الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت الحاضر الغائب

لينة محمد

2012 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال الرحمن (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )

قال الرحمن ( إنك ميت وإنهم ميتون ( 30 ) ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( 31 ) فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )

قال الرحمن (قا‏إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ‏)

الموت الذي تفرون منه فأنه ملاقيكم ، في الموت لنا طقوسا مختلفة فإذا مات الفقير مات رحمه الله من عذابات كثيرة فأنه لم يعش سعيدا وكان محتاجا طوال الوقت وإذا مات من هو صاحب سلطة وسمو له مراسم تشييع أخرى حتى في الموت يميز المشهور الذي وري التراب مع المجهول الفقير في نفس الأرض وان كان يعتقد اتباعه ان جثمانه سوف ينقل الى مكانه المحتوم أو ان المكان مختلف هي العبرة لكن هل نعتبر ؟

سمو الأمير مات صاحب النفوذ مات تبدأ المراسيم بالأنعقاد وتختلف المراسم حسب أهميته وموقعه على الأرض فالموت له إجراءات وتختلف بالطبع بين الفقير والغني وهل يدفنون في أرض مختلفة أم هي ذات الأرض والتراب ؟

وهل تختلف مدة تحلل جسد الغني الذي تم التعامل مع جثمانه بكثير من الأهتمام والتطيب وتم غسله بالماء وعطور وبخور والفقير أحتمال كبير انه تم غسله بالماء فقط اذا وجد الماء وفي الموت لنا طقوس مختلفة !

والسؤال هل سوف تختلف رائحة تحلل جثة الغني عن الفقير ؟

المصاب الجلل له منافقين كثير فأن كان المحمول على الأكتف صاحب جاه وسلطة فله الأحترام والتبجيل والتعظيم ويحمل بكل رفق وكأنه يعلم أو يأبه بما يحدث له وان كانت المراسم عديدة وتبدأ بعد الأعداد الدقيق لها عبر أرسال الدعاوي المذكور فيها تفاصيل التفاصيل حول التشييع التى تنطلق عبر مظاهر عدة ومن يابه بكل هذه المظاهر ؟

لا أعلم احيانا كثيرة أفكر بكل هذه المظاهر والأعدادات وكأن الميت سوف يكون له أستقبال مختلف تحت الأرض وسوف يلاقي الترحيب والهتافات والشعارات التي تؤيده ومنافقين يستقبلونه بتقبيل الأيدي وانحناءات كثيرة والمشهد المكرر في حياته يا ترى سيكون له أستقبال مختلف أيضا عندما يوارى التراب . فليخبرنا ان عاد من القبر ؟

وتعاملنا مع من هو طاغية عند الموت يكشف كم نحن أمة تعشق الكلام وتفصح عن الألم عبر الكلام لكن الكلمات والشتائم هل تعيد معتقل الى أهله أو شهيد الى قيد الحياة أو معدم تجعله عكس ذلك ام هي فقط ظاهرة لتنفيس الكبت والوجع من آلام عدة وجرائم ارتبطت بأسم الذي مات لكنه مات على ماذا نحاسبه ؟؟

وكيف نحاسبه ؟ لم تعد تجدي الكلمات فهي لا تصل الا لمن هو في محيط الألم ذاته لكن هيهات هيهات ان تعيها الآذن الأخرى المتمثلة في أعوانه ومن يأتمرون بأمره سابقا ومن هم في السلطة الكلمات التى تدعوا عليه الى جهنم وبأس المصير لن تغير واقع الحال في شيء الا انه سيكون كلاما في فراغ الصمت الذي لا يؤثر في كثيرين فاللغة غير مفهومة ومختلطة واحيانا لغة غير محبذة ومشبوهة لكن هل تصل الى من يأتمرون بالأمر ويعملون ليسقط الشعب ؟؟

لا اعلم حتى الموت له طقوس مختلفة في الوعي العربي الذي ما زال يعاني الخرافات الكثيرة ويذكر عذاب القبر وما يطلق عليه الثعبان الأقرع ومنهم من يأكد ان القبر هو حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ولا اعلم هل الجسد البالي بعد ليالي عدة كيف يتعذب او ينعم بما عمل من أعمال ام هي الغيبيات المقيتة التي ما زالت في الأذهان حاضرة .

اتعجب لأمة ما زالت تحتمي وتحارب بالكلمات والكلمات وكأنها مخزون السلاح المتجدد والمتطور هو الكلام ولا نملك أو نتطور في مجالات عدة الا عبر الكلمات فالشعر والنثر والمقالة هي سلاح الأمة ما زالت أمة المهاترات الإعلانية نقاتل وننتصر عبر الخطابات المدعومة بالدعاء في المناسبات الكثيرة فأمة تتقن الدعاء على الأعداء وعليه دولة الكيان الصهيوني أختفت من الجوار وتلاشت بالدعاء وبصيغه المختلفة وحسب المناسبات فليلة القدر التي تقام في كل شهر من رمضان العدو حاضر دوما في الدعاء لأمة الآدعياء الكثر الذين ما زالوا يتوهمون بعودة المسيح الهابط من السماء لكل بأي مسمى سيأتي ؟؟

فأنا أعلنت الحرب على المسميات كم قتلتنا وشردتنا المسميات .

هل نحارب أشباح أو تحارب عنا خرافات الجيوش المهزومة في الذاكرة المقيتة لكن تعسا لذاكرة لا تغفل الهزائم العديدة بل تعيد الكرة من جديد فالشعور بالهزيمة شعور يبقيك ساكنا فالأمة تعاني من الكسل والعجز والضعف فهي مستسلمة فلا مجال للتفكير ؟؟

أمة الرضوخ للواقع بكل ما فيه من تناقضات فالواقع معروف ومكشوف والخوف دائما من القادم الغائب ، أمة تخشى أي جديد فهو مرهق ومخيف ويحتاج الى فكر وعمل وأمة مطواعة لكل من يتحكم فيها انحنت دهرا ليركب على ظهرها من أراد التسلق والفوز عبر مسميمات عديدة كلها تنفذ أجندات خارجية وضيقة فهي تعمل ضمن المسموح به وضمن أوامر عده فلتبقى يا شعب راضخ فأنت من أنتخب الصوت العاجز وعجزه يمثله عبر أقوال مقيتة لأموات غير أحياء لكن التقديس الأبدي لأقوال من يخرج عن الملة يقتل والمرأة عورة والشعب أعور فأنتم أخترتم مصيركم المجهول ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر