الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا نبكى على وطن أضاعته سذاجتنا وغفلتنا

كريم عامر

2012 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أتابع بشىء من الحذر والترقب ما يجرى على الساحة المصرية هذه الأيام قبل الإنتخابات الرئاسية التى سيبدأ التصويت فيها بعد شهرمن الآن ، سيناريوهات كثيرة تخلق فى ذهنى عن المستقبل المرتقب لمصر فى حال وصول أى من المرشحين للمنصب إلى سدة الرئاسة ، وفى رأيي المتواضع أن هناك إحتمال واحد فقط من إثنين يحدد نتيجة هذه الأنتخابات المصيرية ، الأول هو وصول أحد المحسوبين على النظام السابق من المرشحين الذين قدموا أوراقهم إلى اللجنة العليا للإنتخابات ، وأبرزهم بالطبع هو اللواء عمر سليمان المدير السابق لجهاز المخابرات المصرية والنائب السابق لرئيس الجمهورية ، والإحتمال الثانى هو أن يفوز أحد المرشحين الإسلاميين الذين قدموا أوراقهم بالمنصب وهم فى نظرى شخص واحد لا يوجد فارق جوهرى بين أى منهم على الإطلاق .

أمامنا خياران كلاهما مر ، وعلينا أن نلتزم الحذر ونحن نشارك فى تحديد مصير هذه البلاد ، لا ينبغى أن نسمح لعواطفنا بأن تقودنا فى هذا التوقيت بالذات ، فمن قلة العقل أن نسلم بلادنا على طبق من فضة لبعض المخربين الذين لا يريدون لها خيرا حتى وإن كانت حجتنا فى ذلك منع فلول النظام البائد من الوصول مجددا إلى السلطة .

علينا أن ندرك جيدا ونحن ندلى بأصواتنا فى هذه الإنتخابات حقيقة هامة مفادها أنه إن تمكن اللواء عمر سليمان من الفوز بالمنصب والوصول إلى سدة الرئاسة فلربما يقوم بإعادة إنتاج نظام مبارك بكل ما فيه من قمع وقهر وكبت للحريات وإعادة العمل بقانون الطوارىء ووضع معارضيه فى غياهب السجون ( لست على يقين من ذلك .. وإنما أسوق حجج المتخوفين من ترشحه للرئاسة ) ... من المحتمل أن يمارس نظامه كل هذه الأفعال تحت مسمى حفظ الأمن والنظام ومحاربة الإرهاب .. الخ ... لكن أقصى ما قد يقوم به هو وضع معارضيه فى السجون أو تعذيبهم فى المقرات الأمنية لإنتزاع الإعترافات .. وسيكون من السهولة بمكان الخروج عليه بإعادة إنتاج الثورة بعد أن نتعلم من أخطاء الماضى الفادحة التى أجهضت ثورتنا !.
فى المقابل علينا أن نعلم جيدا أنه إن حالف الحظ " خيرت الشاطر " أو " محمد سليم العوا " أو " حازم صلاح أبو إسماعيل " أو " محمد مرسى " أو عبد المنعم أبو الفتوح " ، وتمكن أحدهم من الوصول إلى "عرش مصر" فسنضطر وقتها إلى الترحم على كل الأنظمة الفاشية الإستبدادية التى حكمتنا فى الماضى ، بل وربما سنترحم أيضا على الأنظمة الإستبدادية التى حكمت البلدان المجاورة ، فما سنراه تحت حكم أى من هؤلاء هو صنف جديد من الإستبداد لا يمكن أن يقارن بغيره ، المعارضين لن يصبح مكانهم السجن كما فى كان يحدث فى عهد مبارك ، بل سيقتلوا ويصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف تطبيقا لحد الحرابة ، والنساء سيفرض عليهن الحجاب بالإكراه وسيحرمون من ممارسة كافة حقوقهن التى منحت لهن - فى عهد النظم القمعية الإستبدادية البائدة - وسيترحمن هن أيضا على تلك العصور ، أما الأقباط فسيجبرون على دفع الجزية عن يد وهم صاغرون أو يخيروا بينها وبين إعتناق الإسلام أو القتل وسيعاملون كمواطنين من درجة متدنية ولن يكون لهم أى حق فى المشاركة السياسية وسيجردون من كافة حقوقهم كمواطنين ، أما عن الأقليات الدينية الأخرى كالبهائيين والقاديانيين وشهود يهوه والبوذيين .. وأيضا الملحدين فعليهم أن ينتظروا أسوأ مصير على يد هؤلاء السفاحين فى حال إستحواذهم على منصب رئيس الدولة ، فعقابهم وقتها سيكون هو القتل بحد السيف بإعتبارهم مرتدين ، أما عن وعد أبو الفتوح وغيره من المرشحين الإسلاميين بإحترام حرية العقيدة فهى ليست سوى دعاية إنتخابية لجذب السذج من الاقباط وبعض مدعى العلمانية والليبراليين والذين سقط بعضهم بالفعل فى فخ تأييده والدعايه له والترويج لبرنامجه ، وأعتقد أنهم سيكونون أول ضحاياه إن وصل إلى سدة الحكم .
أنا لا أروج هنا لعمر سليمان ، ولن أفعل ذالك ، لكن على هؤلاء الذين ينساقون كالنعاج ويهاجمون ترشيح عمر سليمان لمنصب الرئيس أن يدركوا أن ما يفعلونه لا يصب سوى فى صالح السفاحين الإسلاميين الذين هم فى حقيقة الأمر يشكلون البديل الوحيد لعمر سليمان ، عليهم أن يدركوا جيدا أنهم بمقدورهم حشد قوى الشعب للثورة على عمر سليمان إن وصل الى السلطة ومارس القهر والاستبداد ، لكنهم لن يحصلوا على هذا الدعم الشعبى الذى سيناله المستبدون الجدد الذين سينصبون أنفسهم حكاما بأمر الله ، بل سيشارك الشعب المغيب فى قمعهم مع هؤلاء المتحدثين بإسم الإله ، فالمعارضين لحكمهم سيصبحون معارضين لحكم الله وسيصبح قتلهم مشروعا بإعتبارهم من الخوارج .
عندما تتحول مصر إلى أفغانستان أو إيران جديدة سنعض جميعا أصابع الندم ، وسنبكى بحرقه على هذا الوطن الذى سلمناه بملء إرادتنا لثلة من السفاحين ، عندها سنلعن الثورة ، ونلعن معها غفلتنا وسذاجتنا التى أوردتنا موارد التهلكه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هذه هى النهضة أم أنها السخطة
حورس شاكر ( 2012 / 4 / 11 - 13:06 )
إثباتا ً لكلامك يـُكررون الآن على مسامعنا أن الزمن تغير( لعدم تكرار ماحدث مع عبد الناصر من صدام)، وفى ذات الوقت يريدوننا أن نعود لما مارسه السلف من مئات السنوات ؟؟ أليس هذا تناقض وضبابية سواء فى الرؤية أو التفكير . صدعونا بإرادة الشعب وصندوقهم الإنتحابى!!! كما لو كانوا هم فقط مُمثليه بالضبط مثلما كان يفعل من قبلهم ومن كانوا ينتقدون خطابهم الفردى، حين تتابع مفرداتهم على الإعلام تراهم جميعا ً يـُرددون كلاما ً فارغا ً بدون مضمون وأكلاشيهات وعبارات مُكررة، وحين يـُقاطـَعوا من آخرين تلاحظهم يتهتهون ويتشنجون ويصرخون فهم حافظون لافاهمون، لامنطق ولافكر ولاعقل، فقط إتهام كل من ينتقدهم بأنه يناهض إرادة الشعب وكأنهم الشعب وضد الحرية وكأنهم هم الحرية وضد شرع اللـه وكأنهم وكلاءه على الأرض


2 - العسكر والنظام السابق
elias melbourne ( 2012 / 4 / 11 - 15:01 )
عزيزي الكاتب
زي ما العسكر والنظام السابق رسموها حصلت. وبكره يعفوا عن اغلبية رجال مبارك ويضحوا بكم واحد علشان التمثلية تكمل


3 - والعزة لله ولرسولة وللمؤمنين
عبدالوهاب الزهراني ( 2012 / 4 / 11 - 15:25 )
انا اؤيد وبشدة وصول الاسلاميين الى الحكم لانهم الوحيدون القادرون على احلال الامن والسلم وايضا سيقومون بالواجب مع الملحدين على اكمل اوجة ولن يقصرو معهم


4 - العنزة لله وصلعمه والمتخلفين
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 11 - 17:28 )
انا لا اؤيد بشدة وصول الفاشيين الى الحكم لانهم الوحيدون القادرون على احلال الارهاب ولانهم الوحيدون القادرون على الاتيان بما هو اسوأ مما كان وايضا لانهم سيقومون بواجب الخراب والدمار على اكمل وجه ولن يقصروا في الفساد والنهب والسلب كنواب لصلعم كما يحدث في غزة وافغانستان والسودان وايران ومزابلستان


5 - كيف يجرؤ سليمان
القلماوي ( 2012 / 4 / 11 - 23:36 )
بل كيف ينام ليله بماًن وانيابهم تزمجر عفوا زبيبتهم هناك افتراضان لا ثالث لهم اما انه يفوز وسيركع لدستور دستور يااًسيادنا ويربي له زبيبه اتقاءاً او خداعاً يتمسكن وبعدين يحلها الحلال خلالها يتقاسم الاخوه الأعداء مصر ام الدنيا كما تقاسم إخواننا الروعه عراق مابين النهرين او مثلما انت تنبأت يعيد سليمان تاريخ السجون الأزرق ويخلي اللي ميشتري يتفرج


6 - فات المعاد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 12 - 03:19 )
وبقينا بعاد بعاد
ان لم يفوز الاسلاميين سينزلون للشوارع بقوه وانتقام ومعهم تجارب سابقه شجعتها امريكا بالاعتراض على نتائج التصويت
ينزلون ومعهم توجيه ديني بجهاد الظالم اي انهم مظلومين ومن يقتل منهم ففي عليين من الحور لن تتوقف تلك الخروجات حتى لو سالت الدماء انهار
راي القرض اوي وفتواه استلام الحكم من الاسلاميين وعمر سليمان لن يفعل شيء لان هناك الكثير لديهم ضده وان فاز فسيكون واجه لهم ياتمر بامرهم
هل تستطيع ان تجيبني عن سر عدم تقديمه للتحقيق او المحاكمه
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي


.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟




.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من