الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحقق من الوزن النسبي للثورة المصرية

أحمد أبو بكر جاد الحق

2012 / 5 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فوجئت كثيراً بالتوقعات المبدئية للانتخابات المصرية، كما فوجئ الجميع، وكم كنت مضطرباً ومشحوناً بالغضب والأسى الشديد مما آلت إليه التوقعات المبدئية غير المعلنة رسمياً ، وكيف آلت النتائج إلى إجراء الإعادة بين (محمد مرسي) مرشح الإخوان المسلمين، و (أحمد شفيق) مرشح النظام القديم، ورئيس وزراء حكومة مبارك سابقاً .... ويتأرجح مرشح الثورة (حمدين صباحي) بينهما متقدماً بالأصوات التي حصل عليها من المصريين بين هذا وذاك .... فهل المصريون واعون تماماً بما فعلوه؟
يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال هي مناط بحثٍ في تاريخ المصريين القديم والحديث، ومناط تحقيقٍ في مواقف تاريخية مرت بها مصر عبر العصور السابقة .... فلابد أن يكون هناك ميراثٌ قديم لما يفعله المصريون .... لفعل هذا العمل الجنوني ليكون جناحا الإعادة بين مرشحي الرئاسة الحقيقيين في مصر هما (محمد مرسي)، و (أحمد شفيق)، واثقاً من النجاح المبهر للثورة المصرية.
لعل ما يقال: إن مصر عبر تاريخها تتخللها فترات ضعفٍ وتوترٍ واضطرابٍ، ولكن ما أثار إعجابي ما كتبته للدكتورة نعمات أحمد فؤاد في مقولة للعقاد في كتابها شخصية مصر: (الشعب المصري يعرف أنه الحاكم الحقيقي من خلال علمائه وعطائه، بل ليكن الحاكم من يكون .... فسد أم صلُح مادام لم يتعرض للأرض أو العِرض أو الرزق، أما إذا مسَّ أحد هؤلاء ؛ فإن مصر تتمرَّد عليه كأعصى ما تكون أمة).
ولعل هذا الأمر يذكرني بقول الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ((البقرة: 216(
دوماً الشعب المصري بتاريخه الطويل لديه وعيٌ جمعيٌّ .... وهذا الوعي الجمعي بالرغم من أنه قد يكون نتيجة لصدفة محضة .... أو قد يكون لجهلٍ تامٍ ، وفقر مدقع .... وقد يكون نتيجة لظروف ومغريات من أجل الحصول على مصالح شخصية .... ولكنها في النهاية تصبُّ في مصلحته كنوعٍ من حفظ الله لشعب مصر.
البعض قد يقول: إن الثورة قد انتهت بسبب ترشيح (أحمد شفيق) هذا الشخص الذي يتحمل المسئولية السياسية في بعض أحداث ثورة يناير 2011م، ولكنني أقول: إن الشعب المصري بالفعل الآن قام بعملية الفرز ما قبل النهائي .... فكيف ذلك؟
لقد قام الشعب المصري بفرز القيمة الكلية لكافة التيارات المتاحة أمامه للوصول إلى السلطة .... حيث كشفت انتخابات الرئاسة الأوزان النسبية في المجتمع المصري بين التوجهات ذات المصالح الفاسدة التابعة للنظام القديم بقيادة (أحمد شفيق) ... والتوجهات ذات المصالح الطامعة في الوصول إلى السلطة باستخدام الدين والطائفية كوسيلة من خلال (محمد مرسي) التابع لجماعة الإخوان المسلمين بقيادة المرشد (محمد بديع).... والتوجهات التي تعتمد على التمحور حول المشروع الثوري بقيادة (حمدين صباحي).
والآن يحاول الشعب المصري أن يضع النخبة الفاسدة أمام النخبة الطامعة في السلطة .... لتكون المواجهة النهائية والأخيرة فيما بينهما .... لإنهاك وإهلاك قوى النخبتين ... محاولاً تنحية المشروع الثوري عن المواجهة .... اعتماداً على أن يستغل المشروع الثوري هذه المواجهة المحتملة التي خطط لها الشعب المصري بذكاءٍ شديد ـ بعيداً عن كل المخططات التي تحاك له من أعداء الثورة المصرية ـ في إرساء القواعد الحقيقية للمشروع الثورى على أرض الواقع بكافة قواعده التنظيمية .... نحن الآن أمام المواجهة الحقيقية لانتصار الثورة المصرية بإبعادها عن المخاطر التي يواجهها شباب الثورة المصرية .
يبدو أن الوعي الجمعي يعطي للشعب المصري ذكاءً فطرياً يبهر الجميع .... فيحمي أبناءه الذين سوف يجابهون قريباً عبء بناء هذا الوطن ، والنهوض به ... حيث أبعدهم عن هذه المعركة الفاصلة التي سوف تبدأ بين جبهتي النظام القديم الذي مازال قائماً، والنظام الطامع في السيطرة والسطوة على مقدرات مصر كلها في قبضة يده.
وعلى الجبهة الثورية بقيادة (حمدين صباحي) أن تبدأ في بناء قواعد التنظيم على أرض الواقع الفعلي .... استعداداً لاستلام دفة الإبحار بالوطن نحو عالم العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية الذي يحاول الشباب الثوري أن يصل إليه .... ليجني كل شخصٍ في مصر من خيراته.
ولكننا الآن نستعد لمواجهة سوف تحدث بين جبهتين .... قد تتوتر بينهما العلاقات ... وقد تكون هذه المواجهة دامية بين جبهتي النظام القديم، ونظام السيطرة والسطوة ... قد تستمر لفترة ما .... ولكن على شباب الثورة المصرية بقيادة (حمدين صباحي) ألا يشارك في هذه المواجهات بين هاتين الفئتين؛ لأن الشعب المصري يريد أن تسود مبادئ الحق والعدل من خلال هذه المواجهة التي أعدّ وخطط لها .... منذ وقتٍ طويلٍ .... انتظاراً لهذه اللحظة الفريدة في تاريخ مصر.
فإن لم يحدث أن كانت الإعادة بين قائد المشروع الثوري الذي التفّ حوله شباب الثورة المصرية وبين أحد الطرفين الآخرين ... فنرجو ألا يشارك شباب هذه الثورة .... حيث لابد أن تكون المقاطعة لانتخابات الإعادة (إيجابية) (بالمشاركة بإبطال الصوت) .... وهذه هي التقنية الجديدة للثورة المصرية للفرز النهائي لشباب الثورة المصرية المخلص لمبادئ هذه الثورة (عيش * حرية * عدالة اجتماعية * كرامة إنسانية) .... حيث من خلال المقاطعة الإيجابية نريد بالفعل أن نكشف الوزن النسبي للشباب المؤمن بمبادئ الثورة المصرية.
وهذه نصيحتي لشباب الثورة المصرية الذين آمنوا بمبادئ الثورة المصرية
إذا كانت الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية بين قائد العودة للنظام القديم (أحمد شفيق) وقائد السيطرة والسطوة الطامع في الرئاسة (محمد مرسي) باسم الإتجار بالدين.

قاطعوا الانتخابات إيجابياً بإبطال الصوت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ