الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الآخر

اسماعيل موسى حميدي

2012 / 8 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




"الوجهة الآخر" برنامج تلفزيوني يعرض على شاشة قناة "العراقية" يقدمه المتألق عباس حمزة الذي أضفى عليه "بهجة ومتعة" للباقته وسطوة حضوره في الشاشة، كذلك ما يتمتع به من اسلوب حواري رائع ، وفي أقل تقدير، هو من البرامج التي حظيت بنجاح عند المشاهدين قياسا ببقية البرامج التي تعرض من على هذه القناة التي جعلت جل برامجها للشعر الشعبي واحواله .
واعتقد ان سر النجاح يكمن في فكرة البرنامج التي ابتعدت نوعا ما عن روتين ورتابة اعداد البرامج التلفزيونية التي اعتاد عليها متلقينا المبتلى بكثرة الفضائيات المحلية واسفاف برامجها المتشابهة، خصوصا في تلك التي تستعرض تفاصيل المشاهير وخفايا حياتهم، والمتلقي في فضول دائم لمعرفة كواليس حياة من يحب من النجوم وكيف ترجموا حياتهم الى قمم الابداع والشهرة ، الامر الذي يبعده عن ضجيج السياسة وأزماتها التي لاتنتهي في هذه البلاد .
البرنامج الذي عودنا عليه الزميل المقدم في حلقاته الاولى باستضافته مبدعين السبعينيات الذين يعشقهم المواطن العراقي والعربي على حد سواء من فنانين وادباء ورياضيين جلب الكثير من المتعة للمتلقي بالافصاح عن حياتهم قبل الشهرة ودورها في شحذ همم النجاح ومن ثم النجومية حتى التميز في عالم الابداع.
ولكن نجد البرنامج الذي نشاهده اليوم قد اخذ مسارا اخر عندما راح مقدمه يستضيف شخصيات جديدة مقتصرة على مجموعة من السياسيين مع اعتزازنا بالسياسي العراقي وما يعانيه من ثقل مسؤولية.
ولكن هل ياترى ان هؤلاء السياسيين هم في ذائقة الناس وبمصاف المبدعين والمشاهير والنجوم الذي عودنا البرنامج على استضافتهم وهل لهم محبوهم الذين هم في لهفة لمتابعة احوالهم ومعرفة كواليسهم وتفاصيلهم الحياتية،أم ان السياسين صدقوا ذلك او تخيلوه في انفسهم كما صدقوا اللعبة السياسية التي طالت عندهم دون فك رموزها وركنوا البلاد في زوايا الظلام ،هل المواطن بحاجة لافصاح السياسي عن وجهه الاخر في مرحلة ما قبل السياسة وهل هو عند مواطننا اصبح كالعمالقة أمثال غاندي وجافيرا وغيرهم ممن يتحدث بهم العالم ويحمل صورهم الثوار في ساحات الحريات، هل اكمل سياسيونا اليوم كل المهام المناطة بهم من مسؤوليات ثقيلة حملهم اياها الشعب العراقي حتى يظهروا للمواطن من على الشاشات في برامج كمالية تعبر عن غرائبهم وظرافتهم في برامج استرخاء وسعادة لملء فراغ المواطن بالمتعة،ألم يدرك من يظهر في مثل هكذا برنامج بان العراق حسب تقارير الامم المتحدة من اكثر خمس دول في العالم بالفساد ، وان العاصمة بغداد من اردأ العواصم في العالم اضطرابا من حيث الخدمات وحقوق الانسان،وهم عاجزون حتى على تخليصها من النفايات.
كنت اتمنى لو ان الزميل مقدم البرنامج قد جمع هؤلاء السياسيين المشاركين في البرنامج وعمل لهم جوله في شوارع بغداد كشارع السعدون والرشيد وغيرها من الشوارع والازقة في بغداد وضواحيها ليروا وجه بغداد الحقيقي ويذكرهم بـ"الوجه الاخر" الوردي لبغداد العاصمة الذي وعدوا به ناخبيهم و لكن هل للسياسيين اليوم وجه يظهروا به أمام المواطن بعد كل الذي انتظره منهم أم ان وجوههم اصبحت كثيرة يرتادون منها ما يشاءون وبحسب اللعبة السياسية كما يسمونها، واخيرا ،لو كان بعض من السياسيين باقين على وجوههم القديمة لكانوا بنا ارحم ولمهنهم أكثر ابداعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت