الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك الغير متوج في بلادي

روفيدا كادي هاتان

2012 / 3 / 11
حقوق الانسان


كثيرا ما سمعنا المثل القائل (إن كل الشرفاء ملوك ولكن ليس كل الملوك شرفاء ) وكلما تكرر هذا المثل رافقته ابتسامة فعلى عظم هذه الصفة إلا إنها فشلت في الارتقاء بصاحبها في بعض الأحيان إلى قمة برجه العاجي حتى إن البعض انزلها إلى الحضيض إلا أن مفردة هذه الكلمة بقيت حتى يومنا هذا تعطى لكل صاحب شأن أو لتغدق عليه من صفات الترف ما يعجز عن وصفه عقل حتى أصبح عيش الملوك مضرب الأمثال في دائرة الحياة الرغيدة .
ومن اجل أن لا أطيل الحديث وأعود إلى الملك الغير متوج فلمن لا يعلم كان ولا يزال الطفل في جميع أنحاء العالم من حصل على هذا اللقب وبجدارة إذ أعطي من الحقوق ما أعطي بينما استثني من الواجبات لخصوصية شأنه إذ لم تنحصر حقوقه بالقوانين الوضعية من قبل الإنسان أو القوانين المنزلة من قبل الأديان بل تعدته ليشمل الفطرة الإنسانية عموما فكلمة طفل تعني الكثير وتحتاج إلى ما هو أكثر بدءا باحتضانه لرعايته والحفاظ عليه ومرورا بإعداده وتنشئته بصورة سليمة وانتهاءا بتقويم سلوكه ليستقيم سلوك المجتمع بأسره والذي سوف يبنيه في المستقبل حتى بتنا نرى الكثير من الموارد قد سخرت لخدمته فمن الصناعات المتعددة ومن ضمنها صناعة السينما إلى مؤسسات التعليم والصحة حتى انتشار المؤسسات والجمعيات الإنسانية التي راحت تلهث من اجل الحصول على المزيد من حقوق هذا المخلوق الصغير الذي بلا حول أو قوة فتوفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لم يكن المبتغى الوحيد اللازم توفيره بل تعدى ذلك إلى الارتقاء بالتعليم وتصحيح المناهج التعليمية لتواكب العصر الحديث ولتغطي الوسائل التربوية إضافة إلى التعليم هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار توفير الوسائل الترفيهية والتي تدرس بعناية لترافق أدوات التوجيه وتنمية عقل الطفل فيما بعد .
وإذ نتحدث عن حصول الإنسان على كافة حقوقه والارتقاء بقيمته الإنسانية فنحن نتحدث عن واقع المجتمع وما نعيشه في الوقت الحاضر فإننا عند حديثنا عن رعاية الطفل فإننا نتحدث عن مستقبل مجتمعاتنا الذي سنعيشه مع أبنائنا في الغد قريب أم بعيد حتى وصف البعض بان خسارة الإنسان البالغ كبيرة وخسارة الطفل لا تقدر .
وإذا كان الطفل يعني المستقبل فأي مستقبل ينتظر العراق وما هو حال الطفل العراقي الذي لم يكن بمنأى عن أضرار الحروب والقتل والتهجير والفقر الذي أصبح ركنا أساسيا من حياة اغلب العراقيين , فيكفي أن يتجول احد ما في أي شارع أو سوق حتى يرى حقوق أطفال العراقيين وهي تعرض عليه بالمجان فصورة الطفل الصغير وهو يمد يده إلى المارة ليطلب المساعدة أو جريه خلف الناس لبيع سلعة ما وكأنه يجري من ظلم الزمان الذي أحاط به من كل جانب نجد هذه الصورة في كل مكان حتى غطت على صورة الأطفال في مكانهم الجدير بهم حقا وهو خلف مقاعد الدراسة حيث تحيط بهم الرعاية والمعاملة الحسنة ويحفظهم الأمان في داخل أسوارها العالية حيث يتعرض أطفالنا اليوم إلى شتى أنواع انتهاك الحقوق وبدم بارد من مجتمع أريقت به الإنسانية بشتى الطرق وان كنا تحدث عن الأطفال المشردين وهم كثرة فان أحوال الأطفال في داخل المدارس ليس بأفضل إذ أن اغلب المدارس تعود إلى عصر ما قبل الحضارة ونظام التعليم فيها اقرب إلى مؤسسات السجون منها إلى المؤسسات التعليمية كما إن أحوال هؤلاء الأطفال في منازلهم ليس بأفضل فبالإضافة إلى عدم وجود ضوابط تربوية في داخل اغلب الأسر وانتشار ظاهرة العنف الممارس على الأطفال وانتشار ظاهرة عمل القصر بدون سن قوانين لحفظهم وانتشار العصابات التي تقوم بادراة منظومات من الأطفال لغرض تدريبهم على السرقة والقتل بدلا من تدريبهم على حرف ينتفعون منها ويفيدون بها بلدهم وبالإضافة إلى عدم وجود مؤسسات مدنية ترعى القصر الأيتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة نجد بان المستوى الصحي أيضا قد تدنى حتى بات غير موجود ليواجه الأطفال عدوا أخر وهو الأمراض الفتاكة التي نهشت بأجسامهم الصغيرة مع زيادة عدد الاختطافات بين الفئات العمرية الصغيرة وخاصة الأطفال حديثي الولادة في المستشفيات ليتم التجارة بهم أو بأعضائهم داخل إطار الاتجار بالبشر وهو نوع أخر من الإرهاب الذي يطال الأطفال في العراق .
حتى أصبح الطفل العراقي يباع ويشترى ويضرب ويعمل بدون كلل أو ملل ويواجه الإرهاب وحيدا من غير أن يلتفت المجتمع بمؤسساته المدنية والسياسية والإنسانية إليه وكأنه ليس فردا من هذا المجتمع وإذ ضاعت حقوق البالغين على دوام مطالبتهم بها فكيف بحقوق من لا يستطيع المطالبة بها أو معرفتها أصلا إذ لا تعرف هذه الفئة من المجتمع سوى الأمنيات الصغيرة بمأوى وقوت يومها وتجنب الأذى الذي لا تستطيع الخروج عن بودقته .
فان كانت المجتمعات تغدق على أطفالها بيسر الحياة ورغد العيش لتكسب مستقبلا مزدهرا متفائلا فما الذي يتوقعه شعب العراق لمستقبل بلد هذه أحوال من سيبنيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية




.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور