الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التقدم ؟

مجدى عبد الهادى
باحث اقتصادي

(Magdy Abdel-hadi)

2012 / 4 / 23
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا تتجسد معارك الصراع الطبقي فقط في ساحات الصراع الإقتصادي، ولا حتى في الثورات الكُبرى وحدها، فالصراع الطبقي هو واقعة حياتية يومية، تتجلى في كافة تفاصيل الحياة، الصغيرة منها قبل الكبيرة، وإن كانت تعبر عن نفسها في شكلها الأكثر نقاءاً - وإلتواءاً في ذات الوقت - في ساحة الإعلام !!

لهذا لا غرابة في أن تكون ساحة الإعلام هى أعتى أدوات الحرب الطبقية التي تمارسها الطبقات المهيمنة ليل نهار ضد كافة الفئات الطبقية الكادحة، شغيلة الأجور ومالكي أدوات الإنتاج المتواضعة، من عمال وفلاحين وصيادين وموظفين ... إلخ .

وفي عصر ضاعفت فيه تكنولوجيا الإتصال من طاقات الإعلام ومدى تأثيره؛ تصبح قضية الإعلام قضية حياة أو موت بالنسبة لكافة الطبقات الكادحة التي تصبح بحاجة أكثر فأكثر لأدوات إعلامية تعبر عنها وعن مصالحها، فتقوم بالتوعية الجماهيرية رأسياً وأفقياً، وتنظيم الحوارات النقدية لتوحيد راية طليعتها، وصولاً لرسم إستراتيجياتها بعيدة المدى واسعة المجـال، على كافة المستويات المحلية والقومية والأممية، وهذا بالطبع بجوار مهامها التقليدية في نقل الخبر بحيادية وأمانة مُلتزمة خطها التقدمي بالأساس، كاشفةً عما يلتبس على الجماهير من حقائق، وما بين السطور معان، وخلف الكواليس من نوايا، وحتى مؤامرات !!

ولسنا بحاجة لإفراد مقالة طويلة عريضة في تبيان أهمية الإعلان، ودوره في الصراع الطبقي ... إلخ، فهذا مما يدخل في باب البدهيات !! فقط نشير بشكل سريع لما تعتقد التقدم أنها تختلف بجمعه تحت لواء واحد، عن أي شكل سابق وموجود من أشكال الإعلام التقليدي، أو بالدقة الجديد الذي تطمح التقدم في أن تكونه !!

1) داعية مشروع تاريخي : إذ أن إنغماس وحتى إدمان القوى السياسية – وتعنينا منها الثورية تحديداً - في العالم العربي عموماً لموقع رد الفعل، نتيجة للإنتكاس العرضي للمشاريع الكُبرى إقليمياً وعالمياً؛ قد أدى بها لتغييب وتناسي الرؤية التاريخية الشاملة، التي تتبنى على أساسها مشروعاً حضارياً مُتكاملاً .

2) مركز تفكير إستراتيجي : فالرؤية الإستراتيجية المُرتبطة بالمشروع التاريخي الحضاري، والتي تتحدد من خلالها طبيعة العلاقات الدولية المُرتجاة للحركة الثورية حاملة المشروع التاريخي في أبعادها الأطول أمداً، إنطلاقاً من الأعماق الجيوسياسية والجيوإقتصادية ..إلخ للمصالح المُستقبلية والتراثات التاريخية المُشتركة، والتي تنبني عليها الخريطة المُعقدة والمُتشابكة - الراسخة والمُتغيرة بذات الوقت - للأصدقاء والأعـداء

3) مركز تواصل قومي وأممي : لم تعد معارك التحرر الوطني والإجتماعي معاركاً محلية الطابع !! بل هى اليوم أقرب لأن تكون معاركاً إقليمية وعالمية، كذا هى لم تعد معاركاً يومية قدر ما هى معاركاً طويلة الأمد، وهو ما يفرض على القوى التقدمية وضع إستراتيجيات طويلة الأمد، وعلى جميع المستويات الوطنية والقومية والأممية؛ لمواجهة قوى الهيمنة والإستغلال المحلية والعالمية .

4) مركز حـوار تقدمي : رغم حزبية بعض المُنتمين لهيئة تحرير التقدم، إلا أنه قد تقرر بإجماع تام ألا تكون التقدم جريدة حزبية بأي شكل من الأشكال، وأن تكون مفتوحة على جميع الإجتهادات التقدمية، بالمعنى الواسع لكلمة "تقدمية"، حيث أن التحزب يتعارض مع إحدى أهم أهداف تأسيسها، وهو أن تكون مركزاً حوارياً لكافة التيارات والاحزاب والتنظيمات التقدمية، بما يمكنها جميعاً من الإلتقاء على أرضية مُشتركة؛ لفرز الخلافات وتحديد الأولويات، كذا بناء الرؤى على الأبعاد الزمنية المُختلفة .

5) أداة إعـلام ونضـال جماهيري : فتغطية النضالات اليومية لجماهير الشغيلة هى مهمة أولية وبديهية جداً لمنير تقدمي، كذا متابعة قضايا الفساد وغيرها من القضايا ذات الطابع الجماهيري التي تمس الحياة اليومية لجماهير الشعب، بما يتسع ليتجاوز حتى مهام الصحافة التقليدية من نقل الأخبار، إلى متابعة القضايا بإجراءات قانونية إذا توافرت المستندات المساعدة، كذا تقديم مشاريع تشريعية يتم الحشد لها إعلامياً وسياسياً وجماهيرياً بما يخدم القضية الواسعة للتقدم، تلك القضية التي لن يقوم بها ولاشك الإعلام المأجور غير المُؤتمن، خصوصاً إذا كان أغلب الإعلام المتواجد هو ما بين إعلام حكومي وإعلام رأسمالي خاص وإعلام ديني يميني، يعمل جميعه في خدمة المُمول والحامي !! ؛ ما يجعل إعلاماً تقدمياً ثورياً بديلاً ضرورةً لا محيص عنها، حتى وإن كان ضعيف الإمكانات محدود الأدوات، فضرورة وجوده هى ما تفرض علينا النضال لبناءه، حتى ولو بدأنا بالمتوافر الضيئل من الإمكانات المادية والبشرية، فكل المشاريع العظيمة بدأت بفكرة، كما أن كل الرحلات الكُبرى تبدأ بخطوة .

6) داعية مشاريع تنموية : فالمشاريع التنموية الشعبية والتعاونية أضحت اليوم مسألة حياة أو موت بالنسبة للجماهير الواسعة، التي تتدهور معيشتها وتتعقد شروط حياتها بإستمرار، بحيث أصبح مُتعيناً عليها أن تأخذ أمرها بيدها، في ظل تراجع الدولة وسلبيتها وحتى تآمرها، بخيانتها لقضية التنمية، وتركها الساحة الإقتصادية فارغةً للصوص المُسمين مُستثمرين، فيتم تجريفها للمصالح الربحية الضيقة لرأس المال، ولو على حساب المصالح العُليا للوطن وضرورات حياة جماهير الشعب، التي أصبحت كاليتيم على مائدة اللئام !!

7) منبر للثقافة الوطنية التقدمية : فجبهة الثقافة هى إحدى أخطر الجبهات، التي نحن بأمس الحاجة للقتال فيها على المستوى الجماهيري الواسع، لا النخبوي الضيق كما تراه الطبقات المهيمنة، التي يرتهن وجودها بتعميم الجهل والسطحية والإبتذال على كافة الجبهات الفنية والأدبية، والإبداعية بعامة، كذا فإن فهماً تقدمياً يستعيد المضمون الثوري للدين هو حتمية لا مفر منها لتحقيق النهضة المُرتجاة، تلك النهضة التي بدأها الرواد العظام كالأفغاني والكواكبي ومحمد عبده وغيرهم من رموز التجديد والتثوير الديني .

نتمنى من الله أن يعيننا على تأدية هذه المهام الكبيرة والشاقة، وهو الأمر الذي نتوقع من كافة زملائنا التقدميين المساهمة فيه، فالقضية واحدة، وما مهمة التقدم سوي كونها أداة إعلامية ومركز تنسيق وتجميع للجهود .

والتقدم لم تستكمل كافة شبكتها الإعلامية بعد، كما أنها لازالت بسبيل إستكمال شبكة مراسيلها في جميع أنحاء مصر بدايةً، ثم الدول العربية والإسلامية ثانياً، وصولاً للعالم كله إن أمكن !! ؛ وهى تؤمن بفلسفة إدارة مالية تعاونية، لا رأسمالية لا ربحية، والمُراسل فيها هو مناضل مُتطوع غالباً، ومن حيث الأصل !!

ستبدأ التقدم بموقع إخباري بسيط ومتواضع بحكم الإمكانات المُتوافرة؛ ما سيفرض عليها الصدور بشكل تجريبي حتى نهاية العام 2012 م ، حيث سُيستبدل عندها التصميم الحالي بتصميم آخر بإمكانات أكبر ومهام أوسع مع توسع عمل الجريدة، وتوسع فريق العمل وشبكة المُراسلين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تركيب سيئ للمقال
طاهر النجار ( 2012 / 4 / 24 - 09:28 )
الأستاذ/ مجدى عبد الهادى
معذرة عن عدم فهمى لتركيب المقال بدءاً من العنوان وحتى نهاية المقال، المقال فى مقدمته لم يذكر شيئاً عن أن هناك مشروع إنشاء جريدة أسمها التقدم، ومن الذيم يشتركون فى تأسيسها او المحررون لها أو البلد الصادرة منها.
وأسلوب عرضك لموضوعك لم يشير إلى إنشاء مركز إعلامى او هيئة إعلامية ، بل تكلمت بصفة عامة عن أهمية الإعلان ثم أستكملت حديثك بقولك أنك ستشير بشكل سريع لما تعتقد التقدم أنها تختلف بجمعه تحت لواء واحد عن أى شكل سابق من أشكال الإعلام التقليدى.ولا أعتقد أنك تتكلم عن مشروع فى طريقه للإنشاء بل كلامك يوحى بأنك تتحدث عن التقدم وكلامك التالى يؤكد ذلك، لكن قبل نهاية المقال يكتشف القارئ أن هناك مشروع إعلامى لكنه يجهل طبيعته وأسماء المشاركين فيه وأين يوجد ومن أى مكان سينطلق ومتى ستكون ساعة الصفر للإنطلاق.
من الواجب أن يكون المقال يحتوى على كل المعلومات التى تهم المقال ولا تضعه فى حيرة من أمره، حتى لا يعتقد أنه يقرأ قصة بوليسية وينتظر حتى النهاية لمعرفة من هو القاتل.
عموماً أتمنى معرفة تفاصيل هذا المشروع وشكراً


2 - فعلاً .. لم أنتبه لضرورة إعادة الصياغة
مجدي عبد الهادي ( 2012 / 4 / 24 - 13:50 )
مرحباً أستاذ طاهر

الحقيقة أن المقال مُعد بالأساس للنشر بموقع التقدم يوم صدوره الأول، وعليه يكون التعريف بأن الموقع جريدة إلكتروينة ....إلخ نافلاً، فالقارئ سيكون حينها موجوداً في الموقع فعلاً !! ربما كان خطئي كوني لم أنتبه لضرورة إعادة كتابة نسخة خاصة بالحـوار المُتمدن؛ نتيجة كثرة الإنشغالات، ما بين إنشغلات شخصية ومهام متعلقة بالمشروع نفسه من إعدادات فنية وتجهيز مواد..إلخ، فعذراً على هذا التقصير

أما عن لماذا لم يتم إدراج التفاصيل الصغيرة ؟؛ فلأن هذا التعريف سيكون ثابتاً بشكل ما لرواد الموقع، ولم أشأ ثبيت معلومات مُتغيرة ليس لها أهمية في ذاتها، ويأتي ضمن ذلك الأشخاص، فنحن نسعى لبناء مؤسسة، والمؤسسة يجب أن تكون فوق الأشخاص، ولا أعتقد أنه مما يهم القارئ جداً معرفة الإدارة (لها صفحة تعريفية بالموقع)، كما أن ما يعنيه بالأساس هو -المحتوى- بالمعني العام للكلمة، خاصةً إذا كانت التقدم مؤسسة قائمة بذاتها، فليس ورائها حزب أو جهة ما، بالشكل الذي يُوجب حينها التنويه من باب الأمانة مع القارئ

وبالنسبة لطبيعة المشروع فواضحة في النقاط السبعة !! وسيصدر من مصر كمنطلق كما تشير الفقرة قبل الأخيرة

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟