الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الديمقراطي ومقترحات للعمل

صادق البلادي

2012 / 6 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ اقل من عامين ينعقد بين حين واخر في العراق أوفي المنافي إجتماع أو مؤتمر أو لقاء أو فعالية لأنصار التيار الديمقراطي من أجل إستكمال تشكيل هيئات التنسيق أولقاء ينظمه التيار الديمقراطي.ومع حداثة تشكيلها صارت هذه الإجتماعات واللقاءات مكانا لتقديم المقترحات والأفكار، كما وصارت تؤسس لتقاليد ديمقراطية يفتقدها شعبنا العراقي.
ليس النظام الديمقراطي هو النظام الأكمل لشكل الحكم، غير أنه أفضل الأنظمة ، وليس هو آلية إنتخاب فحسب، وليس تحقيقه مرتبطا بإقتصاد السوق، كما يزعمون ، وما هو بالبدعة الغربية كما زعم الإسلاميون فرفضوا حتى القبول بمصطلح الديمقراطية وأصروا على وضع مصطلح الشورى بدلها، حتى بان لهم أن القضاء على صدام سيتم على أيدي تحالف الراغبين مع الأمريكان، وتراءى أن الحكم قادم والدخول فيه يتطلب الإعتراف بها ولو لفظا، فقبلوا وقالوا : نعم. والسنوات العجاف التسع ، وليس السبع فقط ، أثبتت أنه كما لم تتحقق إشتراكية دون إشتراكيين، كذلك لن تتحقق الديمقراطية دون ديمقراطيين. وتكون التيار دليل خير لمستقبل العراق فها هو ينشط ولما يزل في مرحلة الحبابوك فأمامه مراحل حتى يعطي ثماره المرجوة، فيعطي رطبه الجَنِيِّ للذين يسعى التيار من أجل خيرهم.

ففي الورشة المتخصصة للتيار الديمقراطي في كندا جرى استضافة الشخصية الديمقراطية والناشطة العراقية د. سلمى السداوي والتي قدمت محاضرة موضوعها "أزمة مياه الرافدين وتداعياتها"، ومن خلال المداخلات واٌلإقتراحات التي قدمها الحاضرون جرت الموافقة على السعي لإقامة مؤتمر يتباه التيار الديمقراطي في المنفى بالتنسيق مع التيار في الوطن معتمدا على المعلومات التي وردت في المحاضرة لتحريك الحكومة والبرلمان العراقي و لكسب تضامن المنظمات الإنسانية والدولية.
ففي المؤتمر الثاني للتيار الديمقراطي في الدانيمارك وافق المجتمعون على تبني تقليد جديد في الإنتخابات يعتمد التخلي عن الفوز بالتزكية الى هيئة التنسيق للتيار والأخذ بالتصويت الفردي وحصول المرشح على الأغلبية المطلقة، النصف زائد واحد. وكان قد جرى تقديم مثل هذا المقترح الى المؤتمر التأسيسي للمجلس العراقي للسلم والتضامن في عام 2003 ، من أجل ترسيخ تقاليد ديمقراطية جديدة تشكل قطيعة تامة مع التقاليد اللاديمقراطية العتيقة. ومع أن التيار الديمقراطي بتبنيه الديمقراطية منهجا وهدفا يقوم على العلمانية، التي جوهرها فصل الدين عن الدولة،إلا أن المشاركين في مؤتمرالتيار في الدنيمارك توقفوا عند توصيف التيار بالعلمانية وجعلها صفة التيار الواضحة والصريحة. وقد جرى هذا دون تعليل ضرورةالتأكيد هذه، خاصة وهم يعيشون في الدنيمارك التي لا يوجد فيها فصل مؤسساتي بين الدولة والكنيسة، مثلما هو الحال في أيسلندا، وليشتنشتاين ، وكما كان في النرويج الى حد الشهر الخامس من هذا العام. وأن ملكة الدنمارك هي في نفس الوقت رئيسة الكنيسة الشعبية الدنماركية، الديانة الوحيدة التي تتلقى مساعدات من الدولة، ووزير الكنائس هو السلطة الإدارية العليا فيها. ومع هذا فإن الحقوق والحريات الديمقراطية مضمونة في الدنمارك، وقد كان العراق في عهوده المختلفة قبل سيطرة الإسلام السياسي الشيعي دولة مدنية ، علمانية، رغم النص على أن الإسلام دين الدولة. فالعبرة في كل نص هو في التطبيق، والتطبيق لا يتم إلا عبر صراع سياسي ، المنتصر فيه من يكسب الجماهير، والخاسر عليه ألّا يلوم إلا نفسه، وهذا لا يكفي بل عليه تغيير خطابه لكسبها في الجولة التالية.
ولقاء آخر عقد في نيوزيلاندا كان أبدع ما فيه الصرخة التي أطلقها الشيخ، عُمُرا، لا بعمامة دين، أو عشائرية، الأخ الكبير عربي الخميسي، ألذي بلغ الخامسة و الثمانين من العمر، طال عمره بصحة وأمان، بقوله، وهو يعتمر السدارة، تأكيدا
على الهوية العراقية ، قبل أي هوية فرعية أخرى :
"دعونا نصرخ معا، لا للجيش ونعم لحله واعلان العراق دولة محايدة تحافظ فقط على امنها الداخلي عبر قوات الشرطة فقط.
لا أسمح لكم ان تقولوا اننا نريد بناء جيش قوي للدفاع عن الوطن.. أي دفاع وضد من؟؟.
قبل ان تردوا علي اود ان اقول لكم باني احد الضباط الاحرار وقد احصيت الان 85 عاما من حياتي وخدمت بالجيش العراقي "
هذه الصرخة نقلها الصحفي البارع الأخ محمد الرديني ، والتي عقب عليها د.خليل الجنابي باسم اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي في نيوزيلندا بقوله
مخاطبا الرديني: "تحية وأُمنية طيبة لك ولقلمك الرائع وأنت تصف بكل وضوح ما تعنيه الحروب والجيوش والطائرات والأسلحة التقليدية والذكية وهي تحصد الملايين من البشر على لا شيء سوى لبقاء الأنظمة والعروش والتيجان ...وكما تفضلتم أنت والعزيز الخميسي فإن بناء المدارس والمستشفيات والبيوت السكنية اللائقة وتوفير الماء النقي والكهرباء ودعم المواد الغذائية وغيرها وغيرها هي التي يحتاجها المواطن لا الطائرات التي تجعجع فوق رؤوس الناس وتزيدهم رعباً ولا الأسلحة الفتاكة التي تقطف رقاب الشباب والأطفال والنساء والشيوخ ". وتقدمت بالشكر الى الأخ إبن الرديني الذي نقل الصرخة الى صفحات الحوارالمتمدن - فلعل نشرها يثير نقاشا أوسع، فالفكرة تحتاج الى تحريك وتنشيط النقاش وليس وأدها بتوجيه تهمة الحلم و الخيال والطوباوية وما أشبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قطع رأسه واجب
طلال الربيعي ( 2012 / 6 / 26 - 00:48 )
عزيزي د. صادق المحترم
ولكن في دول مثل الدنمارك لا يوجد اسلام كمصدر للدستور ويدعي بكونه دين ودولة. كما انه ليس هنالك مسيحية سياسية موازية للأسلام السياسي, فملكة الدنمارك, حالها حال رفيقتها ملكة بريطاتيا, شخصية غير سياسية وليس لديها صلاحيات تنفيذية او حزب سياسي. كما انه ليس لديهم رجالا او نساءا ينادون بما نادى به حسن البنا بانه من يخرج عن الحاكم المسلم مطبق شرع الله فقطع رأسه واجب.
مع كل المودة


2 - عسكرة المجتمع
امين يونس ( 2012 / 6 / 26 - 04:30 )
عزيزي الاستاذ البلادي
بعكس ما يصبو اليه الخميسي وأنا والكثيرون غيرنا .. في جعل مجتمعنا محايدا جانحاً نحو السلام .. فأن حكومتنا - الديمقراطية - برئيسها المتدين الانساني كما يّدعي .. أصدرتْ قراراً عجيبا .. بحق تملك كل مواطن لقطعة سلاح ! .. هذا عدا عن تشكيل وتشجيع الميليشيات تحت اسم مجالس الاسناد وتجمعات عشائرية .
احتراماتي مع خالص الود


3 - من الخمبسي البلادي المحترم
عربي الخميسي ( 2012 / 6 / 26 - 09:17 )
اخي الاستاذ صادق البلادي
كم اتمنى ان تطرح مداخلتي ومعي من سبقني بالكتابه من الاساتذه حول الجيش للنقاش الجماهيري وعلى نطاق واسع من قبل ذوي الاختصاص والمهتمين بالعراق ولا اخفيكم سرا ايها الصديق العزيز لقد تأثرت كثيرا بموضوعكم المنشور بالحوار المتمدن وسابقا على صفحات مجلة الثقافه الجديده كلها افكار تحتاج للتفعيل والتثقيف بها وباعتقادي ان المؤسسه العسكريه لها علاقه عضويه بموضوع مفردة الديموقراطيه التي تعني الكثير لبناء الانسان العراقي اولا فلا يمكن ان تتحقق ابدا و 60% من ميزانية الدوله للجيش وجنرالاته وماكنته الحربيه
ومن منبركم الجميل هذا احييكم واحيي جميع الاساتذه الكبار كل من امين يونس وخليل الجنابي وابواحمد وماجد فيادي وسعد سامي نادر ومحمد علي محيي الدين وغيرهم الذين ناصروني بصرختي كما اطلقها علي صديقي الرائع الاستاذ الرديني فشكر لكم ايها المفكرون المخلصون والسلام


4 - لنرفع أغصان الزيتون
خليل الجنابي ( 2012 / 6 / 28 - 11:14 )
العزيز الأُستاذ صادق البلادي
الأعزاء الأستاذ محمد الرديني .. والأخ الكبير الأستاذ العربي الخميسي
والى كل الأعزاء الذين يقفون الى جانب صيحات الخير التي تنادي بالتعايش السلمي بين الشعوب والأمم وتنبذ الحروب , وترفع أغصان الزيتون وتطلق الحمامات البيضاء فوق الرؤوس بدلاً من أزيز الطائرات والمدافع , أقول إنها رغبات الملايين ولا شك وهي بحاجة الى شحذ الهِمم والكتابة في كل المواقع الألكترونية والصحف والفيسبوك وغيرها , وتقول بصوت مرتفع ... لننبذ الحرب , وللنبذ إيجاد الجيوش الجبارة التي تسحق حلم الطفولة والشباب , ولنُطعم الناس الذين يتضورون جوعاً في أقاصي الأرض , ولا شك بأن هذه الأصوات الخيرة ستلاقي الحملات الشعواء لإخمادها لأن آلة الحرب التي تستحوذ عليها وتملكها الشركات العملاقة التي تسعى ليل نهار لإشعال الحرائق في كل مكان من أجل بيع أسلحتها الفتاكة لقتل الشعوب .. المعذرة من الإطالة لكن لابد من القول ( إشعال بصيص من النور خير من الإكتفاء بلعن الظلام ) ودمتم بخير

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل