الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلد الفوضى العارمه

جمال المظفر

2012 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حاله من الفوضى يشهدها العراق وعلى جميع الصعد السياسيه والامنيه والاقتصاديه ، ويوما بعد يوم تتعاظم الازمات مع تصعيد الساسه لخطاباتهم المتشنجه وكأنهم في ساحة حرب لافي عمليه سياسيه تتطلب تقديم التنازلات من اجل السير بعجلتها الى الامام ..
اطراف الازمه لاتعير وزنا لمشاعر الشعب ولالمصالحه ، المهم ان يحققوا المزيد من الانجازات الشخصيه والحزبيه ولو احترق العراق باكمله من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ..
الشعب العراقي يدفع ثمن تهور الساسة وعنترياتهم وبهلوانياتهم ، دماء غزيره تسيل بسبب اللااباليه وعدم الشعور بالمسؤوليه تجاه ، ما ان يسقط الشهداء تلو الشهداء حتى يبادر بعض الساسه الى الظهور على شاشات الفضائيات وهم يوجهون التهم الى الارهاب والبعث والقاعده والى كائنات قادمه من السماء لايمكن السيطرة عليها لانها تملك القدرة على التخفي والطيران بسرعه خرافيه لايمكن لقواتنا الامنية ان تطاردها .
مللنا لعب الساسه ومزاحهم الثقيل وعراكهم الذي يشبه عراك الديكه ، الشعب يتفرج وهم يتلاسنون ويتقاذفون التهم والسب والشتم ، لاندري من هو على حق ومن هو على خطأ ، الكل يدعي المظلوميه وانه ضحية التآمر ، هذه العقده التي لاتنهتي ، ما ان ينبس احد ببنت شفه حتى يتهم بأنه يتآمر أو يسب فلان وتبدأ الهجمات الصاروخيه ، والحمد لله فوضى الاعلام العراقي وهذا المد الافقي للاعلام المؤدلج باجندات خارجيه فسح المجال للتطاول والهجمات المضاده ، بل شجع على التلاسن الكلامي ، بحيث اصبحت وسائل الاعلام الارض الخصبه للصراع السياسي ، ما ان يتهجم زيد على عمر حتى تبادر وسائل الاعلام الى الاخير لتقول له انه ان فلانا قد شتمك فهل سترد عليه ام تعقد لسانك في حلقك وبذلك تثبت التهمه الموجهة اليك ، ومن خجل الاخير من هذه الشتيمه الغير مقصوده يبادر الى شن هجمه عنيفه بمستوى التحريض الاعلامي ..
سنين طويله تؤكل من جرفنا ، هدم صدام الجزء الكبير منه بحروبه العبثيه ودفعنا قسطا كبيرا منه في الحصار الظالم الذي فرضته راعيه الديمقراطيه الحديثه سيئة الصيت امريكا ، والجزء الاخر هدمه ساسة العراق الجديد الذين اذاقونا الامرين بسبب سوء ادارتهم للدوله وصناعتهم للازمات ، بل اصبحوا هم مصدر الازمه لاوسيلة الحل ..
الحكمه الازليه التي توارثناها عن قصة الرجل الذي اعطى لاولاده عصا وطلب منهم كسرها فتمكن الاولاد من كسرها بسهوله ، وبعد ذلك اعطاهم شده من العصي ليكسروها فلم يتمكن اي واحد منهم على كسرها ، وهنا الحكمه الخالده ، عندما قال لهم ان كنتم عصبة واحده لايمكن كسركم وهزيمتكم او النيل منكم ، ولكن عندما تكونوا فرادى فبالامكان كسركم وهزيمتكم ، وهذه هي قمة المأساةالتي لم يعرف مغزاها ساسة العراق ، انهم فرادى وبالامكان كسر ظهورهم ، كل واحد يعمل لوحده ، وكل جهة تتآمر على الجهة الاخرى .. حتى دول الجوار استغلت هذا الجانب وعرفت نقاط ضعفهم وباتت تستغل هذا الضعف لتحقيق مطالبها ، دوله صغيره مثل الكويت راحت تستفز العراق وتفرض شروطها عليه ولم يستطع ساسة العراق ان يردوا على تلك الاستفزازات ، ناهيك عن اعتقالات الصيادين في المياه الاقليميه العراقيه فيما ساسة العراق معقوده السنتهم في حلوقهم وكانما اصابهم الخرس ، اراض ٍ تقتطع من العراق وحقول نفطيه تسرق عيني عينك ولااحد يحرك شفتيه بينما الشعب يحترق لذلك التخاذل ...
وحده الله بامكانه تخليصنا من هذه الورطه ومن هذا الصراع السياسي الذي لانعرف الى اين سيوصلنا ، بل كلنا على يقين بأنه سيحرق الاخضر واليابس وسيمتد قرونا بسبب التحريض الاعلامي وجهل بعض الساسه بفنون السياسه واللياقه الدبلوماسيه ..
انه زمن الفوضى العارمه التي خلفها الاحتلال الامريكي الذي جاء بساسة لايجيدون غير افتعال الازمات والعمل على ديمومتها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص