الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهام البرادعى المستحيلة

دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)

2012 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا يتركنا البرادعى دائماً في منتصف الطريق ؟!اطرح عليكم هذا السؤال لانه استوقفنى كثيرا وخاصة بعد قرار السيد محمد البرادعى الانسحاب من سباق الترشح للرئاسة .. وبالنظر الى مواقف البرادعى السابقة نجد انه دائما لا يتمم المهمة الاساسية المكلف بها وانه يتراجع ويتركها بدون نهاية ويمكنكم ان تكتشفوا هذا في موقفه من حرب العراق وفي ذلك الوقت كانت المهمة المكلف بها هى التفتيش عن اسلحة دمار شامل وخرج علينا بتقرير عن نتيجة التفتيش وكان نصه كالآتى:
"إن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـم يعثر حتي الآن علي أي أنشطة نووية مشبوهة في العراق"
وكما تلاحظون ان التقرير لم يثبت وجود اسلحة دمار شامل في العراق ولكنه ايضاً لم ينفها وانهى البرادعى مهمته في منتصفها وترك العراق وتم غزوها من قبل الامريكان ... لماذا لم يكمل البرادعى حملة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل حتى يكون التقرير وافى وليس حمال اوجه ؟ فيخبرنا بالشكل القاطع اذا كان هناك اسلحة ام لا ... ولكن فضل البرادعى الانسحاب في منتصف الطريق تاركاً شعب العراق واطفاله يواجهون مصيرهم المجهول في حرب قتلت منهم الملايين غير انهم ايضاً كانوا كحقل التجارب للجيش الامريكي يجرب فيه اسلحة الدمار الشامل الحقيقية والغير مصرح استخدامها دولياً كالفسفور الابيض الذى قصف به الامريكان الفلوجة والذى اودى بحياة الآلاف من اهالى الفلوجة حتى الحيوانات لم تنجا من القصف ...
وظل البرادعى في منصبه حتى ديسمبر 2009 وطوال فترة رئاسته لوكالة الطاقة الذرية لم يكن يشعر بضرورة التغيير في مصر او ان الرئيس السابق " محمد حسنى مبارك" طاغية وديكتاتور ويجب الاطاحة به بل على العكس من ذلك لقد قبل جائزة "وشاح النيل" من الطبقة العليا، أعلي تكريم مدني من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.. وفجأة وبدون مقدمات ادرك البرادعى انه يجب عليه ان يقود التغيير في مصر وان الرئيس السابق ديكتاتور وغير ديموقراطى وان مصر تفتقر للحرية والعدالة الاجتماعية .. فقرر البرادعى التوجه فورا الى بلده الام التى لم يكن يزورها غير مرة واحدة في السنة ولمده شهر حتى يقود مسيرة التغيير ..
وصل الى القاهرة يوم الجمعة الموافق 19 فبراير 2010 وكان في استقباله في مطار القاهرة العديد من النشطاء السياسيين المصريين وعدد غير قليل من الشباب من عدة مناطق ومحافظات مختلفة في مظاهرة ترحيب بعودته لوطنه قدرت بحوالي ألفي شخص من أعمار وفئات اجتماعية مختلفة رافعين أعلام مصر والعديد من اللافتات التي عبرت عن ترحيبهم به وتأييدهم للرجل في ما اعتزمه من إصلاحات سياسية وإعادة الديموقراطية التي افتقدها الشباب المصري في ظل النظام القائم في ذلك الوقت.
ورغم ان البرادعى يدعى دوماً انه ليبرالى وذلك طبعا لجذب الشباب المصري الليبرالى واليسارى والمتعلم ، ألا انه عندما جاء الى مصر حرص جدا على مقابلة جماعة الاخوان المسلميين في مقرهم وطلب منهم دعمه وفعلا حدث تحالف بين البرادعى والاخوان مما جعل بعض من محبيه ومؤيديه التخلى عنه ولكنه لم يهتم وتجاهلهم تماماً واستمر في هذا التحالف حتى ان جماعة الاخوان المسلميين ساعدوه ونظموا حملة لجمع مليون توقيع لتمكين البرادعى من خوض الانتخابات الرئاسية وفعلا نجحوا في جمع التوقيعات .. والاغرب من ذلك ان رئيس حملته الانتخابية كان " عبد الرحمن يوسف القرضاوى" وهو ايضا من جماعة الاخوان المسلميين وابوه " الشيخ يوسف القرضاوى" كان من قيادات الاخوان المسلمين وهذا لا يخفى على احد .. كل هذه التناقضات أدهشتنى جدا ولكن كان البرادعى بارع جدا في الدفاع عن موقفه من الاخوان وذلك باعتبارهم فصيل من المجتمع المصري ولا يجب تجاهله وان اشراك الاخوان في الحياة السياسية يجعلهم يطفون ويظهرون على السطح مما يجعل الناس تكتشف حقيقتهم وكذبهم ..فكان البرادعى هو الغطاء الليبرالى لوصول الاخوان المسلمين للحكم..
تسارعت الاحداث جدا بعد ذلك وقامت ثورة 25 يناير وسقط النظام وبدأت مصر عهد جديد وفجأة يتملص الاخوان المسلمون من البرادعى ويكفوا عن دعمه والادهى من ذلك انهم صاروا يهاجمونه .. ورغم ذلك رحب البرادعى بوصول الاخوان للبرلمان و ناشد البرادعى المصريين من خلال جملة مطاطية كعادته ان يمنحوا فرصة للاسلاميين حتى يكتشف الناس ان الشعارات وحدها لا تكفى على حد قوله وكما تعلمون جميعا ان هذه الجماعات لم تستولى على حكم اى بلد وتركته حتى لو فشلت الفشل العظيم وانه علينا نجرب حكمهم وكأن مصر حقل تجارب للفشلة..
وبعد الثورة اعلن الكثير رغبتهم في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وفجأة ايضاً وفي 9 مارس 2011 اعلن البرادعى نيته في الترشح ايضاً ورغم انه كان واضح تماما انه لا يريد هذا المنصب وانه حتى لم يبدى اى استعدادات لحملته الانتخابية ، وان مساعيه في مصر ما كانت ابدا السلطة وظن الكل انه سوف يكمل المشوار حتى لو كانت نتيجة الانتخابات ليست في صالحه ولكن كعادته جاء في منتصف الطريق وتركنا واعلن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية في 14 يناير 2012...
بالنظر بتمعن لمواقف البرادعى نستخلص ان مهام البرادعى المعلنة ليست هى المهام الحقيقية التى يكلف بها او ارادها .. وفي كل مرة ينسحب فيها البرادعى من مهمته يخلف ورائه العديد من الازمات فنجد ان مخلفات البرادعى هذه المرة الاخوان في البرلمان وبعض الناشطين في حملته الانتخابية الذين ايضاً دخلوا البرلمان امثال "مصطفى النجار" و" زياد العليمى" وكأن مهمة البرادعى الاساسية هى توصيل هؤلاء النواب الى البرلمان ثم الرحيل بعد ذلك ..
واليوم عاد البرادعى مرة أخرى للساحة بحجة تأسيس حزب سياسي تمهيداً لرجوعه لسباق انتخابات الرئاسة ؟!! فهل فعلا النوايا المعلنة للبرادعى هى النوايا الحقيقية ام انها مهمة اخرى ينسحب منها البرادعى في منتصف الطريق بعد اتمام المهمة الاصلية والتى لا يعلمها غير الله والبرادعى ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البرادعى رجل على حق ... ومصرى حتى النخاع..
حكيم العارف ( 2012 / 2 / 29 - 03:12 )
استقال من فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لانه قدم تقرير لايرغبونه ....

ترك ترشيحه لرئاسة الجمهوريه لانه لم يرى الصوره التى كان لابد التحرك فيها .... بل صوره تؤيد تورط المجلس العسكرى مع السلفيين والاخوان فى لعبه قذره وهى بيع مصر ... بالجمله .

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24