الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيلا يا بو جريدة

عمار علي

2012 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هيلا يا ابو جريدة .
صغيرا كنت حين صدر العد صفر من طريق الشعب, بالابيض والاسود كانت, وكان صيف عام 1973 لاهبا . اشتريتها مع صديقي , من كشك لعيبي الذي اصبح مختارا ثم وكيل للامن ثم مات ولم يذكره احد ,لم يترحم عليه حتى البعثيون انفسهم.
كان صديقي من عائلة شيوعية وكانت صحافة الحزب السرية متوفرة في بيتهم .قال لي هذه جريدة الحزب الشيوعي ,كان لوقع الاسم على روحي يشبه الصدمة.كانت الجريدة قد صدرت بعد اعلان الجبهة على ما اتذكر.
فصرنا هو وانا نتابع الجريدة في بيتهم , وفي بيتنا بالخفاء,لان لدي اخ عسكري متطوع وهذا يعني اننا نقدمه للموت مجانا.كما قالت أمي,أنهم يعدون لكم مقاصل جديدة.
لم اكن افهم مايدور في الحالة السياسية سوى انني منحاز للفقراء, ربما هو شعور غريزي او شي من طبيعة الفقراء حين يلجون عالم السياسة يكون اول محرض لهم هو الفقر وليس الحرية.
قال لي اخي الكبير طريق الشعب هي امتداد لشقيقاتها(كفاح الشعب والشرارة واتحاد الشعب) التي صدرت منذ عقود خلت,كانت هذه الصحف المخبئة في القلب توزع في بيوت القصب وتجمعات الاكواخ الطينية والمعامل ,كانت تصنع الحلم .
منذ تلك اللحظة وانا اتابع طريق الشعب وقد ساهمت في صنع وجداني وارست في روحي قيما جديدة نقلتي من عالم معتم الى انوار الحياة.كانت قد كشفت لي عوالم مجهولة وفتحت أماكن غير مأهولة ,كانت تضع العالم بين يدي من ادغال افريقيا الى حركات امريكا اللاتينية الى اضرابات البرتغال وتحولات اليمن الديمقراطي.
وكانت تنعش عقلي وروحي وتمدني بقوة غريبة .بالاضافة الى انها صحيفة شعبية عقلانية واسعة الانتشار في زمن النفط والانفجار المالي الذي جعل البعث يتراجع عن كل عهوده مع الحزب ,وصار يرتعب امام هذا الانتشار السريع لطريق الشعب وتاثيرها في خلق وعي متقدم وشعورا في ضرورة بناء عراق ديمقراطي انساني متطور.
وصارت طريق الشعب تتعرض للمنع والرقابة الشديدة والمصادرة احيانا.
اليوم يعيد الزمن دورته وتتعرض الجريدة للاقتحام بلا اي مبرر سوى انها تشكل ازعاج للطاقم الحكومي (أنهم متشابهون)الذي لايطيق الاختلاف والنقد والراي المعارض.لم تكن الجريدة تنشر الرذيلة او فكر التكفير والمرض الطائفي.بل انها انحازت للفقراء كعادتها ,وحرضت العقل على النقد وتحريك الركود ,واخيرا كانت تقف مع شباب التحرير الذين تظاهروا بشجاعة ضد الفساد والطائفية وفشل الحكومة في معالجة اي ملف.
لقد تناولت الكتابات قبلي موضوعة الاقتحام , ولكني هنا اطالب الرفاق في قيادة الحزب ان يقوموا بخطوات عملية واضحة وعلنية بلاتردد,مثلا اللجوء الى القضاء والمطالبة بتعويض عن كل ضرر اصاب الحراس ومكاتب الجريدة, والاهم هو ان تجند الرفاق المحامون في العمل من اجل تقديم القضية الى القضاء العراقي دفاعا عن حرية الفكر وألاختيار الحر والمعتقد الفردي وضد الاستبداد, وفضح الاساليب القمعية واللاقانوية في مسالة اقتحام مقر الجريدة, والعمل على اطلاق حملة راي عام واسعة الانتشار ,والتظاهر في ساحة التحرير حتى لو ليوم واحد, وعقد مؤتمر صحفي في الساحة نفسها التي صارت رمزا وطنيا, لادانة هذه العملية , ومطالبة الحكومة بالاعتذار العلني الرسمي عن هذا الفعل .
أنني اطالب بالقيام في هذه الخطوات حتى نستعيد الثقة بقيادة الحزب, وحتى نشعر أننا امام موقف لايقبل التهاون والصمت. نريد ان يرد الحزب عبر القضاء وعبر الشارع ,لاننا اذا نصمت هذه المرة سوف لن يسمع لنا أحد حتى اقرب الاصدقاء. وكوني صديق للحزب اقف معه في السراء والضراء, افرح لانتصاراته حتى ولو بمقعد واحد , واحزن لفقده هذه المقعد, لااطالب الحزب باكثر من طاقته واريد ان ازجه في معارك لاقدرة له في دخولها,لكن على الاقل يجب ان لايتهاون ويصمت كالعادة.اريد واضحا جليا علنيا في ممارسته وفي الدفاع عن حقوقه امام اي قوة لاتحترم وجوده وكيانه.
حين كنت صغير .كانت اغنية هيلا يابو جريدة تحثني على كشف الانوار وعدم مهادنة المستبد.
ستبقى طريق الشعب وطنية عقلانية فوق الطوائف والعصبيات السرطانية.
سيموت لعيبي مرة اخرى ولن يترحم عليه احد.
هيلا يا بو جريدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا