الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف والارهاب00وسياسة التكفير الاسلاميه

تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)

2005 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


احدثت الاصوليه الاسلاميه هزه روحيه عنيفه واوجدت حاله مرضيه تهدد الحضاره العربيه الاسلاميه والتي تقوم على اساس ديني من خلال الايمان بمعتقد سماوي او فكري او سياسي او بأمتزاجهما معا يتم ربطه بالنهايه مع فلسفة ثقافيه تمكنت من ايجاده وارتداء عبائته في عصر سابق من التاريخ الماضي لنشؤها0 ويعتقد اصحابها امتلاك الحقيقه عبر التوصل اليها بمعتقد يسمو على كل المعتقدات المتواجده لتصبح في نهاية الامر مذهبا تعصبيا عنصريا منغلقا على نفسه وعلى اصحابه ليتجه بعد ترسيخه واتحاد انصاره الى الجهر بأفكارهم وبالتالي التصادم مع المذاهب والتيارات الفكريه والدينيه والثقافيه الاخرى والموجودة على الساحه ذاتها او الزمن ذاته0
فالعنف الاسلامي ظاهرة قديمة حديثه وخطيره عانت منها المجتمعات الاسلاميه وفي التاريخ الاسلامي الطويل هناك مئات الشواهد على ذلك ابتداء من الخوارج وشيعة علي بن ابي طالب بعد مقتله اثر الخلاف على الحكم فيما بينه وبين حزب بني اميه مرورا بالتيارات الفكريه والجماعات الاسلاميه التي لبست ثوب الدين ومارست ابشع الصور وارتكاب المجازر بحق خصومهم وحق المدنيين وانتهاء بالجماعات الاسلاميه التي تسوغ القتل وزرع المتفجرات في الاسواق العامه واماكن السكن والعمل لابناء الشعب العزل من السلاح الذين لا ذنب لهم الا حظهم العاثر في وجودهم ساعة انفجار العبوه الناسفه او سقوط صاروخ موجه فوق رؤوسهم000فهناك عنف في الجزائر وفي مصر وفي العراق المحتل وفي باكستان وفي افغانستان وفي كل مكان تتواجد به اغلبيه مسلمه دائما هناك عنف وارهاب وقتل وتشريد000!!!
فهل هناك اسباب للارهاب والعنف الاسلامي يا ترى00؟
الجواب: ما من مشكلة او حدث او أي طاريء الا وكان هناك مجموعه من الاسباب 00منها الظاهر ومنها المستتر0لكن ما يهمنا هنا اسباب ظاهرة العنف او الارهاب الاسلامي000بداية ارجو من القاريء الكريم ان يمعن النظر والتفكير وان يتذكر ما قراء من كتب دينيه اسلاميه او حضر خطبة لاحد المشايخ في مسجد او استمع لحديث متدين00او حضر مقابلة مع علامه من علماء الدين قبل ان يصدر حكمه على الاشياء00ما من مكتبه من المكتبات في عالمنا الاسلامي او خطب شيوخ المساجد او ظهور داعيه في فضائية مرئيه الا وكل المفردات التي تصدر عن هؤلاء هي تعبير عن ثقافة التطرف والتكفير00! وللتوضيح ينظر المسلمين الى انفسهم والعرب بخاصه على انهم الامه صاحبة الهدايه والرشد وان العلم والحجه وصاحب الحق في اصدار الاحكام والفتاوي هي حكر على اهل السنه والجماعه المتمسكين بتعاليم السلف وفتاويهم لتضيق الدائره اخيرا فتفرز هيئة كبار العلماء00التي من حقها ان تصدر احكامها على غيرها من المسلمين لاغية الحوار والتسامح الفكري واحترام الرأي الآخر لتحل محلها عقلية اقصاء الآخر والغائه ورفض الاعتراف به أو التعايش معه، بل في كثير من الاحيان تصف خصومها بالكفر والمروق من الدين والزندقه والالحاد وغيرها من المفردات البغيضه التي ستنتهي اخر المطاف الى الدعوه بخروجهم من ملة الاسلام وقتلهم وسبي نسائهم ومصادرة اموالهم00اما بالنسبة للغرب او العالم غير المسلم فهم عند هذه الجماعه دار كفر يحل قتالهم واعمال السيف بهم واستعباد اطفالهم وسبي نسائهم واخذ اموالهم00 فكل فكر لم ينطلق من منطلق اسلامي سلفي اصولي فهو الكفر فهل هذا ما جاء به الاسلام وهل هذه الحجج والافكار هي التي صنعت من حفاة الصحراء جيوشا غزت العالم وافرزت قيادات وعلماء اعترف بهم غير المسلم واجلهم قبل المسلم نفسه0

وفي ظل هذا الجو الفكري العنصري المشبع بثقافة الكره والتطرف والتكفير والمشحون بعقلية اقصاء الآخر والغائه كلياً يأتي العنف المسلح كنتيجة طبيعية وثمرة حتمية لهذا الواقع الفكري وتفريغ هذا الكره والحقد ليس مهما بوجه من يفجر00لكن المهم عندهم ان يخرج ويبث سمومه ليطال كل مسلم في دينه واخلاقه وسلوكياته0
ورغم تسارع مجريات الاحداث عالميا وتبدل الثقافات وتطورها الا ان هذه الجماعات مصره على صفة الجمود والتصلب في الرأي والمعارضه لكل ما هو جديد والتباهي والتظاهر دائما بأعلان الانتساب الى التراث القديم والتشبث به عبر استحضار القوالب الماضيه والجاهزه ودعوة الاخرين الى تصغير انفسهم وحشرها ضمن هذه القوالب رافضة مواكبة التطور والحوار مع اتباع سياسة التحجر الذهني والتعصب العقائدي والعناد الزائف 0حتى اصبحت الاصوليه الاسلاميه الان بمثابة اتهام خطير وجه للمسلمين كافة اكثر منه تجاه غير المسلمين في الوقت الذي نرى هذا الفكر متمثلا بالنموذج الرأسمالي الامريكي بخاصه والغرب الاوروبي بعامه والتفوق العسكري والتقني وتطبيقاته في فيتنام وامريكا اللاتينيه وتوسعت لتشمل ايران وباكستان وافغانستان وانتهاء بالخليج العربي والسعوديه والكويت من خلال نشر القوات العسكريه في اراضيها واستعمال اجواءها ومياهها لضرب الاشقاء في الجوار00
ان الاسلام القائم على اساس القرآن والسنه النبويه بمفهومهما الصحيح وتطبيقاتهما في الحياه اليوميه وما يخص التشريعات بما يخدم الانسان ويصون كرامته ويحفظ فيه الاوطان من الغزو والاحتلال00بريء من التوظيف السياسي للدين الذي تستعمله وتحوله الجماعات الاصوليه المتطرفه الى ذريعه وحجه تستخدمها الدول الكبرى في غزو البلاد الفقيره في العالم الثالث_العالم العربي الاسلامي ونهب ثرواته والسيطره على مقدرات شعوبه والتباهي بقصور هذه المجتمعات عن حكم نفسها وبالتالي منعها من التحرر والتقدم نحو حل مشاكلها الحقيقيه وجعلها مرتبطه ارتباطا كليا ومقيده للمستعمر الغازي0
وقد تبنت الحركه الصهيونيه في اسرائيل الايديولوجيه الاصوليه نفسها (لا اقول اخذتها عن الاسلام00فاليهوديه سابقه للاسلام وبالتالي لها اصوليتها الخاصه بها) وذلك من خلال طرد وقتل المواطنين الفلسطينيين وذلك عبر طرحهم حجة ايمانهم بأرض الميعاد التي وعدهم بها الرب لأقامة دولتهم على اشلاء وجراح شعب لا ذنب له الا تمسكه بحقه وجذوره في ارض اجداده00ارض الانبياء الذين صلبوا على اعمدة التعذيب اليهوديه لأنهم جاؤا برسالات سماويه تدعو للتسامح والتعايش السلمي بين كل الامم والشعوب دون تمييز00فأي رب هذا الذي يسمح بأبادة شعب وازالته عن الوجود لأقامة شعب آخر مكانه حسب تصور رجعي وقبلي للدين0 الامر الذي يجعل ذلك معيارا عنصريا ومعيارا مذهبيا طائفيا اصوليا متطرفا يحمل بين جنباته العنف والارهاب00فهل يقبل الاسلام ان تكون مكانته بين الامم كمكانة اليهود00؟
فمن اجل ان يصبح نقد الموروثات القديمه فعالا لا بد ان يستند اساسا على المعرفه الثقافيه والحضاريه للآخرين ومعتقداتهم وثقافتهم والاطلاع على افكارهم لان جهل الثقافات الاخرى ورفضها يجعلنا نعتقد بالتفوق الديني والثقافي بدون وجه حق لاننا لا نقدم الطروحات الحقيقيه لمعتقداتنا وتطويرها لتناسب مواكبة كل العصور التي تمر بها امتنا الاسلاميه والقبول بالحوار القائم على اساس الاقتناع والاستفاده منه وتطبيقه مع الاحتفاظ بالركائز والدعامات الرئيسه والثوابت العقائديه الاسلاميه وعدم التخلي عنها والسعي الى اكتشافات مشتركه للقيم والاخلاق والسلوكيات والابتعاد عن العصبيات والمعتقدات الاصوليه المتطرفه لنصنع انتصار المستقبل على الماضي والحق على الباطل0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا