الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية .

فريد العليبي

2012 / 8 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الحلقة الأولى .
مع تتالي أحداث الانتفاضات العربية برز الدين أكثر فأكثر باعتباره إشكالا من حيث علاقته بالسياسة بل إنه أصبح في حد ذاته مشكلة سياسية و من ثمة فإن أي مسالة تتعلق بالسياسة إلا و يتدخل الدين في مناقشتها ، و لا يمكن الحديث عن الانتفاضة التونسية دون تبين صلتها بما هو ديني و بالأخص بالجماعات الدينية التي تمارس السياسة تحت غطاء الدين بإيحائها أنها تسير على الطريق المستقيم ، وإضفائها رموزا قدسية على نفسها تميزها عن غيرها ، فـ" انقلب الحماس لنشر الدين إلى شهوة و طموح مزر " .1
يسود الإسلام كدين في بلاد العرب و هذه البلاد توجد الآن في عين العاصفة أى في قلب الهجوم الاستراتيجي الشامل الذي بادرت الامبريالية الأمريكية بشنه غداة 11 سبتمبر 2001 على الشعوب و الأمم المضطهدة فـ " الولايات المتحدة قد أصبحت أو أنها في طريقها الى أن تصبح ما لم يكنه أحد قبلها ـ الا هتلر في خياله ـ أى القائد العسكري للعالم " 2 و من هنا فإن ردة الفعل الشعبية لا يمكنها الإفلات من تأثير الدين كما أن الدين كان من بين الأسلحة الإيديولوجية الموظفة في هجمات سابقة من هذا القبيل .
و لا ريب أن هناك فرقا بين تدين الشعب و معظمه من الكادحين، الذين يتوارثون دينهم جيلا بعد جيل ، و يتعاملون معه كبداهة لا تستوجب شكا و حيرة ، و يمارسونه بعيدا عن التوظيف السياسي ، و بين تديين السياسة و تسييس الدين اللذين نجدهما لدى أفراد و جمعيات و أحزاب لها مصالح تخصها و ارتأت في الدين وسيلة لإدراكها 3 .
لقد كان الدين الى حد كبير خافت الحضور في الانتفاضة التونسية ، خاصة قبل القصبة الثانية بينما قوى حضوره بعد ذلك ، أما في الأقطار العربية الأخرى فكان حضوره أكبر ، ربما في استفادة من الحالة التونسية حيث انخرطت الجماعات الدينية في سير الانتفاضات منذ البدء قبولا أو رفضا .
و غني عن البيان أن الدين قد عبر في السنوات الأخيرة عن نفسه كحصن لدى الشعب ضد الامبريالية و لكنه أستعمل أيضا كحصن ضد الثورة 4 ، ومن هنا فقد ارتبط به المشهد السياسي في غالب الحالات ، و لم تكن معارك الحجاب و النقاب و الرسوم الكاريكاتورية و ما شابهها ، غير معارك سياسية من حيث جوهرها .
ولا يجب النظر هنا إلى الدين كما لو أنه مجرد مؤامرة جاء بها جمع من الشيوخ المحتالين ، أو أنه مجموعة من الخرافات التي نسجت على عجل ، و إنما هو نظرة و رؤية للكون و موقع الإنسان فيه ، و للمعاملات و الطقوس و المعتقدات ، فمن الخطأ اختزاله في بعد واحد من أبعاده المتعددة ، و هو يؤدي وظائف مختلفة يمكن أن تكون متضادة بتضاد المصالح التي تسندها ، فالدين خلاصة موسوعية للواقع في لحظة تاريخية محددة ، و هو أقرب إلى الفلسفة الشعبية التي يجد فيها المعدمون أجوبة سريعة و بسيطة عما يخالجهم من أسئلة ، منها ما يتعلق بالحياة الواقعية ، و منها ما يتعلق بعالم آخر يخيم وراءها ، لذلك تزدحم فيه الأجوبة عن المعاملات و العبادات و ما جاورها.
و في مجتمع عانى من انحباس و ركود في تطوره الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي ، على مدى قرون ، يغدو مفهوما إلى حد ما لماذا يمارس الدين حضوره في السياسة ، و بالتالي غرق الانتفاضة شيئا فشيئا في بحور الدين ، أي إنه ليس غريبا أن يؤم جمهور واسع من الناس الذي فتح عينه فجأة على الحياة السياسية غير الخاضعة للمراقبة البوليسية المجال الديني بحثا عن أجوبة للمعضلات التي يقع تحت وطأتها ، فأن ترتدي الانتفاضات العربية ثوب الدين في هذه اللحظة أو تلك ليس أمرا مستغربا ، فتقاليد الأجداد تجثم فوق رؤوس الأحفاد " و عندما يبدو هؤلاء منشغلين فقط بتحويل أنفسهم و الأشياء المحيطة بهم في خلق شئ لم يكن له وجود من قبل ، عند ذلك بالضبط ، في فترات الأزمات الثورية كهذه على وجه التحديد نراهم يلجأون في وجل و سحر إلى استحضار أرواح الماضي لتخدم مقاصدهم " 5 ، و هو ما لم تخل منه أغلب الانتفاضات و الثورات ، ففي أنكلترا القرن السابع عشر مثلا ، و خلال الثورة " استعار كرومويل و الشعب الانكليزي الكلام و العواطف و الأوهام من " العهد القديم " لثورتهم البرجوازية و عندما تم الوصول إلى الهدف الحقيقي، عندما تم انجاز التحويل البرجوازي للمجتمع الانجليزي حل جون لوك محل النبي حبقوق " 6
و فى تونس حدث هذا بعد أيام قليلة من هروب بن على ، عندما دخل اليمين الديني ميدان الصراع ، و لكن بشكل عكسي ، قياسا إلى ما عرفته الثورة الانكليزية ، أي إنه إذا كان قد حدث ذلك في تلك الثورة بغرض السير إلى الأمام فإنه يحدث عندنا بهدف الرجوع إلى الوراء ، يقول كارل ماركس متحدثا عن الثورات البرجوازية الديمقراطية في أوربا " و هكذا كان بعث الأموات في تلك الثورات يؤدي مهمة تمجيد الصراع الجديد و ليس التقليد الساخر للصراع القديم ، مهمة تعظيم الواجب المعين في الخيال و ليس الهروب من إيجاد حل له في الواقع ، مهمة اكتشاف روح الثورة مرة أخرى و ليس جعل شبحها يحوم ثانية " 7 و اذا أخذنا الحالة العربية في كليتها فإن الأعين تبدو فيها مشرئبة إلى الوراء مما يدعو إلى التساؤل عن طبيعة توظيف الفكر الديني سياسيا في عصر الامبريالية و ما إذا كان توظيفا سلبيا بوجه عام .
و لا ينبغي الحكم على الجماعات الدينية التي تمتهن السياسة من خلال ما تقوله هي عن نفسها و إنما من خلال سياساتها و ممارساتها، و هو ما ينطبق على غيرها من الجماعات ، التي لا يخلو خطابها هي أيضا من توظيف للدين ، فمن اللافت أن الجماعات الليبرالية أيضا قد أدلت بدلوها في بحور الدين ، و أصبحت لا تجد حرجا في الدفاع عن دينها هي و فهمها هي للدين ، موظفة المقدس في معركتها السياسية ، و في خضم االصراع على هذه الأرضية ، كانت المنازلة تقتضي تعديل البوصلة و تغيير المفاهيم و الشعارات و انتقاء الكلمات و المصطلحات ، و بينما تحاصر الجماعات الليبرالية الجماعات الدينية من جهة الالتزام بالديمقراطية و القوانين و التشريعات الوضعية ، تحاصر الجماعات الدينية الليبراليين من جهة الهوية و الإيمان و الكفر ، غير أن الصراع بين الطرفين يظل بعيدا عن المطالب التي رفعها المنتفضون ، و في الأثناء يجرى التخلي عن بعض ما يقوم عليه الخطاب السياسي لدى هذا الطرف أو ذاك و محاولة إيجاد أرضية مشتركة مثل استبعاد كلمة العلمانية و تعويضها بكلمة مدنية ، و الاتفاق على الهوية الإسلامية للشعب ، و التداول السلمي على السلطة ، ولا يحدث ذلك جراء صراع محلى فقط و انما يرتبط بمجريات الوضع العالمي أيضا.
يقدم اليمين الديني على تنازلات ظرفية تكتيكية ، و هو يفعل ذلك وفق براغماتية عنوانها التدرج و التمكن ، حتى أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية نأى بالإسلام عن الحكومة الحالية ، فهي ليست حكومة إسلامية و كأنه يريد القول : لا تحاسبونا عما نفعل الآن ، حاسبونا عما سوف نفعل غدا ، عندما يكون التمكين قد حصل ، بينما تحاول قوى الثورة ترويض الثعلب المحتال بنزع مخالبه و أنيابه ، و هي تردد في سرها مع أحمد شوقي :
مخطئ من ظن يوما ..... أن للثعلب دينا.
و الآن تحاول النهضة و أخواتها أسلمة الانتفاضة ، و فرض السيطرة على المجتمع كله و هنا بالذات لا يمكن إنكار تبادل الأدوار بين مكونات اليمين الديني أو ما يسميه سمير أمين " تقسيم العمل " 8 بينها ، فالنهضة تترك للجماعات الإسلامية " المنفلتة " مهمة القيام بذلك من خلال رفع شعارات الخلافة و الحاكمية لله ، بينما تحاول هي التكيف مع شعارات المرحلة ، و خاصة الديمقراطية و التعاقد و الدستور و المواطنة ، غير أن بعض فلتات اللسان تفضح مقاصدها بين الفينة و الأخرى9 .
و من هنا أهمية تحليل إشكالية الديني و السياسي من خلال ما تحيل إليه من وقائع ملموسة تقدمها لنا سيرورة الانتفاضة ذاتها دون التغافل عما مهد لها ، و عدم التورط في أحكام مسبقة قد تذهب بالتحليل إلى مجاهل الدغمائية ، و بالتالي تسجنه ضمن دائرة القوالب الجاهزة ، كما ينبغي النظر إلى الحامل الحزبي للخطاب الديني من زاوية السياسة و الايدولوجيا ، و ما يعبر عنه خطابه من مصالح طبقية .
و بالعودة إلى التاريخ القريب نرى أن اللحظة الإيرانية مثلت منعطفا على صعيد تنامي الجماعات الدينية في الوطن العربي ، و هنا دخلت قوى إقليمية خليجية بالأساس للتحكم بهذه الظاهرة و تعديل الكفة بالمعنى الطائفي ، أي قطع الطريق أمام التمدد الشيعي و استثمرت أموالا طائلة لنشر إيديولوجيتها السنية بنكهة اخوانية حينا ، و وهابية أحيانا أخرى ، و رأت في ذلك طوق نجاة لها قبل أن يصيبها ما أصاب حليفها البهلوى السابق ، و قد استعملت القنوات الفضائية للغرض ، فأطلقت منابرها الدينية لتسرح و تمرح في كل بيت ، فضلا عن الشيوخ الأثرياء الذين أصبحوا يمتلكون قنواتهم الخاصة و جرائدهم و دور نشرهم و جمعياتهم الخيرية بل و جامعاتهم أيضا 10 .
ويتبارى إلى حد الآن المركزان السني و الشيعي في إغداق المال بسخاء على المنظمات و الأحزاب التابعة لهما ، في صراع مفتوح ما فتئ نسقه يتسارع ، و معه تتفاقم معضلة التفتيت الطائفي ، منذرة بنتائج كارثية ، فالشحن الطائفي و عسكرة الأتباع و ترويج الجهل و تلقين التكفير و التحكم في الناس بالفتاوى معناه اغتيال عقولهم ، و تيسير التحكم بهم من قبل متلاعبين كبار يقفون خلف الستار، بما يمكن أن يؤدى إلى حرب المائة عام تحت يافطة الخلافات المذهبية .
و لا يجب فصل اللحظة الإيرانية عن لحظة أخرى لا تقل أهمية و نعنى هزيمة 1967 و القبول بمشروع روجرس ، و صولا إلى اجتياح بيروت و ضرب المقاومة الفلسطينية و الحركة الوطنية اللبنانية سنة 1982 ، و من ثمة سيادة سياسة الاستسلام القومي عربيا ، و بداية ما يمكن تسميته بالحقبة السعودية فى رسم السياسات و تنفيذها .
و على هذا النحو يمكن القول أن الجماعات السياسية اليمينية بغض النظر عن منابعها الإيديولوجية قد وجدت في الدين تجارة رابحة وظفتها إيديولوجيا لبلوغ مآربها ، بما في ذلك السلطة السياسية المهيمنة في تونس قبل 14 جانفى 2011 ، التي كانت حريصة على الظهور بمظهر حامية الحمى و الدين كما إظهار أن الله يباركها 11 ، مثلما كانت حريصة في وقت ما على تسهيل عمل الجماعات الدينية لقطع الطريق أمام انتشار اليسار الثوري في الجامعات و النقابات العمالية ، و من هنا ضرورة التخلص من ذلك الزعم الذي نسج خيوطه اليمين الديني حول طبيعة علاقته بسلطتي بورقيبة و بن على و هو ما سنتناوله في هذا المقال . و اليوم و مثلما كان عليه الحال بالأمس القريب و البعيد يستعر الخلاف بين جماعات مختلفة حول من له أحقية الكلام باسم الدين ، و بالتالي احتكار تمثيله ، بينما ظل المشهد السياسي العربي يفتقر إلى يا يشبه لاهوت التحرير في أمريكا الجنوبية مثلا ، و من هنا خطأ النظر إلى الجماعات السياسية التي تعتمد الدين كايدولوجيا على أنها متماهية دائما .
الحواشى :
1 سبنوزا ، رسالة في اللاهوت و السياسة ، الطبعة الثالثة ، ترجمة و تقديم حسن حنفى و مراجعة فؤاد زكرياء ، بيروت ، دار الطليعة ، 1994 ص 115 .
2 سمير أمين: بعد حرب الخليج ، الهيمنة الأمريكية الى أين ؟ ، ورد ضمن : العرب و تحديات النظام العالمي ، بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الثانية ،2004، ص 73 .
3 يقول أنجلس ان " ما يسمّى الحروب الدّينيّة فى القرن السّادس عشر، كانت تتضمن مصالح طبقية مادية ايجابية ، فقد كانت هذه الحروب حروبا طبقية " فالأطراف المتصارعة يرتدي كل منها قناعا معينا و هناك بطبيعة الحال من يختار قناع الدين ، فريدريك أنجلس ، حرب الفلاحين في ألمانيا ، ص 46 .
4 يقول حليم بركات : " قد يستخدم الدين من قبل الأنظمة السائدة في تثبيت شرعيتها و هيمنتها أو من قبل القوى المعارضة للتحريض و إثارة السخط ضد النظام القائم ، أو من قبل الطبقات و الجماعات العاجزة المحرومة البائسة بحيث تستمد منه العزاء و المصالحة مع أوضاعها التي تحيلها إلى كائنات ضعيفة معرضة للاضطهاد و القمع " المجتمع العربي في القرن العشرين ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الأولى ، 2000 ، ص424 .

5 كارل ماركس ، الثامن عشر من برومير لويس بونابارت ، موسكو ، دار التقدم 1980 ، ص ص 8 /9 .
6 المصدر نفسه ، ص 10 ، عاش النبي حبقوق على الأرجح بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد و ينسب إليه في الديانة اليهودية قدرته على الرؤيا و أنه كان تحت تأثير حمل ثقيل فقد كان يعلم ما سيلحق اليهود من نكبات و بلوى ، و أنه نظر إلى ذلك باعتباره امتحانا إلهيا " لشعب إسرائيل " فطلب الاتكال على الله الذي لا راد لقضائه ، و تذهب بعض الروايات التاريخية إلى أنه أسر مع النبي دانيال من طرف ملك بابل نيبوخذ نصر و توفى في إيران ، و عندما يقول ماركس إن جون لوك عوض حبقوق فهو يقصد أن الليبرالية قد حلت فلسفيا محل الدين و أصبحت إيديولوجيا للبرجوازية .
7المصدر نفسه ، ص 10 .
8 Samir Amin. 2011 : le printemps arabe ? Publié par Mouvements, le 1er juin 2011. http://www.mouvements.info
9 من بين هذه الفلتات دعوة حمادي الجبالى رئيس الحكومة المؤقتة الحالي إلى تأسيس الخلافة السادسة خلال لحظة تجلى انتخابية في مدينة سوسة .
10 على سبيل المثال يعد الشيخ اليمنى عبد المجيد الزندانى داعية و مؤسسا للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن، و هو في نفس الوقت مؤسس لجامعة الإيمان .
11 قبل أشهر قليلة من هروب بن على تردد الشعار التالي في بعض تظاهرات التجمع الدستوري : ّ الله واحد الله واحد و بن على ما كيفو حد " كما كانت بعض الكتابات الدعائية تصفه بـ " أنه رجل منهج و صراط ، و لأنه حُبى بنضج استثنائي هو هبة من الله تعالى " على طعمه ، تونس و عصر الزين ، تحول من أجل الإنسان ، بيروت ، مؤسسة الهيثم للطباعة و النشر1999 ، الطبعة الأولى ، ص 208 . و بعد ذلك انتقلت الشعارات ذات الخلفية الدينية إلى تصويره في ثوب إبليس بما يذكر بكلمات سبينوزا التالية : " إن الخرافة هي أكثر الوسائل فاعلية لحكم العامة ، و لذلك كان من السهل باسم الدين دفع العامة تارة الي عبادة الملوك كأنهم آلهة و دفعهم تارة أخري إلي كراهيتهم و معاملتهم و كأنهم طامة كبري علي الجنس البشري " رسالة في اللاهوت و السياسة ، مصدر سابق ، ص 113.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل