الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروتوكولات الإخوان لإسقاط الأوطان ج2

أحمد زكارنه

2012 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنا قد رصدنا في المقال السابق اهم ثلاثة مشاهد اخوانية يجب النظر اليها بتمعن شديد، كخارطة استدلال لابرز معالم الواقع الراهن في المنطقة العربية وفي مصر خاصة باعتبارها تعيش مخاض الولادة الثانية لتيار الاسلام السياسي، فضلا عن كونها بلد المنشأ إن صحت التسمية.
وهي للتذكير في نقاط مختصرة:
1- حقيقة مشاركة التيار الاخواني في حكم مصر منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، مشاركة متضامنة تُحملها جزاءاً كبيرا من مسؤولية افساد الحياة السياسية في مصر.
2- نقض التيار الاخواني لتعهده الانخراط في الحياة السياسية على مبدأ المشاركة لا المغالبة وهو ما لم يحدث لا في الانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية.
3- الانقلاب على الحركة الثورية واستغلالها لصالح الوصول الى نتائج محددة، منها العمل على تسويف تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور المصري إلى ما بعد نتائج الانتخابات الرئاسية.
أما في هذا المقال سنستعرض اهم بروتوكولات التيار الاخواني لاسقاط الكيانات والاستيلاء عليها بمساعدة الشعوب نفسها.
البروتوكول الاول: السيطرة على السلطة اللامادية
والمقصود بالسلطة اللامادية هي السلطة الرابعة سلطة وسائل الاعلام والاتصال التي باتت مع التطور التكنولوجي تتحكم في رسم المشهد السياسي والاقتصادي لاي كيان كان، وهو الامر الذي بدأ العمل عليه منذ بداية تسعينيات القرن الماضي مع اقتحام الفضاء عبر القنوات الخاصة التي عملت تحت شعارات تبدو غير حزبية بعيدة عن اي سيطرة رقابية سلطوية.
البروتوكول الثاني: استراتيجية الالهاء.
وهي استراتيجية تقوم على تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الكبرى لصالح قضايا هامشية يغلب عليها طابع التسطيح الذي يعمل على التشويش بدلا من التدقيق، وهو الامر الملاحظ افتعاله منذ عقد كامل من الزمن، طرحت خلاله وسائل الاتصال عشرات القضايا التي اختطفت العوام باتجاهات بعيدة كل البعد عن قضايا الاقتصاد والعلوم والثقافة.
البروتوكول الثالث: استراتيجية نزع فتيل الثقة:
وهي استراتيجية تعمل على اضعاف سلطة القانون والدولة معا، وبالتالي تشظي النظام السياسي عبر اختراق الوعي الجمعي لصالح إخضاع العقل لاتجاهات بعيدة عن أهمية القيم الاجتماعية الفردية منها والجماعية، وقولبة السلوك الفردي لتكريس النزعة الأنانية وطمس الروح الجماعية المنتقدة لأي سلوك سلبي، نقداً بناء، ما يؤدي تلقائيا إلى نزع فتيل الثقة بين الحاكم والمحكوم، وصولاً الى ايقاظ النعرات القبلية والطائفية والمذهبية، وهو الدور الذي لعبته وسائل الإعلام باتقان منذ اللحظات الأولى للقرن الواحد والعشرين.
البروتوكول الرابع: إلغاء العقل عبر استثارة العواطف:
وهو اسلوب يقوم على مبدأ السيطرة على حس الإدراك عبر الوسائل السمعية والبصرية التي هي اساس عمل وسائل الإعلام، مما يساهم في استلاب أو تزييف الوعي الجمعي عبر اختطافه وتوجيهه، توجيهاً يعمل على تعطيل التحليل الفكري المنطقي لأي حدث كان.
البروتوكول الخامس: نظرية الاختراق الثقافي:
وهي نظرية تحدث عنها سابقا المفكر العلامة الراحل محمد عابد الجابري، حينما طرح ورقة: العولمة والهوية الثقافية في عشر أطروحات، اشار في أهمها إلى ايديولوجيا الاختراق التي تقوم على “ نشر وتكريس جملة أوهام، هي نفسها “مكونات الثقافة الإعلامية الجماهيرية في الولايات المتحدة الأمريكية”، وقد حصرها باحث أمريكي في الأوهام الخمسة التالية: وهم الفردية، وهم الخيار الشخصي، وهم الحياد، وهم الطبيعة البشرية التي لا تتغير، وهم غياب الصراع الاجتماعي. وإذا نحن أردنا أن نوجز في عبارة واحدة مضمون هذه المسلمات الخمس، أمكن القول إن “الثقافة الإعلامية الجماهيرية” الاميركية، هذه، تكرس آيديولوجيا “الفردية المستسلمة”، وهي ايديولوجيا تضرب في الصميم الهوية الثقافية بمستوياتها الثلاثة، الفردية والجمعوية والوطنية القومية” بحسب تحليل الجابري.
أخيراً إذا ما دققنا النظر فيما ذكر من برتوكولات إخوانية، سنجد أن هناك تطبيقاً شبه حرفي لنظرية “ الفوضى الخلاقة “ التي كانت قد تحدثت عنها كونداليزا رايس سابقاً كشرط اساس في مخطط ترسيم ما سمي في حينه “ الشرق الأوسط الجديد أو الكبير” ذلك الشرق الذي بشر به وزير الخارجية الأمريكي السابق المخطط الاستراتيجي الاميركي اليهودي هنري كسنجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24