الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعاء الأنبياء2 الثورة – الإنقلاب على الثورة

عصام شعبان عامر

2012 / 4 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إن الثورة الحقيقية ليست بإسقاط النظم المستبدة لأنها لو كانت كذالك وهذا المنظور لما استبد أحد على الناس ولكن الثورة الحقيقية هى ثورة مفاهيم وقيم ومعتقدات .
لقد وعى الأنبياء هذه الحقيقة جيدا فلم يطالبوا فى دعوتهم بسقوط الأنظمة إو اعتلاء عرش الملك ولكنهم طالبوا الناس باعتناق واعتقاد الحقيقة الغائبة عن أذهانهم وهى أنه لا واسطة بين الله والناس وأنه لا كهنوت فى الأديان حتى لايقع على الناس استبدادا أيا كان ومن أى نوع كان . فالأنبياء عليهم السلام قد حققوا ثورات من نوع آخر لانعرفه إنها ثورات قيمية تهدف فى الأساس إلى تغيير الناس من ناس لاتعقل إلى اناس تعقل ومن جبلات لاروح لها إلى أرواح تحيا على الأرض لتحقق جنة الله المنشودة هنا على الأرض قبل أن تكون فى السماء لانه وبلا اى خجل تلك هى وظيفة الإنسان أن يحيا ويعيش إنسانا مع اخيه الإنسان بالحب والود والتسامح والكرم فالحياة القائمة على الحب والعفاف والكفاف والتبادل فى جنة القيم الأرضية حيث لا ظلم – لاكراهية – لاغدر – لاخيانة – لا خسة – لانذالة- لاخداع – لاكذب – لاتدليس بل هناك حب – مؤاخاة – تكامل- كرم – مؤازرة – رحمة – مودة بهذا تتحقق الجنة المنشودة على الأرض قبل أن ندخلها فى السماء . ولكن وياأسفاااااااه قتل الإنسان أخيه الإنسان سبه وسفهه واستحل ماله وعرضه وماله فى استبداد مهيب ومشهد أليم حين غدر قابيل بهابيل فأرداه قتيلا وغدا على جثته الهامدة حزينا كئيبا .
لقد فطن الأنبياء عليهم السلام هذا فأرادوا إثارة الناس بوعدهم بجنة منشودة فى السماء عند الله إن استطاعوا أن يجعلوا الأرض جنة بالعدل بينهم فعمدوا وعملوا على اللعب بهذا الوتر حتى يتثنى لهم أن يغيروا فى قيم ومفاهيم الناس وقد نجحوا إلا وأنه للأسف مالبث الناس إلا أن إرتدوا إلى ما عهدوا عليه من عبادة اصنامهم الفكرية والعبثية والقائمة على قيم الفساد .
لهذا ما لبث الإنسان إلا أن ارتد سريعا لعهده القديم وسنة آبائه المتبعة ولأن جرائم الأسلاف قانون للأخلاف ما لبثوا إلا أن دلس الكهان على الناس باسم الأسلاف فرجع الناس إلى سابق عهدهم تحت رايات الاستبداد والاستعباد والظلم وكله تحت ظل الكهنوت الجديد وهذا هو الانقلاب على الثورة . فى الكهنوت الجديد كله باسم الدين الجديد الذى أسسه النبى حيث توالت الأنبياء فى ثوراتهم وتوالى الكهنة فى تدليسهم إلى أن نجح الكهان فى إلباس دين الله تعالى كله بصور مختلفة ورسل مختلفة وهدف واحد ألبسوها كلها لباس التدليس فدلسوا على الناس دين الله فصار الدين الواحد أديان بعد ان كان دينا واحدا وأمة واحدة وأخوة واحدة المرجعية فيها إلى ضمير الإنسان نفسه ومن هنا جعل الله الضمير الإنسانى يحكم بنفسه على نفسه وليحكم البشر العقل والقلب فيما تصنع ايديهم من خير أو شر .
وعند هذه النقطة نقطة الإنقلاب على الثورة من كهنة المعبد المرصع بمطامع النفوس وسلطان السيادة يخرج نبى جديد بثورة جديدة فى مرحلة من صراع جديد والبشرية لاتتعلم من تاريخها شيئا حيث عشقت الكاهن وأحبت الفرعون ومجدت الطاغية وأحبت الاستبداد وعشقت الخنوع تحت سوط الإستعباد صراع جديد من حلقات سلسلة الصراع الابدى حيث ينجح الكهنوت فى تدليس الاديان فى كل مرة ويكأن الناس عشقة الكهان والفراعين على حد سواء عشق المجلود للجلاد والمسيوف للسياف إنه حقا العشق الممنوع والحرام .
ولكن لماذا فى كل مرة من ثورات الانبياء تنقلب الثورة بعد رحيلهم ليركبها المستبدون والانتهازيون ليجعلوا من قبلتهم كهنوتا جديدا يدلس على الناس باسم الله ويجعلهم يرتكبون باسم الله أبشع الجرائم فى حق الله والناس على حد سواء فى ظلم فادح ولماذا تنطلى الخدعة على الناس بهذه السذاجة البريئة وهل هم معذورون وبأى شئ يعذروا وهم لهم عقول أليس لهم عقول وقبل كون أن لهم عقول أليس لهم قلوب ََََ!!!!!!
إنها مصالح السادة والكهان وجهل العوام واستتباعهم للكبراء من أصحاب المصالح مع إلغاء كامل للعقل الذى أسسه إبراهيم عليه السلام خليل الرحمان فى محجته لقومه مستخدما ذالك البرهان العقلى الواضح والصريح وأمام البراهين العقلية تخرس الألسن كما خرس لسان النمرود أمام حجة العقل حين حاج إبراهيم فى ربه فما كان من النمرود المستبد والمستخف بعقول قومه لأنهم هم وكهنته من صنعوه إلها ونصبوه خالقا وحاكما ومستعبدا لمجرد الملك والسلطان وعند هذه النقطة صراع حجة مستبد لن يبقى أمام المستبد أى حجة سوى السيف يستخدمه فى وجه العقل والمنطق ولأن هذا العقل الذى عارض بالحجة والمنطق يستحق القطع وهذا ما يحدثنا عنه التاريخ دائما يستبيح المستبد رقاب معارضية حيث فتنة السوط والسيف فإما الإنصياع بالسوط وإما القتل بالسيف وهذه هى فتنة الإستعباد للبلاد والعباد ومع وجود كهانة فى زمن الكآبة فإن الذبح حلال تحت مسميي الكفر والإيمان قتل التوحيدى معنويا والحلاج ذبح جسديا تحت نير هذين المسميين ولأن الكهان يعطوا مبررا لكل مستبد من الدين بأن يقتل كل معارضيه طالما كانوا كفارا وبالطبع فإن كل معارض لمستبد سيكون كافرا من وجهة نظر الكهان لمصلحة الحاكم ولمصلحتهم هم أن يتكهنوا على الناس باسم الله فيمنحوا صكوك الغفران وهذا يدخل الجنة وهذا يدخل النار هذا كافر وهذا مؤمن هذا يستحق البركة وذاك يستحق اللعنة وببداية دولة الكاهن الفرعون تسقط دولة النبى متمثلة فى جملة المعتقدات والقيم والمفاهيم الثورية على الفساد فتسقط الدعوة وتبدأ دولة الاستبداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة