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف جنيه إسترليني اي ما يعادل 80 ألف دولار. وقال بارنز وهو يتسلم جائزته اليوم في معرض رده على سؤال عن مستقبل الكتاب في العالم الجديد انه إذا أراد الكتاب (الورقي) مواجهة تحدي الكتاب الالكتروني، فأن علية أن يبدو كشيء يستحق الشراء والاحتفاظ به.
وكان المرشحون الآخرون للجائزة هذا العام كل من كارول بريتش والروائي الكندي باتريك ديويت وايسي ادوغيان وستيفن كيلمان واي دي ميللر. وسبق أن رشح بارنز المقيم في العاصمة البريطانية للجائزة للمرة الأولى عام 1984 عن روايته " ببغاء فلوبير" ورشح في المرة الثانية عام 1998 عن روايته "إنكلترا، إنكلترا" ثم رشح للمرة الثالثة عام 2005 عن رواية "آرثر وجورج". وأوضحت رئيسة لجنة التحكيم إن المحكمين توصلوا إلى قرارهم النهائي بالإجماع بعد نصف ساعة من النقاش الثلاثاء. وتألفت لجنة التحكيم إلى جانب السيدة ريمنغتون، كلاً من الكاتب والصحافي ماثيو دو انكونا والمؤلفة سوزان هيل والكاتب والسياسي كريس مولين والصحافية غابي وود من صحيفة الديلي تلغراف. وكانت مبيعات الروايات المختارة في القائمة القصيرة ارتفعت بنسبة 127% في العام الماضي. وعلى الرغم من قصر رواية بارنز الواقعة في 150 صفحة إلا أنها لم تكن اقصر رواية تفوز بجائزة بوكر بل سبقتها رواية بينلوبي فيتزجيرالد "في الخارج" الواقعة في 132 صفحة التي فازت بالجائزة عام 1979. ويذكر إن اثنين من المرشحين كنديان (إدوجان وديويت) بينما الأربعة الآخرون بريطانيون. ويشكل الروائي البريطاني جوليان بارنز ظاهرة غريبة في تاريخ جوائز البوكر حيث وصل في ثلاث مرات سابقة للقائمة القصيرة لجائزة "المان بوكر" فيما تصدر بقصته "الإحساس بالنهاية" هذه القائمة للعام الحالي. ويبلغ جوليان بارنز من العمر 65 عاما وهو صاحب 17 رواية وقصة وحاصل على جائزة سومرست موم. وعندما سئل جوليان بارنز الروائي الفائز بجائزة مان بوكر لهذا العام عمّا سيفعله بقيمة الجائزة وهي 50 ألف جنيه إسترليني قال بلا تردد انه لأول مرة سيشتري ساعة جديدة كليا. ويذكر إن جائزة "بوكر" هي من أهم الجوائز المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنكليزية منذ تأسيسها في العام 1969، وهي تُمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من بريطانيا أو من دول الكومنولث أو من جمهورية أيرلندا. وأعضاء لجنة التحكيم في جائزة "بوكر" هم نخبة النقاد والكتاب والأكاديميين، ويتغّيرون سنوياً بغية الحفاظ على صدقية الجائزة ومستواها. ويعد هذا الكاتب غزير الإنتاج وقد ترجمت أعماله إلى 30 لغة، كما تمّ تحويل البعض منها إلى أفلام. وقد حاز على عديد الجوائز العالمية من بينها جائزة دافيد كوهين التي تمنح لكاتب باللغة الانجليزية لعام 2011 وهو الوحيد الذي فاز في فرنسا بجائزة مديسيس عن كتابه "فلوبيرز باروت" (1986) وجائزة فيميينا للكتّاب الأجانب عن كتاب "توكينغ ايت اوفير" (1992).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع


.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية




.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما